/العُمانية/ أكد معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أنه على الرغم من كافة التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية، ظلت مسيرة مجلس التعاون مثالا يحتذى في وحدة الصف، والتكامل الفاعل، والتعاون البناء، حتى غدت نموذجًا رائدًا على المستويين الإقليمي والدولي، وعلى كل الأصعدة ومختلف المجالات.

جاء ذلك خلال حفل أقامته الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الليلة الماضية، بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس المجلس، في مقر الأمانة بمدينة الرياض.

وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن الاحتفال بمرور أربعة وأربعين عامًا على انطلاقة مسيرة مجلس التعاون المباركة، يمثل مناسبة لاستحضار الرؤية الحكيمة للقادة المؤسسين –رحمهم الله– الذين أسسوا بكل فخر وامتنان هذا الكيان العريق على أسس راسخة من عمق الروابط الأخوية، ووحدة المصير، والتاريخ المشترك بين شعوب دول المجلس.

وأضاف أن القادة الحاليين يواصلون هذه المسيرة بعزم لا يلين، مع تركيز مستمر على تعزيز أواصر الأخوة بين الشعوب، وترسيخ دعائم العمل الخليجي المشترك، بما يحقق الخير والنماء لدولهم ومجتمعاتهم.

ونوه إلى أن مسيرة مجلس التعاون شهدت، محطات مضيئة وإنجازات نوعية أسهمت في ترسيخ التكامل الخليجي في شتى المجالات، حتى غدت دول المجلس نموذجًا يُحتذى به في العمل الجماعي، وشريكًا يعتمد عليه إقليميًّا ودوليًّا، وأصبحت محط أنظار العالم بفضل رؤيتها الاستراتيجيّة وسياساتها المتزنة التي ترتكز على إعلاء قيم الأمن والسلم، وتعزيز مسارات التنمية المستدامة والازدهار.

ولفت إلى أن هناك مشهدًا يعكس ثقل المجلس المتنامي، حيث عُقدت خلال الأشهر الماضية القمة الخليجية – الأوروبية، وتلتها قبل أيام القمة الخليجية – الأمريكية، وبعد أيام قليلة قمم مرتقبة مع رابطة دول الآسيان والصين، في تأكيد واضح على مكانة مجلس التعاون ودوره المحوري في رسم ملامح العلاقات الدولية.

وأكد على أن هذه القمم الرفيعة لأصحاب الجلالة والسُّمو قادة دول المجلس مع نظرائهم في هذه الدول، بالإضافة إلى عقد 15 اجتماعًا وزاريًّا مع دول أخرى، تبرز قدرة المجلس على مدّ جسور التعاون مع الشرق والغرب، وبناء شراكات متوازنة تحقق المصالح المشتركة، كما تعكس ما تحظى به دول الخليج من تقدير واحترام عالمي، ورغبة صادقة من مختلف دول العالم في تعميق العلاقات معها على أسس من الثقة المتبادلة والمصالح الاستراتيجية.

كما أشار الأمين العام لمجلس التعاون إلى ما حققته دول المجلس من طفرة نوعية في أدائها الاقتصادي، نتيجة التنوع الاقتصادي، والاستغلال الأمثل للموارد، وتعزيز مكانتها الاقتصادية على الساحتين الإقليمية والدولية.

وفي هذا الصدد، استعرض معاليه بعض مما تحقق من إنجازات اقتصادية خلال الفترة الماضية، حيث احتلت دول المجلس المرتبة 11 كأكبر اقتصاد على مستوى العالم بإجمالي ناتج محلي يصل الى 2.1 تريليون دولار أمريكي، كما بلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي حوالي 36.8 ألف دولار، وهو ما يفوق ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي، مما يعكس ارتفاع مستوى الدخل وتحسن نوعية الحياة للمواطن الخليجي.

ووضح أنه من المتوقع أن يستمر النمو الاقتصادي لدول المجلس بوتيرة أعلى في عام 2025م ليصل إلى 4.5% مع نمو في القطاع غير النفطي يناهز 3.3% في نفس العام، لتصبح دول المجلس مجتمعة ضمن قائمة أكبر سبع مناطق مالية عالمية، حيث بلغت القيمة السوقية الإجمالية لأسواق المال الخليجية أكثر من 4.3% من إجمالي القيمة السوقية العالمية.

وفي مجال التنمية المستدامة، قال إن دول المجلس شهدت نموًّا كبيرًا في قدرتها الإنتاجية من مصادر الطاقة النظيفة، فقد بلغت قدرة إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة في دول المجلس نسبة 30% من إجمالي إنتاج الشرق الأوسط، كما بلغت 54.5% من إنتاج طاقة الرياح، وهو ما يعد 30% من الإنتاج العالمي.

كما نوه إلى أن التجارة البينية بين دول مجلس التعاون شهدت نموًّا ملحوظًا، حيث بلغ حجم الصادرات البينية 131.6 مليار دولار أمريكي بنسبة نمو قدرها 67%، مما يعكس عمق التكامل الاقتصادي وتيسير حركة السلع بين الدول الأعضاء، كما بلغ إجمالي رؤوس أموال الشركات المساهمة العامة المسموح تداول أسهمها من قبل مواطني دول مجلس التعاون الأخرى 520.4 مليار دولار أمريكي بنسبة نمو قدرها 226.9%، بما يدل على انسياب رؤوس الأموال الخليجية وسهولة النفاذ إلى الأسواق.

وفي مجال التعليم العالي، وضح أن عدد الطلاب الخليجيين الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون غير دولهم بلغ نحو 12.8 ألف طالب، ما يعزز تبادل الكفاءات ويرسخ مبدأ المواطنة الاقتصادية والتعليمية المشتركة، كما تعد دول المجلس من بين أكثر الدول في العالم جاهزية لتطبيق الاقتصاد الرقمي، حيث تجاوز مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي المتوسط العالمي، ويتوقع إسهام الذكاء الاصطناعي 34% من الناتج المحلي الإجمالي لدول المجلس بحلول 2030.

وفي هذا السياق، قال إنه مواكبة للتحول الرقمي والتكنولوجي فقد دشن التطبيق المشترك لوكالات أنباء دول مجلس التعاون، كما أطلقت الأمانة العامة من خلال المركز الإحصائي الخليجي، تطبيق الهاتف الذكي لإحصاءات مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يفتح نافذة موثوقًا بها عن واقع دول مجلس التعاون بالأرقام والحقائق، ويقدم مؤشرات دقيقة عن التنمية والاقتصاد والمجتمع والبيئة، بما يعكس حجم الإنجازات الطموحة والنهضة الشاملة التي تشهدها دول المجلس.

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على أنه بناء على توجيهات قادة دول المجلس في تمكين وإبراز دور المرأة والشباب الخليجي، فقد أقامت الأمانة العامة لمجلس التعاون خلال الفترة السابقة، فعاليتين كانت الأولى للمرأة الخليجية تحت مسمى (خليجية ملهمة) في إطار الاحتفال بيوم المرأة العالمي للتركيز على منجزات المرأة الخليجية وجهود دول مجلس التعاون في مجال تمكين المرأة، والفعالية الثانية هي يوم الشباب الخليجي لدعم وتحفيز الشباب، وإبراز إبداعاتهم وإنجازاتهم في مختلف الميادين، مؤكدين للجميع على دعم الأمانة العامة لجميع فئات المجتمع الخليجي وإبراز جهودهم ومبادراتهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لمجلس التعاون لدول الخلیج العربیة مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة الأمین العام لمجلس التعاون مسیرة مجلس التعاون دول مجلس التعاون الأمانة العامة دول المجلس ا یعکس

إقرأ أيضاً:

مُشيدة بهيئة الدواء المصرية| منظمة الصحة العالمية: تجربتها مُلهمة لدول الإقليم

عقد الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، اجتماعًا رسميًا بمقر الهيئة مع الدكتورة حنان بلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، في زيارة رسمية تُعد الأولى لها، وذلك في إطار تعزيز أوجه التعاون المشترك في مجالات الصحة العامة والدواء، وقد رافقها خلال الزيارة  الدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في جمهورية مصر العربية.

هيئة الدواء: تسجيل 17مليون وحدة دوائية منتهية الصلاحية.. والوادي الجديد في الصدارةهيئة الدواء المصرية تبدأ تفعيل خدمة الدفع الإلكتروني عبر موقعها الرسميهيئة الدواء المصرية تُحقق سبقًا وطنيًا جديداً: أول جهة معتمدة لإنتاج المواد المرجعية في مصررئيس هيئة الدواء يبحث آليات تعزيز التعاون مع نظيرته في موزمبيق

وتضمن اللقاء استعراض مجالات التعاون الحالية والمستقبلية، خاصة فيما يتعلق بمبادرات مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وتعزيز جودة ورقابة المستحضرات الصيدلية، إلى جانب بناء القدرات الفنية للهيئة. كما تم إبراز ما يتمتع به القطاع الدوائي المصري من بنية رقابية وصناعية قوية تُعد من بين الأبرز في المنطقة.

خلال كلمته، أكد الدكتور الغمراوي على عمق العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين هيئة الدواء المصرية ومنظمة الصحة العالمية، مشيدًا بالدور الحيوي الذي تقوم به المنظمة في دعم وتطوير المنظومات الرقابية في مصر والمنطقة، كما عبّر عن تقديره للدعم الفني والمؤسسي الذي قدّمه مكتب المنظمة بالقاهرة خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن هذه الزيارة تمثل محطة مهمة لتدشين شراكات مستدامة تخدم الأمن الصحي والدوائي في الإقليم.

وقالت الدكتورة حنان بلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، في كلمتها، "نعتز بالشراكة القوية والطموحة بين هيئة الدواء المصرية ومنظمة الصحة العالمية. ونهنئ مصر على كونها أول دولة في إفريقيا تصل إلى المستوى الثالث من النضج في تنظيم كل من الأدوية واللقاحات كدولة منتجة. ونتطلع إلى مواصلة التعاون لتحقيق المستوى الرابع والحصول على اعتماد الهيئة ضمن قائمة السلطات المدرجة لدى منظمة الصحة العالمية (WLA).
كما نشيد بالجهود المتميزة في التصدي لسوء استخدام المضادات الحيوية والإفراط في استخدامها."

 قدرات هيئة الدواء المصرية فى مواكبة كافة التطورات التنظيمية

ومن جانبه أكد الدكتور نعمة عابد رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية على قدرات هيئة الدواء المصرية فى مواكبة كافة التطورات التنظيمية وضرورة الاسترشاد بالتجربة المصرية لنقلها الى الدول الأخرى فى سبيل تعزيز النظم الدوائية لهيئات الأدوية بالمنطقة.
وفي ختام اللقاء، أكد الجانبان حرصهما على استمرار التنسيق المشترك، وتوسيع مجالات التعاون بما يخدم أهداف التنمية الصحية المستدامة، ويسهم في الارتقاء بجودة الخدمات الدوائية والصحية محليًا وإقليميًا.

تعكس الزيارة حرص هيئة الدواء المصرية على توطيد علاقاتها مع المنظمات الدولية المعنية بالصحة، والتزامها المستمر بتبني أفضل المعايير والممارسات العالمية في مجال الرقابة الدوائية. كما تجسّد رؤية الدولة المصرية في تعزيز مكانتها كمركز إقليمي رائد للصناعات الدوائية، بما يسهم في دعم الأمن الصحي للإقليم وتوفير دواء آمن وفعّال يلبي احتياجات المواطنين محليًا ودوليًا. 

طباعة شارك منظمة الصحة العالمية هيئة الدواء الشرق الأوسط الصحة العامة الدواء مصر

مقالات مشابهة

  • اختيار السفير العرابي ضمن تشكيل المجلس الاستشاري بين إسبانيا وأفريقيا
  • أحمد السبكي: مصر تقدم نموذجًا رائدًا في إصلاح النظام الصحي
  • لقاء مهم بين حزب الأمة القومي وحركة العدل والمساواة السودانية يؤكد وحدة الصف الوطني ودعم الانتقال المدني والسلام الاجتماعي
  • دراسة إسرائيلية تحذر من الحضور الخليجي في مصر والأردن
  • الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية يلتقي نائب الأمين العام للأونكتاد لبحث سبل التعاون في الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد
  • وزير التموين يلتقي نائب الأمين العام للأونكتاد لبحث سبل التعاون في الأمن الغذائي
  • مُشيدة بهيئة الدواء المصرية| منظمة الصحة العالمية: تجربتها مُلهمة لدول الإقليم
  • بحث مع الأمين العام للمبادرة أبرز المنجزات.. وزير البيئة: تعزيز الجهود لتحقيق مستهدفات “الشرق الأوسط الأخضر”
  • مجلس التعاون لدول الخليج يؤكد وقوفه مع سوريا في مواجهة حرائق اللاذقية
  • سلطنة عُمان تشارك في اجتماع خبراء التشريع بالرياض