إثر منعه من دخول فرنسا.. الجرّاح أبو ستة يروي ما رآه بغزة رغم محاولات إسكاته
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
تحدث الجراح البريطاني - الفلسطيني الأصل، ورئيس جامعة غلاسكو، غسان أبو ستة، عن تفاصيل حرمانه من دخول أوروبا، وسرد بعض قصص الأطباء المعتقلين بالسجون الإسرائيلية.
وكان من المقرر أن يدلي أبو ستة قبل أيام بشهادته عن الوضع في غزة أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، بدعوة من نواب حزب الخضر، لكن تم منعه من دخول البلاد، واكتشف أن ألمانيا فرضت حظرا على دخوله منطقة شنغن في أوروبا، بحسب ما أخبرته السلطات في مطار شارل ديغول.
وقال في مقابلة مع قناة "الحرة"، الثلاثاء، إن "الحكومة الألمانية حرمتني من الدخول إلى منطقة الشنغن لمنعي من الوصول إلى لاهاي".
وأضاف: "واجبي تجاه المرضى وزملائي هو أن أقدم شهادتي لما رأيته في غزة. تم توقيفي في مطار شارل ديغول الباريسي وتم اصطحابي إلى مركز الشرطة في المطار وتم التحفظ علي".
وعن الاعتصام الطلابي في الجامعة التي يرأسها، قال: "طلاب جامعة غلاسكو الاسكتلندية الذين انتخبوني قالوا كلمتهم بالوقوف مع الشعب الفلسطيني في غزة".
وتابع: "نعمل اليوم على الضغط على إدارة جامعة غلاسكو للتخلص من الأسهم في صناعة الأسلحة البريطانية وخلق شراكات مع جامعات فلسطينية وخلق منح للطلاب الفلسطينيين".
وأكد أبو ستة للحرة أن: "دعم فلسطين لم يعد منحصر بجماعات يسارية أو نقابية وهو بدأ يمتد إلى جامعات النخب كبرينستون ويال وكولومبيا".
وأشار إلى أن "التدمير المنهجي للقطاع الصحي كان جزءا منهجيا للاستراتيجية الإسرائيلية في قطاع غزة".
وتحدث عن الطبيب، عدنان البرش، الذي اعتقلته إسرائيل، وقال "هو مثال للتفاني بمهنة الطب وهو رفض أن يخلي مستشفى الشفاء".
وأضاف: "ما عرفناه من بعض المعتقلين الذين أفرج عنهم أنه كان يظهر على الطبيب عدنان البرش علامات الضرب على الرأس في معتقله".
وتابع: "كل من أطلق سراحه من الأطباء لم يستطع أن يعود إلى عمله بسبب التعذيب".
ولفت أبو ستة إلى أنه وبعض الأطباء ينتظرون "هدنة لنتمكن من بلسمة جراح شعبنا وإعادة بناء القطاع الصحي في غزة". وختم قائلا: "حبنا للحياة مرتبط بحبنا لأرضنا".
وبدلا من المشاركة في مؤتمر مجلس الشيوخ الفرنسي للحديث عن غزة، تم تجريد أبو ستة من ممتلكاته ونقله إلى زنزانة احتجاز، بعد أن كان قد وصل في رحلة صباحية من لندن.
ونقلت صحيفة "الغارديان"، الأحد، عن أبو ستة: "تم وضعي في زنزانة احتجاز وسرت أمام الناس في مطار شارل ديغول مع حراس مسلحين ثم تم تسليمي إلى العاملين في الطائرة، وكل ذلك حتى لا أتمكن من الإدلاء بشهادتي".
لكن قبل ترحيله إلى المملكة المتحدة، تمكن من حضور المؤتمر عبر الفيديو من على هاتف محاميه من مركز الاحتجاز.
وقال أبو ستة، الذي عمل في غزة منذ عام 2009، وكذلك في الحروب في اليمن والعراق وسوريا ولبنان: "كان من المهم بالنسبة لي أن نفعل ذلك، لأنهم غير قادرين على إسكاتنا".
وتعليقا على ذلك، كتب العضو في مجلس الشيوخ، غيوم غونتار، على أكس "إنها فضيحة. غسان أبو ستة جراح التجميل والترميم الذي عمل في غزة يُمنع من المشاركة في مؤتمر في مجلس الشيوخ".
وحاول منظمو المؤتمر التدخل عبر التواصل مع مكتبَي وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، ووزير الخارجية، ستيفان سيجورنيه، لكن دون جدوى، بحسب "فرانس برس".
ولم يكن أبو ستة يعلم بأن السلطات الألمانية التي سبق أن رفضت دخوله إلى برلين في أبريل الماضي، فرضت عليه حظرا إداريا على التأشيرة لمدة عام، مما يعني منعه من دخول أي دولة من دول شنغن.
ويحكي أبو ستة أن هذا الإجراء أشعره بأنه "مجرم"، مستنكرا "قمع حرية التعبير في ألمانيا" التي وصفها بأنها "شريكة (للجيش الإسرائيلي) في إسكات شهود الإبادة الجماعية" في غزة.
وخلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2023، في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أدت منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، عمل أبو ستة من مستشفيي الشفاء والأهلي. وخلال أيامه الـ 43، تحدث عن مشاهدته "مجزرة" في غزة واستخدام ذخائر الفسفور الأبيض، وهو ما نفته إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، قدم أبو ستة أدلة إلى سكوتلاند يارد والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وهو ينوي الطعن في حظر دخوله أمام المحاكم الألمانية ويدرس الذهاب إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وفي أبريل، سافر أبو ستة إلى برلين للمشاركة في منتدى المؤتمر الفلسطيني، لكن السلطات منعته من دخول البلاد لأنها "لم تتمكن من ضمان سلامة المشاركين في المؤتمر"، على حد قوله. كما أعلنت الشرطة في 12 أبريل أنها حظرت ما تبقى من فعاليات للمؤتمر الذي كان مقررا أن يستمر حتى 14 من الشهر نفسه.
وقال محاميه، طيب علي، إن الحكومة الألمانية أصدرت الحظر على مستوى منطقة شنغن دون أي تشاور مع أبو ستة، ودون الكشف عن المعلومات التي يستند إليها الحظر.
وقال علي، وهو أيضا مدير مركز العدالة الدولي لحقوق الإنسان: "يبدو أن الحظر هو محاولة ساخرة لإسكات شهود العيان الذين يدلون بشهاداتهم أمام البرلمانيين ووكالات إنفاذ القانون".
ويأتي الحادث بعد أن حث دبلوماسيون من دول مجموعة السبع المسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية على عدم الإعلان عن اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد إسرائيل أو مسؤولي حماس، بزعم أن مثل هذه الخطوة قد تعطل فرص تحقيق انفراجة في محادثات وقف إطلاق النار.
وتواجه ألمانيا، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها ثاني أكبر مصدر للأسلحة إلى إسرائيل بعد الولايات المتحدة، دعوى قضائية محلية بشأن مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل. وفي الأسبوع الماضي، رفضت محكمة العدل الدولية طلبا من نيكاراغوا بشأن مطالبة ألمانيا بالكف عن بيع الأسلحة لإسرائيل، لكنها رفضت إسقاط القضية تماما.
ويرى أبو ستة أن "السبب الوحيد الذي يجعل الألمان يريدون فرض حظر على مستوى أوروبا هو منعي من الوصول إلى لاهاي"، مضيفا أن "هذا يؤكد لي تواطؤ الحكومة الألمانية بشكل كامل في حرب الإبادة الجماعية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: غسان أبو ستة منعه من دخول مجلس الشیوخ فی غزة
إقرأ أيضاً:
سائق بورسعيدي وأب لطفلين يروي رحلته من بئر الإدمان إلى التعافي| فيديو
كان محمد حسن، سائق النقل البالغ من العمر 37 عامًا من محافظة بورسعيد، متزوج وأب لطفلين، واحدًا من بين آلاف الشباب الذين سقطوا في فخ الإدمان.
قصته تحمل في طياتها ملامح من معركة خاضها الكثيرون، ليخرج منها أقوى وأكثر عزمًا.
قال محمد في تصريحات لصدى البلد: "كنت عايش كإني ميت.. سبع سنين في البيت، لا شغل ولا هدف، كل يوم كنت بضيع أكتر. فقدت نفسي، وعزلتني المخدرات عن الدنيا كلها".
وتابع: "رحلتى مع المخدرات مؤلمة، بداية من سلوكيات الطفولة التي كنت أظنها (رجولة) وقلدت شباب الشارع بسيجارة ومطواة في الجيب، بمرور الوقت، كبر بداخلى شعور الزيف والفراغ، وزادت حاجتى للتعاطي وجربت حاجات كتير بداية من البانجو والحشيش ووصلت لتعاطي البودرة والشابو".
وحول رحلة التعافى من إدمان المخدرات ، قال: "جربت فى البداية مراكز علاج خاصة.. بس للأسف كانت فنادق مش مراكز تعافي، لو معاك فلوس بتقعد، وتكاليف العلاج عالية جدا ليست فى مقدرة احد ولا يوجد بها علاج حقيقي ولا حد بيسمعك هناك، ولكن فى مراكز العزيمة الموضوع مختلف تماماً ، بعد هذه المحاولة الفاشلة رجعت تانى للمخدرات، وتراكمت علي الضغوط من مشاكل أسرية، وفقدت والدى وجدى وشقيقي والدعم النفسي من الأسرة كان ضعيف، لم يكن الطريق للخروج سهلاً، و جاءت لحظة فاصلة غيّرت حياتي عندما تعرضت لحادث مؤلم وربنا نجاني .. حسيت إني كنت هقتل نفسي أو حد غيري، وقتها خفت بجد، وقررت أبدأ من جديد".
وتابع: “مركز العزيمة في بورسعيد، كان البداية للتعافي قضيت 80 يومًا في برنامج علاجي مكثف وبفضل من ربنا تحملت ولكن ”في العزيمة فهمت إن العلاج مش دواء بس.. هو احتواء، ناس شبهك بيسمعوك، بيشاركوك الوجع و اتعلمت أعيش، وأفكر، وأرجع لأولادي كأب حقيقي".
وأضاف اليوم استطعت ان أعيش مرحلة التعافي بإصرار، واحرص على المتابعة المستمرة فى مراكز العزيمة حتى لا أضعف حيث هناك دعم نفسي بلا حدود .