أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن الهجوم الإسرائيلي بالدبابات على مدينة رفح الفلسطينية والسيطرة عليها، يثير المخاوف العميقة بشأن حياة سكان غزة المحفوفة بالمخاطر بالفعل.

وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أن سكان غزة خرجوا في مدينة رفح الجنوبية إلى الشوارع ليلة الاثنين للاحتفال وتمرير الحلوى، بعدما قالت حركة حماس إنها قبلت اقتراحًا لوقف إطلاق النار، ثم توالت الدبابات الإسرائيلية حيث سيطرت إسرائيل، أمس الثلاثاء، على معبر رئيسي في جنوب غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد ساعات قليلة، أصبح من الواضح أن الاحتفالات كانت سابقة لأوانها، وتبين أن الاتفاق الذي قبلته حماس كان عرضا مضادا لم تره إسرائيل ولم توافق عليه، مما بدد الآمال في نهاية وشيكة لأشهر من الأعمال العدائية.

ورأت الصحيفة أن سيناريو السفينة الدوارة هو السيناريو الذي يعيشه الفلسطينيون منذ أشهر، حيث تتأرجح المفاوضات بين حماس وإسرائيل حول إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب ذهابًا وإيابًا، ما يثير القلق والمخاوف بشكل متزايد حيال حياة سكان غزة المحفوفة بالمخاطر بالفعل، كما أنهم غير متأكدين مما إذا كان من الآمن محاولة العودة إلى ديارهم أو ما إذا كان ينبغي عليهم إخلاء ملاجئهم مع تقدم إسرائيل نحو رفح.

وأضافت أنه في الوقت نفسه، أخرت الإدارة الأمريكية بيع الآلاف من الأسلحة الدقيقة لإسرائيل، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تتداول إبطاء تسليم الأسلحة حتى تتراجع فيه إسرائيل عن خطتها المعلنة لغزو رفح الفلسطينية.

ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم إن التحرك للسيطرة على المعبر له قيمة استراتيجية ورمزية، مما يشير إلى أن إسرائيل يمكن أن تعمل حيثما تريد كما أن النشاط العسكري المتزايد يرتبط بشكل مباشر بالمفاوضات ويهدف إلى زيادة الضغط على الجماعة الفلسطينية.

ونسبت الصحيفة لزهرة الشويخي، وهي أم لأربعة أطفال وتبلغ من العمر 54 عاماً قولها: لا يمكننا التخطيط لأي شيء، مازلنا نسمع أنباء عن استمرار المحادثات وتوقفها، وأنها تسير بشكل جيد ثم تتوقف. على الرغم من أننا يائسون ومرهقون للغاية، إلا أن أي شيء يمكن أن يمنحنا الأمل، حتى الأخبار الكاذبة التي تفيد بأن الصفقة قريبة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه، يوم الإثنين الماضي، بعد أن أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء تؤثر على 100 ألف شخص في رفح الفلسطينية، قال قادة حماس إنهم قبلوا اقتراحًا بوقف القتال بينما أشارت التصريحات الإسرائيلية إلى أن الجانبين لم يقتربا من التوصل إلى اتفاق وشيك.

وتابعت أنه خلال بداية الأسبوع، نزل بعض الفلسطينيين إلى الشوارع المليئة بالأنقاض في شمال غزة للتنظيف، وهو جزء من عادة فلسطينية للاحتفال بالترحيب بالضيوف، حيث شعر الكثيرون أن وقف إطلاق النار كان قريبًا وأن أقاربهم سيتمكنون من العودة من اللجوء إلى الجنوب إلى منازلهم، لكن يوم الاثنين، أعدت إسرائيل قواتها لعملية عسكرية في رفح وواصلت منع الفلسطينيين من العودة إلى الجزء الشمالي من القطاع.

ووفقا للصحيفة، فإن نفس الأشخاص الذين ظنوا أنهم سيعودوا لديارهم يحاولون الآن أن يقرروا ما يجب عليهم فعله لزيادة احتمالات بقائهم على قيد الحياة، خاصة أنه مع عدم التوصل إلى اتفاق، لا تزال إسرائيل تمنع الحركة إلى مدينة غزة، لأسباب تقول إنها أمنية.

ونوهت الصحيفة بأن الفلسطينيين في قطاع غزة يواجهون خيارات صعبة وسط تطور سريع للأوضاع كما أن انقطاع الاتصالات والكهرباء يجعل من الصعب الحصول على معلومات دقيقة وحديثة.

وذكرت الصحيفة أن هذه المعضلة تعني أن بعض الفلسطينيين يتجاهلون تحذيرات الإخلاء في رفح، خشية أن يكون الأمر أكثر خطورة عند محاولة الانتقال إلى مكان ما دون مساعدات إنسانية. وبالنسبة للكثيرين، لا يوجد مكان يبدو آمنًا.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن أكثر من 34 ألف فلسطيني قتلوا في غزة منذ بداية الحرب معظمهم من المدنيين ولا يحدد الرقم عدد المقاتلين.

اقرأ أيضاً«إكسترا نيوز» تبرز الإشادات الدولية بمواقف مصر تجاه غزة

«البنتاجون» يعلن إنجاز بناء الميناء العائم في قطاع غزة

شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي جنوب رفح بقطاع غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أخبار فلسطين اجتياح رفح القضية الفلسطينية رفح رفح الفلسطينية غزة فلسطين رفح الفلسطینیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية: مليشيات عراقية تهدد بالوصول إلى إسرائيل عبر الأردن

تشهد الحدود مع الأردن حالة تأهب غير مسبوقة داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في ظل مزاعم أمنية تتحدث عن إمكانية استغلال جماعات عراقية مدعومة من إيران، إضافة إلى جماعة الحوثي في اليمن، للمسار الأردني بهدف تنفيذ عمليات ضد إسرائيل.

صحيفة يديعوت أحرونت العبرية، قالت إن الجيش الإسرائيلي بدأ بإعادة نشر قواته على طول الحدود الشرقية، وتشغيل مواقع عسكرية كانت مهجورة منذ توقيع اتفاقية السلام مع الأردن عام 1994، كما جرى تشكيل خمسة ألوية من جنود الاحتياط القدامى الذين استدعوا للتطوع في مهام الحراسة والمراقبة، حيث حافظ الاحتلال خلال حرب الاستنزاف وما بعدها على 46 موقعًا عسكريا متقدمًا على امتداد وادي الأردن، بهدف منع التسلل والتهريب، إلا أن هذه المواقع أُخليت تدريجيًا بعد اتفاقية السلام، اعتمادًا على قناعة إسرائيلية بأن الحدود مستقرة وأن الأردن يضبطها بشكل فعّال.

حدود مؤمنة وفق مصالح مشتركة
وأضافت الصحيفة العبرية، أن الرأي السائد خلال تسعينيات القرن الماضي، أن هذه البؤر الحدودية غير ضرورية، إذ كانت الحدود سلميةً وتتشارك فيها ضفتا النهر المصالح نفسها، وكانت للعائلة المالكة الأردنية مصلحة واضحة في إحكام إغلاق الحدود الفاصلة بين الفلسطينيين في الضفة الغربية والأراضي الأردنية، ولذلك بذل الأردنيون، ولا يزالون يبذلون، قصارى جهدهم على الجانب الشرقي من الحدود لمنع العناصر المعادية لإسرائيل - والتي تُهدد أيضًا العائلة.

تحول جذري بعد هجوم الـ7 من أكتوبر
يديعوت أحرونوت، قالت إن الهجوم المفاجئ الذي نفذته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، دفع رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي إلى تشكيل ما يُعرف بـ"الفريق الأحمر" لدراسة احتمالات تنفيذ هجمات مباغتة من جبهات غير متوقعة، وخلصت نتائج الفريق إلى أن الحدود الشرقية تُعدّ إحدى أكثر الجبهات هشاشة، ما استدعى إعادة بناء منظومة دفاعية كاملة في المنطقة.

إعادة تحصينات قديمة للخدمة
وخلال جولة ميدانية في أحد المواقع التي أعيد تشغيلها، ظهرت تحصينات تعود إلى فترة حرب الاستنزاف، كان فيها جدران مبنية من حصى النهر داخل شبكات معدنية، وأنفاق ضيقة تؤدي إلى غرف المعيشة والاستراحة، وسقوف خرسانية وقنوات اتصال محصنة، ويقول أحد قادة جيش الاحتلال، إن الموقع كان مليئًا بالقمامة قبل أسابيع، لكنه اليوم مجهز بأنظمة مراقبة وإطلاق نار، وتديره طواقم مختلطة من الجنود والضابطات، وعلى خلاف مواقع الاستراحة الخفيفة المنتشرة على حدود غزة، والتي انهارت بسهولة أمام هجوم مقاتلي القسام في 7 أكتوبر، تبدو المواقع الجديدة على الحدود الأردنية أكثر تحصينا واستعدادًا، كما يروج الاحتلال.

تخوفات إسرائيلية من هشاشة الحدود
وعلى الضفة المقابلة من نهر الأردن، تظهر نقاط الحراسة الأردنية بوضوح، حيث أقام الجيش الأردني مواقع أمامية قريبة من خط المياه، وتقول التقديرات الإسرائيلية إن هذه المواقع قد تكون عرضة للاستغلال من قبل المهربين أو مجموعات مسلحة، رغم الجهود الأردنية المستمرة لضبط الحدود.

ويمتد وادي الأردن أسفل المواقع العسكرية، وتغطيه نباتات كثيفة توحي بأنه عائق طبيعي، إلا أن الجيش الإسرائيلي يؤكد سهولة عبوره سيرا على الأقدام. وبعد الوادي ترتفع التلال المعروفة عربيًا باسم "الغور"، والتي تمتد شرقا داخل الأراضي الأردنية وغربا داخل الأراضي المحتلة.

وقد أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على التلال المطلة على الوادي، نظرا لما توفره من رؤية واسعة لخط المياه، وقدرة على استهداف أي محاولة عبور بنيران الأسلحة الخفيفة. لكن التضاريس المتقطعة تمنح غطاء طبيعيًا لمن يحاول التسلل، ما يدفع الجيش إلى إنشاء عشرات المواقع الأمامية لتغطية المنطقة بالكامل.

"حلقة مزدوجة من النار"
وتأتي هذه التحركات في ظل مخاوف إسرائيلية متزايدة من إمكانية استغلال الحدود الأردنية من قبل جماعات عراقية أو جماعة الحوثي، في إطار ما تصفه تل أبيب بـ"التهديد الإيراني المتصاعد" على حدودها الشرقية، وبينما تواصل إسرائيل تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، تبقى الحدود الأردنية–الفلسطينية المحتلة واحدة من أكثر الجبهات حساسية، في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة وتبدل الحسابات الأمنية بعد هجوم 7 أكتوبر.

كما تحدث تقرير الصحيفة عن "رصد تهديد إيراني على الحدود الشرقية لإسرائيل"، مشيرة إلى إن طهران لم تتخل عن خطة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري حتى اغتياله في عام 2020، والتي تهدف إلى إحاطة إسرائيل بـ "حلقة مزدوجة من النار".

كتائب داود.. قوة "إسرائيلية" جديدة للانتشار
ووفق يديعوت أحرونوت فإنه في إطار إعادة بناء المنظومة الدفاعية، تعمل إسرائيل على إنشاء "كتائب داود"، التي يُتوقع أن تصبح القوة القتالية الرئيسية لفرقة "جلعاد" المنتشرة على الحدود الشرقية، ويجري تزويد جنود الاحتياط المنضمين لهذه الكتائب بأسلحة خفيفة يحتفظون بها في منازلهم، ليتمكنوا من الالتحاق السريع بقواتهم عند الاستدعاء.

ويُعرف هذا النموذج التنظيمي باسم "كتائب بيزك"، ويهدف إلى ضمان سرعة الحركة دون الحاجة إلى معدات ثقيلة أو لوجستية قد تعيق الوصول الفوري إلى مناطق الانتشار وخطوط التماس، وبحسب التقارير الإسرائيلية، قرر رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير تقديم الجدول الزمني لإنشاء فرقة جلعاد، وأمر بتفعيلها فعليا في حزيران/يونيو الماضي، قبل أيام من بَدْء العملية  في إيران. وجاء القرار خشية أن تلجأ طهران إلى الرد عبر الأراضي الأردنية بواسطة مليشيات عراقية أو جماعة الحوثي.

وتحركت الفرقة بقيادة العميد أورين سيمحا بسرعة وارتجال، بعد تلقيها تعزيزات من القيادة المركزية، وتمكنت – وفق الرواية الإسرائيلية – من تنفيذ المهام المطلوبة منها: نظام دفاعي متعدد الطبقات، وحاجز جديد بطول 500 كيلومتر، وبالتوازي، بدأت وزارة الحرب لدى دولة الاحتلال بناء الحاجز الجديد في منطقة وادي الأردن والوديان. وسيتم تنفيذ أول مقطعين من الحاجز في المناطق التي تُعدّ مركزًا لتهريب الأسلحة، خصوصًا في محيط طبريا، على أن تُستكمل باقي الأقسام لاحقا، وتُقدّر التكلفة الإجمالية للمشروع بـ 5.5 مليار شيكل، فيما سيمتد الحاجز على طول 500 كيلومتر من جنوب هضبة الجولان حتى شمال إيلات.

مقالات مشابهة

  • حفل منشد الجيش الإسرائيلي يثير "صدامات" في أمستردام
  • صحيفة أمريكية: سيطرة الانتقالي على حضرموت تهدد التحالف ضد الحوثيين وتكشف خلافات سعودية ـ إماراتية
  • خليل الحية: طوفان الأقصى كسر الردع الإسرائيلي وأعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة
  • صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل الهجوم على القوات الأمريكية في سوريا
  • صحيفة: جدل بين "الموالين" حول مسؤولية "حماس" عن خراب "محور المقاومة"
  • الجيش الإسرائيلي يستهدف قياديا بارزا في جناح حماس العسكري
  • لوموند: العنف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية يُثير قلق المجتمع الدولي
  • صحيفة عبرية: مليشيات عراقية تهدد بالوصول إلى إسرائيل عبر الأردن
  • «لوموند»: العنف الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يثير قلق المجتمع الدولي
  • هذا ما قررته إسرائيل بشأن لبنان.. صحيفة تُعلن الأمر