الجزيرة:
2025-05-25@07:13:00 GMT

ما فعلته جينفر.. وثائقي متواضع لجريمة قتل غامضة

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

ما فعلته جينفر.. وثائقي متواضع لجريمة قتل غامضة

احتل الفيلم الوثائقي "ما فعلته جنيفر" (What Jennifer Did) مركزا متقدما ضمن قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على "نتفليكس" في الولايات المتحدة والعديد من دول العالم، معولا على موضوعه الذي يتناول جريمة قتل حقيقية ويكشف تفاصيلها من البداية حتى النهاية. لكن هل يستحق العمل حقا هذا الصيت؟

يبدأ "ما فعلته جنيفر" بمكالمة تجريها فتاة تشعر بالهلع مع الشرطة، لتبلغ عن جريمة تحدث في منزلها وهي مقيدة.

نعرف بعد دقائق أن الجريمة تسببت في وفاة والدة المتصلة ودخول والدها في غيبوبة، في حين نجت هي من الموت. ونتبع عبر الفيديوهات المصورة خلال التحقيقات والتعليق الصوتي ومقابلة مع مجموعة من معارف وأصدقاء عائلة جنيفر، تفاصيل الكشف عن شخصية المجرم.

وثائقي يفتقد الإثارة عن جريمة مرعبة

لا يضع الفيلم الوثائقي هوية الجاني موضع تساؤل، بل يوضح عنوانه للمشاهد منذ البداية أن جنيفر هي المجرمة! لذلك يتوقع المشاهد أن تتمثل الإثارة في تفاصيل ومراحل الكشف عن حقيقة جنيفر وإجبار الشرطة لها على تغيير شهادتها من ضحية فقدت أمها ودخل والدها في غيبوبة، إلى متورطة بجريمة قتل.

وبالفعل يبدأ الفيلم بشكل يمهد فيه لأسباب ارتكاب الجريمة؛ فيصور حياة جنيفر التي تنحدر من عائلة آسيوية صارمة، وتعيش في كندا مع والدين مهاجرين يتطلعان لأن تكون ابنتهما مثالية، وبالتالي يضغطان عليها للتفوق في المدرسة وفي دروس الموسيقى والتدرب على آلة البيانو، ويدخلان في حياتها العاطفية.

وتبدو هذه السردية مقنعة، بل قد تدفع المشاهد للتعاطف مع الابنة المحرومة من حنان أب وأم قاسيين، حتى تعترف في إحدى التحقيقات بأنها مزورة شبه محترفة؛ فقد أوهمت والديها بتفوقها الدراسي، وحصولها على منحة جامعية بتزوير شهادات وأوراق رسمية متعددة، بل سافرت إلى المدينة التي يفترض وجود جامعتهما بها دون أن تنتسب إليها.

تزداد علامات الاستفهام حول شخصية جنيفر التي يوحي عنوان الفيلم أنها قاتلة والديها في الفصل الثاني من الفيلم الوثائقي، خصوصا بعدما أفاق الأب من غيبوبته ويكشف أن ابنته كانت تتحدث مع المجرمين بشكل ودي خلال اقتحامهم منزله، وهو ما يوحي بأن الفصل الأخير سيزداد إثارة. لكن لسبب ما، يتخلى صناع الفيلم عن هذه الإثارة وينهون الوثائقي بشكل "مبتسر"، عبر عرض الاستنتاجات التي توصل لها المحققون بصورة شديدة المباشرة، ثم يعرضون التحقيق المفصل الذي اعترفت جنيفر بعده.

كان بين يدي صنّاع "ما فعلته جنيفر" قصة مثيرة؛ عائلة متماسكة تفككها جريمة قتل، وابنة تبدو مثالية نكتشف مدى إجرامها الممتد لسنوات، لكنهم اختاروا وضع القصة في قالب تقليدي يشبه النشرات الإخبارية، وهو ما أفقد العمل أهم ما يميزه وحوله إلى فيديو يصلح للنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

"ما فعلته جينيفر" من إخراج جيني بوبلويل المخرجة المتخصصة في الأفلام الوثائقية المتمحورة حول قصص حقيقية مقززة ومرعبة منها "جريمة قتل أميركية: عائلة في المنزل المجاور" (American Murder: The Family Next Door) الصادر عام 2020 على منصة "نتفليكس" كذلك.

قصص الجريمة الحقيقية بين العرض والطلب

أصبحت المسلسلات والأفلام الوثائقية التي تقدم قصص جرائم حقيقية ظاهرة هذا العقد، سواء من حيث الكم أو من حيث عدد المشاهدات؛ فتبعا لهذه الإحصائية التي قام بها موقع "ذا رينجر" (The Ringer) قدمت منصة "نتفليكس" وحدها 18 عملا من هذا النوع خلال 18 شهر. وقد احتلت هذه الأعمال قائمة الأعلى مشاهدة لمدة 232 يوما.

ليست هذه الإحصائية الوحيدة؛ فشركة "باروت للتحليلات" (Parrot Analytics) المتخصصة في تحليل بيانات الطلب على المشاهدة، أكدت أيضا أن مشاهدات المسلسلات الوثائقية هو الأعلى على الإطلاق في السنوات الأخيرة.

هذه الإحصائيات والأرقام والنتائج ليست خافية على المنصات الإلكترونية وصنّاع المحتوى، بل أصبحت المحرك الأساسي لتغذية هذا الطلب المتزايد، وفيلم "ما فعلته جنيفر" نتاج لهذه الإحصائيات.

"ما فعلته جنيفر" عمل مصنوع تحت ضغط العرض والطلب، يروي حكاية جريمة حقيقية، لكنه لا يمثل الاستغلال الأمثل للقصة، إذ يبدو في الكثير من الأحيان كما لو أنه من إنتاج الذكاء الاصطناعي، وليس عملا فنيا وراءه طاقم كامل من صنّاع الأفلام.

وفي الواقع، اتُهم الفيلم بالفعل باستخدام الذكاء الاصطناعي لتعديل إحدى المشاهد، الأمر الذي نفاه المنتجون.

وبعيدا عن هذه الاتهامات، يمكن وصف الفيلم الوثائقي بأنه ابنٌ بار لمعادلة تجارية بحته؛ نوع سينمائي يلقى الإعجاب ويحقق مشاهدات عالية، في مقابل قيمة سينمائية ضعيفة.

فعلى سبيل المثال، لم يهتم الفيلم بالأحداث التالية للقبض على جنيفر التي لم يتم إغلاق قضيتها حتى الآن، أو الدافع النفسي وراء ارتكاب ابنة الأسرة العادية لجريمة غير عادية، وقد مر "ما فعلته جنيفر" مرور الكرام على شهادة الطبيبة المتخصصة وأبرز فقط دهشتها كمشاهدة لا كشخص معني بتحليل الشخصيات.

وتبعا لعلم النفس التطوري، تداعب المسلسلات والأفلام الوثائقية التي تتناول جرائم حقيقية ذلك الجزء الخامل من الغرائز البشرية الذي نشط لدى الإنسان القديم عندما اعتمد على الصيد وقتل الحيوانات الخطيرة المهددة لحياته، والفضول البشري لمعرفة هوية القاتل وكيفية تنفيذه للجريمة، وكلها مشاعر طبيعية، ومن المقبول إرضاؤها بالفنون، غير أن الأزمة الحقيقية تتمثل في استغلال المنصات الرقمية لهذه الميول بإنتاجها أعمال دون المستوى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الفیلم الوثائقی جریمة قتل

إقرأ أيضاً:

العلمين مدينة كل الشهور.. وثائقي يسلط الضوء على عاصمة المصايف العربية 2025

بمناسبة اختيار المنظمة العربية للسياحة مدينة العلمين الجديدة "عاصمة المصايف العربية" لعام 2025، عرضت قناة الوثائقية الفيلم الوثائقي "العلمين.. مدينة كل الشهور".


يوثق الفيلم قصة تحول مدينة العلمين الجديدة من مدينة صغيرة على ساحل البحر الأبيض المتوسط كانت شاهدة على الحرب العالمية الثانية، إلى واحدة من أحدث مدن الجيل الرابع في مصر والشرق الأوسط.

ويبرز الوثائقي أن المدينة أصبحت صالحة للعيش طوال العام ولكل المصريين، بفضل تجمعاتها السكنية متكاملة الخدمات، وكونها ركيزة أساسية للتنمية والسياحة والاستثمار.

شهادات الخبراء:العلمين تجمع بين الأصالة والمعاصرة


خلال الفيلم الوثائقي، أشار الدكتور سعيد حسانين، استشاري التخطيط العمراني، إلى أن ما يميز مدينة العلمين الجديدة هو مجموعة الأبراج الحديثة التي يمكن رؤيتها من عدة اتجاهات، سواء من داخل مصر أو من البحر، مما يجعلها علامة بصرية قوية للمدينة.
وأضاف الدكتور وجيه عتيق، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن مدينة العلمين الجديدة جمعت بين كل الأشياء الجميلة، منها ما هو قديم ومتمثل في المسلة، والمعاصر في الأبراج السكنية الرائعة، لربط الماضي بالحاضر، بهدف إظهار تاريخ مصر العريق للعالم في عصرها المعاصر.
معايير الاختيار: تميز في البنية التحتية والخدمات
يأتي اختيار المنظمة العربية للسياحة لمدينة العلمين الجديدة عاصمة للمصايف العربية لعام 2025 بعد استيفائها للمعايير التي وضعتها المنظمة. وتشمل هذه المعايير: الإدارة والعمل التنظيمي بالمصيف، والبنية التحتية، وأنماط وموارد الاستجمام والترفيه، والحفاظ على البيئة وحمايتها، والأمن والسلامة والصحة، والاستجابة للمستجدات السياحية، ونتائج قياس وتحليل الأداء.
ومن الجدير بالذكر أن المنظمة العربية للسياحة تمنح هذا اللقب سنويًا لإحدى المدن العربية التي تحقق تميزًا في مجال السياحة الشاطئية والمصايف. ويهدف هذا التكريم إلى تعزيز التنافسية بين المدن العربية وتشجيع تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في قطاع السياحة، خاصة وأن المدن التي حصلت على هذا اللقب سابقًا قد حققت زيادة ملحوظة في أعداد السائحين إليها مقارنة بالمواسم السابقة.

طباعة شارك العلمين الجديدة السياحة العلمين

مقالات مشابهة

  • الوثائقي الأردني “أسفلت” يفوز بجائزة دولية في مهرجان كان 2025
  • هيئة الإسعاف: 86% من البلاغات التي يتلقاها المركز ليست حقيقية
  • سوريا تسلّم لبنان الرأس المدبّر لجريمة قتل باسكال سليمان!
  • ولي العهد يعيد نشر مقطع تشويقي عن وثائقي “نشمي”
  • مساء اليوم.. هذا ما فعله الجيش الإسرائيليّ قرب شبعا
  • ماذا قالت دولي بارتون عن إعادة جنيفر أنيستون لنسخة فيلم 9 إلى 5 موسيقيا؟
  • مدير «الصوت والضوء»: الشركة بصدد تصوير فيلم وثائقي حول أول معاهدة للسلام في التاريخ بمعبد الكرنك
  • العلمين مدينة كل الشهور.. وثائقي يسلط الضوء على عاصمة المصايف العربية 2025
  • تحولت لجريمة.. القصة الكاملة لـ خناقة طلاب الأزهر في أطفيح
  • من السحر إلى حبل المشنقة.. تفاصيل جريمة مريم المتعب التي هزت السعودية