الأسباب التي تَحجب وتُحبط أعمال العباد
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
خرج المسلمون من المحطة الرمضانية بعد شهر قصير ” ثلاثين يوما” من الصلاة والصيام، والقيام، وقراءة القرآن، واكثر المسلمين يعتقدون أنهم بامتناعهم عن المفطرات في نهار شهر رمضان قد أسقطوا عن أنفسهم ركناً من أركان الإسلام، وأنهم قد أدوا مناسك ذلك الشهر بالتمام والكمال، وقد ضمنوا الأجر والثواب، رغم أن العديد من المسلمين يعلمون أن ما ارتكبوه من ظلم لغيرهم لا زال معلقاً برقابهم، ناهيك عن أكلهم أموال الناس بالباطل، وامتهان البعض النصب والاحتيال على الغير كمهنة تؤدى باحتراف عال، وهناك شهادة الزور والبهتان، والغيبة والنميمة، وأكل أموال الناس بالسحت، والغش في البيع والشراء، والتلاعب بالموازين والأسعار، والاحتكار، كل تلك الأعمال فيها من الكبائر والمحرمات التي لا يرتكبها إلا من اختار أن يؤتى كتابه بشماله، فما حاجة الله لصيام أولئك المرتكبين للمحرمات، وقد قال نبينا الكريم محمد صل الله عليه وسلم : “رُبَّ صائمٍ ليس له مِن صِيامِه إلَّا الجوعُ”، وهذا محمول على من صام ولم يتجنب قول الزور والكذب والبهتان والغيبة ونحوها من المعاصي، فيحصل له الجوع والعطش، ولا يحصل الأجر والثواب والفائدة من الصيام، فمثل هؤلاء لن ينفعهم صيام شهر رمضان ولا ألف شهر ما لم يردوا الحقوق لأصحابها، يقول الدكتور مصطفى محمود في هذا الشأن: يجب على المسلم ألا يتوهم أن الدين هو أن يصلي ويصوم ويقرأ القرآن ويزكي ويحج بعد أن ينطق الشهادة وانتهى الأمر عند هذه العبادات، لا، لأن هذه العبادات (عبادات شعائرية) وهي فرائض سنحاسب عليها صحيح، ولكنها ليست كل الدين بل إن تلك العبادات محجوبة ولن يقطف المسلم ثمارها وتحقق أهدافها إلا إذا صحت (العبادات التعاملية) فهي لن تصح إذا ظلمت، وآذيت، وكذبت وشتمت، فأداء المسلم للشعائر التعبدية هو انتماء شكلي إلى الدين وهو بين المسلم وبين الله ، فأن يذهب المسلم للحج أو العمرة ثلاثين مرة لا يكفي، وأن يقف المسلم على سجادة الصلاة ٧٠ ألف مرة في اليوم لا يكفي، لأن الدين هو استقامة المسلم ومعاملته ورحمته بالآخرين، وهو صدقه وعدله، الدين -كما يقول الدكتور مصطفى محمود- حفظ المسلم للسانه من قول الزور وشهادة الزور، وهو عمله لكسب رزقه وسعيه بالحلال، هو نظافته وأمانته، الدين خلق المسلم مع أهل بيته وبيئته والناس أجمعين عملا بقول رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وآله وسلم: ” إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ” .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
«الإفتاء» توضح شروط الأضحية في الحج بالتفاصيل
يستعد المسلمون خلال الأيام الحالية لموسم عيد الأضحى المبارك، بالتزامن مع انتهاء شهر ذو القعدة، لقضاء موسم الحج، ومن أهم الشعائر في الحج هي الأضحية ومن هنا يجب على كل حاج أن يعرف شروط الأضحية في الحج وهو ما سنتناوله خلال السطور التالية.
شروط الأضحيةأوضحت دار الافتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، بشأن شروط الأضحية في الحج، أن هناك شروط تشمل كل الذبائح، وشرائط تختص بها، وهي ثلاثة أنواع: نوع يرجع إلى الأضحية، ونوع يرجع إلى المضحي، ونوع يرجع إلى وقت التضحية، فالنوع الأول: شروط الأضحية في ذاتها:
والشرط الأول ضمن شروط الأضحية في الحج وهو متفق عليه بين المذاهب، أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل بأنواعها، والبقرة الأهلية -ومنها الجواميس-، والغنم؛ ضأنًا كانت أو معزًا، ويجزئ من كل ذلك الذكور والإناث.
فمن ضحى بحيوان مأكول غير الأنعام، سواء أكان من الدواب أم الطيور؛ لم تصح التضحية به؛ لقوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: 34]، ولأنه لم تنقل التضحية بغير الأنعام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ويتعلق بهذا الشرط أن الشاة تجزئ عن واحد، والبدنة والبقرة كل منهما عن سبعة؛ لحديث جابر رضي الله عنه قال: "نحرنا مع رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله وسلم عامَ الْحُدَيْبِيَةِ؛ البَدَنَةَ عن سبعةٍ، والبَقَرَةَ عن سبعةٍ" أخرجه مسلم.
السن ضمن شروط الأضحية في الحجوالشرط الثاني في شروط الأضحية في الحج أن تبلغ سن الأضحية، بأن تكون ثنية أو فوق الثنية من الإبل والبقر والمعز، وجذعة أو فوق الجذعة من الضأن؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ» رواه مسلم في "صحيحه".
فتجزئ من الضأن الجذعة: والجذع من الضأن ما أتم ستة أشهر، ومن الماعز الثني: وهي ما أتم سنة قمرية ودخل في الثانية دخولًا بينًا كأن يمر عليها شهر بعد بلوغ السنة، ومن البقر الثني: وهي ما بلغ سنتين قمريتين، والجاموس نوع من البقر، ومن الإبل -الجمال- الثَّنِي: وهو ما كان ابن خمس سنين.
معايير سلامة شروط الأضحية في الحجوالشرط الثالث في شروط الأضحية في الحج: سلامتها من العيوب الفاحشة، وهي العيوب التي من شأنها أن تنقص الشحم أو اللحم إلا ما استثني، ومن ذلك: العمياء، العوراء البيّن عورة، مقطوعة اللسان بالكلية، الجدعاء: وهي مقطوعة الأنف، مقطوعة الأذنين أو إحداهما، العرجاء البيّن عرجها، الجذماء وهي مقطوعة اليد أو الرجل، الجذاء وهي التي قطعت رءوس ضروعها أو يبست، مقطوعة الألية، البتراء: وهي مقطوعة الذنب، المريضة البيّن مرضها، العجفاء التي لا تنقي: وهي المهزولة التي ذهب نقيها، وهو المخ الذي في داخل العظام، مصرمة الأطباء: وهي التي عولجت حتى انقطع لبنها، الجلالة: وهي التي تأكل العذرة ولا تأكل غيرها، ما لم تُستبرأ بأن تحبس أربعين يومًا إن كانت من الإبل، أو عشرين يومًا إن كانت من البقر، أو عشرة إن كانت من الغنم، وما عدا ذلك من العيوب فلا يؤثر في صحة الأضحية.
الشرط الرابع: أن تكون مملوكة للذابح، أو مأذونًا له فيها صراحة أو دلالة، فإن لم تكن كذلك لم تجزئ التضحية بها عن الذابح؛ لأنه ليس مالكًا لها ولا نائبًا عن مالكها؛ لأنه لم يأذن له في ذبحها عنه، والأصل فيما يعمله الإنسان أن يقع للعامل ولا يقع لغيره إلا بإذنه.
النية أهم شروط الأضحية في الحجومن شروط الأضحية في الحاج لدى المضحى، نية التضحية؛ لأن الذبح قد يكون للحم، وقد يكون للقربة، والفعل لا يقع قُربةً إلا بالنية؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» رواه البخاري.
والشرط الثاني: أن تكون النية مقارنة للذبح أو مقارنة للتعيين السابق على الذبح؛ سواء أكان هذا التعيين بشراء الشاة أم بإفرازها مما يملكه، وسواء أكان ذلك للتطوع أم لنذر في الذمة، ومثله الجَعل؛ كأن يقول: جعلت هذه الشاة أضحية، فالنية في هذا كله تكفي عن النية عند الذبح، وهذا عند الشافعية وهو المفتى به.
وقت الأضحية في شروط الأضحية بالحجيدخل وقت ذبح الأضحية بعد طلوع شمس اليوم العاشر من ذي الحجة بعد دخول وقت صلاة الضحى ومُضي زمانٍ من الوقت يسع صلاة ركعتين وخطبتين خفيفتين، وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، أي أن أيام النحر أربعة: يوم العيد وثلاثة أيام بعده.