أقيمت ليلة أمس الجمعة ندوة بعنوان الارتحال والوداع في الشعر العربي وذلك ضمن الفعاليات الثقافية للنسخة رقم 33 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب.

وشارك في الندوة كل من الشاعر والباحث السعودي حمود الصاهود، والشاعر السوري محمد ياسين صالح، حيث تناولت مفهوم الارتحال الذي يعني عدم الاستقرار، وأغراضه، وبعض العادات والمعتقدات المرتبطة بالارتحال.

وأكد الصاهود أن الارتحال احتل نصيبا وافرا في الشعر الجاهلي البيئة الجاهلية، فنجد وصف الشاعر لرحلته على ناقته عبر الصحراء والجبال والوديان وعلاقة الارتحال بالأطلال وغير ذلك.

مقتطفات من اللقاء المفتوح على خشبة المسرح الرئيسي بعنوان "الارتحال والوداع في الشعر العربي"، والذي استضاف كلًّا من الباحث بالأدب العربي حمود الصاهود، والشاعر محمد ياسين صالح.#معرض_الدوحة_الدولي_للكتاب33#بالمعرفة_تُبنى_الحضارات#وزارة_الثقافة pic.twitter.com/uFxqA1a4qP

— وزارة الثقافة (@MOCQatar) May 11, 2024

كما تحدث الضيفان عن الارتحال والوداع ومدى تأثيره وارتباطه بالشعر الجاهلي تحديدا كونه يتصل بطبيعة البيئة وعموم الحياة آنذاك، وما تفرضه عليهم الظروف من التنقل والارتحال، بينما تطرقا إلى أغراضه وتنوعه.

وتناول الشاعران بعض الشواهد الشعرية المرتبطة بهذا العنوان الذي يحوي إرثا قصائديا خلده العرب سواء في العصر الجاهلي أو العصور التالية وصولا إلى العصر الحديث حيث قدم كل من الشاعرين قصائد من نظمهما في أغراض الارتحال والوداع.

واستعرض الصاهود بسردية مبسطة كيف كان الارتحال مصدرا من مصادر التكسب باعتبار أن هناك مكانة وحظوة كبيرة ينظر فيها للرحالة كمصدر للأخبار والأشعار. كما تحدث عن الارتحال لطلب العلم واهتمام الناس بذلك، لينتقل عن مراحل الترحال والتوديع وما يصحبهما من مراحل الاستيقاف والالتفات والوداع وهما من أكثر أوجاع الرحيل ألما وقسوة وحرقة، ذاكرا الكثير من الشواهد العربية في هذا الشأن.

وتطرق صالح إلى العديد من الأشعار العربية التي تناولت هذه الأغراض من الشعر العربي منوها بأن في الارتحال الكثير من الفضائل ومنها ما ورد في قصة سيدنا موسى عليه السلام عندما ارتحل طلبا للعلم من العبد الصالح الخضر، ليختتم بأبيات شعرية منها: قد يبلغ المرء حلما وهو بعد فتي .. وقد ترى الشيخ من بعد الهدى نكص خرق السفينة هل ينجي سفينتنا .. أهم هل نعود على آثارنا قصصا.

أمسية الشعر الفصيح

في السياق ذاته نظم مركز قطر للشعر -مساء اليوم- أمسية للشعر الفصيح بمشاركة الشعراء من قطر حمد الجرحب، زياد العتيبي، حمد البريدي. ومن سلطنة عمان الشعراء حمود بن وهقة، زيد الشحي، منذر الفطيسي.

أمسية الشعر الشعبي: عُمان وقطر".. جمعت شعراء دولة قطر وسلطنة عُمان ليمتعوا الجماهير بقصائد في حب الوطن. #معرض_الدوحة_الدولي_للكتاب33
#بالمعرفة_تُبنى_الحضارات#وزارة_الثقافة pic.twitter.com/ebWHAHCUPq

— مركز قطر للشعر – Qatar Poetry Center (@Diwanalarab_qa) May 11, 2024

وتبارى الشعراء في تقديم أعذب الكلمات التي تظهر العلاقات التاريخية والثقافية بين الشعبين القطري والعماني، حيث تلاقت القرائح الذكية في تعابيرها.

كما قدم الشعراء العديد من القصائد في مختلف الأغراض الشعرية خاصة تلك الداعية لمكارم الأخلاق.

ومن جانبه قال الشاعر شبيب بن عرار النعيمي (مدير مركز قطر للشعر) -في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) على هامش الأمسية- إن معرض الدوحة الدولي للكتاب يحمل في طياته الكثير من الأدب والإبداع سواء الكتب أو الفعاليات أو حضور قامات ثقافية وفكرية.

وأوضح أن المركز يشارك في المعرض بتقديم مجموعة من الندوات الأدبية والأمسيات الشعرية سواء للشعر النبطي أو الفصيح، لافتا إلى أن المركز قدم الشعراء المتأهلين لنهائي مسابقة مثايل المشاركة من سلطنة عمان ضيف شرف المعرض هذا العام.

وأشار إلى أن هناك إقبالا كبيرا على حضور مثل هذه الفعاليات الثقافية خاصة مع الاعتماد على تقديم الأمسيات الشعرية التي ترتبط بالقيم "فالشعر الذي نحرص على تقديمه يحمل رسائل ثقافية وقيمية بما يفيد الجماهير".

ويقام المعرض تحت شعار "بالمعرفة تبنى الحضارات" في مركز الدوحة الدولي للمؤتمرات حتى 18 مايو/أيار الجاري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الدوحة الدولی الشعر العربی فی الشعر

إقرأ أيضاً:

موطني بين ضفتي الرافدين: لماذا يغني العراق بصوت شاعر غريب؟

بقلم : تيمور الشرهاني ..

ها هو العراق، بلد الشعراء العظام، يزهو بتاريخٍ حافلٍ بالأصوات التي دوّت في فضاء الأدب العربي، وأغنت الذاكرة الإنسانية بقصائد خالدة. على ضفاف دجلة والفرات، وُلدت الحكايات التي سكنت القلوب، وتوهّجت أسماء لا تزال تشعّ حتى اليوم: الجواهري، السياب، نازك الملائكة، والرصافي، وغيرهم من قمم الشعر التي وقفت شامخة على منصة الإبداع العربي. ورغم هذا الإرث الأدبي المدهش، اختار العراق أن يرتّل نشيده الوطني بكلماتٍ ليست من صميم أرضه، بل من شاطئٍ بعيد. “موطني موطني”، النشيد الذي أصبح رمزاً وطنياً وعاطفياً لكل العراقيين، جاء توقيعه بأحرف الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان واللحان اللبناني المبدع محمد فليفل، ليحمل العراقيون صوته في احتفالاتهم ومناسباتهم الوطنية، مردّدين كلمات كتبها قلب عربي من جهة أخرى من المدى. لعلها مفارقة تستحق التأمل: كيف لبلادٍ أنجبت قامات شعرية هزّت وجدان الأمة أن تستعير نشيدها الوطني من خارج حدودها؟ سؤال يبعث على الدهشة، لكنه أيضاً يكشف عن عمق الروابط الثقافية بين الشعوب العربية، وعن القبول بأن يكون الوطن فكرة تتجاوز الجغرافيا، وأن يكون المبدع العربي واحداً مهما اختلفت الأوطان. يبقى نشيد “موطني” قصيدةً وجدت طريقها إلى قلب العراق، وصارت جزءاً من وجدانه، تماماً كما بقيت أسماء الشعراء الكبار من أبنائه مصدر فخر وإلهام، يذكرهم التاريخ كلما حلّ المساء على ضفاف بغداد.

تيمور الشرهاني

مقالات مشابهة

  • حاكم الشارقة يوجّه بتنظيم الدورة الرابعة لملتقيات الشعر العربي في أفريقيا
  • سلطان يوجّه بتنظيم الدورة الرابعة لملتقيات الشعر العربي في إفريقيا
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ينعى سيدة المسرح العربي سميحة أيوب
  • ابتكار طالب إماراتي في أمن المطارات يحصد الذهب بمعرض «آيتكس الدولي»
  • متحف سرسق ينبض بالموسيقى في أمسية إسبانية لبنانية
  • إبداعات شعر العامية تتألق في منتدى الشعر العربي بمكتبة الإسكندرية
  • نزار قبيلات يكتب: النثر العربي القديم وتقبّل الآخر
  • موطني بين ضفتي الرافدين: لماذا يغني العراق بصوت شاعر غريب؟
  • حكم الجمع بين طواف الإفاضة والوداع.. دار الإفتاء تجيب
  • صيدم: منع الاحتلال زيارة الوفد العربي محاولة لإفشال الزخم الدولي المتعاظم