في خطوة حاسمة تعكس تحولات استراتيجية في ملف الطاقة اليمني، أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا تسلّمها الرسمي لإدارة قطاع العقلة النفطي (S2) في محافظة شبوة، وذلك عقب انسحاب شركة الطاقة النمساوية العملاقة "OMV" من البلاد وإنهاء عملياتها بشكل نهائي بحلول نهاية مايو الجاري.

رئيس الوزراء اليمني، سالم بن بريك، أصدر توجيهًا عاجلًا لوزارة النفط يقضي بتشكيل لجنة حكومية جديدة تتولى مهام تشغيل وإدارة القطاع ابتداءً من الأول من يونيو 2025، على أن تضم اللجنة ممثلين من وزارة النفط والمعادن، والمؤسسة العامة للنفط والغاز، وهيئة استكشاف وإنتاج النفط، إلى جانب ممثلين من السلطة المحلية بمحافظة شبوة.

وبحسب وثيقة رسمية اطلعت عليها وكالة "رويترز"، فقد شدد التوجيه على ضرورة إعادة تشغيل القطاع خلال شهر يونيو وتوجيه إنتاجه لتغذية محطة الكهرباء الرئيسية في مدينة عدن التي تعاني من أزمة كهرباء خانقة منذ أشهر.

كما طلب بن بريك من شركتي "صافر" و"بترومسيلة" الاستمرار في ضخ أكبر كميات ممكنة من النفط الخام إلى محطات التوليد في العاصمة المؤقتة عدن، في محاولة عاجلة لتقليص فترات الانقطاع الكهربائي التي ترهق حياة المواطنين.

وكانت شركة "OMV" قد أعلنت في وقت سابق من مايو الجاري إنهاء استثماراتها في اليمن بشكل كامل، مشيرة إلى تسريح كافة موظفيها المحليين بحلول نهاية الشهر، بعد توقف تصدير النفط منذ أكتوبر 2022 نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية وتعطل سلاسل التوريد.

وتعد "OMV" من أبرز الشركات الأجنبية التي عملت في اليمن، وكانت أول من أعاد تشغيل حقل العقلة بعد سنوات الحرب، حيث استأنفت الإنتاج في 2018، لكن انسحابها يمثل ضربة قاسية لقطاع النفط، الذي تراجع إنتاجه من ذروة 450 ألف برميل يوميًا في 2007 إلى نحو 60 ألفًا فقط اليوم.

الانسحاب النمساوي يأتي في ظل استمرار الحرب منذ أكثر من عقد، وما رافقها من استنزاف للبنية التحتية وتوقف شبه تام في التصدير، ما أفقد الحكومة أحد أهم مصادر دخلها. قطاع العقلة الذي اكتشفته "OMV" في 2006 يضم احتياطات تقدر بما بين 50 إلى 173 مليون برميل من النفط القابل للاستخراج، ما يجعله من أبرز الأصول الاستراتيجية في اليمن.

وفي ظل هذا التغير المفاجئ، تبدو الحكومة أمام اختبار صعب، بين التحديات الأمنية والفنية، والضغوط المتزايدة لإنعاش قطاع النفط وضمان استمرارية الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

السعودية تسحب البساط على الإمارات من أبرز معاقل فصائلها شرق اليمن

الجديد برس| بدأت السعودية، السبت، تقليص نفوذ الامارات بأخر مناطق النفط شرق اليمن.  يتزامن ذلك مع ترتيبات لنشر فصائلها كبديلة لتلك التي تمولها ابوظبي. وأصدر رئيس حكومة عدن سالم بن بريك قرار بتشكيل إدارة جديدة لقطاع النفط بالعقلة أحد اهم مناطق النفط في شبوة.. وربط بن بريك في مذكرة لوزير النفط في حكومته اقالة الإدارة التابعة للانتقالي المحسوب على الامارات بتوفير النفط لكهرباء عدن من القطاع اس 2 الذي تديره الإدارة السابقة. وجاء قرار تغيير إدارة نفط العقلة بالتوازي مع مساعي العليمي لفرض سيطرته على كافة الحقول النفطية في هذه المحافظة التي لا تزال تديرها القوات الإماراتية. وسبق للعليمي وان أعاد اخضاع اهم حقول النفط في المحافظة “القطاع اس 5”   لشركة أمريكية بعد صراع مع القوى الموالية للإمارات ورئيس الحكومة السابق. والتحركات للسيطرة على حقول النفط بشبوة يتزامن مع ترتيبات لنشر قوات جديدة موالية للسعودية بدلا عن تلك الموالية للإمارات لأول مرة منذ سيطرة الأخيرة على المحافظة قبل عدة سنوات. والخطوة السعودية ضمن مساعي لضم المحافظة لإقليمها الشرقي المعروف بـ”حضرموت” وهو ما يقلق الامارات التواقة لوجود على بحر العرب والحصول على مكاسب نفطية من حرب اليمن.

مقالات مشابهة

  • شبوة.. الحكومة تتسلم إدارة قطاع العقلة النفطي بعد انسحاب الشركة النمساوية
  • السعودية تسحب البساط على الإمارات من أبرز معاقل فصائلها شرق اليمن
  • اليمن يشكل إدارة جديدة لتشغيل القطاع النفطي
  • الرهوي: الحكومة ستعمل على تسهيل كل التحديات التي تواجه قطاعي الزراعة والثروة السمكية
  • خطة لإعادة تشغيل قطاع نفطي وتوجيهات بتزويد محطة الرئيس للكهرباء في عدن
  • 5000 برميل يوميًا من بئر دون رفع صناعي.. إنجاز جديد لشركة سرت
  • رئيس الوزراء يصدر توجيهات بتشكيل إدارة جديدة لقطاع العقلة وضخ النفط الخام لتشغيل كهرباء عدن
  • المتحدث باسم الحكومة الألمانية يكشف تفاصيل خاصة عن المساعدات التي سمح العدو الصهيوني بإدخالها إلى قطاع غزة
  • السيسي يجتمع بالرئيس التنفيذي لشركة «شل» العالمية