وقع بنك فلسطين وصندوق الاستثمار الفلسطيني اتفاقية شراكة استراتيجية لدعم مبادرة RISE Palestine التي تهدف لدعم منظومة الابتكار والشركات التكنولوجية الناشئة في فلسطين، التي تضرّرت بشدة جراء الحرب المدمرة على قطاع غزة والتي تقوم انترسيكت، وهي في صدارة التأثير الاجتماعي وجهود الريادة والابتكار لمجموعة بنك فلسطين بتنفيذها.

وبموجب الاتفاقية، ينضم صندوق الاستثمار الفلسطيني كشريك استراتيجي في المبادرة التي تهدف إلى دعم العاملين في قطاع التكنولوجيا في قطاع غزة، الى جانب بنك فلسطين وعدد من رجال الأعمال الفلسطينيين المغتربين والاخوة العرب في منطقة الخليج العربي، من خلال المساهمة بتقديم دعم بقيمة 150,000 دولار أمريكي. حيث أدت هذه المساهمة إلى الوصول إلى الهدف التمويلي اللازم لإطلاق المبادرة وفتح باب التقديم للمنح التمويلية، والبالغ 500 ألف دولار أمريكي، بعد مساهمة بنك فلسطين منذ إطلاق المبادرة في آذار الماضي بذات القيمة، بالإضافة إلى مساهمة رجال الأعمال المغتربين والعرب في مبالغ متباينة وصل بعضها إلى 100,000 دولار أمريكي.

ويتكون برنامج RISE Palestine من منحتين رئيستيْن، حيث تستهدف المنحة الأولى، وهي منحة الشركة الناشئة؛ 50 شركة فلسطينية ناشئة في قطاع التكنولوجيا في مراحلها المبكرة، في قطاع غزة والضفة الغربية، لتوفّر لها دعماً مالياً لنشاطاتها اليومية من أجل ضمان استمراريتها وتطوّرها، وتبلغ قيمة المنحة بحدٍّ أقصى 50 ألف دولار أمريكي.

فيما تقدم المنحة الثانية، منحة الفريق، منحاً للشركات القائمة بحدٍّ أعلى يبلغ 10 آلاف دولار أمريكي، كما تقدم منحاً للمتعاقدين المستقلين [Freelancers] بحدٍّ أعلى قيمته 1,500 دولار أمريكي شهرياً لفترة قد تصل بحد أقصى الى تسعة أشهر. وذلك من أجل توفير رواتب موظفيها المقيمين في غزة، ورواتب موظفين بدلاء مؤقتين يقيمون في الضفة الغربية والقدس الشرقية، كتعويض عن الخسائر، مما يمكّن الشركة من الاستمرار في احترام التزاماتها التعاقدية مع الشركات الخارجية التي تقوم بخدمتها وتعزيز فرصة استدامتها.

وتتمثل مهمة مبادرة RISE Palestine في تحديد وتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية للمواهب والكوادر التكنولوجية والشركات الناشئة في فلسطين مع التركيز على قطاع غزّة. وقد عمل بنك فلسطين على إطلاق المبادرة انطلاقاً من إيمانه بضرورة حماية هذه المنظومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والحفاظ على مواهب وإنجازات الشباب الريادي التي جذبت خلال السنوات الماضية اهتمام الشركات التكنولوجية العالمية والخبراء الدوليين. لذا، يحرص البنك على العمل مع الشركاء المحليين والدوليين من أجل توفير الدعم العاجل لضمان صمود هذا القطاع واستمراريته في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، كما يعمل البنك على تشجيع رياديي الضفة على المساهمة في دعم نظرائهم في قطاع غزة لمواجهة هذه المحنة.

ويُشرف على برنامج المنح RISE Palestine ثلاث لجان هي: المجلس الاستشاري ولجنة التقييم والاختيار واللجنة المالية، وذلك لضمان شفافية وفعالية إدارة البرنامج. وتتألف اللجان من شخصيات مرموقة وخبراء مختصين في مجال الريادة والتكنولوجيا، حيث يساهمون بشكل أساسي في الإشراف الاستراتيجي على البرنامج، وتقييم طلبات المنح الواردة، واختيار المستفيدين والإدارة المالية لموارد البرنامج.

وعبر السيد محمود الشوا، المدير العام لبنك فلسطين عن فخره بهذه الشراكة التي تتوج جهود البنك والصندوق نحو دعم وحماية المنظومة الريادية في فلسطين، وخصوصاً تلك التي تأثرت جراء الحرب المتواصلة على أهلنا في قطاع غزة. مشيراً الى أن مثل هذه الشراكات هي تعزز من قدرتنا على مجابهة التحديات والصعاب التي نواجهها دائماً. معبر عن أمله بأن تظلل روح الشراكة والتعاون كافة المؤسسات الفلسطينية بقطاعاتها الحكومية والمدنية وعبر شركات القطاع الخاص لتتوج وحدتنا في مواجهة الظروف الصعبة.

وقال السيّد فادي الدويك، مدير عام صندوق الاستثمار الفلسطيني تعقيباً على الاتفاقية: "فخورون بالانضمام كشريك استراتيجي في هذه المبادرة التي يقودها بنك فلسطين، والتي تكمن في صلب أولويات الصندوق الهادفة إلى دعم وتمكين الشركات التكنولوجية، وخاصة في قطاع غزة. وتشكّل هذه المبادرة جزءاً من جهود الصندوق واستراتيجيته بالاستثمار المؤثر، حيث تحقيق الأثر يشمل الأثر الاجتماعي وتمكين صمود المواطنين، خاصةً أمم استمرار الحرب والعدوان". وشدد السيد الدويك على أن الصندوق سيواصل العمل وفق الإمكانيات المتاحة لتقديم الدعم لأبناء شعبنا، بطريقة مستدامة، وتحقق الأثر المطلوب. وأشاد بالتعاون الاستراتيجي مع بنك فلسطين، وأهمية تكاتف كافة مؤسسات القطاع الخاص للعب دورها سواء في دعم صمود المواطنين والوقوف معهم خلال الأزمات، أو تحقيق الأثر التنموي اللازم لإعادة الاقتصاد الوطني إلى دورته الطبيعية، على طريق النمو والاستدامة رغم التحديات.

بدورها تحدثت د. منى ضميدي، رئيسة مجلس إدارة انترسيكت عن الجهود التي بذلتها الحاضنة منذ تأسيسها في العام 2020، بهدف تمكين الشباب الريادي الفلسطيني، وحجم الأعمال والمشاريع والوظائف التي وفرتها المشاريع التي يسرتها الحاضنة. كما عبرت عن شكرها وتقديرها لبنك فلسطين ولصندوق الاستثمار الفلسطيني للشراكة المؤثرة التي انطلقت في ظل أصعب الظروف التي تعيشها فلسطين وقطاع غزة.

ويمثل انضمام صندوق الاستثمار الفلسطيني لهذه المبادرة، استكمالاً لجهود الصندوق لدعم صمود أهلنا، خاصةً في قطاع غزة. حيث كان الصندوق قد أطلق، خلال العام 2023، "برنامج غزة التمويلي" بحجم 1 مليون دولار، بتمويل ذاتي بهدف دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع غزة، استهدف كافة المشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في مختلف القطاعات كالصناعة والخدمات والتجارة وتكنولوجيا المعلومات والأعمال الحرفية، والتعليم، والصحة، وغيرها. وحتى أيلول من العام 2023، تم تنفيذ المرحلة الأولى من هذا البرنامج. وفي أعقاب العدوان والحرب على قطاع غزة، قام الصندوق بدراسة تطويع الإمكانيات والشراكات المتعددة ضمن البرنامج، بهدف إعادة تشكيله ليتناسب مع تبعات الحرب والعدوان على القطاع، وبما يلبي الاحتياجات الطارئة التي خلّفتها الحرب المتواصلة ضد أبناء شعبنا، من خلال توظيف المبلغ المخصص للبرنامج بالكامل لهذا الغرض. وعليه، يجري العمل على تنفيذ عدد من المبادرات، منها تقديم الدعم من خلال المنح لعدد المنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر في قطاع غزة والتي تضررت بفعل الحرب، بهدف إعادتها للعمل، والانضمام إلى مبادرة "Rise Palestine"، فيما تتم دراسة مبادرات أخرى سيتم الإعلان عنها في حينه.

كما ركّز الصندوق منذ بداية الحرب والعدوان على دعم المبادرات المجتمعية ضمن برنامج المسؤولية المجتمعية التي تستهدف تقديم الدعم الإنساني في القطاع، حيث قدّم الصندوق دعماً لثماني مبادرات مجتمعية بقيمة وصلت إلى أكثر من 100 ألف دولار أمريكي، شملت تقديم مساعدة طارئة ووجبات غذائية ومستلزمات نظافة ومستلزمات طبية للنازحين، وتوزيع بطانيات على النازحين، وتوفير سلال غذائية تحتوي على مواد غذائية ضرورية، وتوفير طرود صحية للنساء، وتوفير سلال خضار للأسر النازحة، وتوفير حقائب الكرامة للنساء الحوامل والأطفال الرضع، وتكية غذائية للأهالي النازحين.

ويدعو شركاء RISE Palestine داعمي منظومة الابتكار والريادة الفلسطينية للمشاركة والمساهمة في المبادرتين من أجل ضمان تعافي منظومة الريادة في غزة خاصّة، وفلسطين عامّة، وتعزيز صمودها وفرص نموها وتطورها.

لمزيد من المعلومات حول RISE Palestine، يرجى زيارة موقعنا risepalestine.intersecthub.org

أخبار ذات صلة صانعة المحتوى اليازي الكواري تحقق نجاحًا كبيرًا على مواقع .... صانعة المحتوى اليازي الكواري .... صانعة المحتوى اليازي الكواري .... صانعة المحتوى اليازي الكواري تحقق ....

منذ ساعتين

المصور السوري خليل الوقاف يقدم نصائح للمبتدئين الذين يرغبون .... المصور السوري خليل الوقاف يقدم .... المصور السوري خليل الوقاف .... المصور السوري خليل الوقاف يقدم نصائح ....

منذ 5 ساعات

قاسم عبد الكريم: الصحافة الرقمية تتجاوز المطبوعة في المكاسب .... قاسم عبد الكريم: الصحافة .... قاسم عبد الكريم: الصحافة .... قاسم عبد الكريم: الصحافة الرقمية تتجاوز ....

منذ 5 ساعات

سماء الأردن على موعد مع شهب "إيتا الدلويات" في هذا الموعد سماء الأردن على موعد مع شهب .... سماء الأردن على موعد مع شهب .... سماء الأردن على موعد مع شهب "إيتا ....

منذ 19 ساعة

برنامج "هل تعلم مع لونا" عبر شاشة "رؤيا" "منصة رؤيا كيدز" .... برنامج "هل تعلم مع لونا" عبر .... برنامج "هل تعلم مع لونا" عبر .... برنامج "هل تعلم مع لونا" عبر شاشة ....

منذ 22 ساعة

الإمارات تستقبل الدفعة الـ 16 من الأطفال الفلسطينيين الجرحى .... الإمارات تستقبل الدفعة الـ 16 .... الإمارات تستقبل الدفعة الـ 16 .... الإمارات تستقبل الدفعة الـ 16 من ....

منذ يوم

أحدث الأخبار الأكثر شيوعاً

راصد يطلق حملة "2 مليون ناخب" لتعزيز المشاركة في انتخابات 2024

الأردن | منذ ثانيتين

في يوم العمال.. 418 ألف أردني عاطل عن العمل

الأردن | منذ 8 دقائق

صندوق الاستثمار الفلسطيني شريك استراتيجي مع بنك فلسطين في دعم مبادرة RISE Palestine

هنا وهناك | منذ 27 دقيقة

تقرير: 74% من الصغار في الأردن تعرضوا للعقاب البدني

الأردن | منذ 31 دقيقة

انخفاض أسعار المنتجين الصناعيين في الربع الأول

اقتصاد | منذ 37 دقيقة

فيروس كورونا.. هل ينعكس إقرار "أسترازينيكا" بمخاطر مطعومها النادرة على الأردن؟

الأردن | منذ ساعة للمزيد

فصل التيار الكهربائي عن بعض المناطق الثلاثاء لمدة 7 ساعات

الأردن

أمطار غزيرة وتحذير من تشكل السيول في هذه المناطق بالأردن الثلاثاء

طقس

أسعار الذهب في الأردن الاثنين

اقتصاد

انخفاض أسعار الذهب في الأردن الثلاثاء

اقتصاد

أمطار غزيرة وتحذير من ارتفاع منسوب المياه في بعض المناطق بالأردن

طقس

خبير طاقة: هكذا ستكون أسعار المحروقات في الأردن لشهر أيار 2024

اقتصاد الطقس

هكذا ستكون حالة الطقس في الأردن الأربعاء وتحذيرات جديدة 

ضباب كثيف وتدني مدى الرؤية الأفقية في عدة مناطق بالأردن

أمطار غزيرة وتحذير من تشكل السيول في هذه المناطق بالأردن الثلاثاء

المزيد من الطقس كاريكاتير المزيد من الكاريكاتير وفيات المزيد من وفيات عن رؤيا الإخباري

موقع أخباري أردني تابع لقناة رؤيا الفضائية ينقل لكم الأخبار المحلية الأردنية وأخبار فلسطين وأبرز الأخبار العربية والدولية.

اتصل بنا

مكاتب رؤيا في عمّان، الأردن، أم الحيران، مبنى المدينة الاعلامية، شارع الصخرة المشرفة بجانب مبنى الاذاعة والتلفزيون
هاتف رقم:0096264206419
فاكس رقم: 0096264206524
صندوق البريد: 961401 عمّان-الأردن 11196

تواصلوا معنا سياسة الخصوصيةالملكية الفكريةمعايير التصحيح جميع الحقوق محفوظة © 2024 رؤيا

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: الإمارات تستقبل الدفعة الـ 16 صندوق الاستثمار الفلسطینی قاسم عبد الکریم دولار أمریکی فی قطاع غزة بنک فلسطین فی الأردن فی دعم من أجل

إقرأ أيضاً:

خارج السياق- بقلم: أ.د.بثينة شعبان

من اللافت أن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن الذي استعرض أفكاراً لهدنة بين الكيان والمقاومة قد فضّل أن يتمّ تقديم المقترح باسم الطرف الإسرائيلي وليس من قبل الولايات المتحدة، وأغلب الظن أنه بذلك يريد أن يُري العالم أن الكيان الصهيوني هو الذي يقدّم المبادرات التي قد ترفضها المقاومة كونها غير مستوفية أي شرط من الشروط التي قاومت المقاومة وضحّت من أجلها. وقد قال الرئيس بايدن إن هذا المقترح يعيد كل الأسرى الإسرائيليين ويؤمّن الأمن لإسرائيل ويخلق يوماً أفضل في غزة بعد حماس، كما يهيّئ الأرضية لتسوية سياسية من أجل مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين. وفي تركيزه الشديد على مصلحة إسرائيل وأمن إسرائيل أضاف بايدن: “يمكن لإسرائيل أن تصبح جزءاً من نسيج المنطقة بما فيه اتفاق تطبيع تاريخي محتمل مع السعودية، وبهذا تصبح إسرائيل جزءاً من شبكة أمان في المنطقة لمواجهة التهديد الإيراني”.

ليس مستغرباً لرئيس دولة استخدمت دولته النقض “الفيتو” في مجلس الأمن ضدّ فلسطين ثلاث وخمسين مرة أن يمتلك الجرأة بعد كل الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بأسلحته وقنابله أن يقدّم مقترحاً يصبّ من ألفه إلى يائه في خدمة الكيان المجرم، متجاهلاً الحقوق التي يناضل الشعب الفلسطيني ويضحّي من أجلها منذ سبعين عاماً ونيّف وألّا يأتي على ذكر الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون من التنكيل والتعذيب اليومي والذي كان تحريرهم هو الهدف الأول المرتجى من عملية طوفان الأقصى، فقط في اليوم 16 من المرحلة الأولى تبدأ المفاوضات حول وقف إطلاق نار حين تضع إسرائيل شروطها. إذا كان كل بند في اتفاق أوسلو يحتاج إلى مفاوضات فإن مبادرة بايدن لا بنود فيها للتفاوض سوى ما يصبّ في مصلحة وأمن ومستقبل ودور الكيان الصهيوني في المنطقة، بينما كل ما قدّمته للشعب الفلسطيني هو كلمات عامّة وعائمة لا التزام بها ولا إلزام لإسرائيل بفعل أي شيء حيث قال: “وكلّ هذا سوف يخلق ظروفاً من أجل مستقبل مختلف ومستقبل أفضل للفلسطينيين لتقرير المصير والكرامة والأمن والحرية.”

وبهذا فقد أخرج بايدن عملية طوفان الأقصى وكل تضحيات المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة والضفة عن سياقها التاريخي وأهدافها المعلنة، وقدّم تغطية ومكافأة للكيان الصهيوني على كل ما اقترفه من إبادة غير مسبوقة لشعب فلسطين، شهد عليها العالم برمّته، من خلال حرصه على تقديم الأمن والدور المستقبلي في المنطقة لهذا الكيان. وهنا يصبح التماهي بين الدور الذي قام به الغربيون في إبادة شعب أصيل في أمريكا وأستراليا واحتلال أرضه برمّتها وبين محاولاتهم إنجاز الأمر ذاته في فلسطين أمراً واضحاً ليس بحاجة إلى شرح أو تفسير. إذ بعد إخراج طوفان الأقصى عن سياقه الذي أعلنته المقاومة الفلسطينية بكل وضوح ما زالت الولايات المتحدة تسخّر كل إمكانياتها لتضليل العالم حول ما يجري في فلسطين كلّها محاولة أن تبني نصراً انتخابياً على حساب دم الضحايا الذين قضوا في حرب إبادة شنيعة كان لأسلحة ودعم الولايات المتحدة فيها الدور الرئيس.

فأيُّ معطيات يتوافد الوسطاء للنقاش فيها بعد أن تبيّن أن ما أسموه “مبادرة بايدن” والتي قدمها للكيان كي يطرحها باسمه ليست سوى استكمالاً للإجهاز على المقاومة والشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وإذابة حقوقهم التاريخية في أرضهم بقوة السلاح والإعلام، ومن ثمّ تنصيب إسرائيل حَكَمَاً على أمن المنطقة برمّتها وقاعدة متقدمة للغرب برمّته في نهب موارد الشرق الأوسط ومنع أي دولة عربية من النهوض بأساليب وطرق مَرَدوا على استخدامها في إيقاف عجلة التطوير في الدول المستهدفة.

من المهم جداً أن نسجّل وفي كل هذه المحاولات الخبيثة والتي تُطرح باسم الحرص على إنهاء القتال، وهدفها الأساس هو إخراج الأسرى الإسرائيليين دون أي ثمن يُذكر نرى أنه لا ذكر لسياق الاحتلال للأرض ولا لقرارات الأمم المتحدة بهذا الصدد ولا للحق الفلسطيني في تقرير مصيره وإحقاق حقوقه المشروعة، ولا لحق العودة للاجئين الفلسطينيين المنصوص عليه أيضاً بقرارات أممية وبهذا هم يُخرجون القضية من سياقها الأساسي ليُدخلوها في سياق لفظي غامض لا يُلزم المفاوض بأي شيء لأنه لا ينصّ على أيّ شيء أصلاً. كما أنه من المهم أن نسجّل أيضاً أن هذا العدوان القانوني والمعرفي والسردي على حقوق شعب فلسطين والذي أثار حراكاً مجتمعياً في الغرب لصالح فلسطين قد تمّ إخماده إلى حدّ ما؛ لأن مثل هذا الحراك قلب المعادلة وفضح طبيعة الأنظمة الغربية المنافقة وأوصل الصوت الفلسطيني للمرة الأولى إلى داخل بيوت المعتدين وداعميهم. ومن هنا نرى التكامل بين الإجرام اللامسبوق في الميدان ودعمه بالقنابل والفوسفور وكل الأسلحة المحرّمة وبين المراوغة والمداهنة في ما أسموه “بالجهود لوقف إطلاق النار” التي لم تكن تهدف من اليوم الأول وحتى اليوم إلى وقف العدوان وبين كبح الأصوات المؤيدة للحق الفلسطيني داخل الدول الغربية كي يبقى السياق الذي تبنّوه ضد كل حق وقانون وإنسانية إنسان كي يبقى قائماً غير ممسوس به.

بما أن هذه حقائق وثوابت لأساليب هذا الاحتلال الغاصب وداعميه وبما أنه لا وجود للقانون الدولي ولا للأسرة الدولية ولا لأي طرف قادر أن يثني الغرب عن دوره المتماهي مع الكيان الصهيوني، حيث إن هذا الكيان يمثّل مصالح الغرب في منطقتنا، لا يبقى أمام القوى التحرّرية المتطلّعة بالفعل إلى إنجاز حرية الأرض والإنسان سوى المقاومة وبذل الغالي والرخيص في سبيل تحرير مشرّف لا طريق يؤدي إليه أبداً سوى الإيمان به والتضحية في سبيله. ومن هنا فإن ما قام به المقاومون الأبطال خلال ثمانية أشهر وما قامت به جهات الإسناد في لبنان والعراق وسورية واليمن هو فرض عين من أجل بقاء هذه الأمّة بقاءً يليق بشعبها وبكرامتها ويستجيب لضرورات أمنها وحتمية مستقبلها.

والمقاومة هي فرض عين ليس فقط على شعب فلسطين في الضفة والقطاع وعلى محور المقاومة، وإنما على كل من يعتبر نفسه منتمياً لهذه الأرض وراغباً في العيش عليها بحرية وكرامة وأمن حقيقيين. أمّا المهادنة والاسترضاء للأعداء فلن تقود سوى إلى مزيد من الخسارة والخذلان. وتجارب التاريخ التي مرّت بها شعوبنا أكثر من أن تُحصى. لقد ذكر الإعلام الإسرائيلي منذ أيام أن المقاومين في غزة صامدون ليس فقط بسبب عقيدتهم الدينية ولكن بسبب إيمانهم العميق أن هذه الأرض أرضهم وانهم لن يغادروها. أي أن الانتماء للأرض والتاريخ هو السلاح الأمضى في المقاومة. والمقاومة ليست حكراً على الأنفاق والسلاح بل إن المقاومة بالكلمة والصورة والموقف والسردية والإعلام هي مقاومة فعّالة ومطلوبة اليوم. فعلى الكُتّاب مثلاً المؤمنين بحقوق شعوبهم أن يبذلوا جهوداً مضنية لإعادة سياق الصراع إلى مساره الصحيح وللخروج للعالم برمّته بالسردية التاريخية الحقيقية والسياق التاريخي الصادق كي يعيدوا شحذ همم الأطفال والناشئة.

ليس صدفة أن جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة كانت أول جامعة تتحرك ضد الإبادة الصهيونية ذلك لأن إدوارد سعيد، القامة الفكرية الفلسطينية العملاقة، قد أمضى فيها عمراً يفنّد أكاذيب الاحتلال وينتصر لحقوق شعبه من موقف العارف والقادر على مخاطبة الغرب بلغته والتفوق عليه بحجته وفكره وأسلوبه. لقد حان للكتاب العرب جميعاً أن يتوقفوا عن السعي لنيل جوائز من الغرب لا ينالها إلا من يتنكّر لجذر حضارته وأسلوب عيش أمّته، وآن لهم أن يشكّلوا هم، بأدبهم وكتاباتهم، المركزية الوحيدة للحق العربي وألّا يستدرّوا عطف “كتاب كبار”، كما يسمّونهم، من الغرب لأن هؤلاء مهما كانوا كباراً فهم ملتزمون بفكر وإرادة ومواقف دولهم، تماماً كما ذكر الراحل إدوارد سعيد عن جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار حين التقاهما وصُعق أنهما لم يقدما كلمة واحدة لأجل فلسطين ولم يسمحا له أن يتحدث عنها.

لقد أصبح من الضروري أن نؤمن جميعاً أن العقلية الاستشراقية العنصرية هي التي تحكم الغرب، وأننا في نظره كلنا تابعون ولا نرقى إلى مستواه على سلّم البشرية، وأن نكرّس فكرنا وأدبنا وأقلامنا لخدمة قضايانا كما نعيشها ونراها نحن، طامحين إلى إحقاق الحق وإسعاد أجيال أمتنا وليس إلى استرضاء المعتدي وأعوانه المنافقين. من حقنا أن نتنكّر لسياقهم الكاذب والمنافق وأن نهتدي بنور حقوقنا ونخلق سياقاتنا ونعتزّ بمفكرينا وإنتاجنا الحضاري، لا أن ننبهر بالضوء الخافت القادم من الغرب بينما الشمس الساطعة تشرق من الشرق.

أ. د. بثينة شعبان 2024-06-10sanaسابق المقاومة اللبنانية تستهدف بالأسلحة المناسبة مبنيين يتمركز بهما جنود العدو الإسرائيلي في مستوطنة المنارة وتحقق فيهما إصابة مباشرة أدت إلى وقوع الجنود بين قتيل وجريح انظر ايضاً قراءة في خطاب الرئيس شي جين بينغ- بقلم: أ.د.بثينة شعبان

في افتتاحية أمام الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي ألقى الرئيس الصيني

آخر الأخبار 2024-06-10بدء صرف أثمان القمح للمزارعين بالسويداء 2024-06-10قوات الاحتلال تعتقل 15 فلسطينياً في الضفة الغربية 2024-06-10عودة الحركة المرورية على أوتستراد طرطوس أرزونة بعد توقفها لساعات جراء تسرب غاز من صهريج 2024-06-10فولودين: على ماكرون وشولتس أن يستقيلا بعد خسارتهما بانتخابات البرلمان الأوروبي 2024-06-10الدفاع الجوي الروسي يدمر 3 مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة بريانسك 2024-06-10مع دخول العدوان يومه الـ 248.. الاحتلال يكثف قصفه الصاروخي والمدفعي على قطاع غزة 2024-06-10استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية 2024-06-10تراجع أسعار النفط 2024-06-10يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات 2024-06-10الحرارة إلى انخفاض والجو بين الصحو والغائم جزئياً

مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر مرسوماً برفع أجر ساعات التدريس للمكلفين بالتدريس بالساعات الإضافية 2024-06-09 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضيين 2024-06-09 الرئيس الأسد يصدر مرسومين بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضيين 2024-06-02الأحداث على حقيقتها الجيش يقضي على عدد من الإرهابيين ويدمر طائرات مسيرة في عدة مناطق 2024-06-09 ارتقاء عدد من الشهداء جراء عدوان إسرائيلي استهدف نقاطاً بمحيط حلب 2024-06-03صور من سورية منوعات استطلاع: الذكاء الاصطناعي سيقضي على وظائف في 4 مجالات قبل عام 2030 2024-06-09 مصرع رائد الفضاء ملتقط صورة “شروق الأرض” من القمر بحادث تحطم طائرة 2024-06-08فرص عمل السورية للاتصالات تعلن عن مسابقة توظيف بفرعها باللاذقية 2024-05-12 السورية للاتصالات تعلن عن مسابقة لشغل عدد من الوظائف في الإدارة المركزية 2024-04-24الصحافة خارج السياق- بقلم: أ.د.بثينة شعبان 2024-06-10 في خطوة غير مسبوقة… مدينة هامترامك الأمريكية تقر قانوناً لمقاطعة كيان الاحتلال الإسرائيلي 2024-06-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-06-1010 حزيران 2000- وفاة القائد المؤسس حافظ الأسد 2024-06-099 حزيران 1967- الرئيس المصري جمال عبد الناصر يتنحى عن رئاسة الجمهورية بعد عدوان الخامس من حزيران 2024-06-088 حزيران 1919 – تأسيس مجمع اللغة العربية بدمشق 2024-06-077 حزيران 1981- طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف المفاعل النووي العراقي وتدمره 2024-06-066 حزيران 1982 – قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتدي على الأراضي اللبنانية وتتوغل داخلها لتصل إلى العاصمة بيروت 2024-06-055 حزيران 1967- كيان الاحتلال الإسرائيلي يعتدي على مصر وسورية
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الإمارات: إنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني يتطلب اعتماد نهج استراتيجي شامل لحل الصراع
  • المصريين الأحرار: الرئيس وضع حلولا واضحة للأوضاع في غزة
  • الإمارات تؤكد أن إنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني يتطلب اعتماد نهج استراتيجي شامل لحل الصراع
  • عباس: آن الأوان لوقف ما يتعرض له الفلسطينيون من تجويع وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية
  • السيسي: مسؤولية ما يعيشه قطاع غزة يتحملها الاحتلال وحده
  • السيسي وملك الأردن يصدران بيانا حول فلسطين
  • «اقتصادية قناة السويس»: المنطقة وجهة الاستثمار العالمي وتتيح فرص عمل للشباب
  • خارج السياق- بقلم: أ.د.بثينة شعبان
  • «أبومازن» يشيد بدور البابا فرنسيس في دعم جهود إرساء السلام
  • غدا.. انطلاق مؤتمر "صندوق الاستثمار الخيرى" لمستشفى شفاء الأورمان بالأقصر