«أوبن إيه آي» تفكك فريقا مخصصا للتخفيف من مخاطر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
كشفت شركة (OpenAI) مطورة برنامج «شات جي بي تي»، أمس الجمعة، عن حل فريقها المخصص للتخفيف من المخاطر طويلة المدى للذكاء الاصطناعي الفائق الذكاء، وذلك بعد عام واحد فقط من إعلان الشركة عن تشكيل هذا الفريق.
وبدأت «أوبن إيه آي» منذ أسابيع في حل ما يُسمى بمجموعة «superalignment» (مجموعة المحاذاة الفائقة)، ودمج الأعضاء في مشاريع وأبحاث أخرى، مما يثير الكثير من الأسئلة حول الأمر، كما أنه يثير المخاوف من أن تكون شركات التكنولوجيا الكبرى قد قررت تجاهل المخاطر التي تواجهها البشرية بسبب هذه التقنيات المجنونة.
ومن المعلوم أن شركة «أوبن إيه آي» شريك مع شركة «مايكروسوفت» العملاقة، وكلاهما يتجهان إلى تطوير أدوات عاملة بالذكاء الاصطناعي، وذلك على الرغم من تحذيرات كبيرة من مخاطر هذه التكنولوجيا وما إذا كان من المحتمل أن تتمرد على البشر يوماً ما.
وروت شبكة «CNBC» الأميركية في تقرير لها عن مصدر مطلع في شركة «أوبن إيه آي» تأكيده حل الفريق الخاص بدراسة مخاطر الذكاء الاصطناعي، حيث قال المصدر إنه سيتم إعادة تعيين بعض أعضاء الفريق في عدة فرق أخرى داخل الشركة.
وتأتي هذه الأخبار بعد أيام من إعلان قائدي الفريق إيليا سوتسكيفر وجان ليك، عن مغادرتهما الشركة الناشئة المدعومة من «مايكروسوفت»، حيث كتب ليك يوم الجمعة أن «ثقافة وعمليات السلامة في أوبن إيه آي قد تراجعت عن المنتجات اللامعة».
هدف الفريق المختص قبل حلهوقد ركز الفريق الخاص بدراسة المخاطر، والذي تم الإعلان عن تشكيله العام الماضي، على «الاكتشافات العلمية والتقنية لتوجيه أنظمة الذكاء الاصطناعي والتحكم فيها بشكل أكثر ذكاءً من البشر». وفي ذلك الوقت، قالت الشركة إنها ستخصص 20% من قدرتها الحاسوبية للمبادرة على مدى أربع سنوات.
ولم تقدم (OpenAI) أي تعليق على المعلومات بشأن حل الفريق المتخصص بالمخاطر، واكتفت الشركة بالاشارة إلى تدوينة نشرها رئيسها التنفيذي سام ألتمان وقال فيها إنه «حزين لرؤية زميله ليك يغادر، فيما الشركة لديها المزيد من العمل للقيام به».
وأعلن كل من سوتسكيفر وليك يوم الثلاثاء الماضي عن مغادرتهما للشركة من خلال تدوينات لهما على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، وذلك بفارق ساعات، ولكن يوم الجمعة شارك ليك المزيد من التفاصيل حول سبب تركه للشركة الناشئة.
وقال ليك: «انضممتُ لأنني اعتقدت أن أوبن إيه آي سيكون أفضل مكان في العالم لإجراء هذا البحث، ومع ذلك كنتُ أختلف مع إدارة الشركة حول الأولويات الأساسية، حتى وصلنا أخيراً إلى نقطة الانهيار».
وأضاف أنه يعتقد أن الكثير من النطاق الترددي للشركة يجب أن يركز على الأمن والمراقبة والتأهب والسلامة والتأثير المجتمعي.
وكتب: «من الصعب جداً حل هذه المشكلات بشكل صحيح، وأنا قلق من أننا لسنا على المسار الصحيح للوصول إلى هناك».
وتابع: «على مدى الأشهر القليلة الماضية، كان فريقي يبحر ضد الريح. وفي بعض الأحيان كنا نكافح من أجل موارد الحوسبة وكان إنجاز هذا البحث المهم يزداد صعوبة».
وذكر: «إن بناء آلات أكثر ذكاءً من الإنسان هو مسعى خطير بطبيعته.. تتحمل شركة Open AI مسؤولية هائلة نيابة عن البشرية جمعاء. ولكن على مدى السنوات الماضية، تراجعت ثقافة السلامة وعملياتها في المنتجات اللامعة».
من جهتها أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية ووسائل إعلام أخرى أن سوتسكيفر ركز خلال عمله في «أوبن إيه آي» على ضمان أن الذكاء الاصطناعي لن يؤذي البشر، في حين كان آخرون، أكثر حرصاً على المضي قدماً في تقديم التكنولوجيا الجديدة.
أزمة في الإدارة العليا بالشركةوتأتي هذه التطورات بعد شهور من أزمة في الإدارة العليا بالشركة، حيث تمت إقالة الرئيس التنفيذي سام ألتمان من منصبه في نوفمبر من العام الماضي، وأدت الإطاحة بألتمان إلى استقالات أو تهديدات بالاستقالات، بما في ذلك رسالة مفتوحة موقعة من جميع موظفي الشركة تقريباً، وضجة من المستثمرين، بما في ذلك «مايكروسوفت». وفي غضون أسبوع، عاد ألتمان إلى الشركة، وخرج أعضاء مجلس الإدارة هيلين تونر، وتاشا ماكولي، وإيليا سوتسكيفر، الذين صوتوا لإقالة ألتمان.
اقرأ أيضاًوزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك تعزيز التعاون في الذكاء الاصطناعي والتعهيد
وزير الصناعة الإماراتي: تسخير الذكاء الاصطناعي يتيح فرصا مهمة لبناء شراكات متنوعة في مجال الطاقة
ضمن مشروعات تخرج إعلام القاهرة.. «بيننا» أول مدونة عن الذكاء الاصطناعي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذكاء الإصطناعي تطبيقات الذكاء الاصطناعي ذكاء اصطناعي مخاطر مخاطر الذكاء الاصطناعي أضرار الذكاء الاصطناعي أوبن إيه آي الذكاء الخارق شركة OpenAI الذکاء الاصطناعی أوبن إیه آی
إقرأ أيضاً:
مؤتمر "آبل" للمطورين: تأخّر تقني وضغوط تنظيمية في سباق الذكاء الاصطناعي
تواجه "آبل" تحديات تقنية وتنظيمية متزايدة مع انطلاق مؤتمرها السنوي للمطورين، وسط تأخر إطلاق ميزات ذكاء اصطناعي كانت قد وعدت بها، وضغوط قضائية تهدد احتكارها لمتجر التطبيقات، وتراجع حاد في أسهمها. اعلان
تواجه شركة "آبل" مجموعة غير مسبوقة من التحديات التقنية والتنظيمية، تزامناً مع استعداد عدد من كبار مسؤوليها للصعود إلى المنصة في مؤتمرها السنوي للمطورين، الذي ينطلق الإثنين.
فعلى الصعيد التقني، تأخرت العديد من ميزات الذكاء الاصطناعي التي وعدت بها الشركة في نسخة العام الماضي من المؤتمر حتى عام 2026، في وقت تسرّع فيه شركات منافسة كـ"غوغل" و"مايكروسوفت" وتيرة طرح ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لاستقطاب المطورين، بما في ذلك تحسينات كبيرة على المساعدات الصوتية، وهو مجال كانت "آبل" تأمل أن تحدث فيه نقلة نوعية عبر "سيري".
أما على الصعيد التنظيمي، فتواجه الشركة ضغوطاً قانونية في الولايات المتحدة وأوروبا قد تؤدي إلى تفكيك الاحتكار المربح لمتجر التطبيقات الخاص بها، حيث بدأت حتى بعض الجهات التي كانت داعمة للشركة بالتشكيك في شرعية الرسوم التي تفرضها على المطورين.
وتتزامن هذه التحديات مع تهديدات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على هواتف "آيفون" التي تُعد من أبرز منتجات الشركة مبيعاً. وقد تراجعت أسهم "آبل" بأكثر من 40% منذ بداية العام، في انخفاض يتجاوز ما شهدته أسهم "غوغل"، ويبتعد كثيراً عن المكاسب التي حققتها "مايكروسوفت" بدفع من تقنياتها في الذكاء الاصطناعي.
Relatedأمل يتجدد.. سماعات الآذن من آبل.. ما دورها في تغيير حياة ضعاف السمع نحو الأفضل؟الاتحاد الأوروبي يغرّم آبل وميتا 700 مليون يورو لانتهاكهما القواعد الرقمية للتكتّلفي ضربة للصين... "آبل" تخطط لنقل تجميع "آيفون" إلى الهندورغم إطلاق "آبل" بعض الأدوات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي، مثل أدوات الكتابة وتوليد الصور، إلا أن الشركة لا تزال تعتمد على شركاء مثل "أوبن إيه آي"، مبتكرة "تشات جي بي تي"، في جزء كبير من هذه الابتكارات. وقد أفادت تقارير بأن الشركة قد تتيح هذا العام نماذجها الخاصة للذكاء الاصطناعي أمام المطورين.
لكن المحللين يستبعدون أن تكون لدى "آبل" في الوقت الراهن ما يعرف بـ"النموذج متعدد الوسائط"، أي الذي يستطيع فهم الصور والصوت واللغة بشكل متكامل، وهو نوع من النماذج قد يكون أساسياً لتطوير نظارات ذكية كتلك التي تحقق رواجاً متصاعداً مع شركة "ميتا". وكانت "غوغل" قد أعلنت مؤخراً نيتها العودة إلى هذا القطاع عبر شراكات جديدة.
وتتميز هذه النظارات الذكية بأنها أخف وزناً وأقل تكلفة من جهاز "Vision Pro" الذي تطوّره "آبل"، ما يمنح المنافسين ميزة واضحة في نشر تقنياتهم الذكية في سوق الأجهزة. وتُباع نظارات "راي بان" الذكية من "ميتا" بأقل من 400 دولار، مقارنة بسعر "فيجن برو" البالغ 3500 دولار.
ويرى المحللون أن "آبل" بحاجة للرد على هذا التحدي، لكنهم لا يتوقعون أن تقوم بذلك خلال المؤتمر الحالي. ويقول بن بجارين، المدير التنفيذي لشركة "كرييتيف ستراتيجيس"، إن "آبل ليست في موقع يمكنها من توفير جهاز يكمل تجربة الهاتف الذكي من خلال تفاعله البصري واللغوي المباشر مع العالم المحيط بالمستخدم".
ورغم ذلك، فإن منافسي "آبل" لم يحسموا السباق في هذا المجال بعد، إذ لا تزال نظارات "ميتا" تفتقر لبعض الميزات الأساسية، بينما لم تطلق "غوغل" نموذج "جيميني" الخاص بها في منتج تجاري بعد، وفقاً لما قاله أنشيل ساج، المحلل الرئيسي في شركة "مور إنسايتس آند ستراتيجي".
من جانبه، أشار بوب أودونيل، الرئيس التنفيذي لشركة "تيكناليسيس ريسيرش"، إلى أن النظارات الذكية لا تزال بعيدة عن تحقيق قبول واسع، وأن عدم امتلاك "آبل" لنماذجها الخاصة من الذكاء الاصطناعي قد لا يُشكل تهديداً كبيراً، طالما أن بإمكانها التعاون مع شركات مثل "غوغل" أو "أوبن إيه آي" أو حتى شركات ناشئة مثل "بيربليكسيتي".
ويضيف أودونيل أن الذكاء الاصطناعي لم يتحول بعد إلى عامل حاسم في قرارات المستهلكين المتعلقة بشراء الأجهزة، قائلاً: "قد يكون من المقبول أن تتأخر آبل، لأن غالبية المستخدمين، باستثناء الفئة المتقدمة تقنياً، لا يعيرون ذلك اهتماماً كبيراً".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة