شبكة اخبار العراق:
2025-10-15@11:30:44 GMT

يحدث في العراق

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

يحدث في العراق

آخر تحديث: 14 ماي 2024 - 9:28 صبقلم:سمير داود حنوش المراقب لردود الأفعال المجتمعية للعراقيين حول حوادث كبُرت أو صغرت، سياسية كانت أم اجتماعية أم حتى اقتصادية، يرصد حالة واضحة من عدم المبالاة، بل اعتبار تلك الحوادث من الهوامش التي لا تستفز المجتمع أو تدق في مخيلته أي ناقوس لخطر قادم.استقبل العراقيون في الأيام القليلة الماضية حادثتين؛ كانت الأولى إلقاء القبض على أم مدمنة حاولت بيع رضيعتها مقابل حفنة من المخدرات، حيث لم يأخذ هذا الخبر حيزا من تفكير العراقيين بالرغم من أنه يحمل معنى كبيرا في الانهيار المجتمعي والتفكك الأسري الذي وصل إليه العراق في ظل حكومات الإسلام السياسي وتفشي ثقافة الإدمان على المخدرات في بلد كان مجرد النطق بهذه الكلمة يعاقب ناطقها بأشد العقوبات، بعد أن تحول العراق من معبر للمخدرات إلى مُستهلك في العقدين الأخيرين.

أما الحادثة الثانية التي اشتعلت بها مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام في قضاء شط العرب بالبصرة جنوب العراق فتمثلت في “إعدام جماعي” قام به أب لعائلته البالغ عدد أفرادها 12 شخصا من ضمنهم رضيعة، ومن ثم الإقدام على الانتحار بواسطة الكلاشنكوف التي قتل بها أسرته، في صور بشعة تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي لجثث مرمية على الأرض تغطيها الدماء، ويقال إن الإعدام كان بسبب خسائر مادية تعرض لها رب العائلة. وما بين تلك الجرائم كان الحدث الذي لا ينتهي الجدال حوله عن إزالة تمثال الخليفة أبي جعفر المنصور الجاثم في إحدى ساحات منطقة المنصور في العاصمة بغداد، ومطالبات بين داعم للإزالة وبين من يرى في ذلك عزفًا على أوتار الطائفية التي يلجأ إليها البعض حين تعصف بالطبقة الحاكمة أزمة سياسية.مواقف وجرائم تتباين في أعدادها وتتركز في مناسبات تخفي في الظاهر الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الجرائم، لكن في العمق المختفي تكمن حقائق وأمور قد تغيب عن أذهان البسطاء من العامة، حتى راح المؤكد من الرأي إلى القول إنها أفعال يُراد منها إشغال الشارع العراقي عما يجري في دهاليز السياسة ومخططات يُراد تمريرها بسلاسة وسهولة دون أي معوقات من رفض أو استنكار شعبي لتلك القرارات. ولأن خلف تلك الكواليس أسرارًا قد تؤثر في القرار الأمني والسياسي ستظل تلك الجرائم تقيد ضد مجهول.وبالرغم من محاولات حكومة محمد شياع السوداني رسم صورة وردية من الاستقرار والطمأنينة لترويج الاستثمار الأجنبي وجلبه إلى العراق، إلا أن تلك الجرائم ربما تصنع ثقوباً سوداء في رداء بيئة الاستثمار العراقية، وتجعل من الشركات العاملة في العراق تتخوف من مستقبلها المجهول في هذا البلد، وربما تفرز فرضية تقول إن هناك من يريد التشويش على هذه الحكومة وجرها إلى منزلق الفوضى والإرباك لخلق حالة من عدم الاستقرار وتفويت الفرصة على السوداني للترشّح إلى ولاية ثانية، وتمثل إحراجاً لحكومته في دفع البلاد نحو الانفتاح والتنمية وتعزيز السلم الأهلي الضروري للبدء بحركة البناء والإعمار. كل هذه المراحل من جرائم القتل وقصص المخدرات والاغتيالات السياسية لا تحتاج سوى محترفين في نبش الملفات واختيار اللحظات المناسبة، وما عليهم سوى تعلم تكتيكات الفعل وردّة الفعل في الوقت المناسب.ما يحدث في العراق اليوم محزن ومقلق لبلد كان يتمتع بتماسك الروابط الأسرية وينبذ الطائفية حين كانت الطوائف تنصهر فيما بينها بالتزاوج والعلاقات العائلية والجيرة، لكنه التخريب الذي طال الشخصية العراقية وصل إلى الذات، ولهذا دائما ما يردد الحكماء مقولة “إن التخريب إذا طال الأبنية والمعدات من الممكن إصلاحها أو ترميمها، لكن من يُصلح الإنسان إذا أصابه الخراب”، وذلك ما يحدث في العراق.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

الانهيار الاجتماعي في مناطق سيطرة الحوثيين يتسع بتوحش: أب يقتل ثلاثة من أطفاله ويصيب الرابعة

 

استفاقت محافظة ريمة، غرب اليمن، صباح اليوم الأحد، على جريمة أسرية هزّت وجدان السكان، بعدما أقدم مواطن على إطلاق النار على أطفاله الأربعة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة الرابعة بجروح خطيرة.

وبحسب مصادر محلية، فإن الجاني يُدعى علي قاسم أحمد الثومي، من أبناء عزلة الجون بمديرية مزهر، وقد أطلق النار على أطفاله داخل منزله، ما أدى إلى مقتل فارس ويوسف ورجاء، فيما نُقلت ابنته منى إلى المستشفى وهي في حالة حرجة. ولم تُعرف بعد دوافع الجريمة، وسط حالة من الذهول والغضب الشعبي.

وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة متصاعدة من الجرائم الأسرية التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، حيث تشير تقارير حقوقية إلى تسجيل 123 جريمة قتل و46 إصابة بين الأقارب خلال النصف الأول من العام الجاري فقط. وتُظهر البيانات أن معظم هذه الجرائم ارتُكبت على يد عناصر حوثية أو أشخاص تأثروا بأفكار الجماعة العنيفة، في ظل تفكك مؤسسات الدولة وتدهور الأوضاع النفسية والمعيشية للسكان.

وتثير هذه الجرائم تساؤلات مقلقة حول الانهيار الاجتماعي في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تغيب الرقابة القانونية، وتنتشر ثقافة العنف، وتُهمّش آليات الحماية الأسرية، ما يجعل الأطفال والنساء في مقدمة الضحايا.

 

مقالات مشابهة

  • الرئاسة الفلسطينية: الإعدامات الميدانية في غزة جرائم بشعة
  • الرئاسة الفلسطينية: ندين تنفيذ حماس عمليات إعدام ميدانية في غزة
  • وقفات حاشدة لقبائل تعز تندد بجريمة إعدام الشهيد العفيري على يد مليشيات الإصلاح
  • “الإعلام الحكومي”: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 255 بعد استشهاد الجعفراوي
  • إيران تشدد على ضرورة وقف الجرائم وإنهاء حصار غزة وتقديم المساعدات
  • الاتحاد الأوروبي يعتمد قراراً بشأن الجرائم الإلكترونية
  • انتفاضة شعبية في تعز ضد الفوضى الأمنية واتساع رقعة الجرائم وانتشار العصابات
  • الانهيار الاجتماعي في مناطق سيطرة الحوثيين يتسع بتوحش: أب يقتل ثلاثة من أطفاله ويصيب الرابعة
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الشوفان
  • ما المطلوب لتسريع ملاحقة الاحتلال على جرائم الإبادة في غزة؟