سودانايل:
2025-12-12@18:41:48 GMT

هل سيكون زوال السودان من خارطة العالم استثناءً

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

بقلم/اوهاج م صالح

لقد مر عام ونيف من الزمان منذ ان توقفت عن الكتابة بعد ان فرغت من كتابة عدة مقالات متتالية قبل الحرب، وجميعها تتحدث عن خطورة الوضع في السودان ونذر الحرب التي سوف تقضي على الأخضر واليابس والوطن بأسره، والأطراف الذين سيشعلونها، وذلك اثر التوتر الذي كان سائدا بين المليشيات من الطرفين- مليشيات الكيزان ومليشيات الدعم السريع.

وكان بين يدي مقالا كنت قد كتبته وكنت احذر فيه من خطورة اندلاع حرب بين الطرفين، وقد فرغت من كتابته ومراجعته وعلى وشك ان انشره يوم 15 ابريل 2023م لولا ان احد الأصدقاء اتصل بي صباح ذلك اليوم المشؤوم ليبلغني ان الواقعة قد وقعت. ولما كان مقالي يتحدث عن نفس الموضوع ويحذر من مآلات ما قد يترتب على نشوب ام خشعم (الحرب)، فقد صرفت النظر عن نشر المقال، لأن جهينة قد قطعت قول كل خطيب.
الآن ونحن في الأسبوع الثاني من العام الثاني لقيام هذه الحرب البغيضة، وحسب مرئياتي السابقة التي طرحتها في مقالاتي السابقة العديدة، وابرزها "ثلاثة ورابعهم كلبهم سوف يدمرون السودان دمارا شاملا – اكتوبر 2022م" ، و مقال بعنوان" إني آنست ابخرة براكين في السودان توشك ان تنفجر – ديسمبر 2022م" منشورة في كل من الراكوبة وسودانايل. لقد مضت السنة الأولى وكانت كلها تدور حول الكرسي على الرغم من ان المتحاربين ينفون ذلك ويطرحون مبررات اخرى.
انا الآن، والآن فقط ، أعتبر ان الكرسي قد طار من المتحاربين وقد بدأت مع بداية سنة الحرب الثانية وهي المرحلة الأكثر خطورة ، والتي كنت والله أراها قريبة ويراها كثيرون بعيدة ، وقد بدأت تباشير هذه المرحلة الخطرة تلوح في الأفق، وهي مرحلة فناء السودان وتحول المتحاربين الى مرتزقة يحاربون لصالح المستعمر أو المستعمرين الذين بدأوا يطلون برؤوسهم الخبيثة ويملون شروطهم ومغرياتهم المهلكة والمدمرة للوطن، والمهبطة للمواطن. اكرر انه في هذه السنة الثانية، فإن جميع المتحاربين الذين امضوا سنتهم الأولى في جولة صراع حول الكرسي، سوف يصبحون جميعا مجرة مرتزقة يحاربون لأجل تنفيذ مطامع الأطراف الخارجية التي ظلت تسعى منذ امد بعيد لإستعمار السودان والتكويش على مقدراته الكثيرة خاصة الجزء الخطير منها والسائب أو الهامل الذي يتطلب ان يكون تحت إدارة مسؤولة وراشدة وأيدي أمينة، حتى لا تقع في أيادي المجرمين ليهددوا بها السلم والأمن الدوليين (اليورانيوم مثلا).
لذلك وحسب عنوان هذا المقال فإن السودان الآن على عتبة مرحلة الفناء، وهذا الأمر ليس بمستغرب، خاصة اذا علمان ان الزول الذي وأد الممالك الكوشية ومملكة سوبا ومملكة سنار ومملكة دارفور، وفصل الجنوب الحبيب، هو نفس الزول الذي يعمل الآن جاهدا وبكل ما اوتي من قوة للقضاء على دولة السودان. وسوف تكون الصورة اكثر وضوحاً في حالة رفض الأطراف المتحاربة الذهاب لجدة للتحاور بجدية وصدق وتقديم تنازلات كبيرة في سبيل ان يبقى السودان ويعود حمام الوادي الراحل الى اعشاشه ويضمها بحنية. لأنه والله اذا لم توقف هذه الحرب قبل نهاية الشهر القادم، فسوف نرى الوجه الخبيث الحقيقي لهذه الحرب، والذي اراه ماثلا بين يدي، نسأل الله ان "يكضب/يكذب" الشينة ".
لذلك انذر الجميع من خطورة هذه المرحلة واختتم مقالي هذا بنصيحة خالصة لوجه الله اقدمها لجميع اللايفايتية في قنوات التواصل الإجتماعي، لأقول لهم واذكرهم بقول الحق تبارك وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
"اتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون"
(اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) البقرة 281
واذكرهم أيضا بقوله تعالى (إذ تبرأ الذين أتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب* وقال الذين اتبعوا لوا ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) البقرة167 - وهذا يعني يا هذا انه لن ينفعك البرهان ، ولا حميدتي، ولا الكباشي ولا ياسر العطاء، ولا علي كرتي، وسوف يتبرأون جميعا منكم وتلعقون ساعتها الحصرم.
كما اقول لهم ايضا اتقوا الله في النازحين واللاجئين الى دول الجوار الذين اصبحوا منبوذين في تلك الدول، واتقوا الله في الجوعى، والمرضى، وكبار السن، والأطفال الذين يموتون في رأس كل ساعة بسبب الجوع والحرب والأمراض الفتاكة، واتقوا الله في النساء اللائ تحملن العبء الأكبر من هذه الحرب، واتقوا الله في انفسكم يوم يتبرأ منكم مشعلي الحرب الذين تناصرونهم وتشجعونهم على الإستمرار في الحرب وتؤججون ضراوتها ونار الفتن والجهوية والعنصرية.
وتذكروا وانتم في مآمنكم خارج السودان حال اهلنا المشردين والنازحين واللاجئين والذين يرددون في دواخلهم قصيدة الشاعرة ميسون البحدلية، زوجة معاوية بن ابي سفيان وام ابنه يزيد، والذي تزوجها من البادية وأتي بها الى الحضر حيث شاد لها قصرا منيفأ تتوفر فيه جميع سبل الراحة وما تشتهيه الأنفس، ولكنها اشتاقت لباديتها المتواضعة، فأنشدت هذه القصيدة التي تسببت في طلاقها بالثلاثة:
لبيت تخفق الأرواح فيه * احب الي من قصر منيف
ولبس عباءة وتقر عيني * احب الى من لبس الشفوف
واكل كسيرة في كسر بيتي * احب الي من اكل الرغيب
وكلب ينبح الطراق عني * احب الي من قط ألوف
واصوات الرياح بكل فج * احب الي من نقر الدفوف
فما ابغي سوى وطني بديلا* وما ابهاه من وطن شريف
كما يقول لسان حالهم ايضا:
قولوا لمن ذم الديار وعشقه * في غربة الأوطان والإسفاري
لو ان كل الأرض صارت جنة * الا دياري بلقع وصحاري
لوددت ان ابقى بها متشبث * في ظل روث آمن في دياري
قسماً برب البيت عيش آمن * خير من الجنات والإنهاري
وأخيرا يقول النازحين واللاجئين:
بلادي وان جارت علي عزيزة * وأهلي وان ضنوا علي كرام.
وهذه النصائح بالضرورة مقدمة في المقام الأول للمتحاربين الذين ظلوا في غيهم يعمهون، وازيد عليها عبارة "قف أو كما كنت وطنك في خطر!"
اوهاج م صالح

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب الله فی

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة

اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة

صفاء الزين

يوافق العاشر من ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وفي المقابل يواجه السودان واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، ففيه أكثر من 12 مليون نازح ولاجئ وفق تقارير الأمم المتحدة ومنسقية الشؤون الإنسانية (OCHA) خلال ديسمبر 2025م، وما يزيد عن 25 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وأكثر من 30 ألف قتيل موثق، بينما تبقى أعداد غير معروفة تحت الأنقاض وفي المناطق المعزولة.

الحرب التي اندلعت منذ أبريل 2023م ما زالت تمزّق كل شيء، فالحقوق الأساسية تلاشت بالكامل. الحق في الحياة تحوّل إلى رفاهية بعيدة، قذائف تتساقط فوق الأحياء السكنية، والمدفعية تضرب المستشفيات، والأسواق تتعرض للقصف وسط اكتظاظ المدنيين. الحق في الغذاء يوشك على الانهيار التام، خمسة ملايين سوداني يقفون على حافة مجاعة كارثية تمتد إلى 12 ولاية، والمجاعة أُعلنت رسميًا في أغسطس الماضي.

مع امتداد الحرب اتسعت دائرة العنف في مناطق متعددة، وبات المدنيون يواجهون ضغوطًا وانتهاكات متنوعة ترتبط بطبيعة الاشتباكات واتساع نطاقها، وتشير تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى أن حجم الوقائع في الميدان أكبر من الأرقام المتاحة، فكثير من الحالات لا يجري توثيقها نتيجة غياب الأمان وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.

كما أدى استخدام الطيران الحربي في عدد من الجبهات إلى توسيع نطاق الخسائر وسط المدنيين، القصف الجوي طال مناطق مكتظة بالسكان، وتسبب في تدمير واسع للبنية التحتية الأساسية، من طرق ومرافق خدمية ومستشفيات، وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن استمرار الضربات الجوية يزيد من تعقيد الوضع الإنساني، ويعرقل عمليات الإجلاء والإغاثة، ويضاعف من معاناة الأسر المحاصرة بين خطوط القتال.

وقد ظل الأطفال في دائرة الخطر المباشر، لأن أكثر من 19 مليون خارج المدارس، وآلاف جُنّدوا قسرًا في صفوف المتقاتلين، والمئات سقطوا ضحايا للألغام والعبوات الناسف، أما كبار السن وذوو الإعاقة يعيشون وحدهم خلف خطوط النار بلا دواء ولا غذاء.

كما أن المشهد الصحي ينهار لأن المستشفيات تحولت إلى أطلال، والصيدليات فارغة، والمياه النظيفة حلم بعيد في معسكرات النزوح التي تضم أكثر من ستة ملايين شخص.

اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام يحمل صيحة واضحة، صيحة في وجه صمت المجتمع الدولي الذي يكتفي بتصريحات لا تغيّر واقعًا يزداد قسوة، وصيحة في وجه كل من يضع “الاستقرار السياسي” فوق حياة الملايين، إن حماية المدنيين واجب قانوني وأخلاقي يحتاج تطبيقًا فوريًا، لا بيانات إدانة مؤجلة.

كما أن احترام حقوق الإنسان في السودان يشكّل الطريق الوحيد للخروج من الحرب، فأي حديث عن المستقبل بلا معنى إذا لم تُحمَ الأرواح اليوم، وإذا لم تُصن الكرامة في هذه اللحظة بالذات.

السودان ليس خبرًا عابرًا في نشرة، لكنه اختبار حقيقي لضمير العالم، النجاح في هذا الاختبار يمنح الملايين فرصة للحياة، والتقاعس يسجّل البشرية كشاهد صامت على واحدة من أفظع المآسي في القرن الحادي والعشرين.

????: [email protected]

الوسومالأمم المتحدة السودان المجتمع الدولي اليوم العالمي لحقوق الإنسان حرب 15 ابريل 2023م صفاء الزين منسقية الشؤون الإنسانية

مقالات مشابهة

  • السودان على مفترق طرق: حرب استنزاف أم مفاوضات جادة؟
  • غوتيريش: الأمم المتحدة ستلتقي طرفيّ حرب السودان
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق
  • علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني
  • التصعيد الاسرائيلي على لبنان.. لقاء نتنياهو- ترامب المقبل سيكون حاسماً
  • عثمان باونين لـ "الفجر":الشباب أولًا والوحدة أساسًا.. تحالف القوى يحدد خارطة الطريق للسودان
  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة
  • تناسل الحروب
  • "البحيرة تنظيم ممرات للناخبين مع استثناء كبار السن وذوي الهمم من الطوابير