الجودة الشاملة وإتقان العمل في الإسلام
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
سبق الإسلام العصر الحديث في العديد من المطلحات التي ظهر مؤخرًا ومنها مصطلح ( الجودة ) الجودة النوعية – الجودة الشاملة، وجعلوا لذلك مقاييس وجوائز، جائزة الجودة النوعية، مؤتمر الجودة الشاملة، وهذه مفاهيم إدارية في الإدارة الحديثة، وهي موجودة في دين الإسلام الذي سبق العالم الحديث إلى الكثير من المصطلحات.
ويقول الدكتور حجازي فارس، أمام وخطيب مسجد سيدي عبدالرحيم القنائي، أن الحديث عن الجودة والإتقان أصلاً هو حديث إسلامي، لكن بعض الناس إذا جاء الغرب بشيء فتن به، ويظن أنهم جاؤوا به ولم يسبقهم أحد إلى ذلك، وإن من المفردات التي جاءت في الشريعة في هذه القضية: الإتقان، الإحسان، التجويد، الإحكام، قال الله -سبحانه وتعالى- : {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}(هود: من الآية1). ومعنى أحكمت : قال السعدي رحمه الله : أتقنت وأحسنت .
ومجالات الإتقان كثيرة، في العبادات الشعائرية وفي العبادات التعاملية، والإتقان في حد ذاته عبادة من أفضل القربات. فالإتقان يجب أن يكون في العبادات بأنواعها، فمثلاً في الوضوء يقول النبي -عليه الصلاة والسلام: (مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْو الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ) (مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ وَتَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ طُهُورَهُ وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ وَمَسَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ وَلَمْ يَلْغُ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العمل في الإسلام العصر الحديث
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة اليوم .. ياسر الغاياتي يؤكد: هذا سبب تنوع العبادات من الله للمسلمين .. والعشر من ذي الحجة أحد مواسم الطاعات فاغتنموها.. فيديو
خطبة الجمعة اليوم
الشيخ ياسر الغاياتي يؤكد:
العشر من ذي الحجة أحد مواسم الطاعات فاغتنموها
هذا سبب تنوع العبادات من الله للمسلمين
عشر ذي الحجة إشارة للشباب اليائس أن يبدأوا من جديد
قال الشيخ ياسر الغاياتي، من علماء وزارة الأوقاف، إن فضل الله على عباده واسع، وبركات الله على عباده دائمة لا تنقطع أبدا.
وأضاف ياسر الغاياتي، في خطبة الجمعة من مسجد الشهيد علي إبراهيم، بمحافظة القليوبية، أن الله تعالى من واسع كرمه وجوده، جعل لعباده مواسم للطاعات، هذه المواسم تتشكل فيها ألوان الطاعات وألوان القربات.
وأشار إلى أن من مواسم الطاعات، هذه الأيام التي نحياها جميعا، ألا وهي العشر الأوائل من ذي الحجة، التي أقسم الله بها في القرآن، فقال (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ).
وتابع: وصح عن النبي أنه قال في تفسير هذه الآيات، هي العشر الأوائل من ذي الحجة، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر، يوم عيد الأضحى المبارك.
وأكد خطيب الأوقاف، أن الله تعالى إذا أقسم بشئ فإن هذا يدلنا على عظمة ومكانة المقسوم به، فإن الله تعالى هو العظيم ولا يقسم إلا بعظيم، فقسم الله بهذه الأيام وتلكم الليالي إنما ينبهنا على عظم مكانتها وجلالة قدرها، وينبهنا أيضا على ضرورة استثمار جميع أوقاتها في الطاعات والقربات.
واستشهد بحديث النبي الذي يقول فيه (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من عشر ذي الحجة، فقالو يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال ولا الجهاد، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ).
وقال الشيخ ياسر الغاياتي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الله تعالى جعل هناك تنوعا في العبادات وهو يعلم سبحانه وجود الملل من العبد وأنه لا يصبر على كثرة العبادة في نوع معين كالصلاة فقط أو الصيام فقط.
وأضاف الغاياتي، في خطبة الجمعة من مسجد الشهيد علي إبراهيم، بمحافظة القليوبية، أن الله تعالى نوع في الطاعات والعبادات، ليدخل كل إلى رحمة الله من المدخل الذي يتناسب مع ما أعطاه الله تعالى، ولذلك نجد الأعمال الصالحة في هذه الأيام متنوعة، ففيها الصلاة الواجبة وفيها الصيام المستحب وفيها الصدقة المندوب إليها، وفيها يوم عرفة وفيها يوم النحر، فكثر خير ربنا وفاض علينا في هذه الأيام.
وأشار إلى أن من الأعمال الصالحة في هذه الأيام ويستحب فعلها هو كثرة الذكر لله تعالى، فقال تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) وقال تعالى (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) وقال العلماء إن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة.
وأوضح أن من الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة، صيام هذه الأيام أو صيام بعضها وإن لم تستطع فصيام يوم عرفة فإنه يكفر سنة ماضية وسنة قادمة.
وتابع: وأقول لمن لم يستطع حج بيت الله الحرام "إن فضل الله واسع، فكرم الله يسع الجميع، وسيدنا النبي يريد أن يوسع لنا فضل الله، فيقول النبي (من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم).
وقال الشيخ ياسر الغاياتي، من علماء وزارة الأوقاف، إنه إذا كانت العشر الأوائل من ذي الحجة هي نقطة بداية للمسلم ليتقرب إلى المولى بالطاعات والقربات، فإن فيها إشارة لكل يائس أو محبط بأن يبدأوا من جديد وينسوا ما مضى.
وأضاف الغاياتي، في خطبة الجمعة من مسجد الشهيد علي إبراهيم، بمحافظة القليوبية، أن عشر ذي الحجة كشهر رمضان هي إشارة لكل من يريد أن يحقق أملا أو يحقق هدفا، تستطيع أن تبدأ من جديد عفا الله عما سلف.
وأشار إلى أننا نبين لشبابنا أن روحك أمانة فلا تفرط في روحك ونفسك ولا تيأس فإنما عند الله هو خير وأبقى والجزاء على قدر العمل.
وتابع: على الشباب ألا ييأسوا من رحمة الله، فباب رحمة الله واسع وكرمه واسع، مستشهدا بحديث النبي (من قتل نفسه بحديدة عذب بها في نار جهنم).