في أواخر أبريل الماضي، تسلمت قوات درع الوطن جبهات القتال على كامل الشريط الحدودي المتاخم لمديرية طور الباحة بمحافظة لحج والتي كانت تتمركز فيها قوات تابعة للواء الرابع حزم. وفي نفس اليوم شهدت جبهات مدينة تعز، هجمات حوثية استهدفت مواقع للجيش وأعيانا مدنية في مناطق متفرقة من المدينة والمديريات الجنوبية للمحافظة.

بحسب المعلومات الواردة من خطوط المواجهة، فإن هذه الهجمات الحوثية تميزت بشدة عنفها وكثافتها، الأمر الذي يشير إلى أن تسليم جبهات القتال على الخط الفاصل بين محافظتي لحج وتعز، لقوات درع الوطن، أثار خوف مليشيا الحوثي من المعارك التي تنتظرها على هذه الجبهات.

تتلقى قوات درع الوطن أوامرها من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ويرى مراقبون أنه على عكس انتشارها في محافظة حضرموت في وقت سابق من العام الجاري، فإن انتشارها في خطوط المواجهة بين محافظتي لحج وتعز، يعتبر قرارا موفقا ومنسجما مع توجه المجلس الرئاسي نحو استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي.

في هذا الهجوم الأعمى استخدمت المليشيا الحوثية المدفعية والأسلحة الرشاشة لقصف مواقع الجيش الحكومي وتجمعات سكنية في نقيل الصلو جنوب شرق تعز، كما استخدمت الطيران المسير لقصف موقع عسكري للجيش في جبهة حيفان، حيث يقع جبل الممشاح الاستراتيجي. وفي الجبهة الشمالية لمدينة تعز، أطلقت عملية تسلل في الجبهة الشمالية لمدينة تعز وجبهة الأحطوب، فيما شنت ذراع إيران قصفا مدفعيا وعمليات قنص على قرى مأهولة بالسكان في مديرية مقبنة غرب المدينة، كما شمل هجومها الأعمى والمرتبك قصفا بطائرة مسيرة في نفس المديرية أسفر عن استشهاد خمس نساء.

ويؤكد هذا الهجوم الذي أحاط مدينة تعز من كافة الجهات التي تتوزع عليها جبهات القتال وخطوط التماس، أن المليشيا الحوثية أصبحت تشعر بالرعب من خطة إعادة نشر القوات الحكومية، خاصة أن المليشيا مستمرة في تحشيد المقاتلين والآليات العسكرية إلى مناطق التماس بين المحافظتين. ويعتقد نشطاء ومراقبون أن تسليم هذه الجبهات لقوات تابعة لقيادات تنحدر من شمال اليمن كان يفترض أن يتم منذ سنوات حتى لا تشعر القوى الجنوبية بعدم جدية قوى الشمال في معسكر الشرعية، في إنهاء الانقلاب الحوثي.

ويمتد الشريط الحدودي لخطوط المواجهة مع مليشيا الحوثي من القبيطة شرقا إلى المقاطرة غربا، وكلاهما منطقتان ضمن جغرافيا شمال اليمن وتم ضمهما إداريا لمحافظة لحج بعد الوحدة.

وتشكلت قوات درع الوطن بموجب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رقم 18 لسنة 2023م في يونيو من نفس العام، وقضت المادة الأولى منه بإنشاء وحدات عسكرية تسمى (قوات درع الوطن) وتكون احتياطي القائد الأعلى للقوات المسلحة. ونصت المادة الثانية من القرار أن يحدد القائد الأعلى للقوات المسلحة عدد هذه القوات ومهامها ومسرح عملياتها في أمر عملياتي يصدر عنه.

وتضاف قوات درع الوطن إلى القوات التابعة للحكومة الشرعية والقوى الوطنية الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، والتي تشمل المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، وقوات العمالقة بقيادة العميد عبد الرحمن المحرمي، إضافة إلى القوات العسكرية الحكومية في جبهة مأرب، وجميعها قوات ضاربة تصدت لمليشيا الحوثي في أكثر من جبهة وألحقت بها هزائم مشهودة. 

كما يرى المراقبون أن إجماع قادة هذه القوات على هدف تحرير الشمال اليمني من قبضة مليشيا الحوثي، يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الانقلاب وكسر شوكة الحوثيين، خاصة أن جميع قادتها أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: مجلس القیادة الرئاسی قوات درع الوطن

إقرأ أيضاً:

«ثلاثي الرعب» يُعيد عصر «الساحر ميسي» في برشلونة

 
برشلونة (أ ب)


أبهر لامين يامال الجميع، وحدد بيدري وتيرة اللعب، وسجل رافينيا الأهداف الحاسمة، ليتوج برشلونة بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم هذا الموسم، وهو يقدم أداءً كروياً حماسياً هو الأكثر إثارة منذ عصر الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي.
في حين تألق لاعبوه في موسم تضمن أيضا لقب كأس ملك إسبانيا، إلا أن نجاح برشلونة يعود في جزء كبير منه إلى المدير الفني الألماني هانزي فليك.
واستعان المدرب السابق لبايرن ميونيخ الألماني بنفس العناصر الأساسية لفريق لم يفز بأي شيء في الموسم السابق تحت قيادة المدرب السابق تشافي هيرنانديز، وحوّله إلى واحد من أكثر الفرق متعة في أوروبا.
ونفذ لاعبو فليك خطة اللعب الحاسمة، المتمثلة في الضغط المتقدم في الملعب لاستعادة الكرات في مواقع الهجوم، وكانت النتيجة الحصول على الثنائية المحلية «الدوري والكأس»، والتأهل إلى نصف النهائي في بطولة دوري أبطال أوروبا، والذي خسره الفريق بمواجهة تاريخية أمام إنتر ميلان الإيطالي، حيث كان الفريق الكتالوني على بعد ثوان قليلة من عبوره نحو المباراة النهائية.
وأحرز لامين يامال هدفاً، وصنع آخر لزميله فيرمين لوبيز، ليقود برشلونة للفوز 2-صفر على مضيفه وجاره اللدود إسبانيول، في المرحلة الـ36 للدوري الإسباني، ليتوج فريق فليك باللقب رسمياً قبل خوض المرحلتين الأخيرتين من البطولة هذا الموسم.
وقال بيدري بعد المباراة الحاسمة ضد إسبانيول: «يعود الفضل الكبير لفليك في هذا اللقب، لقد نجح في تغيير الفريق تماماً، إن هذا الموسم سيبقى في الذاكرة».
أكد يامال مكانته نجماً صاعداً في كرة القدم الدولية قبل أسابيع قليلة من انطلاق الموسم الحالي، عندما خطف الأضواء في تتويج منتخب إسبانيا بلقب كأس الأمم الأوروبية الأخيرة بألمانيا «يورو 2024».
وواصل يامال أداءه الرائع في موسم برشلونة الناجح، وعلى مدار الموسم، ازداد تأثيره الهجومي، كما ازداد دوره محفزاً لزملائه في الفريق.
وجاء تعليق يامال لأحد زملائه في الفريق عندما كان ريال مدريد متقدماً بنتيجة 2-1 في نهائي كأس الملك ليلخص عقليته وعقلية لاعبي برشلونة، حيث قال: «لا يهم إن سجلوا هدفاً، أو سجلوا هدفين، لن يتمكنوا من مجاراتنا»، ليتمكن ناديه من قلب تأخره إلى انتصار 3-2 بعد اللجوء للوقت الإضافي.
وأسهم يامال في قيادة العديد من محاولات العودة في المباريات، وكان سبباً أساسياً في فوز برشلونة بجميع مباريات الكلاسيكو الأربع ضد ريال مدريد بنتيجة إجمالية 16-7، حيث تضمنت مباراتين في الدوري الإسباني ونهائي كأس الملك ونهائي السوبر الإسباني.
وسجل يامال هدفاً مذهلاً في مرمى إسبانيول، ليمنح برشلونة الفوز الذي حسم من خلاله اللقب رسمياً هذا الموسم.
إذا كان هناك لاعب واحد يجسد حجم التطور الذي طرأ على برشلونة هذا الموسم، فهو الجناح البرازيلي رافينيا بلا شك، وبزغت نجومية رافينيا، الذي تحول من جناح مجتهد إلى هداف حاسم، وقائد للفريق، لديه القدرة على اللعب في مراكز متعددة.
وأحرز المهاجم البرازيلي الدولي 18 هدفاً ببطولة الدوري من أصل 34 هدفاً سجلها هذا الموسم في مختلف المسابقات، حيث كان من بينها هدفين في عودة برشلونة، الذي قلب تأخره صفر - 2 أمام الريال، إلى انتصار ثمين ومستحق 4 - 3، يوم الأحد الماضي، وهو الفوز الذي حسم تقريباً سباق اللقب لمصلحة فريقه.
من جانبه، سجل النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي 25 هدفاً في الدوري، ليكمل بذلك الثلاثي الهجومي المرعب الذي يضاهي ثلاثي برشلونة الرائع، الذي تكون من ميسي والبرازيلي نيمار والأوروجواياني لويس سواريز.
وأسهمت أهداف الثلاثي، بالإضافة للأداء الرائع للظهير الأيمن جول كوندي في تبرير قرار رئيس النادي خوان لابورتا قبل ثلاث سنوات ببيع حقوق البث التلفزيوني المستقبلية وأصول أخرى ليتمكن برشلونة من التعاقد مع كوندي وليفاندوفسكي ورافينيا جزءاً من محاولة إعادة إحياء مسيرة النادي الناجحة.
كما برز فيران توريس أيضاً مهاجماً احتياطياً متميزاً، خاصة بعد إصابة ليفاندوفسكي في أواخر الموسم.
رغم الأداء الرائع لمهاجمي برشلونة، كان بيدري اللاعب الأكثر أهمية بالنسبة لفليك، ونجح لاعب الوسط الشاب، الذي يكمل بالفعل موسمه الخامس لاعباً أساسياً بلا منازع في سن الـ22، في تقديم أفضل موسم له منذ أن برز مع برشلونة في سن المراهقة.
وخاض بيدري أكبر عدد من دقائق اللعب في الفريق، ورسخ مكانته خليفة للاعبي الوسط الرائعين تشافي وأندريس إنييستا بفضل سيطرته على الكرة ورؤيته الثاقبة وتمريراته الدقيقة ودقة توقيته.
واستفاد بيدري من الوافد الجديد داني أولمو، وكذلك الهولندي فرينكي دي يونج، وجافي بايز، وفيرمين لوبيز، ومارك كاسادو، ليشكلوا لبرشلونة أفضل وسط في الدوري الإسباني حالياً. 

أخبار ذات صلة ألبا يمدد عقده مع إنتر ميامي برشلونة يحصد ثمار «الكرة الجميلة» و«القوة المدمرة»!

أبرز ما تركه فليك على الفريق من أثر هو دفاعه المتقدم، وكان الرباعي الدفاعي الأساسي، أليخاندرو بالدي، وإينيجو مارتينيز، وباو كوبارسي، وكوندي، بارعين في التقدم للأمام والتنسيق الأمثل لاستغلال مصائد التسلل للاعبي المنافسين.
واستطاع الدفاع أن يضيّق المساحات التي كان على الخصوم استغلالها، وسمحوا لزملائهم بالتوغل في المنطقة واستخلاص الكرات بفعالية كبيرة.
كما لا يمكن إغفال الدور الذي لعبه البولندي المخضرم تشيزني، الذي عاد من الاعتزال ليتولى حراسة عرين برشلونة، بدلاً من الألماني المصاب مارك أندريه تير شتيجن. فريق شاب لسنوات قادمة يامال، البالغ من العمر 17 عاماً، يقود حركة الشباب في الفريق، بينما بيدري، جافي، كوبارسي، فيرمين، بالدي، كاسادو، بابلو توري، أنسو فاتي، وجيرارد مارتن، إلى جانب لاعبين آخرين من فرق الشباب يعتمد عليهم فليك، جميعهم دون سن 23 عاماً.
اللاعبان الوحيدان اللذان يقتربان من نهاية مسيرتهما الكروية هما ليفاندوفسكي «36 عاماً» ومارتينيز «33 عاماً»، وبالتالي، فإن برشلونة تحت قيادة فليك لديه القدرة على مواصلة هذا النهج لسنوات قادمة. 

 

مقالات مشابهة

  • قوات الأمن المكسيكية تحبط عصابة مسلحة.. و 12 قتيلا
  • عليّ وعلى أعدائي.. ما منطق حرب المسيرات عند حميدتي؟
  • دعم لوجستي لـ قوات “درع الوطن” يفجّر موجة سخرية واسعة على وسائل التواصل
  • «ثلاثي الرعب» يُعيد عصر «الساحر ميسي» في برشلونة
  • “قوات صنعاء” تعلن توسيع فعلها العسكري في عمق الاحتلال
  • وفاة جندي مغربي من قوات حفظ السلام في حادث سير بجمهورية الكونغو الديمقراطية
  • شرعنة الحوثي من بوابة مسقط .. يقظة بن سلمان تُعري صمت الرئاسي وحكومته
  • السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي: إيران اتجهت الاتجاه الإسلامي المشرف في تبني القضية الفلسطينية وتقديم الدعم للمجاهدين
  • المؤتمر: حياة كريمة ذراع تنموي للدولة المصرية وتحول لمشروع قومي
  • القوات الروسية تسيطر على بلدتين جديدتين في دونيتسك