توغل إسرائيلي في رفح الفلسطينية وسط تنديد دولي
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
رفح (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتوغل الجيش الإسرائيلي، أمس، على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحيوي بين قطاع غزة ومصر، فيما تستضيف مصر جولة حاسمة من المحادثات للتوصل الى تهدئة في قطاع غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى.
وأفاد الجيش الإسرائيلي، على قناته على تطبيق «تليجرام»، بأنه سيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وأظهرت لقطات بثها الجيش دبابات في المنطقة ورفع العلم الإسرائيلي في غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن أحدث اقتراح لهدنة قدمته الفصائل لا يفي بمطالب إسرائيل الأساسية، مضيفاً أن الضغط العسكري لا يزال ضرورياً لإعادة المحتجزين في قطاع غزة. وجاءت التحركات الإسرائيلية في الوقت الذي يسعى فيه الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية مع دخول الحرب شهرها الثامن.
بدورها، اتهمت الفصائل الفلسطينية، إسرائيل بمحاولة تقويض محادثات الهدنة الجارية في القاهرة من خلال تصعيد الهجوم، معتبرة أن «اقتحام الجيش الإسرائيلي لمعبر رفح الحدودي، تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي».
وعلى الرغم من المناشدات الدولية لإسرائيل بوقف الهجوم على رفح، هاجمت دبابات وطائرات إسرائيلية أيضاً مناطق ومنازل عدة هناك خلال الليل. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية على مختلف أنحاء القطاع أدت إلى مقتل 54 فلسطينياً وإصابة 96 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ونزح ما يزيد على مليون شخص إلى رفح ويعيشون في مخيمات وملاجئ مؤقتة. ويحاول الكثيرون المغادرة استجابة للأوامر الإسرائيلية لهم بالإخلاء، ولكن مع تدمير مساحات كبيرة من القطاع الساحلي يقولون إن ليس لديهم أي مكان آمن للذهاب إليه.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن ما وصفه بالعملية «محدودة النطاق» في رفح تهدف إلى تفكيك البنية التحتية التي تستخدمها الفصائل التي تدير القطاع المحاصر.
وأعلنت الفصائل الفلسطينية أمس الأول موافقتها على اقتراح لوقف إطلاق النار، لكن إسرائيل قالت إن الشروط الواردة في الاتفاق المقترح لا تلبي مطالبها، وأضافت أمس أن التوغل الإسرائيلي في رفح يهدف إلى تقويض جهود وقف إطلاق النار.
وحذّر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، من استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، مضيفاً في بيان، أن توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية لتشمل رفح «يساهم في تهديد الأمن والسلم بالمنطقة».
بدورها، أدانت مصر بأشد العبارات، العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، داعية الجانب الإسرائيلي إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة.
وذكرت مجلة «بوليتيكو» نقلاً عن مسؤول أميركي قوله أمس إن إدارة الرئيس جو بايدن علقت شحنات قنابل دقيقة التوجيه إلى إسرائيل لتبعث برسالة سياسية إلى تل أبيب. كما دعت روسيا مجلس الأمن لعقد جلسة يوم غد لبحث التطورات في غزة.
وأضاف النائب الأول للممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، أن هذه النقاشات ستكون خلف أبواب مغلقة.
وفي بيان مشترك، أعلنت الصين وفرنسا معارضتهما للهجوم البري الإسرائيلي على رفح، معتبرتين أنه سيؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق في قطاع غزة.
وأكد الرئيسان الصيني شي جين بينغ، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضرورة حماية المدنيين في غزة وفقا للقانون الدولي الإنساني. كما حذرت ألمانيا، إسرائيل من القيام بـ«هجوم كبير» على مدينة رفح، داعية تل أبيب لإعادة فتح المعابر.
وحذر جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي على الأرجح إلى مقتل المزيد من المدنيين، قائلاً «أخشى أن يتسبب هذا مرة أخرى في سقوط الكثير من الضحايا، بين المدنيين، مضيفاً «لا توجد مناطق آمنة في غزة».
في الأثناء، قال هشام عدوان المتحدث باسم هيئة المعابر في غزة أمس، إن معبر رفح الحدودي، مغلق من الجانب الفلسطيني بسبب وجود دبابات إسرائيلية. وقالت مصادر في الهلال الأحمر في مصر إن المساعدات لغزة توقفت تماماً عبر معبر رفح وعبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام مصرية أمس نقلا عن مصدر رفيع المستوى أن القاهرة تستضيف وفوداً من قطر والولايات المتحدة والفصائل الفلسطينية بهدف التوصل إلى هدنة شاملة في غزة واستئناف المحادثات. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول سياسي قوله إن الوفد الإسرائيلي الذي يخوض مفاوضات تبادل الأسرى والتهدئة وصل إلى القاهرة لإجراء مباحثات حول هدنة في غزة،
لكن المسؤول أكد أن الذهاب إلى القاهرة لا يعني وجود اتفاق، مضيفاً «الوفد يذهب إلى القاهرة للاستماع وطرح الأسئلة، والاختلافات كبيرة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي إسرائيل فلسطين غزة رفح مصر الفصائل الفلسطینیة الجیش الإسرائیلی معبر رفح قطاع غزة فی رفح فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
غزة- رفعت فصائل المقاومة الفلسطينية درجة الاستنفار الميداني في صفوف مقاتليها للتعامل مع أي تطورات محتملة بالتزامن مع تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة بإسقاط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودراسة خيارات بديلة لإعادة "الرهائن".
وقابلت المقاومة في غزة التهديدات الجديدة بمزيد من التأهب لمواجهة أي تطورات مفاجئة، سواء فيما يتعلق برفع الاحتلال وتيرة عملياته البرية داخل القطاع، أو اللجوء إلى عمليات خاصة بهدف تحرير الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
رفع الجاهزية
وقال قائد ميداني في فصائل المقاومة بغزة للجزيرة نت إن رفع الجاهزية لدى المقاتلين يأتي لمنع أي محاولة إسرائيلية للحصول على أي من جنوده الأسرى دون مقابل، وتكبيده أكبر قدر من الخسائر في حال فكر بأي عملية خاصة أو لجأ إلى التقدم البري بشكل أكبر داخل القطاع.
وشدد القائد الميداني على أن المجموعات المقاتلة تلائم خططها بما يحقق أكبر قدر من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي الذي يحاول الهرب من المواجهة المباشرة عبر القوة النارية الغاشمة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعدما قال ترامب "إن حركة حماس لا ترغب في إبرام اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، وأعتقد أنهم سيسقطون".
وأعقب ذلك حديث نتنياهو بأن إسرائيل تدرس خيارات بديلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم وإنهاء حكم حماس في غزة، بعد أن استدعت المفاوضين من محادثات وقف إطلاق النار في قطر.
وفي السياق، يعتقد الباحث في الشأن الأمني والعسكري رامي أبو زبيدة أن قضية الأسرى الإسرائيليين في غزة تدخل منعطفا حساسا مع تصاعد التهديدات العلنية وعودة الحديث عن خيار الحسم العسكري المجرب خلال 22 شهرا من الحرب دون نتائج حاسمة.
إعلانويقول أبو زبيدة للجزيرة نت إن هناك تحولا في الموقف الأميركي تجاه تقديم غطاء سياسي لأي عملية إسرائيلية خاصة، سواء في غزة أو في الخارج، مما أدى إلى رفع المقاومة الفلسطينية منسوب الجاهزية لوحدات تأمين الأسرى، وفعّلت بروتوكول "التخلص الفوري" كإجراء ردعي عالي المستوى، مضيفا أن أي عملية إنقاذ قسرية ستكون محفوفة بالمخاطر وقد تؤدي إلى مقتل الأسرى.
ويشير إلى أن المعطيات الاستخبارية ترفع مؤشرات تنفيذ عمليات خاصة مركّبة، سواء عبر طائرات مسيرة أو وحدات كوماندوز أو عملاء ميدانيين، ليس فقط في غزة، بل في ساحات خارجية تستهدف كوادر المقاومة، وهو ما دفعها إلى إصدار تحذيرات أمنية لقياداتها في الخارج خشية تنفيذ اغتيالات أو عمليات اختطاف.
وكانت منصة الحارس التابعة للمقاومة الفلسطينية نقلت عن ضابط في أمن المقاومة بغزة قوله إن المقاومة رفعت الجاهزية لدى جميع وحدات تأمين الأسرى الإسرائيليين في القطاع، بما في ذلك العمل وفق بروتوكول "التخلص الفوري".
وأوضح الضابط في حديثه للمنصة أن هذا الإجراء يأتي في ظل وجود تقديرات بإمكانية قيام الاحتلال الإسرائيلي بعمليات خاصة بقصد تحرير أسرى في غزة، داعيا المواطنين للإبلاغ عن أي تصرف مشبوه أو سلوك مريب، سواء لأشخاص أو مركبات.
وأمام الحضور الاستخباري الإسرائيلي المكثف في غزة لفت الباحث أبو زبيدة إلى أن فصائل المقاومة تعمل ضمن معادلة استنزاف طويلة وتجهيز كمائن، وانتشار موضعي عبر مجموعات صغيرة لا مركزية، تحسبا لأي مواجهة أو عملية خاصة معقدة، ولا سيما إذا ما تم تنفيذها تحت غطاء ناري واسع.
وشدد على أنه مع تدهور البيئة الداخلية في غزة قد يعتقد صانع القرار في تل أبيب أن الزمن مناسب لمحاولة جريئة، لكن المفاجآت تبقى واردة، والتكلفة قد تكون سياسية وعسكرية وأمنية عالية.
"أوراق حماس"
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة إن ما يجري ليس مجرد تراجع في المواقف الأميركية، بل انكشاف كامل للنية السياسية التي كانت تتخفى خلف ستار الوساطة، ومع ذلك لا تزال حماس تتعاطى مع مسار التفاوض من باب القوة النسبية التي راكمتها ميدانيا وسياسيا.
وأوضح عفيفة في حديث للجزيرة نت أن الأوراق التي تمتلكها حماس تتمثل في:
الأسرى: وهو الملف الذي يبقي الاحتلال في حالة استنزاف دائم ويمنح حماس ورقة تفاوض مركزية. الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي تعاني من ضغط نفسي وسياسي متفاقم ومن حكومة عاجزة ومأزومة. الميدان الغزي: الذي يربك الاحتلال يوميا بكمائن الأنفاق والاشتباك المتقطع. البيئة الإقليمية: التي تشهد تحولا في المزاج الشعبي والرسمي يحرج العواصم الداعمة للاحتلال.ويعتقد عفيفة أن تصريحات ترامب ليست زلة لسان، بل تعبير صريح عن العقيدة الأميركية المستقرة منذ عقود، والقائمة على التفاوض مع الفلسطينيين فقط بقدر ما يخدم أمن إسرائيل، وليس كجزء من حل سياسي متوازن، وبالتالي فإن حماس لا تفاوض فقط لإدارة كارثة، بل لتثبيت معادلة جديدة عنوانها لا أمن ولا استقرار دون حقوق سياسية واضحة للفلسطينيين.
يذكر أن حركة حماس خاضت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطرية مصرية منذ 20 يوما، وكانت يسودها حالة من التفاؤل بقرب التوصل إلى هدنة لمدة 60 يوما، قبل أن يعلن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن الإدارة الأميركية قررت استدعاء فريقها التفاوضي من الدوحة.
إعلانوقال ويتكوف في منشور له عبر منصة إكس إن رد حماس على المقترح الأخير يظهر عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار.