يمن مونيتور/قسم الأخبار

منحت منظمة “يونسكو” التابعة للأمم المتحدة، يوم الخميس، جائزتها لحرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة خلفت مئات آلاف الشهداء والجرحى.

وقال ماوريسيو فايبل، رئيس لجنة التحكيم الدولية، للإعلاميين: “في مثل هذه الأوقات المظلمة واليائسة، نود أن نشارك رسالة تضامن واعتراف قوية مع الصحافيين الفلسطينيين الذين يغطون هذه الأزمة في مثل هذه الظروف المأساوية”.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق الصحافيين وسط حرب الإبادة التي يشنها على الفلسطينيين في غزة منذ السابع من أكتوبر، إذ اعتقل العشرات، ودمر المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية، ويواصل منع المراسلين الأجانب من الدخول إلى القطاع.

والخميس الماضي، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد الصحافيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 141، عقب استشهاد محمد الجمل في قصف إسرائيلي استهدف منزله في محافظة رفح جنوبي القطاع.

وفي آخر إحصائية، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 34596 شهيداً و77816 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأشارت إلى أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي مارس/آذار الماضي، بلغت حصيلة الجرائم الإسرائيلية بحق الصحافيين، خلال شهر واحد فقط، 105 جرائم، إذ تعمد الاحتلال استهداف العاملين في هذه المهنة، في محاولة منه للتعتيم على جرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين. وقد أكد بيان صادر عن نقابة الصحافيين الفلسطينيين مواصلة الاحتلال جرائمه بحق الصحافيين الفلسطينيين، “من خلال ارتقاء زملاء شهداء بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك رفع وتيرة الاستهداف للصحافيين في مؤسساتهم ومنازلهم وفي ميدان العمل والتغطية الصحافية” خلال مارس.

وفي السياق نفسه، كشفت نقابة الصحافيين الفلسطينيين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل نحو مائة صحافي فلسطيني منذ بداية العدوان على قطاع غزة حتى إصدار البيان. وأفاد بيان للجنة الحريات التابعة للنقابة بأن من بين الأسرى المائة، كان هنالك نحو عشر صحافيات تعرضن للاعتقال، وما زالت أربع منهن في سجون الاحتلال.

وأظهر البيان أن شراسة الاستهداف بالاعتقال كانت في شهري أكتوبر ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، حين اعتقل نحو 50 من الصحافيين تعسفياً، فيما لا يزال نحو 40 منهم في السجون الإسرائيلية. وأشار البيان إلى أن معظم الصحافيين تعرضوا للضرب لحظة الاعتقال رغم وجود حالات مرضية بينهم، ولم يتلقوا أي نوع من العلاج والمتابعة الصحية، ما يهدد حياتهم بالخطر، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى والأسيرات في السجون، حيث يتعرضون للضرب والإهانة والتهديد والحرمان من أبسط الحقوق بزيارات الأهل والمحامين، وكذلك منع الصليب الأحمر من زيارتهم في مخالفة واضحة لمواثيق جنيف وكل الأعراف الدولية.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الصحافة فلسطين يونسكو الصحافیین الفلسطینیین فی غزة

إقرأ أيضاً:

مؤتمر “حلّ الدولتين”.. خدعة سياسية لتصفية المقاومة وتجميل وجه الاحتلال

يمانيون | تقرير تحليلي
في ظل تصاعد المجازر الصهيونية في غزة، وبينما تغرق الأرض الفلسطينية في الدم والركام، عاد المجتمع الدولي ليطرح مجددًا ما يسمى “مشروع حلّ الدولتين”، عبر مؤتمر دولي يُراد له أن يُعيد خلط الأوراق، ويوجه البوصلة نحو مسار سياسي منحرف يخدم الاحتلال أكثر مما يدعم الحقوق الفلسطينية.

تبدو صيغة المؤتمر مملوءة بألوان دبلوماسية “جميلة” في الفضاء الإعلامي، لكنها لا تخفي قبح جوهرها. فالمبادرة ليست جديدة، بل هي مبادرة قديمة متعفنة أُعيد طلاؤها مجددًا بعد أن بقيت لعقود على الورق دون تنفيذ، تُستخدم كلما اشتدت المقاومة وتصدع وجه الكيان المحتل تحت ضربات الصواريخ أو صمود أبطال الأرض المحاصرة.

المطلوب من المؤتمر: نزع السلاح وتفكيك غزة
من أبرز بنود هذا المسار الذي يُراد فرضه سياسيًا، ما تسعى إليه القوى الغربية والأنظمة العربية المتماهية، وهو إنهاء سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وتسليم إدارة القطاع بالكامل، بما فيه من مؤسسات ومقدرات وأسلحة، للسلطة الفلسطينية الخاضعة للتنسيق الأمني مع الاحتلال.

ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل يُطرح بوضوح في الكواليس ما هو أخطر: نزع سلاح المقاومة بالكامل، وتجريد الشعب الفلسطيني من آخر أدوات الدفاع عن نفسه، وشيطنة كل من يحمل السلاح ضد الاحتلال الصهيوني. وهي المطالب التي يروج لها القادة الصهاينة في تصريحاتهم، وتجد صدًى لها في باريس ولندن وواشنطن والرياض والقاهرة.

فرنسا وبريطانيا.. شراكة معلنة في جريمة الإبادة
الدول الأوروبية الكبرى لم تتزحزح خطوة واحدة عن دعمها المباشر وغير المباشر للعدو الصهيوني. لندن لم توقف تصدير الأسلحة، وباريس كذلك. بل تستمر الدول الغربية على اختلافها في توفير الدعم السياسي والعسكري، وتكتفي بتصريحات “قلقة” لا تعني شيئًا، سوى محاولة يائسة لحماية نفسها من اتهامات جرائم الحرب، عبر الادّعاء بأنها تُحذر وتُدين لفظيًا.

إن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل حرب إبادة ممنهجة تشترك فيها أطراف دولية بالصمت أو بالمشاركة الفعلية، تحت غطاء من الشرعية الكاذبة التي توفرها المؤتمرات الدولية، والتي لا تخرج عن كونها مظلّة لشرعنة الاحتلال ومساعدته على تحقيق ما عجز عن فرضه عسكريًا.

المقاومة “إرهابًا”.. والدفاع “خروجًا عن القانون”
لم يكن غريبًا أن يُعاد تصنيف حركات المقاومة في المؤتمرات الغربية بأنها “إرهابية”، فذلك جزء من الحرب النفسية والسياسية التي تهدف إلى نزع الشرعية الأخلاقية والدينية والوطنية عن كل من يقف في وجه الاحتلال.. بل إن بعض العواصم الأوروبية والعربية تطرح “حلولًا” تشمل تفكيك فصائل المقاومة، وتسفير من تبقى من مقاتليها إلى أي بقعة يُختار لهم النفي إليها.

وهكذا يُراد أن تُعزل المقاومة، وتُفكك، وتُجرد من سلاحها، ليُسلَّم القطاع بكل جراحه ومقدراته إلى مسار سياسي عقيم، عجز عن إنقاذ الضفة من التهويد، وعن حماية القدس من الاقتحامات، وعن وقف الاستيطان الذي يلتهم الأرض.

النتيجة: مؤتمر ضد المقاومة وليس ضد الاحتلال
ما يُطلق عليه “مؤتمر دولي لحل الدولتين” ليس في الحقيقة سوى مؤتمر ضد المقاومة، يُنظم تحت عناوين مضلّلة مثل “السلام” و”إنهاء المعاناة”، بينما يُمرر في كواليسه أخطر الأجندات: القضاء على المقاومة، شرعنة الاحتلال، تحويل الجلاد إلى ضحية، والضحية إلى متمرّد إرهابي.

رغم الحضور الكبير والتصريحات المتكررة والدعوات الخجولة لوقف إطلاق النار، إلا أن المؤتمر خالٍ من المواقف العملية، ولا يقدّم شيئًا جوهريًا يمكنه وقف المجازر أو إنقاذ الأطفال الذين يموتون جوعًا وقهرًا تحت الحصار والركام.

العالم يتعرّى.. والاختبار يكشف زيف المواقف
لقد شكّل هذا المؤتمر اختبارًا فاضحًا لمواقف العالم “المتحضّر”، فكشف زيف الخطاب الأوروبي والإنساني. العالم الذي يكتفي بإحصاء الجثث وإرسال المساعدات المشروطة، دون اتخاذ موقف حقيقي ضد الاحتلال، ليس سوى شريكٍ في الجريمة.

وما لم تتحول هذه المؤتمرات إلى أدوات فعلية لمحاسبة العدو، ووقف شحنات الأسلحة، وملاحقة مجرمي الحرب، فإنها ستظل جزءًا من المشهد الدموي، وستسجَّل في ذاكرة التاريخ كأداة سياسية لشرعنة الإبادة، لا لإنقاذ الضحايا.

مقالات مشابهة

  • “أمير غزة الصغير”.. قصّة طفل قبّل يد من قدم له الطعام وقتله الجيش الإسرائيلي بدم بارد (صورة + فيديو)
  • “الصحفيين” الفلسطينيين: 232 صحفيا وصحفية استشهدوا منذ بدء العدوان الصهيوني
  • الرئيس الإيراني: واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي علينا الشهر الماضي
  • “إعلان نيويورك”: إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة
  • “الإعلامي الحكومي”: الاحتلال يواصل منع دخول الصحافة العالمية إلى غزة خوفاً من انكشاف جرائمه
  • مؤتمر “حلّ الدولتين”.. خدعة سياسية لتصفية المقاومة وتجميل وجه الاحتلال
  • وكيل الخارجية الفلسطينية: المشروع الاستيطاني الإسرائيلي فشل في الماضي وسيفشل في الحاضر والمستقبل
  • تنديد بمواصلة الاحتلال منع دخول الصحافة العالمية إلى قطاع غزة
  • الإعلام الحكومي: الاحتلال يواصل منع دخول الصحافة العالمية لغزة خوفًا من انكشاف جرائمه
  • مانجا تطلق لعبة “Sonic Racing” في الشرق الأوسط