محافظ الأقصر يستقبل وفد الاتحاد العربي للثقافة الرياضية
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
استقبل المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، اليوم الأحد، وفد الاتحاد العربي للثقافة الرياضية برئاسة الإعلامي أشرف محمود رئيس الاتحاد، والإعلامي أيمن بدرة الأمين العام للاتحاد، في حضور محمد عبد الفتاح آدم السكرتير العام للمحافظة، حيث تسلم المحافظ علم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام ٢٠٢٤ الذي فازت به الأقصر واعتمدته جامعة الدول العربية ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في اجتماعه الأخير مارس الماضي.
وأعرب المستشار مصطفى ألهم عن سعادته بهذا التكريم الذي حظيت به الأقصر عاصمة مصر القديمة، موجها الشكر إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ومكتبه التنفيذي برئاسة الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والاتحاد العربي للثقافة الرياضة، مشيدا بفكرة تنظيم جائزة سنوية لاختيار مدينة عربية لتكون عاصمة للثقافة الرياضية العربية بهدف دعم المدن التي تولى اهتماما خاصا بالرياضة والثقافة وتعمل من خلالهما لدعم مسيرة الوطن في التنمية المستدامة، وهو الدور الذي تقوم به الأقصر منذ نشأتها قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، وجدران المعابد خير شاهد على ذلك.
ورحب المحافظ بالوفود العربية المنتظر مشاركتها في فعاليات أنشطة عاصمة الثقافة الرياضية العربية مُعبرًا عن سعادة الأقصر باستقبال شباب العرب ليتعرفوا على تاريخها وحضارتها وآثارها، ليتعرفوا على أشقائهم شباب مصر يتبادلون الأفكار الإبداعية التي تشكل وجدانهم وتحفظ هويتهم العربية الأصيلة.
حضر اللقاء صلاح رشوان وكيل وزارة الشباب والرياضة بالأقصر، الكابتن أسامة عبد الراضي المدير الفني لقطاع جنوب الصعيد لكرة القدم، والكابتن عادل فخري المدير التنفيذي لفرع كرة القدم بالأقصر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشباب والرياضة جامعة الدول العربية وزير الشباب الأقصر أخبار الأقصر المدينة الشبابية مجلس وزراء الاتحاد العربي للثقافة الرياضية الشباب والریاضة
إقرأ أيضاً:
عاصمة للثقافة المصرية.. شمال سيناء صحراء يولد فيها الضوء من بين حبات الرمال
في الركن الشرقي البعيد من خارطة الوطن، حيث تحتضن الأرض زرقة البحر وامتداد الرمال، تقف شمال سيناء كقصيدة قديمة لم تُقرأ بعد بكامل عمقها، مدينةٌ يولد فيها الضوء من بين حبات الرمل، وتتعانق فيها الذاكرة مع الحكايات البدوية، وتسكن في بيوتها رائحة التاريخ وأغاني الصحراء، وعندما أعلنت وزارة الثقافة اختيار شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية 2026، بدا الأمر أشبه بإزاحة ستارٍ عن لوحة فنية ظلّت طويلاً تنتظر من يقدّر جمالها، لقد جاء هذا اللقب ليعيد إلى الواجهة ما تزخر به سيناء من ثراء ثقافي وفني وإنساني، ولينفض الغبار عن كنوز تراثية طالما حفظتها القبائل السيناوية في صدورها قبل متاحفها.
هذه المحافظة ليست مجرد أرضٍ حدودية؛ إنها منصّة مفتوحة للثقافة، معمل حي للتراث، ومتحف ممتد تحت السماء، تمتزج فيها أصوات الشعراء البدو، ونقوش التطريز السيناوي، وذاكرة المدن الساحلية التي شهدت أحداثًا صنعت تاريخًا لا يُمحى، وفيما يلي جولة في أشهر المواقع الثقافية، وأبرز الحرف التراثية، ومظاهر التميز الثقافي التي تجعل شمال سيناء جديرة بهذا اللقب.
المواقع الثقافية محطات مضيئة.. والحرف التراثية إبداع منسوج
يقف قصر ثقافة العريش كمنارة ثقافية وسط المدينة، ليس فقط بمبناه، وإنما بدوره الذي يتجاوز الجدران ليصل إلى كل بيت في المحافظة، القصر مساحة تجمع الأجيال، يحتضن مكتبة ثرية تعج بالكتب والدوريات، ويقدم مسرحه عروضًا فنية تعبّر عن الهوية السيناوية، من رقصات شعبية إلى أمسيات شعرية يتجلى فيها صوت البادية وحكمتها.
مركز ثقافة الطفل.. بذور الغد
من بين أهم المؤسسات الثقافية في المحافظة، يأتي مركز ثقافة الطفل بالعريش نموذجًا يُحتذى به في مدارس الإبداع، فهنا تُروى الحكايات الشعبية، وتُدرّب الأيدي الصغيرة على الحرف التراثية، ويتعلم الأطفال فنون الحكي والرسم والغناء، ليكتشفوا مبكرًا أن الثقافة ليست كتابًا يقرأونه فقط، بل حياة يعيشونها.
متحف التراث السيناوي.. خزانة الذاكرة
في صمت المتحف، تحكي المقتنيات قصصًا لا تنتهي: عباءات مطرزة، أدوات الحياة اليومية، صخورٌ منقوشة، وحُلي تحمل رموزًا موروثة من أجيال، متحف التراث البدوي أو السيناوي بالعريش يعد أحد أهم المعالم التي تصون تراث القبائل، وتوثّق نمط الحياة الذي منح سيناء فرادتها، هنا يتعرف الزائر إلى جوهر البيئة السيناوية التي شكّلت ملامح الشخصية البدوية.
البيوت البدوية التراثية.. معمار يحكي أجداده
تنتشر في العريش وبعض مدن المحافظة بيوت بدوية أُعيد ترميمها لتكون قاعات للحرف التراثية وفضاءات تعليمية لتاريخ سيناء الثقافي، فهذه البيوت ليست مجرد مبانٍ؛ إنها ذاكرة من طين، وشهادة على قدرة الإنسان السيناوي على صنع الجمال من أبسط عناصر البيئة.
التطريز السيناوي.. لغة المرأة على القماش
لا يمكن ذكر سيناء دون استحضار جمال التطريز السيناوي، تلك الزخارف الهندسية التي تحمل رسائل موروثة عبر أجيال، ألوانٌ مبهجة.. رموز لها دلالات.. وحكايات تُروى دون كلمات، تعتمد نساء سيناء في تطريزهن على خيطان حمراء وزرقاء وسوداء، تصوغها الأيدي بحرفية نادرة، لتخرج أثوابًا وحقائب وأغطية بات العالم يعترف بها كفن مستقل.
صناعة السجاد والكليم.. دفء الصحراء
على النول اليدوي، تنسج النساء السيناويات خيوط الصوف بألوان مستمدة من الطبيعة: الأصفر من الشمس، البني من الرمل، والأحمر من غروب البحر، السجاد والكليم البدوي ليسا مجرد منتج منزلي، بل هوية كاملة تتجلى فيها البيئة التي نشأت فيها هذه الحرفة، كل قطعة تحمل بصمة صانعها، فتغدو تحفة فنية تحتفظ بروح صاحبتها.
الحلي البدوية.. فضة تحمل تاريخًا
تشتهر سيناء بصناعة الحلي الفضية المزينة بالخرز، التي ترتديها النساء في المناسبات والأعراس، من أشهرها "الشنبرة" و"القلادة البدوية" و"الزمام". هذه الحلي ليست زينة فحسب، بل ترمز إلى الانتماء القبلي، وتعبر عن مكانة المرأة الاجتماعية.
الصناعات السعفية.. هدايا من النخيل
في القرى السيناوية، يمكن رؤية النساء وهن يشكلن من جريد النخيل سلالًا وأطباقًا وقبعاتٍ تحمل روح البيئة، إنها حرفة ارتبطت برحلة الصحراء، حيث يستغل السيناويون كل ما تمنحه لهم الطبيعة ليخلقوا منه جمالًا نافعًا.
الملامح الثقافية.. هوية لا يشبهها أحد
شمال سيناء ليست مجرد تراث جامد؛ إنها حياة نابضة، تتميز المحافظة بثقافة بدوية ذات جذور عميقة، يظهر أثرها في الشعر والغناء والأمثال الشعبية، ولعل الشعر النبطي من أهم سمات الهوية السيناوية، حيث يعبّر الشعراء عن الحب والوطن والحكمة بلغة صادقة وموسيقى تلامس الوجدان، كما تشتهر سيناء بالرقصات البدوية، مثل الدحية التي تتطلب تناغمًا جماعيًا يعكس روح القبيلة ووحدة أفرادها.
كذلك تُعد سيناء بوتقة تنصهر فيها ثقافات متعددة، بحكم موقعها الذي جعلها معبرًا للتجارة والحضارات، هذه الميزة انعكست على عادات سكانها وتقاليدهم وملابسهم وموسيقاهم، لتشكل لوحة ثقافية فريدة.
حتى المطبخ السيناوي يحمل طابعه الخاص؛ من الخبز المصنوع على الصاج إلى وجبات تعتمد على أعشاب الجبل، وكل طبق يحمل نكهة تاريخٍ لا يتكرر.
سيناء التي تستحق الضوء
بعد تتويجها عاصمة للثقافة المصرية 2026، تقف شمال سيناء على أعتاب مرحلة جديدة تفتح فيها أبوابها للعالم لتروي قصتها، فكل موقع فيها هو فصل من كتاب، وكل حرف تراثي هو سطر من ذاكرة، وكل أغنية بدوية هي صفحة من روحٍ لا تنطفئ، شمال سيناء ليست مجرد جغرافيا؛ إنها هوية متدفقة، وكنز تراثي، ومساحة نقية لحوار بين الماضي والحاضر.