لوبوان: القتال بالسودان يشتد حول شمال دارفور
تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT
قالت لوبوان إن القتال يشتد في منطقة دارفور منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة مليط شرق الفاشر منتصف أبريل/نيسان الماضي، حيث تنتشر قوات الجيش بأعداد كبيرة، وتدعمها جماعات مسلحة تخلت عن حيادها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأشارت المجلة، في تقرير بقلم مراسلها في أديس أبابا أوغسطين باسيللي، إلى أن قوات الدعم السريع -بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي"- استولت على مليط الإستراتيجية، على بعد 60 كيلومترا من الفاشر، وهي مدينة تضم 2.
وقالت العاملة في المجال الإنساني نجوى آدم من الفاشر عاصمة شمال دارفور "نحن نتعايش مع القصف، وربما لم يأت الأسوأ بعد".
وأعربت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، في ختام جلسة لمجلس الأمن الدولي نهاية أبريل/نيسان الماضي، عن قلقها من خطر وقوع "مذبحة واسعة النطاق".
شبح التطهير العرقيوتنتشر القوات النظامية بأعداد كبيرة، وتدعمها مجموعات مسلحة، من بينها مجندون جدد، وكذلك الموقعون البارزون على اتفاق جوبا للسلام في أكتوبر/تشرين الأول 2020، مثل حركة العدل والمساواة بزعامة وزير المالية جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان بزعامة حاكم دارفور مني أركو مناوي.
وأشارت لوبوان إلى إمكان تجنب سيناريو الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في الفاشر، لأن الجيش وأنصاره يرفضون هذه المرة الانسحاب، وكانت القوات السودانية قد غادرت الجنينة، مما جعل قوات الدعم السريع تقوم هناك بعمليات تطهير عرقي بين قبائل المساليت، خلف ما بين 10 آلاف و15 ألف قتيل، بحسب مجموعة من خبراء الأمم المتحدة.
وذكرت أن مدينة الفاشر لم تسلم من ارتكاب الانتهاكات، وخاصة ضد الزغاوة.
وتقول العاملة بالمجال الإنساني التي لا تزال في حالة صدمة إن "قوات الدعم السريع تكرر أنهم عبيد ولا يستحقون الحياة" وقد عثرت على جثة جارتها ممزقة بفعل قذيفة حيث "قصفت قوات الدعم السريع، في عدة مناسبات، حي الوحدة، حيث يعيش الزغاوة بشكل رئيسي" كما تقول هذه الناجية.
وخلص تقرير صادر عن مختبر البحوث الإنسانية التابع لكلية الصحة في جامعة ييل الأميركية، ويستند إلى تحليل صور الأقمار الصناعية، إلى أن 22 مجتمعا محليا شمال دارفور تعرض للاستهداف وحرق المباني المدنية عمدا من قبل الدعم السريع الفترة ما بين 31 مارس/آذار و25 أبريل/نيسان الماضيين.
تعميم حظر الأسلحةونبهت المجلة إلى أن الحصار الجزئي الذي تفرضه قوات الدعم السريع، والتي تتجاهل دعوات مجلس الأمن الدولي لرفعه، يؤدي إلى إبطاء تسليم المساعدات الإنسانية وكذلك تسليم القوافل التجارية، في وقت وصل فيه السكان بالفعل إلى المرحلة الأخيرة قبل أن يغرقوا في المجاعة.
ويحذر آدم أوباما، من منظمة "دعم ضحايا دارفور" غير الحكومية، من أن كثيرا من الناس يأكلون أقل من وجبة واحدة في اليوم، وأن الأطفال والحوامل وكبار السن يعانون من سوء التغذية، حيث أصبحت مياه الشرب نادرة، بسبب توقف مضخات المياه منذ سيطرة قوات الدعم السريع على محطات الكهرباء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات ترجمات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الجيش يتقدم في صحراء دارفور والمسيرات تهاجم معسكر درع السودان
فيما لا تزال ولاية غرب كردفان تشهد عمليات استنفار وتعبئة واسعة من الجانبين وتوترات أمنية متصاعدة تنذر بصدام جديد وشيك بين الطرفين في مدينة النهود، حيث يسعى الجيش إلى استردادها، يعيش النازحون بالقرى الواقعة حول المدينة أوضاعاً إنسانية حرجة، ويواجه عشرات الآلاف منهم انعداماً حاداً في مياه الشرب نتيجة توقف إمدادات الوقود إلى آبار المياه بسبب المعارك الجارية.
تطورات عسكرية متسارعة وتصعيد واسع يشهده أكثر من محور قتالي في الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بخاصة في دارفور وكردفان وأم درمان، أبرزها تحرير الجيش والقوات المشتركة منطقة وادي العطرون، نقطة الإمداد الاستراتيجية لـ"الدعم السريع" على المثلث الحدودي بين السودان وليبيا وتشاد.
هجمات وقصف بينما شن الطيران الحربي للجيش غارات جوية عدة على مواقع ومتحركات "الدعم السريع" في مدينة النهود غرب كردفان هاجمت مسيرات "الدعم السريع" معسكر قوات درع السودان في شرق ولاية الجزيرة، وواصلت قصفها العشوائي على مدينة الفاشر ومعسكر "أبو شوك" للنازحين، وتبادل الطرفان القصف المدفعي جنوب أم درمان.
وأعلن حاكم إقليم دارفور المشرف على القوات المشتركة مني أركو مناوي أن سيطرة الجيش والقوات المشتركة على هذه المنطقة الاستراتيجية تمثل انتصاراً عظيماً يبشر بأن النصر بات وشيكاً، "وقريباً سنحتفل مع شعبنا في إقليم دارفور في كل الطرقات".
وكشف مناوي لدى مخاطبته حشداً من ضباط وجنود القوات المشتركة عن أنه لم يتبق لتحرير دارفور سوى أربع خطوات عسكرية فحسب، تبدأ بالفولة لتنتهي بالفاشر. وأكد بيان للقوات المشتركة أن تحرير منطقة العطرون في صحراء شمال دارفور من قبضة "الدعم السريع" تم بعد عملية عسكرية دقيقة ومنسقة بينها وبين قوات الجيش "تكبد فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".
موازين القوى وأوضح الناطق الرسمي باسم القوات المشتركة العقيد أحمد حسين مصطفى أن تحرير وادي العطرون يمثل تحولاً في موازين القوى على أرض دارفور وخطوة حاسمة نحو استعادة الأمن والاستقرار في الإقليم، إذ تكتسب المنطقة أهمية استراتيجية بالغة بموقعها الحيوي الذي يربط بين الولاية الشمالية وشمال دارفور ومنطقة المثلث الحدودي.
وأضاف مصطفى أن المنطقة تشكل مركزاً محورياً في خريطة العمليات العسكرية وشبكات الإمداد، ويعد تحريرها بمثابة قطع للشريان الرئيس لإمدادات "الدعم السريع" اللوجيستية والعسكرية والبشرية.
وتتزامن سيطرة الجيش على وادي العطرون مع تحركات حثيثة للقوات المشتركة في إقليمي دارفور وكردفان بهدف الوصول إلى شمال دارفور وفك الحصار المضروب على مدينة الفاشر منذ ما يقارب العام.
و لقي 19 من المدنيين حتفهم وأصيب 28 آخرون بينهم أطفال جراء تجدد القصف المدفعي العشوائي من جانب "الدعم السريع" على أحياء مدينة الفاشر ومعسكر أبو شوك للنازحين شمال دارفور، وفق "شبكة أطباء السودان"، وأعلنت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين شمال غربي الفاشر، عبر صفحتها على "فيسبوك"، عن ارتفاع أعداد ضحايا القصف العشوائي لـ"الدعم السريع" للمعسكر إلى 32 قتيلاً وعشرات الجرحى والمصابين خلال الأيام الخمسة الماضية.
وأوضحت الغرفة أن القصف استهدف سوق المعسكر المكتظة بالمدنيين إلى جانب مساجد ومنازل ومرافق خدمية عامة، مما تسبب في زيادة تعقيد الأوضاع الأمنية والإنسانية بالمعسكر، في ظل ظروف صحية صعبة يعانيها قاطنو المعسكر، نتيجة خروج كل أقسام المركز الصحي والعيادات الخاصة عن الخدمة علاوة على انعدام الأدوية والمواد الغذائية.
وفي وسط البلاد أدت هجمات بطائرات مسيرة لـ"الدعم السريع" على معسكر قوات درع السودان في جبل الأباتور بمنطقة البطانة شرق ولاية الجزيرة إلى مقتل 10 من عناصرها وإصابة 14 آخرين من الجنود التابعين له.
وتفقد قائد الدرع اللواء أبو عاقلة كيكل معسكر قواته هناك بعد ساعات قليلة من استهدافه بالطائرات المسيرة، وشهد محور العاصمة الخرطوم تبادلاً للقصف المدفعي الثقيل على مواقع كل منهما بمنطقة الفتيحاب المتاخمة لسلاح المهندسين جنوب أم درمان، حيث قصفت "الدعم السريع" مواقع متقدمة للجيش في المنطقة ذاتها، وردت مدفعية الأخير، بشدة، على مصادر النيران في محيط منطقة الصالحة ومعسكر فتاشة جنوب غربي أم درمان.
وأفاد مصدر عسكري باستمرار المواجهات والاشتباكات، وأيضاً مواصلة الجيش وحلفائه عملياتهم الحربية ضد "الدعم السريع" لتعزيز تقدمهم وتوسيع سيطرتهم على مناطق التماس حول منطقة الصالحة آخر معاقل "الدعم السريع" بالعاصمة الخرطوم