لبنان ٢٤:
2025-05-28@16:09:49 GMT

في بيروت.. حركة إعلامية ومضمونها إيجابي

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

في بيروت.. حركة إعلامية ومضمونها إيجابي

لجأت مؤسسات إعلامية لبنانية مؤخراً إلى تفعيل ارتباطها مع جهات خارجية عربية بهدف تنشيط وضعها إقتصادياً وزيادة إيراداتها المالية تماشياً مع الأزمة القائمة. وتبين أن تلك الإجراءات تتزامن مع تصاعد حركة الإنتاج التلفزيوني لمؤسسات واستديوهات عديدة، كما تبين أن هناك برامج جديدة ستبرز على الساحة الإعلامية انطلاقاً من بيروت، وذلك خلال الفترة المقبلة.

المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بيروت والكتاب..

هل ما زال يمكن لبيروت، اليوم، أن تستمر فـي لعب الدور الذي عرفته بدءا من ستينيات القرن الماضي بكونها مدينة وحاضنة ثقافـية رائدة فـي العالم العربي، كما أن تستعيد -إلى ما لا نهاية- الأغنية القائلة بأنها «عاصمة الكتاب العربي» التي طالما تغنّت بها؟ طرحت سؤالي هذا بينما كنت أتجول منذ أيام فـي قاعات معرض بيروت للكتاب الذي انتهى يوم الأحد الفائت، وهو الذي جاء متأخرا عن موعده لأشهر؛ إذ من المعروف أنه كان يقام فـي أوائل شهر ديسمبر من كلّ عام، بيد أن حرب العدو الإسرائيلي الأخيرة على لبنان، أفضت إلى تأجيله (حيث رفضت اللجنة المنظمة أي فكرة لإلغائه)، ليقام فـي شهر مايو من هذه السنة.

سؤال ليس لـــ«الاستهلاك المحلي» بالتأكيد، بل لنقل إنه يحمل حسرة ولوعة، وأنت تشاهد كلّ شيء «ينهار» من حولك. لا أريد أن أذهب فـي تشاؤمي إلى آخر الطريق، لكن علينا فعلا أن نقف ونسأل عمّا يحدث من حولنا، ومن ضمنها «معرض بيروت للكتاب العربي» الذي يعنينا ربما أكثر من غيره، والذي يبدو أيضا وكأنه أصبح «عتيقا» و«قديما» فـيما لو قارناه بمعارض أخرى تقام فـي غير عاصمة عربية.

لو أخذنا معرض هذه السنة، لبدا مبتورا، غير مكتمل، وأقصد أن العديد من دور النشر، اللبنانية لم تُشارك فـيه، إذ اقتصر الأمر على بعضها -فـي حين أن عدد المكتبات التي اشتركت فـي دورة هذا العام يبدو لا بأس به، كما بعض «الكتبيين»، وهي بالطبع تعرض كتب الدور الصادرة- التي عللت ذلك بأن تكلفة المشاركة أصبحت باهظة التكاليف، وأن عملية البيع لن تغطي بأي حال من الأحوال ما سيتم دفعه مقابل أجر المساحة. فكما هو معروف، أن هذا المعرض هو من تنظيم «النادي الثقافـي العربي» منذ تأسيسه قبل عقود طويلة.

فـي هذا الكلام ما يدفعنا إلى التمهل: لقد غاب القارئ اللبناني فعلا، ولم يعد -فـي العمق- يهتم بالكتاب لأن ثمة مشكلات أخرى تعترضه فـي حياته اليومية، أبرزها أزمته الاقتصادية التي يبحث فـيها عن وسائل لتأمين لقمة العيش قبل أي شيء آخر، من هنا أصبح الكتاب وبالتالي القراءة من آخر همومه، أو ربما أصبح طموحا بعيد المنال. لكنني لن أنسى هنا بالطبع، الإشارة إلى تلك المواقع المنتشرة على «النت» والتي تعمل بجهد على قرصنة العديد من الكتب، التي تنشرها مجانا. فهناك كثيرون أصبحوا يستفـيدون من «هذه الخدمة» (المجانية) التي تقدم لهم، ليجدوا فـي ذلك ما يغنيهم عن دفع ثمن الكتاب.

وإذا ما غابت الدور اللبنانية بشكل عام، فإن غياب دور النشر العربية -ربما لا تزيد الدور المشاركة عن عدد أصابع الكف الواحدة- يطرح بدوره تساؤلا عن دورة المعرض هذا العام، قد يتلخص فـي «لماذا هذا الغياب»؟ لا شك أن توقيت المعرض كان سيئا هذا العام، وبخاصة أنه أتى فـي فترة تدور فـيها معارض عربية أخرى فـي عدد من العواصم العربية، وقد يلخص ذلك ما أسرّ لي به أحد الناشرين -الذي كان فـي زيارة خاطفة إلى بيروت بين معرضين عربيين- بأنه «لم يعد يهتم بالمشاركة فـي معرض بيروت، إذ خسائره تفوق الاحتمال».

كلّ هذا صحيح. لكن أيضا علينا الانتباه إلى أمر حقيقي، يحاول الجميع التغاضي عنه وهو أن حتى معرض الكتاب يشهد «انقساما»، مثلما نجد انقساما فـي بقية المرافق اللبنانية (وقد لا أبالغ فـي القول إنه انقسام «مذهبي» بمعنى من المعاني). فمنذ فترة، نجد أن هناك معرضين: الأول الذي ينظمه النادي الثقافـي العربي، والثاني الذي تنظمه نقابة الناشرين، ومن المعروف أن رئيس كل جهة ينتمي إلى «مذهب» مختلف، لكن وإن كنّا نستطيع تجاوز هذا الأمر، يبقى السؤال: هل تحتمل بيروت معرضين «كبيرين» للكتاب فـي العام نفسه؟ أشك فـي ذلك. وبخاصة أن بعض المدن اللبنانية الأخرى بدأت فـي إقامة معارضها الخاصة (مدن صيدا وصور وطرابلس والمهرجان اللبناني للكتاب فـي بلدة أنطلياس). لا شيء يمنع بالتأكيد، ولكن هل تحتمل هذه المساحة الجغرافـية الصغيرة كل هذه المعارض؟ هنا السؤال الفعلي فـي ظل مشكلاتنا المتعددة والمتنوعة ولعلّ أبرزها، كما أسلفت، الأزمة الاقتصادية.

ومع ذلك، وعلى الرغم من كل هذه المعوقات، لا بدّ أن نطرح سؤالا مستفزا: هل يجب إلغاء معارض الكتب؟ بالطبع لا. لا يمكن لمدينة أن تعيش من دون ما يبرز حالتها الثقافـية، ومعرض الكتاب، واحد من هذه الحالات التي توارثناها من عقود طويلة، ويجب علينا المحافظة عليه والدفاع عنه مهما كلف الأمر ومهما بدا «عتيقا». لا يمكن لعاصمة الكتاب أن تبقى من دون معرض للكتاب. قد يكون الفسحة الأخيرة المتبقية لنا فـي هذه الجغرافـية اللبنانية المرهقة، والتي لا تعرف لغاية اليوم كيف تستقر على مساحة حلم محددة. حتى وإن بدا المعرض «فولكلوريا» فـي بعض الأحيان، إلا أن مدينة بمعرض كتاب أفضل بكثير من مدينة من دونه. وأقول فولكلوريا، لأن حفلات التواقيع، مثلا، تشهد إقبالا أكثر من غيرها، لا لأن القراء مهتمون بمحتوى الكتاب، بل لأن هذه الحفلات أصبحت مناسبة اجتماعية، يأتون إليها لرفع العتب بين الأصدقاء (وأعترف أنني شاركت بدوري فـي هذا «الكرنفال»، حيث وقعت على بعض كتبي الصادرة حديثا).

مهما كان عليه الأمر. لا بدّ أن نحتفـي بالكتاب. هو آخر الحصون فـي وجه كل هذا الموت الذي يلفنا من جميع الأنحاء. إنه رمز أخير فـي مدينة لم تعد تعرف كيف تنهض من غيابها. فالمدن ليست سوى رموز فـي نهاية الأمر. ولنتقبل، ولو بوهن، رمز أن بيروت لا تزال عاصمة للكتاب. فهذا أفضل من أن تكون رمزا للقتل والحروب المتناسلة.

مقالات مشابهة

  • إعلامية تركية تفجّر مفاجأة على الهواء: “شعرت بالإهانة!”
  • ياسمين صبري تحرج إعلامية سألتها عن محمد رمضان
  • أداء إيجابي لمؤشرات البورصة المصرية اليوم الأربعاء 28 مايو 2025
  • إصابة إعلامية وسرقة مذيع شهير في يوم واحد بأكتوبر
  • شاهد.. ياسمين صبري تحرج إعلامية سألتها عن محمد رمضان
  • بيروت والكتاب..
  • شيخ الأزهر: العرب والمسلمين عانوا من رسائل إعلامية شوهت صورتهم أمام الغرب
  • شيخ الأزهر: صور إعلامية مضلِّلة تسللت لبلادنا عبر إعلاميين صدروا ثقافة زائفة
  • 23 يونيو الحكم على إعلامية في قضية سب المخرج خالد يوسف
  • الاعيسر: “حرية إعلامية بمعايير مهنية”