اعتراف إسرائيلي: حماس تنجح في التأثير على استراتيجية الاحتلال عبر أشرطة الفيديو
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
بعد أيام من نشر حركة حماس لمزيد من أشرطة الفيديو، الخاصة بالأسرى الإسرائيليين لديها، جرت العادة أن تشهد أوساط دولة الاحتلال الإسرائيلي ما يمكن اعتبارها صدمة واسعة؛ وجدت طريقها عبر وسائل الإعلام المختلفة، وسط ملحوظة تمّ تعميمها، مفادها أن "ما ورد في تلك الأشرطة أملاه الأسرى كجزء من الرعب النفسي الذي تمارسه حماس على الاحتلال، ودعوات الاحتلال الإسرائيلي للمطالبة بإعادة جميع الأسرى، وإنهاء الكابوس الذي يعيشه الإسرائيليون منذ أكثر من مائتي يوم".
يتسحاق مانسدورف، وهو خبير علم النفس السياسي في مركز القدس للشؤون العامة والدولة، أشار إلى زاوية أخرى من سلوك حماس السياسي، ويتعلق بـ"استراتيجية نشر الفيديوهات الخاصة بالأسرى"، بالقول إنها "تبدو فعالة بشكل خاص، وتهدف إلى خلق ضغط وشقاق لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي".
وأوضح أن "هدف الحركة هو التأثير على الرأي العام العالمي والإسرائيلي، من أجل الضغط على الحكومة للتوصل لصفقة مواتية للحركة، مع العلم أن هذه المقاطع ليست فريدة من نوعها في تاريخ الحروب، وتم استخدامها لتعزيز الدعم والروح المعنوية، والتأثير سلبًا على مزاج العدو، وفي حالة حماس، يمكن فهم الغرض من كل فيديو عبر ما يحدث بعد بثه".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، وترجمته "عربي21" أن "الفيديوهات الجديدة التي تنشرها حماس عن المختطفين لديها، تأتي في إطار استراتيجية تهدف للتلاعب بالرأي العام من أجل تحقيق أهداف على المستوى النفسي، بجانب ما تقول أنها أهداف أنجزتها على المستوى العسكري، ويمكن تقييم مدى فعالية هذه الاستراتيجية من خلال ردود أفعال الجمهور الإسرائيلي".
واسترسل: "لأنه مباشرة بعد نشر هذه الأشرطة الخاص بالأسرى يبدأ أهاليهم بمطالبة الحكومة والجيش بالموافقة على كل صفقة ممكنة، رغم أن مطالب حماس تتلخص بالتوصل لوقف إطلاق النار، وإنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية".
وأشار إلى أن "أشرطة الفيديو التي تنشرها حماس تزيد من الضغوط التي يمارسها الجمهور الإسرائيلي على حكومته لقبول شروط الحركة، حيث لديها تاريخ في إنتاج المواد التي تظهر المقاومة وتشجعها، كما هو الحال مع لقطات السابع من أكتوبر، ومقاطع تظهر صنع صواريخ، مما يزيد من الشعبية التي تتمتع بها الحركة بين الفلسطينيين والعالم العربي بشكل عام".
وأكد أن "هذه الأشرطة تشكل جزءً من تكتيكات الحركة الأوسع والأطول للحرب النفسية ضد الاحتلال، بهدف تحقيق أهدافها العسكرية والأيديولوجية، وتعزيز صورتها الداخلية، وخلق الخوف والارتباك لدى الإسرائيليين، وهكذا تأثرت الاستراتيجية الإسرائيلية بالفعل بتكتيكات حماس، وسوف تتزايد في حال زاد استخدام الحركة لهذه الأساليب النفسية المحسوبة، مما سيثبت أن نهج "القوة الناعمة" قد يشلّ الخصوم بميزة عسكرية واضحة".
وأكدت صحيفة "معاريف" العبرية، أن اعتراف دولة الاحتلال الإسرائيلي لعلّه يعزز ما دأب الرقيب العسكري على إصداره من قرارات بمنع تداول أشرطة الفيديو المشار إليها بزعم أنها تمثل "إهانة" للجيش والحكومة، وتظهر حالة الضعف والخوف التي أصابت الإسرائيليين، والخذلان الذي تمارسه عليهم حكومتهم، مما سوف يؤثر سلباً على معنوياتهم، ويهز ثقتهم بجيشهم.
وتابعت، بكون هذه الأشرطة تؤكد لجمهور الاحتلال الإسرائيلي كذب وزيف مزاعم الجيش أنه قضى على حماس، وتُكذّب محتوى خطابات نتنياهو وقادة جيشه، مما يترك تأثيراتها السلبية على ثبات الجبهة الداخلية للاحتلال، وتزيد إحباطها، وحنقهم وغضبهم على القيادة السياسية والعسكرية، لأنها تؤكد التقصير في استعادة الأسرى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطينيين فلسطين غزة الحرب الناعمة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
صنعاء تصعّد إلى “المرحلة الرابعة”:استراتيجية الضغط البحري تصل إلى الذروة
مع إعلان صنعاء الانتقال إلى المرحلة الرابعة من عمليات الحصار البحري ضد كيان الاحتلال، تدخل المواجهة العسكرية فصلاً أكثر جرأة في سياق تصعيد متدرّج بدأ مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتنامى على مراحل اتّسمت بالتوسع المدروس في بنك الأهداف. حيث تعتبر هذه المرحلة تراكم عملياتي تصاعدي، انتقل من استهداف السفن المرتبطة مباشرة بموانئ الاحتلال، إلى فرض معادلة عقابية شاملة تشمل كل شركة تواصل التعامل مع تلك الموانئ، أيّاً كانت جنسيتها أو وجهة سفنها.
وتشمل المرحلة الجديدة رصد واستهداف السفن التابعة لكبرى شركات الشحن البحري في العالم، مثل ميرسك، CME، Hapag-Lloyd، Evergreen وغيرها. لا يقتصر التهديد على السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال، بل يشمل كل سفينة مملوكة لشركات تتعامل تجارياً مع تلك الموانئ، أينما وجدت. وقد بدأ الرصد الفعلي للسفن العاملة في خطوط الإمداد بين موانئ المتوسط الشرقي والموانئ المحتلة، إضافة إلى ناقلات النفط المرتبطة بعمليات التزويد اليومي لكيان الاحتلال.
كما تحرص صنعاء على توثيق عملياتها كمشاهد عملية إغراق السفن ومنها ما كان متجهاً إلى ميناء إيلات. وعلى الرغم من أن الميناء مغلق منذ أشهر، إلا أن التصعيد الأخير يستهدف توسيع نطاق الحظر ليشمل ميناءي حيفا وأسدود، وهو ما يُعد تطوراً استراتيجيا في عمق البحر الأبيض المتوسط.
المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تجد نفسها أمام خصم لا يتبع نمطاً تقليدياً في التموضع أو الاستهداف. كما أن البنية غير المركزية لعمليات صنعاء، واعتمادها على التضاريس الجغرافية والانتشار المرن، يقلل من فعالية الضربات الجوية، ويجعل الرد الإسرائيلي أقرب إلى المعاقبة الرمزية منها إلى الفعل الرادع. ويقول الكاتب الإسرائيلي يوني بن مناحيم، إلى أن عدم وجود قواعد عسكرية دائمة أو منشآت حساسة واضحة للاستهداف في اليمن، فضلاً عن فاعلية الأجهزة الأمنية لدى صنعاء، جعل كل محاولات الرد الإسرائيلية أقرب إلى محاولة “إرباك” داخلية دون مكاسب عملياتية.
الولايات المتحدة، التي حاولت في الأشهر الماضية تنفيذ ضربات استباقية ضد أهداف في اليمن، فشلت بدورها في ردع صنعاء أو إيقاف عملياتها البحرية. الموجة الأولى من الضربات الأميركية لم تحقق أي أثر استراتيجي يُذكر، بل تسببت أحياناً في تقوية سردية صنعاء داخلياً، باعتبارها طرفاً يتعرض للعدوان بسبب موقفه السياسي من غزة.
المفارقة أن صنعاء، رغم التفاوت الهائل في الإمكانيات العسكرية مقارنة بواشنطن أو تل أبيب، استطاعت الحفاظ على نسق عملياتي مستمر، بل ورفع سقف التصعيد على مراحل، ما يدل على أن الردع الأميركي لم يعد كافياً في التعامل مع الجهات الفاعلة غير التقليدية في المنطقة.
بالتوازي مع هذا المسار العسكري، يتكرّس تحوّل سياسي لا يمكن تجاهله. فالحكومة في صنعاء، التي وُصفت لسنوات بأنها غير شرعية أو متمردة، باتت تبني اليوم شرعية وظيفية وميدانية نابعة من قدرتها على التأثير الفعلي في موازين الصراع، ليس فقط داخل اليمن، بل في الإقليم. نجاحها في فرض معادلة ردع بحرية، والتزامها بخطاب سياسي منضبط لم يكن يوماً مجرد دعاية، منحها مساحة أكبر من الحضور السياسي والإعلامي في ملفات تتجاوز الحدود الوطنية.
هذه التحولات لا تعني بالضرورة الاعتراف الدولي الرسمي، لكنها تشير إلى واقع سياسي جديد يتشكل في المنطقة، طرفه الأساسي قوى تصاعدت بفعل مراكمة القوة الذاتية، وتماسك الخطاب، وفعالية الأداء العملياتي، لا بفعل التسويات أو الرعاية الدولية.
في مرحلة يشتد فيها الضغط على غزة، تبدو صنعاء كطرف يحافظ على تصعيد ميداني مباشر ضد كيان الاحتلال دون تراجع، ودون أن تنجح محاولات الاحتواء أو الردع في كبحه. التصعيد الأخير لا يعكس فقط تصميماً عسكرياً، بل يشير إلى قدرة استراتيجية على توسيع المساحات التي تستنزف الكيان، وفرض معادلات جديدة في عمق البحر، وسط غياب فعّال لأي رد مكافئ. وإذا استمرت هذه الدينامية، فإن موازين الصراع البحري في شرق المتوسط قد تكون على موعد مع مرحلة أكثر اضطراباً، لا يمكن احتواؤها بالخطاب وحده، ولا بالقصف من الجو.