التطوع لتعليم الغير غايتها، حب الفن يجري في عروقها، ورغم وجود عقبات كثيرة، كادت أن تبعدها عن الفن، فإنها رفعت راية انتصارها من خلال مبادرة «علمني»، سحر عز العرب المغربي في الخمسينيات من عمرها، وكبير معلمي اللغة الفرنسية بمدرسة السيدة زينب في المحلة الكبرى، ورغم طبيعة عملها الشاقة، لكن من المستحيل أن يمنعها عن الفن.

 

«كان نفسي أدخل فنون جميلة»، كان هذا حلمها منذ أن تأثرت بوالدتها، التي كانت تبدع في الأشغال اليدوية أيضا، لكن رفض والدها بسبب بعد مكان الكلية، لتلتحق بكلية أخرى ثم تتزوج برفيق رحلتها، الذي كان سببا بشكل غير مباشر في عودة روحها إلى جسدها، حين سافرت معه بلجيكا لمناقشة الدكتوراه: «كانت فرصة حلوة إني أدرس فنون جميلة». 

التنقل بسبب عملها لم يعطلها 

استغلت «سحر» الفرصة، وأخذت تتعلم وتدرس في المجال، الذي سيصطحبها إلى منصات التكريم فيما بعد، وبعد فترة من الدراسة، أعلنت نفسها كفنانة بعد أن أقامت أول معرض فني لأعمالها، ورغم تنقلها بين الدول بسبب ظروف عملها، إلا أن هذا الأمر لم يكن عقبة أمام فنها «أول ما أنزل مصر أدور على أتيليه وأعرض شغلي».

وبعد أن أصبحت خبيرة في هذا المجال، كان يروادها الشعور بالمسئولية تجاه كل من حولها قائلة «أنا لازم أعلم الناس»، كان هذا هو الدافع الذي يحركها، تطرق الأبواب دون حرج على الجمعيات الخيرية ودور الأيتام، وتطلب منهم منحها الفرصة لتعليم الأطفال المتواجدين، السعادة التي تغمر قلبها، حين يتعلم أي طفل منها طبيعة هذا الفن لا توصف «ببقى فرحانة أوي لأنها حاجة هتنفعه في المستقبل».

سحر تعلم البنات الأشغال اليدوية 

لم تخجل «سحر» من طرقها الأبواب، وهي قاصدة الخير، الذي يتجسد في الصورة الفنية الجميلة، التي تبدع في رسمها مع الأطفال، من خلال تأسيسها لمبادرة «علمني»، تتلمذ تحت أيديها عدد كبير من الصغار، الذين شقوا طريقهم ويكتسبون الأموال بفضل فنها «كذا بنت اتعلمت وبقوا عاملين شغل لوحدهم». 

سنوات من التطوع والعمل بكل حب، كان يجب أن تلقى التقدير الذي تستحقه، رغم أنها لا تنتظر أي  كلمة شكر، لكن يبدو أن المدح يجري وراءها، حصلت على جائزة الأم المثالية من نقابة الاسنان المنصورة 2024، تتعامل «سحر» مع الفن، على أنه الصدقة الجارية في حياتها، تملك الفن والتطوع لتعليم الغير من مشعارها وأحاسيسها حتى أصبح أسلوب حياتها «اللي بعمله ده هيبقى صدقة جارية ليا لما أمشي».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مشغولات يدوية فنون جميلة الأم المثالية الفن

إقرأ أيضاً:

معهد السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية يختتم الدورة الـ 56

احتفل معهد السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بختام الدورة السادسة والخمسين، وذلك تحت رعاية الدكتورة أمينة بنت عبدالله البلوشية، مستشارة البحوث والدراسات بوزارة التراث والسياحة.

بدأ الحفل بكلمة للأستاذ عثمان بن موسى السعدي، مساعد مدير المعهد للبرامج التعليمية أكد فيها على رسالة المعهد في نشر اللغة العربية وتعزيز مكانته بوصفه مصدر إشعاع معرفي وجسرا للتواصل الثقافي بين شعوب العالم، كما ثمّن جهود الأساتذة والموظفين والمشرفين وكل الداعمين للبرامج والفعاليات التي يقدمها المعهد.

وعبّر الطالب محمود من جمهورية أوزبكستان في كلمته التي ألقاها نيابة عن زملائه، عن امتنانه لإدارة المعهد على هذه التجربة التعليمية الفريدة، التي جمعت بين تعلم اللغة العربية والانغماس في الثقافة العُمانية.

كما قدمت الطالبة إيمليا من جمهورية ليتوانيا عرضًا شفويًا بعنوان (الاكتئاب الموسمي)، نال إعجاب الحضور، وتفاعلوا مع مضامينه.

كما تخلل الحفل مجموعة من الأفلام المرئية، من بينها فيلم كلمة (عربية قريبة من قلبي) الذي عبّر فيه الطلبة عن أقرب الكلمات العربية إلى وجدانهم، وفيلم نصائح من معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، المتضمن مجموعة من الرسائل التوجيهية من المعلمين.

وفي ختام الحفل، قامت راعية المناسبة بتسليم شهادات اجتياز الدورة إلى جانب شهادات الشكر المقدّمة للشركاء اللغويين تقديرًا لدورهم في إنجاح تجربة التعلم الثقافي واللغوي.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة تطبيق سند تطلق مبادرة لإغاثة المتضررين من عاصفة الإسكندرية
  • الإتحاد : مصيلحي يرفض التراجع عن الاستقالة بسبب الشتائم التي تعرض لها
  • «كانت بتحب تبسط الناس».. ابنة رجاء الجداوي تكشف تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة والدتها
  • شرطة دبي تطلق مبادرة رياضية لـ«ذوي متلازمة داون»
  • معهد السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية يختتم الدورة الـ 56
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • مبرة الملك حسين تطلق مبادرة لزراعة الأشجار بمنطقة النعيمة
  • "مؤسسة تطبيق سند" تطلق مبادرة لجمع 500 ألف جنيه لإغاثة المتضررين من عاصفة الإسكندرية
  • توفر الرؤوس المحسنة.. الزراعة تطلق مبادرة لدعم صغار المربين
  • ⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء