عمرو دوارة: فتحية العسال ابنة الحارة الشعبية وصاحبة الأعمال الإنسانية
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الناقد والمؤرخ د. عمرو دوارة أن الكاتبة الكبيرة فتحية العسال تميزت كتاباتها بالإنسانية الشديدة، وقدرتها على دخول كل البيوت بسهولة، فهي ابنة الحارة الشعبية الأصيلة، التي عرفها وأحبها الجميع.
وأشار خلال اللقاء الذى عقده مهرجان ايزيس الدولي لمسرح المرأة لتكريمها في دورته الثانية، إلى أنها تأثرت بعدة شخصيات في حياتها ساعدت في تشكيل وعيها بداية من شقيقتها الكبرى القاصة نجيبة العسال، وزوجها الأديب عبد الله الطوخي، وسعت لكى يكون لها كيانها الخاص وصوتها الحر، مؤكدا أن فتحية العسال ارتبطت بالشارع المصري وبكل الطبقات الاجتماعية ودفعت الثمن غاليا لدفاعها الدائم عن الحرية والحق، سواء هي أو صديقاتها ورفيقات الدرب مثل لطيفة الزيات وفريدة النقاش.
وأضاف دوارة أن العسال قدمت للمسرح عدد من المسرحيات المهمة التي ناقشت المشاكل الاجتماعية بعمق وتناولت قضايا المرأة وعلى رأسها مسرحية "سجن النساء" التي كتبتها بعد تجربتها في السجن وعرضت على خشبة المسرح القومي في التسعينيات من بطولة ماجدة الخطيب وسوسن بدر وصفاء الطوخي، وعبير لطفى، و"نساء بلا أقنعة" بطولة إلهام شاهين ود. نجاة علي، وجليلة محمود، وكذلك "ليلة الحناء" التي قدمتها الفنان سميحة أيوب من إخراجها، بالإضافة إلى "البين بين" و"لام ألف همزة"، وغيرها.
وأكد أن فتحية العسال كان لها دورًا مجتمعيًا كبيرًا جدا، وارتبطت بهموم وأمال البسطاء وقدمتها بصورة بليغة وبسيطة في كتاباتها وأعمالها، تخاطب بها رجل الشارع البسيط.
وقالت الممثلة والمخرجة عبير لطفي رئيسة مهرجان إيزيس أن فتحية العسال هي أمها الروحية، وكانت معروفة بين كل أحبائها "بماما توحة" لسعة صدرها واستقبالها لكل الناس من كل الطبقات ودفاعها عن الجميع، مشيرة إلى أن مسلسلها "رمانة الميزان" كان خير مثال على دفاعها عن التنوير والحرية.
وأكدت أن صدقها كان أهم ما يميزها فهي من الشخصيات النادرة التي لم تتناقض أفعالها مع كلماتها أبدا، كانت تشارك في التظاهرات بقلب صادق وإصرار عجيب حتى أثناء مرضها، مشيرة إلى أنها تعرفت عليها لأول مرة أثناء مشاركتها في المسرح الجامعي، حيث كان فريق التمثيل يخشى آراء النقاد، لكن الخوف من فتحية العسال كان مختلفا لأنه خوف من صدقها ورأيها الصريح.
وأضافت: “فتحية العسال شبه ”طشة الملوخية" التى تختص بها مصر دونا عن أي مكان في العالم، فهى تشبه روحنا ودمنا، أسعدني الحظ أن أعيش في كنفها، وأتعلم منها، هذه السيدة تمسكت بالحياة حتى آخر لحظة".
وأشارت الناقدة د.مايسة زكي إلى أن فتحية العسال قدمت أعمالا تأسيسية عن المرأة والمجتمع، منها "هي والمستحيل" على سبيل المثال أسس من خلال الدراما لفكرة تعليم المرأة، ولم يقف عند هذا الحد وإنما لفكرة تفعيل إرادتها وامتلاكها لكامل ارادتها، وأسست في أعمالها أيضًا لبناء العلاقات السوية في المجتمع في أعمال مثل "حتى لا يختنق الحب" وتناولت المشاكل التي من الممكن أن تعيق مستقبل المرأة، مؤكدة أن مسرحية "سجن النساء" عندما عرضت في منتصف التسعينيات ظلمت وتم وقفها بعد فترة قصيرة وهو ما يؤكد وجود أشخاص مناهضين للفكر التقدمي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عمرو دوارة مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة سجن النساء إلى أن
إقرأ أيضاً:
تريند البنات: هل المزيكا الشعبية أصبحت ضيفًا دائمًا في السهرات الراقية؟
في الوقت الذي تشهد فيه الموسيقى تحولات سريعة تتجاوز التصنيفات التقليدية، لفت تريند جديد انتباه المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظهرت موجة من الفيديوهات لبنات من خلفيات اجتماعية راقية وهنّ يتفاعلن مع الأغاني الشعبية والمهرجانات في مناسبات وسهرات خاصة.
هذا المزج غير المتوقع بين طابع الأغاني الشعبية والأجواء الراقية فتح بابًا واسعًا للنقاش: هل أصبح الفن الشعبي حاضرًا في كل الفئات؟ وهل غيّرت الأجيال الجديدة مفهوم "الرقي" الفني؟
من أفراح الحارة إلى ساحات الطبقة المخملية
لم تعد المهرجانات الشعبية حكرًا على مناطق بعينها أو فئات محددة، بل أصبحت حاضرة في مناسبات اجتماعية راقية، من حفلات التخرج إلى أعياد الميلاد الخاصة، بل وحتى في حفلات الزفاف التي تُقام في الفنادق الكبرى. وتداول الجمهور على "تيك توك" و"إنستغرام" مقاطع لبنات من طبقات راقية يتفاعلن مع الأغاني الشعبية بحماس وبهجة، ما أثار انبهار البعض، واستغراب آخرين.
هل تغيرت نظرة المجتمع للموسيقى الشعبية؟
يرى بعض المتخصصين أن هذا التحول طبيعي، ويعكس تطور الذوق العام في المجتمع، حيث باتت الموسيقى وسيلة للتعبير الشخصي بعيدًا عن التصنيف الطبقي.
وفي هذا السياق، تقول الدكتورة سارة الحديدي، المتخصصة في علم الاجتماع:
"الفن الشعبي يحمل قدرًا كبيرًا من الطاقة والعفوية، وهو ما يبحث عنه الجيل الحالي الذي يميل إلى كل ما هو حيوي وتلقائي، حتى وإن كان بسيطًا في مضمونه."
الفتيات في صدارة المشهد
اللافت في هذا التريند أن الفتيات كُنّ في طليعة من ساهم في انتشاره، حيث بدأن في دمج الموسيقى الشعبية مع ذوقهن الخاص، سواء من خلال طريقة التقديم أو تنسيق الأزياء أو أجواء الاحتفال نفسها.
وتقول نادين، إحدى الفتيات المشاركات في التريند:
"المزيكا الشعبية مش معناها خروج عن الذوق.. أنا بسمعها في العربية وفي الجيم، وساعات في البيت وأنا بلعب مع أختي الصغيرة. هي ببساطة موسيقى بتخليني أفرح."
بين الرفض والقبول
كالعادة، انقسمت آراء رواد مواقع التواصل بين مؤيد ومعارض. البعض اعتبر الأمر تعبيرًا عن حرية الذوق والانفتاح على أنماط مختلفة من الموسيقى، بينما رأى آخرون أن هناك تراجعًا في معايير الاختيار الموسيقي، وأن "الرقي" لا يجب أن يُختصر فقط في المكان أو الشكل، بل في نوع المحتوى المُقدَّم.
ختامًا
يبقى السؤال مطروحًا: هل بالفعل أصبحت المهرجانات الشعبية جزءًا من الطابع العام للمناسبات الراقية؟ أم أن ما نشهده هو مجرد موجة مؤقتة سرعان ما ستتراجع أمام أنماط موسيقية أخرى؟
الإجابة في يد الجمهور، وتحديدًا الجيل الجديد، الذي يُعيد اليوم تشكيل الذوق العام، ويؤكد أن الموسيقى الشعبية لم تعد مجرد "تريند"، بل أصبحت لونًا فنيًا له جمهوره في كل مكان.