كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولا كبيرا في إدارة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية شهد أمام محكمة فدرالية أمس الأربعاء أن مكتبه استخدم مواقع إلكترونية مبهمة مؤيدة لإسرائيل ومدرجة في القوائم السوداء، للمساعدة في استهداف الطلاب الأجانب الناشطين للتحقيق معهم واحتمال ترحيلهم.

وقالت إنها المرة الأولى على ما يبدو التي يعترف فيها مسؤول في الإدارة الأميركية بأنه يسترشد لأداء عمله بالجماعات الغامضة التي تقف وراء تلك المواقع، بما في ذلك مجموعة "كناري ميشن"، وهي منظمة تُتَّهم بنشر بيانات شخصية عن الأفراد المنخرطين في النشاط المؤيد للفلسطينيين، بغرض مساعدة قوات الأمن أو التشهير بهم وغير ذلك من الأمور.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أولمرت: أعداؤنا هم المليشيات اليهودية العنيفة التي تنكل بالفلسطينيينlist 2 of 2جدعون ليفي: يا للعار إسرائيل تبني غيتوend of list

وجاء اعتراف بيتر هاتش، مساعد مدير قسم تحقيقات الأمن الداخلي في إدارة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، في الشهادة التي أدلى بها في اليوم الثالث من إجراءات المحاكمة في قضية برزت كتحدٍّ كبير لحملة إدارة الرئيس دونالد ترامب على الطلاب الأجانب.

وأوضحت الصحيفة أن المحامين الذين يمثلون الروابط الأكاديمية التي رفعت دعوى قضائية ضد الإدارة الأميركية استدعوا هاتش كشاهد لدعم حجتهم بأن احتجاز منتقدي إسرائيل البارزين كان جزءا من سياسة رسمية لردع الخطاب السياسي غير المتوافق مع أجندة الرئيس ترامب.

وقد نفت الحكومة الأميركية وجود أي سياسة رسمية من هذا القبيل، إذ دأب وزير الخارجية ماركو روبيو ومسؤولون آخرون على وصف المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي اجتاحت الجامعات احتجاجا على الحرب في غزة بأنها تضر بمصالح الولايات المتحدة.

ونقلت نيويورك تايمز في تقريرها عن بيتر هاتش القول إن مهمة مكتبه الذي يعمل به حوالي ألف محلل هي "تفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية". كما يضم المكتب فرقا مسؤولة عن إجراء تحقيقات تساعد في قضايا مثل الاتجار بالبشر واستغلال الأطفال.

إعلان

وشهد هاتش أنه أسس في مارس/آذار الماضي فريقا أطلق عليه اسم "فريق تايغر"، وهو فرقة عمل متخصصة مهمتها الاستجابة للأوامر المفاجئة التي يصدرها بالإسراع في تحليل بيانات تتعلق بآلاف الأشخاص الذين نشرت مجموعة "كناري ميشن" أسماءهم وهوياتهم.

وقال إن تلك البيانات كانت تتضمن اتهامات أو تؤكد الكثير من المعلومات، مثل أن هؤلاء المتظاهرين متورطون في أنشطة عنيفة، أو يتغاضون عن العنف أو يدعمونه، وربما حتى أنهم يدعمون منظمات "إرهابية".

وكشفت مجموعة "كناري ميشن" أن أهدافها تتلخص في توثيق مظاهر "الكراهية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل واليهود".

وأشار هاتش إلى اجتماع عُقد في مارس/آذار مع كبار مسؤولي وزارة الأمن الداخلي حيث طُلب من مكتبه الإسراع في إنجاز بحثه وإعداد تقارير يمكن لوزارة الخارجية استخدامها لتحديد ما إذا كان ينبغي المضي قدما في عمليات الترحيل.

وتحت ضغط من محامٍ يمثل إحدى الروابط الأكاديمية لدفعه من أجل الكشف عن مزيد من التفاصيل، قال هاتش إن مكتبه يحصل على أسماء ويعثر على عملاء محتملين من مصادر مختلفة، مؤكد أنه لم تكن له علاقة بمجموعة "كناري ميشن".

هاتش ذكر أن فريقه اعتمد على ملفات "كناري ميشن" وقائمة مماثلة أعدتها مجموعة أخرى مؤيدة لإسرائيل مجهولة الهوية، تطلق على نفسها اسم "بيتار"، بغية تضمين تلك الأسماء في التحقيقات التي يجريها مكتبه، من دون فهم راسخ للمنهجية التي تم من خلالها إدراج الأسماء في أي من السجلين المذكورين (الملفات وقائمة بيتار).

لكنه قال إن فريقه اعتمد على ملفات "كناري ميشن" وقائمة مماثلة أعدتها مجموعة أخرى مؤيدة لإسرائيل مجهولة الهوية، تطلق على نفسها اسم "بيتار"، بغية تضمين تلك الأسماء في التحقيقات التي يجريها مكتبه، من دون فهم راسخ للمنهجية التي تم من خلالها إدراج الأسماء في أي من السجلين المذكورين (الملفات وقائمة بيتار).

وفي إجابته عن سؤال القاضي عن أعداد الأفراد الذين وردت أسماؤهم في ملفات "كناري ميشن"، قال هاتش إنهم 5 آلاف شخص، مضيفا أن هذا هو السبب الذي دعاه إلى تشكيل فريق تايغر لأنه "لا يمكن لقسم عادي، أو وحدة أو قسم أو مجموعة محللين عاديين يعملون في هيكل تنظيمي عادي أن يتعامل مع مهام بهذا العبء".

طلاب يحتجون في نيويورك على مجازر غزة (الفرنسية)

وفي شهادته، ذكر هاتش أنه بعد المراجعة التي أجراها الفريق، تم تقديم ما بين 100 و200 تقرير عن المحتجين من غير الأميركيين إلى وزارة الخارجية، والتي ستحدد ما إذا كان سيُحتجزون أم لا.

وبحسب الصحيفة، فقد ظل الطلاب المحتجزون يقولون -طوال الشهور الماضية- إن موقع "كناري ميشن" الإلكتروني زود عملاء الهجرة بخريطة طريق للأهداف المحتملة، إذ قال بعضهم إن المجموعة كان لها على الأرجح يد من وراء الكواليس لتنسيق جهود الترحيل وإسكات منتقدي إسرائيل.

ورد الموقع المذكور على رسالة بعثت بها صحيفة نيويورك تايمز للتعليق على ما ورد في تقريرها، بنفي تلك التهم، إذ قال "نحن نوثق للأفراد والجماعات التي تروج لكراهية الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل واليهود".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات کناری میشن الأسماء فی

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تهدد اعتماد جامعة هارفارد

شككت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، بالتزام جامعة هارفارد بمعايير الاعتماد، وقالت إنها ستستدعيها لتقديم سجلات طلابها الدوليين.

وقالت جامعة هارفارد في بيان إنها "ستظل ماضية في جهودها لحماية مجتمعها ومبادئها الأساسية ضد الانتقام غير المبرر من قبل الحكومة الاتحادية".

وتتهم الإدارة الأميركية جامعة هارفارد بأنها أصبحت معقلا للفكر اليساري وما تصفه بـ"معاداة السامية"، وتسعى لفرض تغيير فيها وغيرها من الجامعات المرموقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وذكرت وزارة التعليم ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية، الأربعاء، أنهما أخطرتا رسميا "لجنة إنجلترا الجديدة للتعليم العالي" المُصدرة لاعتماد هارفارد، بأن الجامعة انتهكت قانون مكافحة التمييز الاتحادي من خلال إخفاقها في حماية الطلاب اليهود والإسرائيليين في الحرم الجامعي.

أدلة قوية

وأضافتا أن هناك "أدلة قوية تشير إلى أن الجامعة ربما لم تعد تلتزم بمعايير الاعتماد التي وضعتها اللجنة".

وأكدت اللجنة، وهي جهة اعتماد غير ربحية، تسلمها خطاب الوزارتين لكنها قالت إن الحكومة الاتحادية لا يمكنها توجيهها لإلغاء اعتماد أي جامعة، وأن الجامعة التي يثبت انتهاكها لمعاييرها قد تُمنح مهلة تصل إلى 4 سنوات للامتثال.

ومن غير المقرر أن تجري اللجنة تقييما شاملا لجامعة هارفارد مجددا قبل منتصف عام 2027.

وهذه الخطوة التي تعد تصعيدا مع الجامعة العريقة، هي الأحدث في سلسلة إجراءات اتخذتها الإدارة ضد هارفارد، التي تقاضي الحكومة الاتحادية بعد أن حجب مسؤولون في مايو/أيار الماضي، نحو 60 مليون دولار من التمويل الفدرالي لها، وتحركوا لمنعها من قبول الطلاب الدوليين بسبب "التقاعس عن اتخاذ إجراءات كافية" ضد المظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين.

وفي أبريل/نيسان 2024 اندلعت احتجاجات داعمة لفلسطين بدأت بجامعة كولومبيا الأميركية وتمددت إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ترامب يمنح سلطات الهجرة تفويضا كاملا للرد على هجمات الرشق بالحجارة
  • إنهاء سياسة خلع الأحذية في المطارات الأميركية
  • الخارجية الأميركية بصدد إقالة أكثر من 1300 دبلوماسي وموظف حكومي
  • دعوى 20 مليون دولار كتعويض وما مر به.. الناشط الفلسطيني محمود خليل يكشف لـCNN كواليس أشهر احتجازه بأمريكا
  • عواصف وأحداث مأساوية تهز العالم.. زلازل وجرائم غامضة وأزمات إنسانية
  • بوليتيكو: مسؤولون أمريكيون لاحقوا مؤيدي فلسطين بمساعدة كناري ميشون
  • إدارة ترامب تهدد اعتماد جامعة هارفارد
  • فلسطيني عمل لدى الاتحاد الأوروبي في غزة يتهم بروكسل بالتخلي عنه بعد إغلاق مكتبه
  • اتفاق ينظّم زيارة الطلاب السوريين في تركيا إلى ذويهم في سوريا