الجزيرة:
2025-05-28@09:43:52 GMT

هكذا ناضل طلاب أميركا على مر تاريخها

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

هكذا ناضل طلاب أميركا على مر تاريخها

واشنطن- مثّل اقتحام أفراد شرطة مدينة نيويورك حرم جامعة كولومبيا فجر اليوم الأربعاء، واعتقال العشرات من الطلاب المتضامنين مع الحقوق الفلسطينية، فصلا جديدا في نضال الطلاب على مدار التاريخ الأميركي القصير.

وخلال الأيام الـ10 الماضية، تفاجأ العالم، ولا يزال، بموقف طلاب الجامعات الأميركية المؤيد لفلسطين، والرافض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وللدعم الأميركي غير المشروط لهذا العدوان.

وتشهد الجامعات الأميركية سواء الخاصة أو الحكومية، الشهيرة منها أو العادية، حراكا تاريخيا غير مسبوق ألهم الطلاب حول العالم ونبههم لأهمية دور الحركة الطلابية في دعم أصحاب الحقوق المشروعة، حتى لو كانت التكلفة مرتفعة والأهداف النهائية صعبة المنال.

ووصل عدد الطلاب المعتقلين ممن شاركوا في الاعتصامات والاحتجاجات المناوئة للعدوان الإسرائيلي على غزة إلى قرابة 1400 طالب حتى صباح اليوم، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

الشرطة الأميركية اعتقلت 1400 طالب محتج ومناصر لغزة وفلسطين (الأوروبية) إرث طويل

ولا تمثل لحظة نضال طلاب جامعات أميركا اليوم استثناء في حد ذاته، بل يقف وراء هذا النضال إرث تاريخي طويل عرفته الولايات المتحدة منذ بداية القرن الماضي، واستمر الحراك الطلابي بلا توقف طوال هذه العقود، وإن زادت حدته وخفت طبقا لعوامل كثيرة، أغلبها داخلي وبعضها خارجي.

منذ مطلع القرن الماضي، أصبح الحضور في المدارس العامة الأميركية إلزاميا، على الرغم من أن العديد من الشباب في هذا الوقت كانوا لا يزالون يتعرضون للاستغلال الشديد لكونهم عمالا صغارا.

وبدأ طلاب المدارس الثانوية في الاحتجاج الفئوي سواء على ظروف عملهم في المصانع المختلفة، أو على سوء أوضاع المدارس الحكومية المجانية. كما دعموا تحسين حقوق وامتيازات المدرسين والعاملين بمدارسهم الثانوية، وطالبوا بمنحهم صوتا في وضع سياسات المدارس والموظفين.

وفي عام 1950، خرج حوالي 20 ألفا من طلاب المدارس الثانوية في مدينة نيويورك من فصولهم الدراسية، وامتنعوا عن العودة لمدارسهم لمدة 3 أيام، احتجاجا على تردى مرتبات المدرسين. وسار الطلاب في اتجاه مبنى بلدية المدينة، ورفض عمدة نيويورك أن يلتقي بممثليهم، إلا أنه رضخ لمطالبهم ورفع أجور المدرسين كما طالبوا.

ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، أصبح الحراك الطلابي جزءا من حركة الحقوق المدنية الساعية لإلغاء نظام الفصل العنصري والتفرقة بين البيض وغيرهم من الأميركيين الآخرين، وعلى رأسهم السود الأفارقة.

ارتبط مولد الحركة الطلابية المعاصرة بإلغاء سياسة الفصل العنصري في المدارس والجامعات الأميركية عام 1954. وحمل الشباب الأسود عبء العمل على تنفيذ قرار المحكمة العليا بعدم دستورية منع الطلاب السود من الالتحاق بأي مدرسة أو جامعة حكومية.

نقطة مهمة

ومثّل احتجاج طلاب جامعة كاليفورنيا بيركلي في بداية عام 1964 على قيود الجامعة وتضييقها على الأنشطة السياسية وحرية التعبير خلال اشتعال حركة الحقوق المدنية، وبدء حقبة حرب فيتنام، نقطة مهمة في تاريخ الحراك الطلابي.

وسنّت الجامعات العامة في كاليفورنيا العديد من اللوائح التي تحد من الأنشطة السياسية للطلاب. وشهدت بيركلي اعتصامات ومظاهرات صغيرة تصاعدت إلى سلسلة من التجمعات والاحتجاجات الواسعة النطاق للمطالبة بالحقوق الدستورية الكاملة في الحرم الجامعي.

وألقت الشرطة المحلية القبض على نحو 800 طالب نتيجة لذلك. لكن اضطرت الجامعة في النهاية للرضوخ لمطالب الطلاب، وألغت في نهاية المطاف السياسات التي من شأنها تقييد محتوى الكلام أو النشر.

ومع اشتداد "تورط" الولايات المتحدة في حرب فيتنام، واشتداد المشاعر المناهضة للحرب خاصة بعد عام 1965، عندما صعد الرئيس ليندون جونسون بشكل كبير من وجود القوات الأميركية وحملات القصف في فيتنام، أصبحت الحرب النقطة المحورية للنشاط السياسي الطلابي.

حدث الاحتجاج الجامعي الأكثر غزارة في حرب فيتنام في جامعة كينت الحكومية (Kent State University) بولاية أوهايو في مايو/أيار 1970. وبعدما بدأ الطلاب الاحتجاج على حرب فيتنام والغزو الأميركي لكمبوديا في حرمهم الجامعي في الثاني من مايو/أيار من العام نفسه، فتح الحرس الوطني النار على بحر من المتظاهرين المناهضين للحرب، وقتل 4 طلاب.

وبعد أيام قليلة، قُتل طالبان من السود الأفارقة بجامعة ولاية ميسيسبي على يد "البوليس الأبيض" بعد احتجاجهم على الظلم العنصري والتنمر داخل الحرم الجامعي. وكان تأثير إطلاق النار دراماتيكيا، وأدى إلى أول إضراب طلابي عام في تاريخ الولايات المتحدة.

قواسم مشتركة

وتجمع احتجاجات اليوم في الجامعات الأميركية المؤيدة للفلسطينيين قواسم مشتركة كثيرة مع حركة الاحتجاجات المناهضة للفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والتي عرفتها الجامعات الأميركية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث عمل الطلاب على بناء قوتهم داخل الحرم الجامعي، وكونوا مجموعات ضاغطة على جامعاتهم.

ونتج عن موقف الطلاب هذا نجاح حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات الأميركية من نظام الفصل العنصري، والتي بدأت بالجامعات ثم تبنتها الحكومة الفدرالية لاحقا، مما ساهم في تسريع وتيرة سقوط النظام العنصري في جنوب أفريقيا.

وكانت مطالب الطلاب حينذاك تقترب من الكثير مما يطالب به طلاب اليوم المحتجون إدارات جامعاتهم. وأراد الطلاب أن تسحب جامعاتهم استثماراتها من الشركات التي دعمت الفصل العنصري في جنوب أفريقيا أو استفادت منه.

وبالفعل وتحت وطأة الضغط الطلابي، سحبت 155 جامعة استثماراتها في نهاية المطاف. وفي عام 1986، رضخت الحكومة أيضا لضغوط الطلاب وتبنت سياسة سحب الاستثمارات.

وكانت جامعة كولومبيا في قلب الحركة الطلابية منذ منتصف القرن الـ20 وإلى اليوم. وقاد طلاب تنظيم "التحالف الطلابي من أجل جنوب أفريقيا الحرة في جامعة كولومبيا" الحراك الطلابي. وكانت هذه الجامعة واحدة من أوائل الكليات التي سحبت استثماراتها من التعامل مع جنوب أفريقيا وحذت الـ155 جامعة حذوها.

وعرَف الطلاب طريقهم للتظاهر والاحتجاج لاحقا ضد الكثير من السياسات الرأسمالية الجشعة، وضد قمة منظمة التجارة العالمية عام 1999 بمدينة سياتل، وشاركوا في حركة احتلال وول ستريت عقب ذلك. كما شاركوا في حركة الاحتجاجات الضخمة ضد حروب أميركا على ما أسمته الإدارات المتتالية بـ "الحرب على الإرهاب" عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

ويدعم الحراك الطلابي الأميركي بصورة واسعة حقوق المهاجرين والأقليات، وشهدت الجامعات الأميركية مئات الاحتجاجات عقب مقتل جورج فلويد، الرجل الأسود على يد رجال شرطة بيض عام 2020، وساهموا بدور رائد في تشكيل حركة "حياة السود مهمة" (Black Lives Matter).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الجامعات الأمیرکیة الحراک الطلابی الفصل العنصری جنوب أفریقیا العنصری فی حرب فیتنام

إقرأ أيضاً:

طلاب علوم البترول بحلوان في زيارة ميدانية إلى حقول شركة خالدة

نظم برنامج علوم البترول والمعادن بكلية العلوم جامعة حلوان زيارة علمية لطلاب البرنامج إلى حقول المنطقة الجنوبية التابعة لشركة خالدة للبترول، وذلك تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، الدكتور مجدي الحجري - عميد الكلية، و إشراف الدكتور أمين خليل إسماعيل رئيس قسم الجيولوجيا، وريادة الدكتور أمير إسماعيل منسق برنامج البترول والمعادن.

تضمنت الزيارة عدة أنشطة أهمها تدريب عملي في معامل الشركة حيث تعرف الطلاب على أحدث الأجهزة المستخدمة في تحليل العيّنات الصخرية والسوائل البترولية، وتم زيارة تقنية الـ Sucker Rod Pumps (أنظمة الرفع الصناعية)، مشاهدة كيفية عمل مضخات الغاطس (Sucker Rod Pumps) عن قرب، وفهم دورها في تحسين إنتاجية الآبار.

كذلك تم عرض شرح تفصيلي عن تقنيات الرفع الصناعي (Artificial Lift) ودورها في إطالة عمر الحقول البترولية، وتم التدريب في مبنى التحكم المركزي للتعرف على عمليات فصل الغاز، الزيت، والمياه بعد الإنتاج، وفهم التقنيات المستخدمة لتحقيق الكفاءة القصوى، وذلك لمحاكاة عملية مراقبة البيانات في الوقت الحقيقي عبر أنظمة التحكم الذكية.

وأيضا تضمنت الزيارة بعض المحاضرات العملية على أرض الواقع حيث تم تقديم شرح تفصيلي عن مراحل معالجة السوائل البترولية وتقنيات إدارة الخزانات، ومناقشة التحديات البيئية والحلول المبتكرة في صناعة الطاقة، وفى نهاية الزيارة تم عمل جولة ميدانية للطلاب بالمنطقة الجنوبية للاطلاع على الأساليب الحديثة للاستكشاف الجيولوجي والجيوفيزيائي في المناطق الصحراوية، تم زيارة مواقع الحفر النشطة وتقنيات المسح السيزمي، وقد عرض مسؤولي الشركة مجالات العمل المختلفة لخريجي البرنامج ودعت الشركة الطلاب المتميزين من خريجو البرنامج للانضمام إلى شركة خالدة للبترول.

وتم عرض مجالات العمل المختلفة فيها عن تحليل البيانات الجيوفيزيائية: معالجة البيانات السيزمية والمغناطيسية لتقييم الخزانات، الجيولوجيا الميدانية: دراسة التكوينات الصخرية وتحديد مواقع الحفر، مراقبة عمليات الإنتاج: تحليل عينات السوائل البترولية ومراقبة جودة الفصل، أبحاث الاستدامة: تقييم الأثر البيئي وتطوير حلول صديقة للبيئة، تطوير تقنيات الاستكشاف: المشاركة في مشاريع بحثية لتحسين دقة التنقيب.

من جانبه أثنى الدكتور مجدى الحجري عميد الكلية على مثل هذه الزيارات التي من ضمن أهدافها ربط الدراسة الأكاديمية بسوق العمل وتدريب الطلاب على أحدث تقنيات اكتشاف البترول وحث إدارة البرنامج على إقامة المزيد من هذه الزيارات لثقل الطلاب من الناحية المهنية.

اقرأ أيضاًوظائف خالية في السهام البترولية و جامعة حلوان.. شروط وموعد التقديم

أسرة "طلاب من اجل مصر " بجامعة حلوان تنظم زيارة تعليمية لشركة بترول بلاعيم ببورسعيد

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب توقف تأشيرات الطلاب لفحص حساباتهم على مواقع التواصل
  • النمسا تفتح جامعاتها أمام العلماء القادمين من أميركا
  • التعليم العالي: "الوافدين" تبحث تطوير منظومة الطلاب استعدادًا للتنسيق للعام الجامعي
  • ادرس في مصر.. استعدادات مبكرة لجذب الطلاب الوافدين في العام الجامعي 2025/2026
  • طلاب علوم البترول بحلوان في زيارة ميدانية إلى حقول شركة خالدة
  • عميد طب طنطا يشهد تنصيب اتحاد الطلاب وختام الأنشطة
  • واشنطن بوست: أكثر من مليون طالب أجنبي يدرسون بالولايات المتحدة فما أهميتهم؟
  • وزير التعليم العالي يبحث مع وفد الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا ‏سياسة ‏الاستيعاب الطلابي واللامركزية في الجامعات الخاصة
  • ترامب يصرح: طلاب هارفارد الدوليون لا يدفعون شيئا
  • ترامب يدافع عن قرار منع هارفارد من تسجيل طلاب أجانب