صحيفة التغيير السودانية:
2024-06-16@08:41:04 GMT

رزاز الدم فى سماء  الفاشر

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

رزاز الدم فى سماء  الفاشر

صلاح جلال

(١)

شود عسكرية ضخمة تحاصر عاصمة شمال دارفور مدينة الفاشر التاريخية التى تبعد عن العاصمة الخرطوم حوالى ٨٠٢ كيلومتر كانت الفاشر مركز سلاطين الفور الذين حكموها طوال عمر المملكة لخمسة قرون بدءاً بالسلطان المؤسس سليمان صولونق إنتهاءاً بمقتل السلطان على دينار فى منطقة برنجية على يد قوات الإحتلال البريطانى  بعد سيطرة الدعم السريع على جميع محليات ولاية شمال دارفور  والسيطرة مناصفةً على مدينة الفاشر  القوات المسلحة والحركات مناوى وجبريل تسيطر على غرب المدينة والدعم السريع يسيطر على شرق المدينة ويحاصرها بقواته من جميع الإتجاهات من خارجها أحكم  حصاره عليها  بعد سيطرته  فى الأيام القليلة الماضية على مدينة مليط شريان الحياة  الرئيسى للفاشر من مصر عن طريق الدبة وشمالاً من ليبيا مما يعرض المدينة لنفاد المؤن وندرة المواد الغذائية ومجاعة مؤكدة .

(٢)

الفرقة السادسة مشاه الفاشر  تعتبر المحطة العسكرية الوحيدة المتبقية تحت سيطرة القوات المسلحة فى كل إقليم دارفور بعد سيطرة الدعم السريع على ولايات جنوب دارفور وعاصمتها نيالا ووسط دارفور وعاصمتها زالنجى. وشرق دارفور وعاصمتها الضعين وغرب دارفور وعاصمتها الجنينة للحفاظ على مدينة الفاشر عملت القوات المسلحة على إستقطاب بعض منسوبى القبائل لحملة الإستنفار الشعبى وتمكن الفريق البرهان من إستقطاب كل من محمد عثمان كِبر نائب الرئيس البشير السابق  حاكم دارفور الأسبق وهو ينتمى لقبيلة البرتى كما تمكن من نقل موقف حاكم إقليم دارفور الحالى من موقف الحياد إلى الحرب بجانب القوات المسلحة منى اركوا مناوى وجبريل إبراهيم وزير المالية الفيدرالى ،  كما تمكنت المخابرات العامة من إستقطاب مؤسس حركة الجنجويد فى  العام ٢٠٠٣م المتهم بإرتكاب جرائم حرب بداية نزاع دارفور السيد موسى هلال وهو من قبيلة المحاميد أبناء عمومة آل دقلو  ليعلن الوقوف بجانب القوات المسلحة ليس لديه الآن قوات فى الفاشر  ، تسعى مخابرات القوات المسلحة لنسج تحالف عسكرى ذا طابع قبلى واسع يتحالف مع القوات المسلحة  من أبناء قبائل دارفور الهدف منه تحويل طبيعة الحرب  من نزاع حول السلطة والثروة فى مركز السلطة الخرطوم إلى نزاع قبلى فى دارفور ليغسل المركز يده من دماء مواطنى دارفور ويتحمل أبناء دارفور من مختلف القبائل وزر تصفية وتهجير أهلهم وتخريب مدنهم من خلال تعبئة القبائل ضد بعضها البعض فى مواجهات الكل ضد الكل ، هل قيادات المجتمع فى دارفور مستعدة لإعادة تجربة الحرب السابقة دون وعى خطورتها وتكلفتها الباهظة ، إذا كان مركز السلطة مجنون لايهمه السكان المحليين  هل سيتبعه عقلاء دارفور  من المكونات المجتمعية لإشعال الحريق تحت أقدام أهلهم ؟ !!! .

(٣)

النزاع المسلح داخل مدينة الفاشر أكثر تعقيداً من المعارك الأخرى التى خاضها الدعم السريع فى بقية أنحاء دارفور ، بالإضافة للكثافة السكانية وأن الفاشر تمثل عصب الإقليم الإقتصادى المدينة الثانية بعد نيالا والخريطة القبلية المعقدة مع وجود معسكرات النزوح ذات الكثافة السكانية العالية من حرب دارفور الأولى التى بدأت بمناوشات  قبلية كنزاع على الموارد بين الرعاة والمزارعين بما تم تعريفه فى ذلك الوقت بنزاع (القرون والجرون ) الذى تحول لثورة  ونتيجة لحرب الخمسة عشر عام التى أزهقت  حوالى ٣٠٠ ألف نسمة وهجرت ٢مليون بين لاجئيين ونازحين ممثلة فى معسكر زمزم وأبوشوك  بقلب العاصمة الفاشر، إنتهت حرب دارفور الأولى بإتهام النظام المخلوع بجرائم التطهير العرقى Genocide وجرائم الحرب War Crimes وقيادات النظام السابق مطلوبة للمثول أمام محكمة الجنايات الدولية ICC هل سيعيد التاريخ نفسه فى معركة الفاشر الوشيكة؟ كيف لنا تفادى رزاز الدم فى مدينة الفاشر الذى يوشك أن يتحول لسيول دموية يروح ضحيتها أعداد كبيرة من المدنيين؟؟.

(٤)

مجلس الأمن الدولى والدول دائمة العضوية فيه ناشدت أطراف النزاع بعدم المواجهة وإخلاء المدينة من جميع المسلحين أعلنت ذلك ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية أمس فى مجلس الأمن ليندا جرينفيلد

معركة الفاشر تعرض المدنيين لمخاطر كبيرة يتحمل مسئوليتها الجنرالات  البرهان ومناوى ود.جبريل   وحميدتى دقلو .

(٥)

ختامة

هل من الممكن للضغط الدولى  إخراج كل القوات المتحرفة للقتال  من الفاشر لتفادى المواجهة الدامية؟

إذا حدث ذلك كمعجزة ،لمن يتم تسليم المدينة لحفظ الأمن فيها ؟ هل توجد قوة محلية محايدة يمكن الإتفاق عليها لإدارة المدينة؟

أم يتم الإتفاق لتسليمها لقوى دولية لحفظ الأمن فيها*وماهى القوة التى يمكن أن تتفق عليها الأطراف المتحاربة لتسليمها الفاشر. ؟ القوى  الدولية هل تكون الإتحاد الأفريقى أو الإيقاد أو الجامعة العربية أو الأمم المتحدة*؟!!! مشهد مُفزع ومعقد نسأل الله السلامة للأهل من مآلاته.

بعضُ المعاركِ في خُسرانِها شرفٌ

من عاد منتصرًاً من مِثلِها إنهزَما

الوسومصلاح جلال

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صلاح جلال القوات المسلحة مدینة الفاشر

إقرأ أيضاً:

آدم رجال: إنسان دارفور محكوم بالموت قصفاً أو بانعدام الغذاء والدواء

آدم رجال الناطق باسم منسقية النازحين واللاجئين، وصف تعاطي العالم مع واقع السودان بـ”الإهمال” و”التجاهل”، وأشار إلى سقوط الموتى يومياً بسبب الجوع.

خاص: التغيير

رسم الناطق الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين آدم رجال، صورة قاتمة لأوضاع الفارين من الحرب في الفاشر بشمال دارفور إلى منطقة طويلة التي تسيطر عليها حركة عبد الواحد محمد نور.

حكم بالموت

وقال خلال حديثه في مساحة (التغيير) على منصة “إكس”، الخميس، إن إنسان دارفور محكوم عليه بالموت إما بالقصف الجوي أو المدفعي أو انعدام الغذاء والدواء.

وأضاف أن الأسر التي وصلت من الفاشر إلى طويلة التي تسيطر عليها حركة عبد الواحد بلغت 7380 أسرة من 10 مايو الماضي حتى 11 يونيو الحالي، وهم في حاجة عاجلة للغذاء كأولوية أولى، ثم الدواء، والمياه ودور إيواء ومشمعات لأن فصل الخريف بدأ بالفعل في منطقة جبل مرة.

وأشار إلى أن ارتفاع وتيرة القتال في الفاشر منذ 10 مايو أجبرت المواطنين على مغادرة المدينة والتحرك إلى مناطق سيطرة حركة عبد الواحد.

ونوه إلى محدودية مصادر المياه في منطقة جبل مرة مما يدفع الناس لشرب مياه غير صالحة مع المواشي، وأكد أن المياه لا تكفي الأعداد الكبيرة للفارين من الحرب في الفاشر.

وقال رجال إن الناس كانوا يأكلون الجراد “والآن الجراد نفسه غير موجود”، كما نوه إلى عدم وجود شبكة اتصالات مباشرة عدا ستارلينك، ولا كهرباء، وأضاف: “نحن محرومون من كل أساسيات الحياة في ‎دارفور”.

991 قتيل بسبب الجوع في معسكر كلمة أغلبهم من الشيوخ والأطفال والنساء

استجابة ضعيفة

وقال رجال إن استجابة العالم لأوضاع المتضررين من الحرب ضعيفة جدا وهناك تجاهل تام لهذه الأزمة، وأشار إلى أن معسكر كلمة في نيالا بجنوب دارفور الذي تقطنه 520 ألف نسمة يوجد به 548 طفلاً يعانون من سوء تغذية حاد وكل 24 ساعة يموت 12 طفلا بواقع طفل كل ساعتين، وتوفي بسوء التغذية منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل العام الماضي 991 شخصا من الأطفال والنساء وكبار السن، وذلك لعدم دخول أي مساعدات لمعسكر كلمة منذ اندلاع الحرب.

رصدنا حالات انتحار خاصة وسط النساء بسبب سوء الأوضاع

وأضاف أن طرفي الحرب “الجيش والدعم السريع”، يستخدمان الغذاء والتجويع كسلاح، ونبه إلى ظهور حالات انتحار لم يتم حصرها بين النساء وهو سلوك جديد أدخلته هذه الحرب العبثية بسبب عدم توفر الغذاء والاوضاع الصعبة في المعسكرات.

وأكد أن المرأة أكثر طرف يدفع فاتورة هذه الحرب، ولفت إلى إجراء مسح في بداية شهر مايو كشف أنه بين كل 10 أسر توجد 8 أسر لا تجد غذاء كافياً.

وقال رجال إن كثيراً من القيادات باتت ترفض الحديث عن الواقع في دارفور لأنها ترى أنه لا توجد جدوى من الحديث.

وطالب السودانيين في دول المهجر بتنظيم وقفات احتجاجية للضغط على المجتمع الدولي للانتباه إلى الأوضاع المنسية في السودان.

ووصف تعاطي العالم مع واقع السودان بـ”الإهمال” و”التجاهل”، وأشار إلى سقوط الموتى يومياً بسبب الجوع.

العالم يهمل ويتجاهل الواقع الإنساني المتردي في دارفور

الضغط على الطرفين

وناشد رجال، العالم بالضغط على طرفي الصراع لوقف إطلاق النار بصورة نهائية، وشدد على أنه لم يحصد الشعب السوداني منها غير الدماء والدموع، وأكد مشاهدته لتدهور أوضاع اللاجئين في تشاد خاصة الأطفال الذين يعيشون ظروفا إنسانية قاهرة وسط ارتفاع درجات الحرارة وانعدام المعينات الحياتية.

 

مقالات مشابهة

  • تحدى مجلس الأمن الدولي.. مقتل قائد المليشيا في دارفور
  • بين الحرب والتغير المناخي.. نقص حاد في المياه يفتك بالسودان
  • كيف سيؤثر مقتل علي يعقوب جبريل على الصراع في السودان؟
  • المشتركة تسحق مليشيا الدعم السريع في الفاشر و وادي أمبار بشمال دارفور
  • علي يعقوب غائبا عن المسرح
  • مصرع اللواء (علي يعقوب) أحد كبار قادة الدعم السريع في دارفور
  • مجلس الأمن الدولي يطالب بإنهاء حصار مدينة دارفور  
  • د. عنتر حسن: حاجة تحير العقول!!
  • آدم رجال: إنسان دارفور محكوم بالموت قصفاً أو بانعدام الغذاء والدواء
  • مجلس الأمن يعتزم التصويت اليوم على وقف حصار الفاشر