جماعة أنصار الله تحذر أمريكا من أي تصعيد عسكري ضدها
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
حذرت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، اليوم الأربعاء، أمريكا من الإقدام على أي تصعيد عسكري ضدها، مؤكدة أنها تملك مخزونًا من أسلحة الردع النوعية، وذلك على خلفية هجمات الجماعة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن ضد السفن التي تقول إنها مرتبطة بإسرائيل.
. فيديو
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى المشكل من "أنصار الله" محمد علي الحوثي، عبر منصة "إكس": "لا تلعبوا بالنار فكل ما تتوقعون من مخزون استراتيجي لأسلحة الردع اليمنية فهو أكثر بكثير بكثير بكثير مما تتوقعونه كما ونوعا وكيف".
وتأتي تصريحات القيادي في "أنصار الله" غداة توجيه رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، خلال اجتماع، تحذيراً إلى الولايات المتحدة من "أي تصعيد عدائي"، مهدداً بـ "أن لا تقف تداعيات أي تصعيد عند حدود اليمن"، معتبراً أن "التحضيرات المشبوهة الجارية لثني اليمن وإضعاف دوره الفاعل والمؤثر دفاعاً عن فلسطين ستبوء بالفشل".
واعتبرت "أنصار الله" تصريحات رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي، التي توعد فيها باستعادة المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، بأنها تأتي في إطار تصعيد تقوده أمريكا، خاصة بعد زيارة قائد القوات الجوية الأمريكية الفريق ديريك فرانس، إلى السعودية، ولقائه نظيره قائد القوات الجوية الملكية السعودية الفريق تركي بن بندر بن عبد العزيز، لـ "مناقشة الأمن والسلام في الإقليميين مع تعزيز الشراكة الدائمة بين البلدين"، حسب ما أعلنت القيادة المركزية الأميركية.
وأعلن الجيش الأمريكي، يوم الثلاثاء الماضي، "وصول طائرات (إف - 16 الصقور المقاتلة) إلى أحد المواقع داخل منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية"، واصفاً إياها بـ "أنها حجر الزاوية في القوة الجوية للجيش الأميركي لفترة طويلة"، معتبراً "وجود هذه الطائرات يؤكد التزام القوات الجوية الأميركية بحماية المصالح الوطنية والحفاظ على الاستقرار في المنطقة"، على حد قوله.
ويوم الخميس الماضي، قال زعيم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، إن قوات الجماعة استهدفت 102 سفينة مرتبطة بإسرائيل في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، خلال 202 يوم من "العدوان" على غزة، بمعدل سفينة كل يومين، دعماً للفصائل الفلسطينية في القطاع.
وأعلنت "أنصار الله"، في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أنها ستساند فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في غزة، بهجمات صاروخية وجوية و"خيارات عسكرية أخرى"، حال تدخل أميركا عسكرياً بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.
وبين الحين والآخر تعلن جماعة "أنصار الله" أنها جزء من محور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا وحزب الله اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية، مؤكدة استعدادها للمشاركة في القتال إلى جانب المقاومة الفلسطينية.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تصعيد عسكري الحوثيين أنصار الله المجلس السياسي الأعلى السفن البحرين الأحمر والعربي
إقرأ أيضاً:
أوراق أمريكا المتساقطة في خريف ترامب
محمد بن علي البادي
منذ تأسيسها، سعت الرئاسة الأمريكية إلى ترسيخ صورة الدولة القائدة للعالم "الحر"، المتحدثة باسم الديمقراطية، والحارسة لمصالحها عبر تحالفات محسوبة وخطابات مدروسة.
لكن هذه الصورة لطالما بدت مزدوجة، تمارس الضغط وفرض الهيمنة بقدر ما تروّج للقيم. ومع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بلغ هذا التناقض ذروته، حين تحوّل التعامل الأمريكي مع الشرق الأوسط إلى صفقات مكشوفة، وتراجع دور المؤسسات لصالح نزوات الرئيس ومصالحه الضيقة.
فقد دعم أنظمة قمعية باسم "الاستقرار"، وتخلى عن قضايا عادلة كالقضية الفلسطينية، وروّج لما سُمي بـ"صفقة القرن" دون اعتبار لحقوق الشعوب.
وبدا الشرق الأوسط في نظره ليس أكثر من سوق صفقات، يتعامل معه بمنطق التاجر لا رجل الدولة.
سياسة بلا بوصلة
منذ اللحظة الأولى لتسلّمه الحكم، ظهرت ملامح الارتباك في تعاطي ترامب مع القضايا الدولية.. فقد بدا أقرب إلى رجل أعمال يراوغ ويتفاوَض ويهدد، منه إلى رئيسٍ يدير ملفات عالمية بحسٍّ مسؤول.. وتصريحاته المتقلّبة، قراراته المفاجئة، وانفعالاته المتكررة، كلها جعلت الثقة في منصب الرئاس ة تتآكل، داخليًا وخارجيًا.
كثير من تصريحاته كانت متناقضة أو تفتقر للدقة، ما أضعف مصداقيته وأربك شركاءه.. تعامل بفوقية مع الحلفاء، وبمزاجية مع الخصوم، وانسحب من اتفاقيات دولية كبرى دون تبرير واضح.. كل ذلك ساهم في تقويض صورة أمريكا بوصفها دولة مؤسسات، وأظهرها كدولة تُدار بتغريدة.
ازدواجية فاضحة
من أبرز مظاهر تخبطه، تردده في ملف إيران؛ يتفاوض عبر قنوات سرية، ثم يأمر بضرب منشآت نووية فجأة.. يتحدث عن السلام، ثم يشعل التوترات.
أما في ملف حقوق الإنسان، فقد سقطت كل الأقنعة، حين دعم بشكل سافر الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، متجاهلًا دماء المدنيين وآهات الأطفال.
ينادي بالقيم في العلن، ويدعم من ينتهكها في الخفاء.
اليد الأمريكية في تجويع غزة وتدمير قوى المقاومة
وقف ترامب بقوة إلى جانب إسرائيل في سياستها العدوانية ضد أهالي غزة، متجاهلًا معاناة المدنيين المحاصرين الذين يعانون من الحصار والتجويع المستمر.
لم يقتصر دعمه على الكلمات، بل شمل تقديم دعم سياسي وعسكري لتمكين إسرائيل من تنفيذ حملات التدمير ضد قوى المقاومة، بدءًا من غزة مرورًا بجنوب لبنان وسوريا، وصولًا إلى اليمن وإيران.
هذا الدعم ساهم في تفاقم الأزمات الإنسانية، وتدمير البنى التحتية، وإضعاف قدرات المقاومة، ما عزز من حالة عدم الاستقرار في المنطقة، وأغرق الشعوب في معاناة مستمرة بلا أفق للحل.
رئيس بلا هيبة
تجلّى الارتباك حتى في حضوره الدولي؛ قادة يتجاهلونه، وآخرون يُظهرون عدم احترامه علنًا... كُشف عن صفقات سرّية معه، وأحرج في مؤتمرات صحفية أكثر من مرة. لقد تراجعت هيبة الرئاسة الأمريكية في عهده، وتحوّل الحضور السياسي إلى عرض مرتجل، خالٍ من الحكمة والاتزان.
انهيار الثقة
كيف يمكن لحلفاء أن يثقوا برئيس ينقض الاتفاقيات، ويبدّل المواقف، ويُعلن السياسات في تغريدة ويلغيها في أخرى؟ كيف تُبنى التحالفات مع قيادة لا تفرّق بين الدولة والمصلحة الشخصية، ولا تثبت على موقف أو شراكة؟
لقد زرع ترامب الشك حتى في أروقة الحلفاء، وأدار أمريكا كما تُدار شركة خاصة، حيث مصير الشعوب مرهون بمزاج المدير.
خاتمة
ترك عهد ترامب ندوبًا عميقة في صورة أمريكا، التي كانت رمزًا للثبات والقوة. تحولت الرئاسة إلى حكم متقلب قائم على الأهواء الشخصية، بعيدًا عن الحكمة والاستراتيجية.
أمريكا صارت دولة ضائعة بين تغريدات متناقضة ودعم متحيز على حساب العدالة وحقوق الإنسان.
السؤال: هل يمكن استعادة الثقة والسياسة الرشيدة التي تحترم الشعوب وتحافظ على السلام، أم أن أوراق أمريكا ستظل تتساقط في خريفٍ لا ينتهي؟
فالاستقرار العالمي لا يبنى على مزاج قائد، بل على مسؤولية وطنية وعالمية حقيقية.