في ظل التطور التكنولوجي السريع وانتشار الإنترنت، شهدت صناعة السياحة والسفر تحولًا جذريًا في كيفية تقديم الخدمات وحجز الرحلات، وأصبح المستهلكون قادرين على الولوج إلى خيارات واسعة من العروض السياحية وحجز تذاكر الطيران والفنادق بنقرة زر، مما أثر بشكل كبير على مكاتب السفر التقليدية.

أجرت «جريدة عُمان» استطلاعا صحفيا شمل عددًا من مكاتب السفر والسياحة، وأشاروا إلى أن مواقع الحجوزات الإلكترونية وصنّاع المحتوى السياحي يمكن أن يؤثروا سلبًا على أعمالهم، إذا لم يتمكنوا من مواكبة التطورات التقنية، ومن بين الإجراءات التي اتخذتها المكاتب لمواجهة هذا التحدي إنشاء مواقع إلكترونية متطورة وتقديم خدمات مخصصة للزبائن عبر الإنترنت، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لعروضهم.

موضحين أهمية السياحة المستدامة والتي تأتي في مقدمة الاتجاهات الحديثة في السفر والسياحة، مما يمكّن الشركات من تحقيق تميُّز في السوق من خلال التخصص في عرض المنتجات مثل التركيز على نوع واحد من السياحة، كما أنها تستطيع الاستجابة لاحتياجات وتوقعات السائحين من خلال فهم تفضيلاتهم وسلوكياتهم وتقديم تجارب فريدة ومتنوعة.

التكنولوجيا محرّك خدمات السفر

قالت إيمان الرحبية مديرة في «شركة هلا تور للسفر والسياحة»: أصبحت التكنولوجيا تقوم بدور مهم في عرض خدمات السفر أو ما بعد السفر للمستفيد مثل حجوزات التذاكر والفنادق وحجوزات السيارات وغيرها. وأصبح الفرد يستسهل الخدمات الإلكترونية في الحجوزات لما يتضح له أقل سعرًا وأقل جهدًا، ولكن هناك عدة سلبيات الأغلب لم يفهمها ولا يمكنه التعامل معها وهي أن بعض المواقع الإلكترونية تعرض تذاكر غير مرنة ولا يستطيع المستفيد التواصل مع مزود الخدمة لتغيير مواعيد الرحلة أو عند إلغاء الحجوزات أو الاسترداد. وتابعت حديثها: صناع المحتوى السياحي لهم تأثير كبير على مكاتب السفر والسياحة لما يتم عرضه عن الدول السياحية والمناطق الأكثر انتشارا، وبذلك يساعد صناع المحتوى السياحي مكاتب السفر والسياحة في معرفة توجهات الأفراد والمناطق السياحية ويقدم المكتب عروضا خاصة لتلك الوجهات السياحية.

وأوضحت الرحبية أنه في ظل الثورة التقنية الهائلة والمتسارعة التي يشهدها العالم، وتوجه الأفراد للحجوزات الإلكترونية أطلقت الشركة منصة باسم «مزن» تحت إدارة مكتب سفر وسياحة يضم عددًا من الخدمات من ضمنها حجوزات التذاكر والجداول السياحية التي يستطيع المستفيد من خلالها التواصل والاستفسار عن الأسعار بصورة سريعة وبأسعار مميزة، وموضحة أن الشركة تسعى حاليا إلى تحويل المنصة لتطبيق يمكّن المستفيد من حجز التذاكر وشراء الجداول السياحية بنفسه مع وجود كوادر بشرية لتقديم المساعدة للمستفيدين والزبائن، وتتميز المنصة بالمرونة في الحجوزات وخدمة الرد والتواصل عند الاستفسارات.

وفي السياق ذاته، قال نوفل اللواتي مؤسس شركة «ماي تور للسياحة»: إن التطور الهائل الذي أحدثته التقنية والتكنولوجيا في العصر الحالي لم تؤثر على عمل المكتب فقط بل أحدثت نقلة نوعية في عمل الشركة، إذ أن جميع أعمال الشركة تتم عن طريق الموقع الإلكتروني والمكتب فقط للأعمال المكتبية التي تتطلب مستندات رسمية كتابية.

الدفع الإلكتروني

وأوضح اللواتي أن الأعمال السياحية تتطلب مواكبة التطور التقني في جميع الخدمات السياحية التي يطلبها السائح، حيث تقوم شركته من خلال الموقع الإلكتروني بتوفير جميع الخدمات السياحية إضافة إلى توفير خاصية الدفع الإلكتروني بالتعاون مع بنك مسقط وتفعيل حساب للشركة على الإنستجرام يحتوي على مقاطع فيديو وصور مبسطة عن المواقع السياحية والخدمات التي تقدمها الشركة حتى يتسنى للسائح معرفة كافة التفاصيل بصورة

سهلة ومبسطة

وأشار مؤسس «شركة ماي تور» إلى أن الموقع الإلكتروني يختصر الوقت للسائح، حيث يمكنه أن ينهي جميع خدماته في مدة زمنية قصيرة تتراوح بين 3 و5 دقائق، مشيرا إلى أن الموقع الإلكتروني وفّر عليه التكاليف في فواتير الكهرباء والماء ودفع رواتب الموظفين، حيث إن جميع الأعمال السياحية لشركته أصبحت تدار عن طريق الهاتف النقال وجهاز الحاسوب «اللاب توب».

وبيّن نوفل اللواتي أنه يمكن للزبائن والسياح معرفة الموقع الإلكتروني لشركته السياحية عن طريق خاصية محرك البحث على جوجل، حيث قام بإضافة محتوى ومصطلحات سياحية في محركات البحث من خلال عملية (SEO) ، ومن خلال هذه الخاصية يمكن للزبائن -أثناء البحث- أن يظهر لهم الموقع الإلكتروني لشركته وهو بمثابة دعاية وإعلان مجاني.

وأفاد مؤسس «شركة ماي تور للسياحة» أن خاصية الدفع الإلكتروني سهلت على السياح كثيرا؛ لأنها لا تحتاج إلى تحويل عملات أو غيرها من خصائص الدفع، وموضحا اللواتي أن شركته وفرت خاصية التعويض إلكترونيا في حالة تعرض السائح لظروف خاصة حالت دون مقدرته على القيام بالجولة السياحية، حيث يتم تعوضه عن طريق الموقع الإلكتروني وإرجاع المبلغ على حسابه البنكي في مدة أقصاها أسبوعان.

ولفت نوفل اللواتي إلى أن الموقع الإلكتروني وفر أيضا للسائح خاصية إضافة خدمات أو طلبات أخرى يستطيع السائح إضافتها في الموقع مثل توفير كرسي أطفال أو إضافة ملاحظة مثل إصابته بالحساسية من وجبة معينة ويتم التواصل مع السائح عن طريق الواتساب أو الإيميل مباشرة للاتفاق على الوقت والمكان ليأخذه المرشد السياحي التابع للشركة في الجولة السياحية.

مقارنة الأسعار

وعلى نحو مغاير قال غسان الرواحي من «شركة لتس جو للسفر والسياحة»: إنه قبل ظهور الحجوزات الإلكترونية عبر التطبيقات والمواقع السياحية المختلفة كانت مكاتب السفر والسياحة هي المصدر الوحيد الرئيسي للحصول على مختلف متطلبات وتفاصيل السفر والرحلات من حجوزات الطيران والفنادق وغيرها، فقد كان الزبائن يزورون المكتب ليلتقوا بموظفي المكاتب وللتعرف على العروض وكافة تفاصيل ترتيبات السفر، إلا أن الوضع اليوم اختلف، فقد ساهمت بعض التطبيقات الإلكترونية في سهولة وسرعة توفر المعلومات ومقارنة الأسعار وحجزها مباشرة عبر المواقع المشهورة والمتعارف عليها أبرزها «سكاي سكنر وبوكينج»، إلا أن هناك فئات قليلة ما زالت تفضّل زيارة المكتب والتعرف عن قرب على كافة تفاصيل الحجوزات واختيار المناسب لها، مما يؤكد على أنه ما زالت هناك حاجة لزيارة مكتب السفر والسياحة مباشرة أو التواصل معها عبر الهاتف كما أن مكاتب السياحة تمتلك خيارات واسعة للحصول على عروض مميزة لزبائنها بأسعار مناسبة أقل بكثير عما تقدمه التطبيقات الإلكترونية.

وأوضح الرواحي أنه قد يكون لظهور الحجوزات عبر التطبيقات الإلكترونية تأثير سلبي على مكاتب السفر والسياحة التقليدية، إذا لم تواكب التطورات التقنية ولم تقدم عروضًا وخدمات إضافية جاذبة للزبائن للحفاظ عليهم وتسهيلات أخرى في الحجوزات والخدمات الشخصية مثل التخطيط الشامل لمسار الرحلة مع توفر خدمات مجانية في التنقل ودخول بعض المواقع السياحية.

وعرّج مؤسس «شركة لتس جو للسفر والسياحة» للحديث عن صناع المحتوى السياحي فقال: يعد صناع المحتوى السياحي إحدى وسائل الترويج الرائدة الآن، فبعض صناع المحتوى لديهم عقود حصرية مع شركات سياحية يقومون بالترويج لها على مدار العام، وقد يكون صانع المحتوى وسيلة للتعريف بالبرنامج السياحي وعروض مكتب السفر المتعاقد معه، فيقدم محتوى بصريًا ملفتًا للانتباه ويعرض تجربة سفر مثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي ليكون سريع الانتشار وإن كان العرض المقدم للرحلة بأسعار مرتفعة مقارنة بالمكاتب الأخرى، مما يؤثر سلبا على نشاط مكاتب السفر الأخرى. وحث الرواحي مكاتب السفر والسياحة المحلية على ضرورة مواكبة التطورات التقنية الحديثة والتحديثات المستمرة الناشئة عن التقدم التكنولوجي، مشيرا إلى وجود الكثير من المزايا والفرص التي توفرها الحجوزات الإلكترونية مثل كفاءة وجودة العمل، وتسريع وتسهيل الحجوزات، إذ تعد الحجوزات الإلكترونية وسيلة فعّالة لتقليل التكاليف لمكاتب السفر سواء المرتبطة بالعمليات الورقية التقليدية أو والاتصالات والتخزين، كما يمكن لمكاتب السفر تقديم عروض وصفقات خاصة عبر الإنترنت، مما يساعد على زيادة المبيعات وتحقيق العائد المالي.

التحقق من الحجز

من جهة أخرى قالت الدكتورة ماجدة الصلتية أستاذة مساعدة ورئيسة قسم السياحة بجامعة السلطان قابوس: إن الطفرة التي أحدثتها التكنولوجيا في العالم في مختلف المجالات والقطاعات سهلت وسرّعت إنجاز المعاملات في دقائق معدودة، ولذا ينبغي لمكاتب السفر والسياحة أن تتواكب مع هذا التطور السريع عن طريق التحول الرقمي والذي يسهل ويسرع تقديم الخدمات للزبائن من خلال إدارة الحجوزات والمدفوعات، بالإضافة إلى تطوير تطبيق خاص بمكتب السفر والسياحة يسمح للزبائن بالبحث والحجز والتحقق من حالة الحجز والحصول على الدعم بكل سهولة.

وأوضحت رئيسة قسم السياحة بجامعة السلطان قابوس أن الاتجاهات في صناعة السفر والسياحة متغيرة تدفعها الابتكارات التكنولوجية، والتغيرات في تفضيلات المستهلكين، والظروف العالمية مثل الوباء. فالسياحة المستدامة تأتي في مقدمة الاتجاهات للسفر والسياحة وذلك لتنامي الوعي البيئي بين المسافرين وتعزيز تطبيق الممارسات التي تدعم الحفاظ على البيئة والتقليل من الآثار السلبية عليها. فيمكن لمكاتب السفر أن تستفيد من هذا الاتجاه عبر تقديم خيارات سفر مستدامة على سبيل المثال الإقامة في فنادق صديقة للبيئة، والاتجاه الآخر هو رغبة الزبائن بالبحث عن تجارب سفر فريدة تلبي اهتماماتهم الخاصة، حيث يمكن لمكاتب السفر والسياحة استخدام بيانات الزبائن لتقديم حزم سفر مصممة خصيصًا وتجارب شخصية، وتوفير رحلات سياحية توفر تدابير صحية معززة وضمان الشفافية فيها.

وقالت الدكتورة ماجدة الصلتية: إنه يمكن للشركات السياحية الناشئة الابتكار والتميز في السوق من خلال التخصصية في عرض المنتجات، مما يساعدها على التميز، كأن تركز على نوع معين من السياحة مثل السياحة البيئية، وسياحة المغامرات، والسياحة الثقافية. بجانب ذلك فإن تقديم التجارب الفريدة توازي التخصصية والتي تقدم شيئًا مختلفًا عن باقي الشركات من خلال الاستفادة من الثقافة المحلية والموارد الطبيعية، واستخدام الإعلانات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور واسع وتعزيز الوعي بالعلامة التجارية وثقة الزبائن، وتوفير خدمة استثنائية يمكن أن تساعد في بناء سمعة قوية وولاء للزبائن، مما يعزز النمو والاستدامة على المدى الطويل.

وأفادت الدكتورة ماجدة الصلتية أنه يمكن لمكاتب السفر والسياحة الاستجابة لاحتياجات وتوقعات السائحين المتغيرة من خلال فهم تفضيلات وسلوكيات الزبائن لتقديم ما يناسبهم، بالإضافة إلى تقديم تجارب متخصصة وفريدة من نوعها وأصيلة تعكس الثقافة المحلية وتقدم شيئًا مختلفًا عما تقدمه وجهات السفر المعتادة.

وأضافت: كما يمكن لمكاتب السفر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين للترويج لمنتجات مكاتب السفر والسياحة والوصول إلى الشريحة أكبر من المستهلكين، واستخدام التكنولوجيا سواء كان في الذكاء الاصطناعي لتصميم الحزم السياحية أو استخدام الواقع الافتراضي والمعزز لتجربة السفر، وعلى مكاتب السفر والسياحة أن تكون على درجة عالية من المرونة في سياسات الحجز، أي أن تسمح بالتغييرات والإلغاءات بسهولة وتشجيع التغذية الراجعة من الزبائن لتحسين الخدمات.

في ظل التطور التكنولوجي السريع وانتشار الإنترنت، شهدت صناعة السياحة والسفر تحولًا جذريًا في كيفية تقديم الخدمات وحجز الرحلات، وأصبح المستهلكون قادرين على الولوج إلى خيارات واسعة من العروض السياحية وحجز تذاكر الطيران والفنادق بنقرة زر، مما أثر بشكل كبير على مكاتب السفر التقليدية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی الموقع الإلکترونی على مکاتب السفر للسفر والسیاحة عن طریق من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

اتحاد الغرف السياحية: سكان 170 دولة يرغبون في زيارة مصر بالشتاء

تحدث حسام هزاع عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، عن زيادة أعداد السياح بشكل ملحوظ مؤخرا، مشددًا على أن الفترة الحالية تشهد إقبالا سياحيا جيدا منذ بداية شهر سبتمبر نسبة إلى الانتقال من الموسم الصيفي للشتوي الذي يشهد إقبالا ضخما ن جميع دول العالم خاصة من أوروبا.

أعداد السياح ستستمر بالزيادة حتى شهر أكتوبر لعام 2025

وتابع «هزاع»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح» المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، : «عدد الدول التي يرغب سكانها زيارة مصر خلال موسم الشتاء قد يصل إلى 170 دولة، استهداف السياح لشواطئ البحر الأحمر وجنوب سيناء أدى إلى زيادة دعم الدولة للطيران الشاطئ بصفة مستمرة وأعداد السياح ستستمر بالزيادة حتى شهر أكتوبر لعام 2025».

الدولة المصرية ركزت على تطوير البنية التحتية السياحية

وأوضح أن هناك عدد من العوامل التي أدت لزيادة عدد الرحلات السياحية الوافدة لمصر، من بينها تركيز الدولة المصرية على تطوير البنية التحتية السياحية خلال السنوات السابقة، بالإضافة إلى الترويج والتسويق للسياحة بشكل جيد ومبتكر سواء عن طريق منصات التواصل الاجتماعي أو عن طريق المعارض الدولية.

مقالات مشابهة

  • مغردون: الحقيقة ترعبهم وإغلاق مكاتب الجزيرة في فلسطين لن يوقف نقل جرائمهم
  • وزير قطاع الأعمال: طرح عددا من شركات التشييد والسياحة القابضة في البورصة
  • الهجرة الدولية وشركاؤها يوزعون مساعدات للوافدين بمنطقة الخناق بمحلية دنقلا
  • الغرف السياحية: سكان 170 دولة يرغبون في زيارة مصر بالشتاء
  • اتحاد الغرف السياحية: سكان 170 دولة يرغبون في زيارة مصر بالشتاء
  • وزير الثقافة والسياحة يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بثورة 21 سبتمبر
  • انفجارات لبنان تثير التساؤلات حول ضعف إيران.. وخبراء: يمكن استخدام الأسلحة الإلكترونية ضد أي شخص
  • كامل الوزير يتراس أعمال الجمعية العمومية العادية لشركة الاتحاد العربي للنقل البري والسياحة (سوبر جيت)
  • رأس بنان.. الاستثمارات السياحية تعكس تطلعات مصر نحو الريادة بالمنطقة
  • رئيس "الغرف السياحية" يفتتح مهرجان الغردقة لسينما الشباب