الجديد برس:

أطلق فريق الإصلاحات الاقتصادية (ERT) وهو مبادرة طوعية تضم رجال وسيدات أعمال وخبراء اقتصاديين، مبادرة لمعالجة مشاكل النقل في اليمن، طالب خلالها بفتح جميع المطارات والموانئ اليمنية، ومعالجة مشكلة قطاع النقل البري من خلال فتح الطرق بين المدن وإلغاء القيود والجبايات في مداخل المدن.

واستعرضت المبادرة، التي نشرها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، يوم الإثنين، في حسابه على “فيسبوك”، حجم الخسائر التي لحقت بقطاع النقل خلال سنوات الحرب، مشيراً إلى أن إجمالي طول شبكة الطرق البرية في اليمن بحوالي 58,200 كيلومتر، 70% منها غير معبدة، ورغم ذلك تعرضت الطرق البرية والجسور للدمار، حيث أشارت التقديرات الرسمية في يونيو 2019 إلى أن أكثر من 6 آلاف كيلومتر من الطرق المعبدة في المناطق الحضرية، والرابطة بين المحافظات وأكثر من 100 جسر تدمرت بسبب الحرب فضلاً عن إغلاق الطرق الرئيسية بين المدن التي تمثل الشريان الرئيسي لنقل البضائع والسلع والأفراد، على سبيل المثال: طريق عدن – الضالع – صنعاء، وطريق تعز – إب – صنعاء، وطريق صنعاء – مأرب.

وأشارت المبادرة إلى أن المواطنين والتجار لجأوا إلى استخدام طرق فرعية بديلة غير معبدة مثلت أحد عوامل الاستنزاف اليومي للأرواح والموارد وساهمت في زيادة كلفة السلع.

وقدم فريق الإصلاحات الاقتصادية عدداً من المقترحات لمعالجة مشكلات النقل، طالب خلالها بفتح جميع الطرق الرئيسية والفرعية بين المدن اليمنية لتسهيل حركة نقل البضائع والسلع بين المدن وسرعة إعادة تأهيل تلك الطرق التي تضررت بفعل الحرب والتدمير.

كما طالب بفتح جميع المطارات والموانئ اليمنية والسماح باستيراد السلع والبضائع وفقاً للقوانين والتشريعات المعمول بها في اليمن قبل الحرب.

ودعا الفريق إلى إلغاء جميع القيود المفروضة في مداخل المدن والرسوم الجمركية المزدوجة وعدم السماح بالابتزاز وأخذ الجبايات وتقييد حركة المسافرين وإعاقة تدفق السلع والخدمات بين المحافظات.

كما تضمنت المقترحات استعادة الأمن والثقة ويتمثل في استعادة ثقة الناقلين البحريين الدوليين في موانئ اليمن وبخاصة ميناء عدن وميناء الحديدة من خلال أحكام صريحة يتم تضمينها في أي تفاهمات أو اتفاقيات سلام، والامتثال للمدونة الدولية لأمن السفن والمرافق البحرية والطرقات والمنافذ الدولية ISPS.

وطالب الفريق جميع الأطراف بالتعامل مع ملف النقل ومشكلاته وتداعياته بشكل كامل ومتزامن وغير مجزأ بكل قطاعاته- البحري والجوي والبري- وهو ما يمكن أن يفضي إلى إنهاء جزء كبير من معاناة المجتمع، والقطاع التجاري ويساهم في تدفق السلع والخدمات وحركة المسافرين بشكل سلسل وسهل.

ودعا فريق الإصلاحات إلى إيقاف ما أسماه “حرب الإجراءات” فحين خفتت أصوات الرصاص تعالت أصوات الإجراءات والتضييق على القطاع التجاري وعلى حركة وتدفق السلع بين المحافظات والمدن.

واختتم فريق الإصلاحات الاقتصادية مقترحات بالمطالبة السماح لكل البنوك العاملة في اليمن بإصدار الضمانات الجمركية والشيكات المصرفية حسب ما هو متعارف عليه وعدم حصرها في بنوك محددة مما يعقد من إجراءات التخليص الجمركي وفرض غرامات على التجار والسلع المستوردة.

يشار إلى أن سلطات صنعاء وجّهت خلال مارس الماضي ببدء الترتيبات اللازمة لفتح طريقي (صنعاء – صرواح – مأرب) و (البيضاء – مراد- مأرب) بالإضافة إلى فتح طريق يربط بين محافظتي الضالع وعدن، جنوب اليمن، وذلك في منطقة دمت، إلا أن اللجنتين العسكرية والرئاسية المعنية بفتح الطرقات تعرضت إلى إطلاق نار فور وصولها إلى الطريق المراد فتحها.

وأظهر مقطع فيديو نشرته وكالة (سبأ) التابعة لحكومة صنعاء، قيام اللجنة الرئاسية واللجنة العسكرية المعنية بفتح الطرقات، مع حشد جماهيري كبير، بإزالة الحواجز الترابية والأحجار المنتشرة في الطريق، لكن اللجان وجموع المواطنين تعرضت لإطلاق نار، ما أدى إلى إصابة اثنين، وفق ما أكده تسجيل مرئي وتصريحات مسؤولين في اللجنتين الرئاسية والعسكرية.

واعترفت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بإطلاقها النار على اللجنتين الرئاسية والعسكرية المعنيتين بفتح طريق الضالع عدن، والتابعتين لحكومة صنعاء، خلال إجراءات فتح الطريق.

https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2024/03/الاعتداء-على-الوساطة-خلال-فتح-طرق-صنعاء-عدن.mp4 https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2024/03/ssstwitter.com_1710269873197.mp4

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: بین المدن فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

البدريون قادمون من صنعاء ... ستكتشف السعودية كما اليمن أنها الخاسر الأكبر من مخرجات لا تفهم الجغرافيا

    

الحوثيون لايعملون بعشوائية التحالف، ولا برخاوة الشرعية وغبائها، بل يشتغلون منذ أكثر من 11 سنة على بناء جيل عقائدي خاص بهم، عملوا على إنشاء منظومة تعليمية موازية (غير المدارس الحكومية التي عبثوا بمناهجها)، أبرزها مايُعرف بـ"مدارس البدر" نسبة لبدر الدين الحوثي، وهي مدارس داخلية مغلقة لايُقبل فيها الطالب إلا وفق معايير مشددة، ويمكث فيها الدارس ثمان سنوات؛ يتلقى خلالها منهج خاص خارج إطار التعليم الرسمي، لايشمل أي علوم حديثة، لكنها تصنع فرد مبرمج على الولاء المطلق والفكر الواحد والعداء المستحكم للآخر، إضافة إلى التدريب العسكري على مختلف أنواع الأسلحة..

 

 في صنعاء وحدها، هناك 28 مركز ديني وشرعي خاص، تتبع منهج الجماعة وملازمها، تعمل بوتيرة واحدة، بعضها داخل مساجد كبرى مثل جامع الصالح (الذي حُوّل إلى جامع الشعب) ويضم معسكر داخلي دائم، وهناك عشرات المراكز المماثلة في بقية المحافظات والمديريات والعُزل المختلفة، والمحصلة أكثر من 250 ألف شاب كلهم تحت سن العشرين تخرجوا حتى الآن من هذه المراكز، لايعرفون الفيزياء ولا التاريخ ولا اللغات، لكنهم مبرمجون عقائدياً ومدربون عسكريا، ومؤهلون للتعامل مع كل أشكال السلاح.. 

 

 نحن لانتحدث عن جيل متدين فحسب، ولسنا أمام مخرجات تعليمية عادية، وهذه ليست مجرد أرقام، بل جيل مبرمج بطريقة لاتترك أي مجال للتسامح أو التعايش، عبارة عن ألغام وقنابل فكرية موقوتة، مخرجات يصعب التعايش معها مستقبلاً، لأنها نشأت على أفكار لاترى الآخر إلا كخصم يجب إخضاعه أو استئصاله، ويتعاملون مع الخلاف الفكري أو السياسي كما لو كان كفر يستحق الاجتثاث..

 

 خريجوا تلك المراكز لم يتم اعدادهم لخدمة الجماعة سياسيا أو عسكريا فقط، بل تم تشكيلهم وتلقينهم والاعتناء بهم ليكونوا الوقود العقائدي لأي صراع طويل الأمد، يعبث بالتاريخ ويتجاوز حدود الجغرافيا..

 

 هذا المشروع الذي يحتفل بتخرج دفعاته سنوياً منذ 11 سنة، يقابله فشل الشرعية الذريع؛ ليس في مواجهته فقط، بل انها قدّمت النقيض، تركت المدارس تنهار، والطلاب يتسربون، والمعلمين يتذمرون بلا مرتبات، يُذلون في طوابير المساعدات، دون خطة بديلة أو دعم جاد لمواجهة التجريف العلمي الذي يتم في صنعاء وبقية المحافظات التابعة للحوثيين، لم تكن هناك أي محاولة لبناء مشروع مضاد، لافي التعليم ولا في الإعلام ولا في الوعي العام، بل إنها لم تنجح في أي قطاع اتجهت إليه، ووقفت عاجزة أمام أخطر معركة تخوضها الأمم؛ معركة بناء الإنسان.

 

 أما التحالف، وعلى رأسه السعودية، فقد تورطت في معركة بلا أفق محدد، وأصبح التراخي، وإطالة أمد الحرب، وغياب أي مشروع وطني أو تربوي مقابل، بمثابة شيك على بياض للحوثيين بتنفيذ برنامجهم التربوي والعقائدي بكل أريحية، والنتيجة أن المنطقة برمتها ستدفع ثمن هذه "المرحلة الرخوة من تاريخ اليمن" التي تحوّل فيها الحوثيون من مجرد جماعة ميليشيا مسلحة؛ إلى مدرسة قتالية وماكينة تربية مغلقة، تُنتج مقاتلين عقائديين مؤمنين بمشروع لايعترف بالحدود ولا بالشراكة ولا بالاختلاف، وستكتشف السعودية، كما اليمن، أنها الخاسر الأكبر من هذه المخرجات، التي ستكون في الغد القريب أدوات صراع، لا أدوات تعايش.. 

 

 لقد أثبتت الحرب أن الخطر لايكمن في الجبهات فقط، بل في المدارس والمناهج والمراكز العقائدية، ومن يُهمل هذه الجبهة، ويفشل في خوض هذه المعركة، سيُهزم وسيفقد المعركة كلها، حتى لو انتصر عسكرياً، لأن من يُشكل العقول، يحصد المصير ويتحكم بالمستقبل..

  

مقالات مشابهة

  • اليمن: محكمة حوثية تقضي بإعدام نجل الرئيس السابق
  • صنعاء.. الحوثيون يقتلون سائق شاحنة رفض دفع إتاوات
  • البدريون قادمون من صنعاء ... ستكتشف السعودية كما اليمن أنها الخاسر الأكبر من مخرجات لا تفهم الجغرافيا
  • فريق عمرها ينفذ مبادرة تطوعية للتخفيف عن طلاب الشهادية الثانوية
  • اجتماع طارئ للشُعب التجارية بغرفة القاهرة للمساهمة في مبادرة خفض الأسعار
  • العشري: نحن «كتف في كتف» مع الحكومة للمساهمة في مبادرة خفض الأسعار
  • اليمن.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون رفضا لتجويع "إسرائيل" لغزة
  • مصر.. الحكومة للتجار: الأسعار يجب أن تنخفض الآن بعد تجاوز الأزمة الاقتصادية
  • نواب: تراجع سعر الدولار وتحسن المؤشرات الاقتصادية يفتحان الباب لخفض أسعار السلع في الأسواق المصرية
  • وزير الأشغال يبحث مع البنك الدولي أولويات مشاريع الطرق و #النقل