غزة ما بعد الحرب.. موقف عربي متأرجح من "قوات حفظ السلام"
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
تتباين المواقف العربية من فكرة إنشاء قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وسط مناقشات تدور بشأن وضع خطة قابلة للتطبيق في المنطقة بعد انتهاء الحرب.
صحيفة فايننشال تايمز كشفت أن مسؤولين عربا عبروا عن عدم تأييدهم فكرة دخول قوة دولية أو إقليمية إلى غزة، مشددين على أنها يجب أن تكون تحت إدارة فلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي قوله إن التحفظات في بعض العواصم تراجعت في الأسابيع الأخيرة وأثارت احتمال المشاركة العربية في تلك القوات مع سعي الدول لإظهار "التزامها بعملية السلام".
وقال الدبلوماسي: "نحن نعلم أن لدى إسرائيل مخاوف أمنية بشأن الدولة الفلسطينية، وذلك يعني أننا مستعدون للمساعدة".
دبلوماسي عربي آخر ذكر للصحيفة أن أي قوة يجب أن تحظى بموافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأن يتم نشرها لمدة زمنية مؤقتة لمنح السلطات الفلسطينية الوقت لتطوير قواتها الأمنية.
وعلى الرغم من الانفتاح المتزايد على مثل هذا الانتشار، فإنه لا يزال من غير الواضح ما هي الدول التي ستكون على استعداد للمشاركة.
كما كشف مسؤول عربي ثالث أن وجود قوة بقطاع غزة مبادرة تدعمها مصر وأن القوى الإقليمية الأخرى، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والأردن وقطر، تعارض نشر قوات حفظ سلام عربية.
ما طبيعة قوة حفظ السلام؟
فيما أفاد مسؤول آخر بأن هناك اتفاقا على ضرورة تقديم بديل للقوات الإسرائيلية المتبقية في القطاع، لكنهم أضافوا أن السؤال الرئيسي هو: "ما هي القوة؟"
أثيرت الفكرة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عندما التقى بنظرائه العرب في القاهرة في مارس.
تفيد الصحيفة بأن الدول العربية ظلت تحاول منذ أشهر صياغة رؤية واسعة النطاق لمعالجة الأزمة التي أثارها الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر والهجوم الانتقامي الإسرائيلي على غزة.
وسيكون مطلبهم الأساسي هو أن يتخذ الغرب وإسرائيل خطوات لا رجعة فيها نحو حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده، ويريدون أن تعترف الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى بالدولة الفلسطينية وتدعم عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، بحجة أن ذلك يجب أن يكون جزءًا من العملية، وليس نتيجة.
لكن التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في غزة يتم تقويضه بسبب عدم اليقين بشأن نوايا إسرائيل، بما في ذلك المدة التي ستبقي فيها قواتها في القطاع الممزق؛ ومن ستقبل كمسؤول؛ وإلى متى سيستمر هجومها.
حكومة نتنياهو ترفض الوجود الدولي في الضفة
كما استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تلعب السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب والعرب والتي طردتها حماس من غزة عام 2007 أي دور أو أي تحركات نحو إقامة دولة فلسطينية.
وأعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين، مثل وزير الدفاع يوآف غالانت، عن تأييدهم لفكرة الوجود الدولي في غزة بعد الحرب، لكن من المرجح أن ترفض حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة أي خطوة من هذا القبيل في الضفة الغربية، حيث يعيش الآلاف من المستوطنين اليهود.
وفي مؤتمر عقد في الرياض هذا الأسبوع، قدم وزراء الخارجية العرب إجابات غامضة إلى حد كبير على الأسئلة المتعلقة بمهمة حفظ السلام.
وقال الأمير فيصل بن فرحان، كبير الدبلوماسيين السعوديين، إنه من الصعب التعامل مع هذه القضية دون وضوح الرؤيا بشأن العناصر الأخرى، وحذر نظيره الأردني أيمن الصفدي من أن أي قوة لحفظ السلام قد "يُنظر إليها على أنها تعمل على ترسيخ البؤس الذي خلقته هذه الحرب".
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن القاهرة مستعدة للعب دورها بالكامل مع مراعاة المخاطرة والمكافأة والتقييم الشامل للنتيجة النهائية.
كان التركيز الأساسي لإدارة بايدن على الدفع باتجاه اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى تطبيع السعودية علاقاتها مع إسرائيل على أمل أن يقنع تل أبيب بتقديم تنازلات تجاه إقامة دولة فلسطينية.
كما كانت الإدارة تتجه نحو التوصل إلى اتفاق قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر، والذي كان سيتضمن موافقة الولايات المتحدة على اتفاقية دفاع مع المملكة ودعم طموحاتها النووية.
وواصلت واشنطن والرياض مناقشة الاتفاق، وقال الأمير فيصل هذا الأسبوع إنهم "قريبون جدًا" من التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأميركي، لكنه أكد مجددا على ضرورة وجود "مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية تكون ذات مصداقية ولا رجعة فيها".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل الدولة الفلسطينية مجلس الأمن قطاع غزة مصر السعودية الأردن قوات حفظ سلام عربية أنتوني بلينكن حماس الولايات المتحدة بنيامين نتنياهو دولة فلسطينية يوآف غالانت الضفة الغربية الرياض وزراء الخارجية العرب فيصل بن فرحان أيمن الصفدي سامح شكري السعودية حماس واشنطن فلسطين حفظ سلام قوة حفظ سلام إسرئيل مصر الأردن الولايات المتحدة السعودية الدول العربية قطاع غزة إسرائيل الدولة الفلسطينية مجلس الأمن قطاع غزة مصر السعودية الأردن قوات حفظ سلام عربية أنتوني بلينكن حماس الولايات المتحدة بنيامين نتنياهو دولة فلسطينية يوآف غالانت الضفة الغربية الرياض وزراء الخارجية العرب فيصل بن فرحان أيمن الصفدي سامح شكري السعودية حماس واشنطن أخبار فلسطين حفظ السلام
إقرأ أيضاً:
سقوط المزيد من الشهداء في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب
الصحةُ العالميّة تدعو إلى إدخال الغذاء والدواء بشكل عاجل
غزة (الاراضي الفلسطينية) جنيف "أ ف ب" "العمانية": أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة اليوم إستشهاد 16 فلسطينيا، منهم 12 من منتظري المساعدات، مع تصاعد الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحرب واستمرار التحذير من المجاعة.
ومع توقف المفاوضات بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء، ازداد زخم النداء الموجه للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إنه بالقرب من مراكز توزيع المساعدات أحصي "6 شهداء وعشرات الجرحى الذين أصيبوا بنيران جيش الاحتلال قرب مركز الشاكوش في شمال غرب مدينة رفح" جنوب القطاع.
كما قتل أربعة أشخاص وأصيب أكثر من 25 في ظروف مماثلة قرب جسر وادي غزة، في وسط القطاع. وقُتل إثنان آخران في منطقة المغراقة إلى الغرب من مفترق "نتساريم" جنوب مدينة غزة.
وقال بصل إن الجنود الإسرائيليين الذين يتمركزون في نقاط عسكرية في كافة الطرقات المؤدية إلى مركز المساعدات، "أطلقوا النار باتجاه الجوعى من منتظري المساعدات".
ويتجمع يوميا آلاف الأشخاص قرب مراكز المساعدات القليلة سعيا للحصول على الطعام، فيما يفتك الجوع بأكثر من مليوني إنسان في غزة يعيشون وسط الركام، وسط حالة الحصار.
ومع استمرار الغارات والقصف، قُتل فلسطينيان في غارة إسرائيلية استهدفت صباحا أشخاصا قرب كنيسة "العائلة المقدسة" التابعة لدير اللاتين في البلدة القديمة في حي الزيتون بمدينة غزة.
وقُتل أخران وأصيب عدد من المواطنين في غارة إسرائيلية استهدفت بعد الظهر مواطنين قرب مدرسة الزهراء التي تؤوي مئات النازحين في حي الدرج بمدينة غزة.
ولا يمكن لوكالة فرنس برس التثبت بصورة مستقلة من معلومات الطرفين في ظل القيود الإسرائيلية المفروضة على الإعلام في غزة، وصعوبة الوصول إلى المواقع في القطاع.
"أسوأ سيناريو مجاعة"
قال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس في غزة إن "109 شاحنات مساعدات دخلت إلى القطاع (الثلاثاء)، تعرضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال". واتهم إسرائيل "بإفشال توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها، في إطار هندسة الفوضى والتجويع".
استأنفت وكالات الإغاثة الدولية في الأيام الأخيرة توزيع المساعدات بعد أن أعلنت إسرائيل "هدنة تكتيكية" يومية تقتصر على مناطق محددة، لكن المنظمات الدولية تؤكد أنها ليست سوى نقطة في محيط الاحتياجات الإنسانية.
وأعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الثلاثاء أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل الحرب المستمرة منذ 21 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.
وحذّر "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" IPC الذي وضعته الأمم المتحدة والصادر الثلاثاء من أن الأزمة الإنسانية "بلغت نقطة تحول مثيرة للقلق الشديد وفتاكة".
وشدد على ضرورة إدخال المساعدات عبر البر لأن ذلك أكثر فاعلية وأمانا وأسرع، في حين أن المساعدات التي تُلقى من الجو "لن تكون كافية لوقف الكارثة الإنسانية".
والأربعاء، دعت فرنسا و14 دولة أخرى من بينها كندا وأستراليا، البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، على ما قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو.
وإلى جانب فرنسا، انضمت كندا وأستراليا، العضوان في مجموعة العشرين، إلى النداء الذي وقعته كذلك أندورا وفنلندا وايسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنروج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا.
صدر النداء في ختام مؤتمر وزاري في نيويورك رعته فرنسا والسعودية بهدف إحياء حل الدولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. وخلال المؤتمر، حضّت 17 دولة، بينها السعودية وقطر ومصر، حركة حماس على تسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية.
وتصر إسرائيل على أن الضغط عليها سيشجع حركة حماس للتمسك بموقفها، فيما فشلت المفاوضات المباشرة في التوصل إلى اتفاق هدنة.
وقال عضو القيادة السياسية في حماس، محمود مرداوي الأربعاء "لا معنى لأي مفاوضات ما دامت سياسة التجويع والإبادة مستمرة بحق شعبنا".
"على الفور"
دعت منظمة الصحة العالمية، إلى إدخال الغذاء والدواء "على الفور" إلى قطاع غزة لوقف الوفيات الناجمة عن المجاعة جراء الحصار الإسرائيلي. وقال جيبريسوس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في منشور له على منصة إكس إن المجاعة وسوء التغذية والأمراض في غزة تسببت في زيادة الوفيات المرتبطة بالجوع، مؤكدا على أن هذا الأمر يستدعي ضرورة إيصال مساعدات غذائية وطبية على نطاق واسع لمنع تفاقم الوضع. وأشار إلى تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي حذّر من أن غزة تشهد أسوأ مجاعة مضيفا :"المجاعة وسوء التغذية والأمراض تؤدي إلى ارتفاع في الوفيات المرتبطة بالجوع". وكانت حصيلة الوفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة قد ارتفعت حسب آخر الإحصائيات إلى 147 حالة، بينهم 88 طفلًا. /العُمانية/ فيصل