هل سيكون زوال السودان من خارطة العالم استثناءً
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
بقلم/اوهاج م صالح
لقد مر عام ونيف من الزمان منذ ان توقفت عن الكتابة بعد ان فرغت من كتابة عدة مقالات متتالية قبل الحرب، وجميعها تتحدث عن خطورة الوضع في السودان ونذر الحرب التي سوف تقضي على الأخضر واليابس والوطن بأسره، والأطراف الذين سيشعلونها، وذلك اثر التوتر الذي كان سائدا بين المليشيات من الطرفين- مليشيات الكيزان ومليشيات الدعم السريع.
الآن ونحن في الأسبوع الثاني من العام الثاني لقيام هذه الحرب البغيضة، وحسب مرئياتي السابقة التي طرحتها في مقالاتي السابقة العديدة، وابرزها "ثلاثة ورابعهم كلبهم سوف يدمرون السودان دمارا شاملا – اكتوبر 2022م" ، و مقال بعنوان" إني آنست ابخرة براكين في السودان توشك ان تنفجر – ديسمبر 2022م" منشورة في كل من الراكوبة وسودانايل. لقد مضت السنة الأولى وكانت كلها تدور حول الكرسي على الرغم من ان المتحاربين ينفون ذلك ويطرحون مبررات اخرى.
انا الآن، والآن فقط ، أعتبر ان الكرسي قد طار من المتحاربين وقد بدأت مع بداية سنة الحرب الثانية وهي المرحلة الأكثر خطورة ، والتي كنت والله أراها قريبة ويراها كثيرون بعيدة ، وقد بدأت تباشير هذه المرحلة الخطرة تلوح في الأفق، وهي مرحلة فناء السودان وتحول المتحاربين الى مرتزقة يحاربون لصالح المستعمر أو المستعمرين الذين بدأوا يطلون برؤوسهم الخبيثة ويملون شروطهم ومغرياتهم المهلكة والمدمرة للوطن، والمهبطة للمواطن. اكرر انه في هذه السنة الثانية، فإن جميع المتحاربين الذين امضوا سنتهم الأولى في جولة صراع حول الكرسي، سوف يصبحون جميعا مجرة مرتزقة يحاربون لأجل تنفيذ مطامع الأطراف الخارجية التي ظلت تسعى منذ امد بعيد لإستعمار السودان والتكويش على مقدراته الكثيرة خاصة الجزء الخطير منها والسائب أو الهامل الذي يتطلب ان يكون تحت إدارة مسؤولة وراشدة وأيدي أمينة، حتى لا تقع في أيادي المجرمين ليهددوا بها السلم والأمن الدوليين (اليورانيوم مثلا).
لذلك وحسب عنوان هذا المقال فإن السودان الآن على عتبة مرحلة الفناء، وهذا الأمر ليس بمستغرب، خاصة اذا علمان ان الزول الذي وأد الممالك الكوشية ومملكة سوبا ومملكة سنار ومملكة دارفور، وفصل الجنوب الحبيب، هو نفس الزول الذي يعمل الآن جاهدا وبكل ما اوتي من قوة للقضاء على دولة السودان. وسوف تكون الصورة اكثر وضوحاً في حالة رفض الأطراف المتحاربة الذهاب لجدة للتحاور بجدية وصدق وتقديم تنازلات كبيرة في سبيل ان يبقى السودان ويعود حمام الوادي الراحل الى اعشاشه ويضمها بحنية. لأنه والله اذا لم توقف هذه الحرب قبل نهاية الشهر القادم، فسوف نرى الوجه الخبيث الحقيقي لهذه الحرب، والذي اراه ماثلا بين يدي، نسأل الله ان "يكضب/يكذب" الشينة ".
لذلك انذر الجميع من خطورة هذه المرحلة واختتم مقالي هذا بنصيحة خالصة لوجه الله اقدمها لجميع اللايفايتية في قنوات التواصل الإجتماعي، لأقول لهم واذكرهم بقول الحق تبارك وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
"اتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون"
(اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) البقرة 281
واذكرهم أيضا بقوله تعالى (إذ تبرأ الذين أتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب* وقال الذين اتبعوا لوا ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) البقرة167 - وهذا يعني يا هذا انه لن ينفعك البرهان ، ولا حميدتي، ولا الكباشي ولا ياسر العطاء، ولا علي كرتي، وسوف يتبرأون جميعا منكم وتلعقون ساعتها الحصرم.
كما اقول لهم ايضا اتقوا الله في النازحين واللاجئين الى دول الجوار الذين اصبحوا منبوذين في تلك الدول، واتقوا الله في الجوعى، والمرضى، وكبار السن، والأطفال الذين يموتون في رأس كل ساعة بسبب الجوع والحرب والأمراض الفتاكة، واتقوا الله في النساء اللائ تحملن العبء الأكبر من هذه الحرب، واتقوا الله في انفسكم يوم يتبرأ منكم مشعلي الحرب الذين تناصرونهم وتشجعونهم على الإستمرار في الحرب وتؤججون ضراوتها ونار الفتن والجهوية والعنصرية.
وتذكروا وانتم في مآمنكم خارج السودان حال اهلنا المشردين والنازحين واللاجئين والذين يرددون في دواخلهم قصيدة الشاعرة ميسون البحدلية، زوجة معاوية بن ابي سفيان وام ابنه يزيد، والذي تزوجها من البادية وأتي بها الى الحضر حيث شاد لها قصرا منيفأ تتوفر فيه جميع سبل الراحة وما تشتهيه الأنفس، ولكنها اشتاقت لباديتها المتواضعة، فأنشدت هذه القصيدة التي تسببت في طلاقها بالثلاثة:
لبيت تخفق الأرواح فيه * احب الي من قصر منيف
ولبس عباءة وتقر عيني * احب الى من لبس الشفوف
واكل كسيرة في كسر بيتي * احب الي من اكل الرغيب
وكلب ينبح الطراق عني * احب الي من قط ألوف
واصوات الرياح بكل فج * احب الي من نقر الدفوف
فما ابغي سوى وطني بديلا* وما ابهاه من وطن شريف
كما يقول لسان حالهم ايضا:
قولوا لمن ذم الديار وعشقه * في غربة الأوطان والإسفاري
لو ان كل الأرض صارت جنة * الا دياري بلقع وصحاري
لوددت ان ابقى بها متشبث * في ظل روث آمن في دياري
قسماً برب البيت عيش آمن * خير من الجنات والإنهاري
وأخيرا يقول النازحين واللاجئين:
بلادي وان جارت علي عزيزة * وأهلي وان ضنوا علي كرام.
وهذه النصائح بالضرورة مقدمة في المقام الأول للمتحاربين الذين ظلوا في غيهم يعمهون، وازيد عليها عبارة "قف أو كما كنت وطنك في خطر!"
اوهاج م صالح
awhaj191216@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الحرب الله فی
إقرأ أيضاً:
طبيبة نفسية: العالم يعيش صدمة غير مباشرة من الإبادة في غزة
قالت أستاذة الطب النفسي السريري بجامعة ستانفورد الأميركية رانيا عواد إن تأثير الإبادة الجماعية التي يعيشها أهل غزة سيستمر لأجيال، وإن مَن شهدها عن بعد تأثر أيضا بالوضع على شكل صدمة غير مباشرة.
وأشارت عواد في حديثها للأناضول، الأربعاء، إلى التأثير المؤلم للحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة على شعوب العالم.
ولفتت الطبيبة التي تعمل أيضا مديرة لمختبر الصحة العقلية وعلم النفس الإسلامي بجامعة ستانفورد إلى ضرورة التمييز بين الفلسطينيين الذين يعيشون الأثر النفسي فعلا وأولئك الذين يشهدونها من بعيد.
وذكرت أن الناس في جميع أنحاء العالم يشاهدون الآن الصور الرهيبة من غزة بين أيديهم بالهواتف والحواسيب والأجهزة اللوحية، مشيرة إلى أننا في زمان ترى فيه حرفيا الإبادة الجماعية تحدث أمام أعينك، وهو ما لم يكن من قبل.
وأضافت: رغم أننا بعيدون إلا أننا نواجه ما يسمى الصدمة غير المباشرة، وتعني أنه عندما تنظر إلى ما حدث من بعيد، وتعيش تلك اللحظة، فأنت أيضا مصدوم.
وأردفت: الحقيقة هي أن هناك صدمة هائلة في غزة وفلسطين، ولكن الصدمة التي نعاني منها هي أيضا حقيقية ويجب معالجتها.
وخلف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 117 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.