كيف تواجه روسيا أزمة النقص المزمن في عدد السكان؟
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
موسكو- عاد الحديث عن الأزمة الديموغرافية مجددًا إلى التداول على المستويات الرسمية والأكاديمية والشعبية في روسيا، وسط دعوات بضرورة الإسراع في اتخاذ إجراءات طارئة لمواجهة هذا التحدي الخطير والأزمة الممتدة لأكثر من قرن.
وتعرّف الأزمة الديموغرافية في روسيا بأنها "الانخفاض في تكاثر السكان وما يترتب عليه من عواقب متوقعة" وتتمحور ملامحها الرئيسية حول الحجم الكبير للانخفاض السكاني نتيجة ارتفاع عدد الوفيات وانخفاض معدل المواليد، وانتشار ظاهرة أسرة الطفل الواحد التي تمنع تكاثر السكان.
وبمقدار التباعد الروسي عن مبادئ الليبرالية الغربية، تعالت الأصوات لجهة إيجاد حلول "محلية" للوضع الصعب فيما يتعلق بمعدل الولادات، ووضع إستراتيجية "روسية خالصة" لكن الصوت الطاغي في البلاد يطالب باستخدام التوجهات الغربية كأساس للسياسة الديموغرافية.
أرقام تحذيريةوفقًا لهيئة الإحصاءات الروسية، بلغ عدد سكان روسيا اعتبارًا من بداية العام الجاري نحو 146.15 مليونًا، في حين بلغ الرقم 146.44 مطلع يناير/كانون الثاني 2023.
وكانت روسيا قد فقدت عام 2022 وحده نحو 600 ألف شخص، وفي ذروة وباء كورونا فقدت أيضا أكثر من مليون نسمة، ويحذر خبراء من أنه في حال لم يتم اتخاذ تدابير فعالة لزيادة معدل المواليد، فمن المتوقع أن ينخفض سكان البلاد بحلول عام 2035 بمقدار 8 ملايين شخص آخر.
وبحسب توقعات الأمم المتحدة، إذا استمرت هذه الوتيرة على حالها، سينخفض عدد الروس إلى 112.2 مليون شخص بحلول عام 2100. أما السلطات فترجح أن يستمر عدد الولادات في الانخفاض الفترة ما بين عامي 2023 و2026، بينما يرى مختصون إن هذه الأرقام تمثل صدى للفجوة الديموغرافية التي حدثت في التسعينيات.
وتشير حسابات هيئة الاحصاءات الروسية أنه بحلول الأول من يناير/كانون ثاني 2046 سيبلغ عدد السكان 138.8 مليون نسمة، وسيقل إجمالي انخفاضها السنوي بأكثر من النصف، أي من حوالي 370 ألف شخص عام 2023 إلى نحو 180 ألفًا عام 2045، كما تقدر الهيئة أن معدل المواليد سينخفض من عام 2023 إلى 2027، لكنه سيبدأ في الزيادة اعتبارًا من 2028.
ووفقًا لما يقوله الباحث في الدراسات الاجتماعية فلاديمير كوشول، يجب على الدولة وبشكل عاجل زيادة معدل المواليد بين السكان الأصليين، ووقف تدفقهم إلى الخارج، وتشكيل رؤية مشتركة للمستقبل لكل من السكان الأساسيين والمهاجرين.
ويقول للجزيرة نت إنه يمكن مضاعفة معدل المواليد من خلال الجمع بين الدعم المالي وتوجيه الأسر الشابة نحو قيم إنجاب الأطفال، مذكرا بضرورة الاهتمام بتكريس القيم الأسرية وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وصياغة فكرة وطنية موحدة تعيد توجيه الأسر الشابة نحو إنجاب الأطفال وتحفيزها بامتيازات اقتصادية، كالمساعدة في حل قضايا الإسكان وزيادة المدفوعات لكل طفل لاحق.
ويعتبر الباحث أن الحفاظ على نفس المستوى السكاني الموجود حاليًا يتطلب الوصول لمعدل خصوبة إجمالي يبلغ حوالي 2.1 مولود لكل امرأة، لكنه يوضح أن معدل المواليد حاليا لا يصل إلى هذا المستوى.
وتعترف إيلينا خيفيتس، نائبة رئيس قسم الاقتصاد والتنمية الاجتماعية في "مركز البحوث الإستراتيجية"، بوجود انخفاض في عدد السكان مع انخفاض معتدل نسبيًا في معدل المواليد. ووفقا لها، فإن التدابير المقترحة -وخاصة للعائلات الكبيرة- تأتي في الوقت المناسب، ومن شأنها مواجهة التحديات الديموغرافية.
وترى أن التركيز على هذه الفئة خطوة في الاتجاه الصحيح، لأن "خطر الفقر بالنسبة للأسر التي لديها أطفال يتجاوز بشكل كبير خطر تلك التي ليس لديها أطفال، وأكثر من 90% من إجمالي السكان الفقراء يعيشون مع أطفال قاصرين".
من جانبه يرى الخبير في قضايا الديموغرافيا ألكسي شيرباكوف أهمية استعادة مؤسسة الأسرة، مشيرًا إلى أن الأزواج الشباب يتمتعون بمستوى عالٍ من الحافز لإنجاب الأطفال بالسنوات الأولى من الزواج، لكن خلال هذه الفترة نفسها غالبًا ما يواجهون الاختيار بين المهنة والدخل من ناحية، والرغبة في إنجاب الأطفال من ناحية أخرى.
وفي الوقت نفسه، يعتبر هذا الخبير أن السلوك الزوجي والإنجابي يعتمد على عدة عوامل، كالتوجه القيمي نحو الأسرة وإنجاب الأطفال، وصحة الوالدين، والظروف الاجتماعية والاقتصادية.
ويوضح أنه مع وجود سياسة ديموغرافية مختصة يصبح من الممكن "إعادة إنتاج السكان" أي الحفاظ على حجمهم الحالي، لأن ضمان التكاثر البسيط للسكان لا يمكن تحقيقه إلا مع زيادة كبيرة في عدد الأسر الكبيرة، حسب قوله.
ويشير في حديثه إلى الأسباب الأكثر شيوعا لرفض إنجاب الأطفال في الأسر الكبيرة، كالمعيشة الضيقة وانخفاض الدخل، وزيادة التكاليف عند اتخاذ قرار بإنجاب كل طفل لاحق.
ويوضح الخبير أنه في الفترة ما بين عامي 2007 و2016 تم تعديل "رأسمال الأمومة" في حال إنجاب طفلين أو أكثر، مع وضع تسهيلات لمعالجة مشكلة السكن، حيث حدثت زيادة كبيرة خلال هذه الفترة في حالات ولادة الطفل الثاني والأول.
ويسمّى "رأسمال الأمومة" أحيانًا "رأسمال الأسرة" وهو مقياس دعم الدولة للعائلات التي تربي أطفالا. ويقدم هذا الدعم عند ولادة أو تبني طفل يحمل الجنسية الروسية، وهو برنامج حكومي تم إطلاقه عام 2007 لزيادة معدل المواليد.
ويذكر الخبير ألكسي شيرباكوف أنه -عام 2019- تم اعتماد قانون لدعم الدولة للأسر في سداد التزامات الرهن العقاري، الأمر الذي كان له تأثير جيد على ولادة الطفل الثالث.
لكنه يشير إلى أن دعم الدولة بشكله الحالي ينتهي تأثيره عند الطفل الثالث، ومن الواضح أن الدعم غير كافٍ لولادة الطفل الرابع وما بعده، وهو دعم شبه غائب تقريبًا في كثير من الأقاليم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات معدل الموالید إنجاب الأطفال
إقرأ أيضاً:
رسميًا.. إضافة المواليد على بطاقة التموين 2025| الشروط والرابط
يترقب الملايين معرفة تفاصيل إضافة المواليد على بطاقة التموين، والفئات المستحقة، حيث يتهم به الأسر لإضافة أبنائهم والاستفادة من السلع المدعمة والخبز المدعم، خاصة الأطفال حديثي الولادة والزوجات.
هل هناك إضافة المواليد على بطاقة التموين؟يسعى عدد كبير من المواطنين لمعرفة هل هناك إضافة للمواليد على بطاقة التموين، ومن هم المستحقين، فهل فعلاً تم فتح باب الإضافة؟ وما الشروط والخطوات المطلوبة؟ وما موقف وزارة التموين من هذه المطالبات.
يتساءل المواطنون: هل يوجد ضم مواليد في التموين 2025؟، والإجابة حتى الآن لم تصدر بشكل رسمي ونهائي، إلا أن وزارة التموين والتجارة الداخلية تفتح باب إضافة المواليد على بطاقة التموين لبعض الفئات، ضمن خطة تستهدف دعم بعض الفئات الأولى بالرعاية.
الوزارة لم تعلن عن موعد رسمي بعد، إلا أن مؤشرات عدة تشير إلى قرب صدور قرارات تنظيمية تفتح الباب تدريجيًا لضم المواليد وفق ضوابط دقيقة، لضمان وصول الدعم لمستحقيه فقط، مع التركيز على الأطفال من عمر معين حتى سن محدد، وفقا لتصريحات سابقة للدكتور شريف فاروق وزير التموين والذي أكد أن عام 2025 سيشهد دخول جميع المستحقين للدعم في المنظومة التموينية، فيما سيتم استبعاد كل شخص غير مستحق.
اقرأ أيضًا:
طريقة إضافة المواليد على بطاقات التموين 2025.. اقرأ الشروط أولا
إضافة المواليد على بطاقة التموين 2025.. الشروط والرابط
خطوات إضافة المواليد على بطاقة التموين 2025 أونلاين .. مين يستحق؟
إضافة المواليد على بطاقة التموين 2025
كشفت التموني سابقًا بأنه يتم استقبال طلبات إضافة المواليد على بطاقة التموين من الفئات التالية المستحقة قريبًا، لحين إتاحة الخدمة:
مستحقو معاش تكافل وكرامة.حاملو كارت الخدمات المتكاملة ومستحقو معاش التضامن الاجتماعي.أبناء الشهداء وزوجة الشهيد.أبناء الأسر البديلة.إضافة المواليد الجدد من سن كم؟يُعد سؤال: إضافة المواليد الجدد من سن كم؟ من أكثر الأسئلة تداولًا بين الأسر، وحاليا لا يوجد إضافة للمواليد، باستثناء 4 فئات فقط لها الحق في ذلك.
وفيما يتعلق باستفسار: هل يوجد تنزيل مواليد في بطاقة التموين؟، فالعبارة تُشير إلى إمكانية إدراج أسماء المواليد الجدد في النظام الإلكتروني للتموين، وهو ما يتم حاليا لبعض الفئات فقط كما ذكرنا.
وتقوم الوزارة بمراجعة بيانات المواطنين المسجلين على قاعدة البيانات التموينية، تمهيدًا لفتح خدمة إضافة المواليد على بطاقة التموين إلكترونيًا عبر البوابات الرقمية الرسمية، سواء بوابة مصر الرقمية أو موقع دعم مصر.
كيف أسجل المواليد؟السؤال الأشهر على الإطلاق هو: كيف أسجل المواليد؟، خاصة بعد فترات طويلة من توقف هذه الخدمة، والإجابة هي أن وزارة التموين وفرت عدة قنوات للتسجيل، على رأسها بوابة مصر الرقمية، والتي تتيح خطوات ميسّرة تشمل:
- الدخول على بوابة مصر الرقمية https://digital.gov.eg/
- اختيار "خدمات التموين"
- اختيار "ضم أفراد أسرتي"
- إدخال بيانات الطفل أو الزوجة أو الفرد المراد إضافته
- رفع المستندات المطلوبة مثل شهادة الميلاد أو قسيمة الزواج
- الضغط على زر "إرسال" واستلام رقم الطلب
وتُعد خطوة إضافة المواليد على بطاقة التموين من خلال البوابة الرقمية، خطوة حيوية لتقليل الزحام والتكدس في مكاتب التموين، وتسهيل الإجراءات على المواطنين.
بوابة مصر الرقمية لإضافة المواليدأصبحت بوابة مصر الرقمية لإضافة المواليد الأداة الأولى للمواطنين الساعين إلى ضم أبنائهم وبناتهم إلى منظومة الدعم.
وتتميز هذه البوابة بسهولة الاستخدام وتوفير الوقت والجهد، حيث تُغني المواطن عن الذهاب إلى المكتب التمويني.
كما أضافت البوابة خدمات أخرى منها تحديث البيانات، واستخراج بدل فاقد أو تالف، أو استعلام عن بطاقة التموين، وهو ما جعلها أداة مركزية لإدارة شؤون الدعم بكل كفاءة.
يطرح المواطنون سؤالًا مهمًا: متى يتم فتح إضافة المواليد على بطاقة التموين؟ وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر قرار رسمي يُحدد موعدًا دقيقًا، إلا أن وزير التموين أكد أن عام 2025 سيشهد دخول جميع المستحقين للدعم في المنظومة التموينية، فيما سيتم استبعاد كل شخص غير مستحق.
إضافة مواليد وزارة التموينتأتي خدمة إضافة مواليد وزارة التموين في إطار خطة الدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين جودة الدعم التمويني، عبر تحديث قواعد البيانات ومواكبة التغيرات الأسرية.
إضافة أفراد في بطاقة التموين مصر الرقميةتشمل خدمات إضافة أفراد في بطاقة التموين مصر الرقمية، ضم الأبناء والزوجات في حالات الزواج الحديث أو حالات لم يتم فيها تحديث البيانات منذ سنوات، مما يجعل البطاقة غير مكتملة.
تُعتبر خدمة ضم أفراد أسرتي (إضافة المواليد الجدد والزوجة) من أكثر الخدمات التي تلقى اهتمامًا من جانب المواطنين، وخاصة الأسر الجديدة أو تلك التي لم تتمكن من إدراج أفرادها في البطاقة سابقًا لأسباب مختلفة.
وتؤكد وزارة التموين أنها تدرس جميع الطلبات بدقة، وفي حال قبول الطلب، يتم إضافة الأفراد المستحقين ضمن الفئات المذكورة أعلاه، خلال مدة لا تتجاوز 30 يومًا من تاريخ التسجيل، مع إمكانية استعلام عن بطاقة التموين ومتابعة حالة الطلب من خلال البوابة.
إضافة المواليد للعيشعبارة إضافة المواليد للعيش تستخدم شعبيًا للإشارة إلى ضم الطفل للبطاقة التموينية بهدف الحصول على حصته من الخبز المدعم.
وتمثل إضافة المواليد على بطاقة التموين دعمًا إضافيًا لهذه الأسر، مما يقلل العبء المالي ويوفر لهم احتياجاتهم الأساسية بسعر مدعوم.
موقع إضافة الزوجة على بطاقة التموينخصصت الوزارة موقع إضافة الزوجة على بطاقة التموين ضمن خدمات بوابة مصر الرقمية، بشرط أن يكون الزوج مسجلًا بالفعل، وأن يتم تقديم قسيمة الزواج كمستند رسمي.
استعلام عن بطاقة التموينيمكن لأي مواطن القيام بعملية استعلام عن بطاقة التموين لمعرفة حالتها أو متابعة طلبات الإضافة أو التحديث، وذلك عبر بوابة مصر الرقمية أو موقع دعم مصر.
وتعد هذه الخدمة ضرورية لتتبع مصير الطلبات، ومعرفة ما إذا كانت الخدمة قد تم تفعيلها، أو ما إذا كانت هناك مستندات ناقصة يجب استكمالها