نددت الأمم المتحدة وعشرات المنظمات الدولية بإغلاق إسرائيل مكاتب شبكة الجزيرة، وقالت إن القرار يستهدف حرية الصحافة ويرمي لإسكات الشبكة بسبب تغطيتها للحرب على غزة.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان مساء أمس في نيويورك إن المنظمة الدولية تقف بحزم ضد أي قرار يكبح حرية الصحافة.

وأضاف دوجاريك أن الصحافة الحرة توفر خدمات لا تقدر بثمن لضمان أن يحصل العامة على المعلومات والمشاركة فيها.

وقبل ذلك، انتقدت مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قرار الإغلاق وطالبت تل أبيب بالتراجع عنه، وشددت على أن حرية التعبير حق إنساني أساسي، مؤكدة أن وسائل الإعلام الحرة والمستقلة ضرورية لضمان الشفافية والمساءلة.

كما قال المقرر الأممي المعني بالحق في السكن إن قرار إسرائيل إغلاق قناة الجزيرة ينفي مجددا ادعاءاتها بأنها دولة ديمقراطية، واصفا القرار بـ"رد فعل نظام مذعور يخاف من الحرية".

الأمين العام السابق للاتحاد الدولي للصحفيين أيدن وايت للجزيرة: قرار الحكومة الإسرائيلية بإغلاق مكتب الجزيرة في إسرائيل هو إعلان حرب على تغطية الحقيقة وحرية الصحافة وانتهاك صارخ للقانون الدولي#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/sjPZ80uXtI

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 5, 2024

تشريع قمعي

كما أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن "الوضع يزداد سوءا الآن نظرا للقيود المشددة المفروضة على التقارير الواردة من غزة"، في حين قالت منظمة مراسلون بلا حدود إن التشريع القمعي الفاضح بوقف عمل الجزيرة يهدف لإسكاتها بسبب تغطيتها للحرب على غزة.

وفي نيويورك، أدانت لجنة حماية الصحفيين قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بإغلاق مكتب قناة الجزيرة في إسرائيل، ونبهت إلى أن التصويت على القرار قد يشكل سابقة خطيرة لوسائل الإعلام الدولية الأخرى العاملة في إسرائيل.

من جهتها، وصفت رابطة الصحافة الأجنبية ما جرى باليوم المظلم لوسائل الإعلام والديمقراطية، وقالت إن إسرائيل تنضم بقرارها إغلاق الجزيرة إلى ناد مشكوك فيه من الحكومات الاستبدادية تحظر المحطة.

وفي السياق، أكد مركز حماية وحرية الصحفيين أن استهداف قناة الجزيرة جاء بسبب تغطياتها الصحفية للحرب على غزة التي قال إنها أماطت اللثام عن الجرائم الإسرائيلية في غزة.

كما قالت رئيسة مجلس إدارة المعهد الدولي للصحافة خديجة باتيل إن قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق مكتب الجزيرة في إسرائيل بمثابة صفعة لمحاولات إرساء حرية الصحافة حول العالم وسلوك للأنظمة الشمولية.

وفي الإطار، قال أيدن وايت رئيس شبكة الصحافة الأخلاقية والأمين العام السابق للاتحاد الدولي للصحفيين، إن قرار إسرائيل حظر عمل الجزيرة من شأنه أن يصدم الجميع في العالم بمن فيهم الكثيرون من حلفاء إسرائيل وسينظرون إليه كإجراء يائس.

وأثار القرار الإسرائيلي أيضا مواقف منددة من قبل الاتحاد العام للصحفيين العرب، ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، وفصائل فلسطينية بينها حركة حماس وأخرى عربية بينها جماعة الحوثي، وكذلك من ساسة غربيين بينهم وزير خارجية النرويج.

شبكة #الجزيرة: حكومة نتنياهو قررت بخطوة ممعنة بالتضليل والافتراء التصديق على أمر إغلاق مكاتب الجزيرة بإسرائيل، وسنسلك كل السبل أمام المنظمات الدولية والقانونية من أجل حق الجمهور في المعرفة pic.twitter.com/T8jJOk4D1Q

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 5, 2024

الجزيرة تندد

وكانت شبكة الجزيرة وصفت قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق مكاتب الجزيرة بإسرائيل بالخطوة الممعنة في التضليل والافتراء.

وقالت الشبكة في بيان لها إن من المفارقة أن تغلق حكومة الاحتلال مكاتب الجزيرة بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، واستنكرت "هذا الفعل الإجرامي الإسرائيلي المتعدي على حقوق الإنسان في الوصول إلى المعلومات".

وأضاف البيان أن الجزيرة تؤكد حقها في استمرار تقديم خدماتها للجمهور عبر العالم، وهو ما تكفله المواثيق الدولية.

وتابع أن "قمع إسرائيل للصحافة الحرة للتستر على جرائمها بقتل الصحفيين واعتقالهم لم يثننا عن أداء واجبنا"، مذكّرا بأن أكثر من 140 صحفيا فلسطينيا استشهدوا في سبيل الحقيقة منذ بداية الحرب على غزة.

ونفت الشبكة مجددا ادعاءات إسرائيل الواهية بشأن خرقنا الأطر المهنية الضابطة للعمل الإعلامي، مؤكدا التزام الشبكة الثابت بالقيم الواردة في ميثاقنا للشرف المهني.

من جانبه، قال مدير مكتب الجزيرة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة وليد العمري إن قرار الإغلاق جاء تتويجا لحملة تحريض بهدف طمس الحقيقة، مشيرا إلى أن الجزيرة من وسائل الإعلام الرائدة في نقل الحقيقة حول ما تسببه هذه الحرب الكارثية على المدنيين تحديدا في قطاع غزة.

وأوضح العمري أن قرار إغلاق مكاتب الجزيرة استند إلى "قانون الطوارئ في إسرائيل" ويشمل إسرائيل والقدس والجولان السوري.

وكان مفتشون من وزارة الاتصالات الإسرائيلية -بدعم من الشرطة- داهموا أمس الأحد مكاتب قناة الجزيرة في القدس المحتلة وصادروا معداتها، وذلك بعيد مصادقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على قرار إغلاق مكتب شبكة الجزيرة في إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس إن حكومته صوتت بالإجماع لصالح القرار، مدعيا أن "مراسلي الجزيرة مسوا بأمن إسرائيل وحرضوا على جنودنا".

ونص القرار على أنه، واستنادا للقانون لمنع هيئة بث أجنبية من الإضرار بأمن الدولة، تم إعطاء الإذن لوزير الاتصالات كي يصدر لمدة 45 يوما قرارا بوقف بث قناة الجزيرة بالعربية والإنجليزية، وبإغلاق مكاتب قناة الجزيرة الموجودة في إسرائيل، والاستيلاء على أجهزة تستخدمها قناة الجزيرة لبث المحتوى، وتقييد الوصول إلى موقع الإنترنت التابع للقناة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الجزیرة فی إسرائیل مکاتب الجزیرة حریة الصحافة قناة الجزیرة مکتب الجزیرة إغلاق مکاتب إغلاق مکتب إن قرار على غزة

إقرأ أيضاً:

تركيا تدين بقوّة احتجاز إسرائيل لقارب “مادلين” وتطالب بتحرّك دولي فوري

أنقرة (زمان التركية) – في وقتٍ تتصاعد فيه الإدانات العالمية لاحتجاز الاحتلال الإسرائيلي لقارب “مادلين” في المياه الدولية واعتقال ناشطين على متنه، تصدّرت تركيا واجهة المواقف المنددة، رسميًا وشعبيًا، لا سيّما بعد تأكد وجود مواطن تركي بين المحتجزين، وهو الناشط شعيب أوردو.

موقف رسمي حازم

وزارة الخارجية التركية أكدت أن هذا الاعتداء “يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا لأمن الملاحة”، ووصفت إسرائيل بأنها “دولة إرهاب”. وأوضحت أن أنقرة على تواصل مع عدة دول أخرى تتقاطع معها في وجود رعايا محتجزين على متن القارب.

من جانبه، وصف فخر الدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، الهجوم بأنه “جريمة ضد الإنسانية”، مشددًا على أن إسرائيل “تمارس دمارًا ممنهجًا وتمنع حتى المساعدات الأساسية عن غزة”.

أما رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش فاعتبر العملية “اعتداء دنيئًا على الكرامة الإنسانية”، بينما رأى مستشار السياسة الخارجية للرئيس، عاكف تشاغاطاي كيليتش، أن ما جرى “يُظهر بوضوح التوجه الإرهابي لحكومة نتنياهو، التي تستخدم الجوع سلاحًا ضد الأبرياء”.

مواقف حزبية موحدة

ندّد عمر جليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، بالهجوم، داعيًا إلى “محاكمة من أصدروا ونفذوا الأوامر”. وأكد أن “منع المساعدات أصبح سلاحًا في يد الاحتلال”.

وفي موقف لافت، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزغور أوزال إنهم “يدعمون أي رد حكومي بكل قوة”، مطالبًا بموقف موحد.

كما دعا رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو إلى “تحرك عاجل لإنقاذ الناشطين من براثن البربرية”، مؤكدًا أن “دعم الأساطيل الإغاثية المقبلة بات واجبًا إنسانيًا”.

الشارع التركي يتحرك

شهدت إسطنبول مظاهرة حاشدة أمام ميناء كراكوي، حيث طالب المتظاهرون بوقف الإبادة في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، وقطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل. واستُعيدت في الشعارات ذكرى “مافي مرمرة”، السفينة التي قتلت فيها إسرائيل عشرة أتراك قبل 15 عامًا.

موجة تضامن على مواقع التواصل

تداول ناشطون عبر منصة “إكس” دعوات للتضامن مع المحتجزين، وكتب حساب باسم “مُعلّم”:
“لا يمكننا أن نكون بشجاعة هؤلاء الأبطال، لكن يمكننا أن نرفع أصواتهم. نحن مادلين.”

وسخر آخرون من تعامل إسرائيل، التي منعت الغذاء عن غزة ثم قدّمت “شطائر” للناشطين المعتقلين في مشهد وصف بـ”المهزلة”.

معلومات عن القارب

يضم قارب “مادلين” 11 ناشطًا من جنسيات متعددة، بينهم فرنسيون، وأتراك، وهولنديون، وألمان، وسويديون، وإسبان، وبرازيليون، إلى جانب مراسل “الجزيرة مباشر” عمر فياض.

Tags: اسرائيلالحرب الاسرائيلية على غزةتركياغزةقارب الحريةقارب مادلين

مقالات مشابهة

  • تركيا تدين بقوّة احتجاز إسرائيل لقارب “مادلين” وتطالب بتحرّك دولي فوري
  • مكتب ثروة الأمم يؤكد ضرورة رصانة دراسات الجدوى
  • الأمم المتحدة تطالب “إسرائيل” بوقف إطلاق النار في غزة والسماح بوصول المساعدات
  • الخارجية التركية تدين اعتداء إسرائيل على سفينة مادلين
  • الجزيرة تدين الهجوم الإسرائيلي على السفينة مادلين
  • جريمة قرصنة دولية.. الجهاد الإسلامي تدين اقتحام قوات الاحتلال للسفينة مادلين
  • مسؤول سابق في الأمم المتحدة يطالب بعقوبات رادعة على “إسرائيل”
  • إسرائيل تدعو لسحب قوات الأمم المتحدة مع لبنان
  • مسؤول أممي سابق لـعربي21: يجب فرض عقوبات دولية رادعة على إسرائيل
  • منتدى الإعلاميين الفلسطينيين: نرحب بمطالبة 130 مؤسسة دولية بفتح غزة أمام الصحافة العالمية