عبور 400 شاحنة مساعدات من «كرم أبوسالم» و«العوجة»
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
«عندما يدخل غزة الصحفيون الدوليون ويبدأون بالكشف عما جرى، من كان يكره اسرائيل قيراط، سيكرهها مليون قيراط هكذا وصف صحفى سويسرى الوضع فى القطاع والتى تناقلتها كل المواقع الغربية.. غزة الإنسانية دمرت هنا».
يبحث الدفاع المدنى عما يقارب ١٠ آلاف جثة وانسان فلسطينى مفقود.. عن ١٠ آلاف روح وحلم وحياة انتهت واختفت ارواح تفتقدها عائلاتها أحلام انتهت واماكن فارغة وحتى الآن استخرج الدفاع المدنى فى غزة ٣٠٠ جثة وفى كل مكان هناك هياكل عظمية غزة مقبرة لا ستار يخفى شيء هناك الحقيقة.
وتحركت 400 شاحنة مساعدات إنسانية متنوعة إلى قطاع غزة فى السادسة من صباح أمس الأحد، وذلك من معبر رفح إلى معبرى كرم أبو سالم والعوجة تمهيدا لدخولها إلى غزة. وعبرت 90 شاحنة خلال الساعة الأولى من معبر رفح من الجانب المصرى إلى معبر كرم أبوسالم والعوجة تمهيدا لدخولها إلى القطاع.
فيما أوعز رئيس أركان الاحتلال «يسرائيل كاتس» لقواته بالاستعداد لردم جميع أنفاق غزة بعد استلام الرهائن ما يهدد اتفاق السلام بالانهيار، وأكد المتحدث باسم حركة فتح فى القطاع «منذر الحايك» لـ «الوفد» أن إعادة ترتيب الحياة فى المدينة غزة بحاجة إلى وقت كبير، مطالبا المؤسسات الدولية والأمم المتحدة بتوفير خيام للفلسطينيين الذين يلتحفون العراء بعد تدمير كل قطاعات الحياة وفقدانهم المأوى، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
وأضاف «الحايك» أن القلق الحذر يخيم على حياة أبناء الشعب الفلسطينى فى المدينة، التى باتت مدمرة بنسبة 99%، مشيرًا إلى المخاطر الصحية والنفسية والاجتماعية الناتجة عن حرب الإبادة السابقة.
وأشار إلى أن مياه الشرب الصالحة غير متوفرة حتى اللحظة فى مدينة غزة، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية والمعاناة اليومية لأصحاب الأرض. وشهد القطاع منذ أكتوبر 2023 إبادة جماعية لم يسبق لها مثيل فى التاريخ الحديث، طالت كل مناحى الحياة حتى أصبح القطاع منطقة منكوبة غير صالحة للعيش. ويعيش القطاع مرحلة صعبة من التعافى، وسط دمار شامل للبنية التحتية المدنية بنسبة تقارب 90% ونزوح نحو مليونى فلسطينى قسريًا.
وأسفرت الإبادة عن اكثر من 77 ألف شهيد ومفقود، بينهم أكثر من 20 ألف طفل و12,500 امرأة، إضافة إلى مئات الضحايا من الكوادر الطبية والصحفية والعاملين فى الإغاثة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 170 ألف شخص، بينهم آلاف بحاجة للعلاج والتأهيل فى الخارج. أكثر من 6,700 معتقل فلسطينى لا يزالون يتعرضون للتعذيب فى سجون الاحتلال. كما تضررت جميع القطاعات الحيوية فى غزة، بما فى ذلك 670 مدرسة و165 مؤسسة تعليمية، و38 مستشفى وعشرات المراكز الصحية، و40 مقبرة و7 مقابر جماعية داخل المستشفيات، إضافة إلى تدمير 300 ألف وحدة سكنية كليا و200 ألف جزئيًا.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن أن الأوضاع الصحية والإنسانية تتطلب تدخلًا طارئًا لإدخال الإمدادات الطبية الضرورية، مشيرة إلى أن آلاف المرضى والجرحى بحاجة عاجلة إلى أماكن مجهزة لتقديم الرعاية الصحية لهم.
وأوضحت أن توقف الخدمات التخصصية والتشخيصية يزيد الوضع سوءا ويعيق إجراء التدخلات الجراحية المعقدة، معتبرة أنّ تعزيز ما تبقى من المستشفيات العاملة أولوية قصوى لا تحتمل الانتظار. وأكدت الوزارة أن التأخر فى التدخل الطبى يفاقم الأزمة الإنسانية فى غزة ويزيد من معاناة السكان، داعية المجتمع الدولى والمنظمات الإنسانية إلى التحرك الفورى لتأمين الدعم الطبى الضرورى.
وتعمل المستشفيات جزئيًا وسط نقص حاد فى الأسرة والأدوية والكادر الطبى. ويبلغ عدد المستشفيات العامة والخاصة فى القطاع 38 مستشفى، منها 16 فقط تعمل بشكل جزئى، فيما خرجت 22 مستشفى كليًا من الخدمة، مع قدرة استيعابية حالية لا تتجاوز 2000 سرير بعد أن كانت قبل الحرب 6000 سرير ونفاد نحو 50% من الأدوية و65% من المستلزمات الطبية. واعترف لواء إسرائيلى متقاعد، أن نتنياهو لم يحقق هدفه بهزيمة حماس بالكامل وأن الضغط العسكرى على غزة لم يكن السبب الذى دفع حماس إلى إبرام الاتفاق.
وقال اللواء احتياط إسحاق بريك فى مقال له بصحيفة بمعاريف، إن نتنياهو لم يصمد على أرض الواقع، وأن استمرار الحرب كان سيفقد «إسرائيل» علاقاتها مع العالم. وأضاف أنه لو استمرت الحرب وفق نيات نتنياهو، لوصلت «إسرائيل» إلى طريق مسدودة. وقال إنه على مدى عامين من القتال، تعلمت حماس إدراك محدودية قدرات الجيش الإسرائيلى، والتمييز بين التصريحات غير الموثوقة الصادرة عن المستويين السياسى والعسكرى، والواقع على الأرض. واعتبر أن تلك التصريحات تجلت فى إعلانات النصر ووعود بانهيار حماس خلال أسابيع، وهو ما لم يتحقق.
وانتقد بريك حديث نتنياهو المتكرر عن تغيير وجه الشرق الأوسط نحو الأفضل، قائلًا: «الشرق الأوسط يتغير نحو الأسوأ بوتيرةٍ مذهلة ضد إسرائيل، بل والعالم أجمع».
وأكدت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل منيت بفشل استراتيجى فى حربها على قطاع غزة، التى استمرت عامين، إذ عجزت عن هزيمة حركة حماس أو حتى إضعافها. وقال محلل الشئون العسكرية فى القناة 13 ألون بن دافيد، إن الحرب ضد حماس هى الأطول والأصعب فى تاريخ إسرائيل واستند بن دافيد إلى عدد القتلى الإسرائيليين الذى بلغ 1972 شخصا منذ السابع من أكتوبر 2023، بينهم 913 جنديا، إضافة إلى أكثر من 30 ألف مصاب، منهم أكثر من 10 آلاف تم تشخيصهم بإصابات نفسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة الصحفيون الدفاع المدني أحلام انتهت أکثر من
إقرأ أيضاً:
شروط نتنياهو تكتب الفشل للمرحلة الثانية في غزة
كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع، القول إنّ المرحلة الأولى لتنفيذ خطّة ترامب في غزة أشرفت على الانتهاء، وأنّه «يركّز الآن على المهمة المقبلة وهي، تجريد حركة حماس من أسلحتها ونزع السلاح في غزة. وهذا سيحدث إمّا بالطريقة السهلة (اتفاق) أو بالطريقة الصعبة (حرب)». جاء ذلك في خطابه في الكنيست الاثنين الماضي وفي مؤتمره الصحافي مع المستشار الألماني ميرتس. وأكد نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين، أن الانتهاء الرسمي للمرحلة الأولى مشروط بإعادة جثة الإسرائيلي الأخيرة المتبقيّة في غزة.
يتجاهل نتنياهو أن وتيرة إعادة المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والأموات فاقت كل التوقّعات الإسرائيلية والأمريكية. فقد صرّح ترامب أن هناك أقل من 20 محتجزا إسرائيليا حيا، وأن قسما منهم فقد الحياة، وتبين أن هذا غير صحيح، فقد عادوا جميعا. كما ردد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، أنّ حماس لن تعيدهم جميعا لتبقى عندها ورقة للمساومة، ولم يحدث هذا. وشكّكت إسرائيل بإمكانية انتشال جثث الإسرائيليين من تحت الركام في غزّة، خلال فترة قصيرة، وتوقع مسؤولوها أنّ هذا سوف يستغرق أشهرا طويلة وربّما سنوات، وجرى الحديث حتى عن إمكانية فقدان آثار عدد منهم إلى الأبد.
وقد أثبتت التطورات المتوالية في هذا الملف بطلان الادعاءات الإسرائيلية المتكررة، أن حماس «تماطل في إعادة المحتجزين وتخرق الاتفاق».
خروقات متواصلة
لقد بررت إسرائيل العقوبات الجماعية التي فرضتها على أهالي غزة، بالادعاء أن «حماس تخرق الاتفاق»، في حين أن الحركة التزمت به بالكامل من حيث تسليم المحتجزين، والالتزام التام بوقف إطلاق النار، حتى بعد أن خرقته إسرائيل مرارا وتكرارا. في مقابل التزام الطرف الفلسطيني، لم تف إسرائيل بتعهداتها، وخرقت اتفاق وقف إطلاق النار 738 مرّة، وبلغ عدد الضحايا 386 شهيدا و987 جريحا. كما أنّها لم تفتح المعابر ولم تسمح بدخول «مساعدات كاملة» كما وعدت والتزمت، إذ تدخل القطاع يوميا 145 شاحنة بالمعدّل من أصل 600 شاحنة نص عليها الاتفاق. وبالنسبة للوقود فقد دخلت غزة منذ وقف إطلاق النار 115 شاحنة فقط بنسبة حوالي 10% من 1100 شاحنة اتفق على إدخالها. وبعد هذا كلّه يردد نتنياهو، بوقاحته المعهودة، أنّ «حماس تخرق وقف إطلاق النار»، وتلحقه الإدارة الأمريكية، إمّا بإبداء التفهّم لما تفعله إسرائيل «دفاعا عن نفسها» أو بسكوت يعبّر عن الرضى أو عدم الاكتراث، ما بقيت الأمور تحت السيطرة ولم تنزلق إلى انهيار الاتفاق.
يبدو أن السلوك الإسرائيلي في المرحلة الأولى، لن يتغيّر في المرحلة الثانية لتنفيذ اتفاق ترامب. ولا مؤشّرات أنّ حكومة نتنياهو ستبدّل تعاملها في المرحلة المقبلة. العكس هو الصحيح، فهي ستواصل خرقها لوقف إطلاق النار والتضييق على المساعدات وعلى فتح المعابر، وسوف تنقل خروقات المرحلة الأولى كأدوات ضغط ومناورة في المرحلة الثانية. لقد كان من المفروض أن يكون دخول لمساعدات إنسانية كاملة، وفتح للمعابر ووقف فعلي لإطلاق النار، مقابل تسليم المحتجزين، لكن إسرائيل استلمتهم كما نص الاتفاق، لكنّها لم تدفع «الثمن»، إلا جزئيا واحتفظت لنفسها بالجزء الأكبر للمقايضة به لاحقا.
شروط نتنياهو
مع الحديث عن قرب إجراء مفاوضات حول المرحلة الثانية في غزّة صرّح نتنياهو أنها ستكون صعبة جدّا. قال ذلك لأنّه يعرف أن الاتفاق أصلا صعب على الهضم فلسطينيا، وأكثر من ذلك لأنّه يعرف أن شروطه هو لا يمكن أن يقبل بها الفلسطينيون. وفي كل يوم يطلع نتنياهو ومن حوله بشرط جديد ليس موجودا في الاتفاق أصلا، أو بصياغة أكثر تشددا لشرط قائم. ويمكن تلخيص شروط نتنياهو، كما هي اليوم، بالتالي:
أولا، تجريد حركة حماس من أسلحتها. وهذا هو الشرط الأهم بالنسبة للمؤسستين السياسية والأمنية في إسرائيل. ويعتبره نتنياهو مفتاحا لإعلان النصر في غزة، فقد قال مرارا وتكرارا أنه حقق الانتصارات على إيران ولبنان وسوريا وبقي عليه غزّة، وهو يصر على نزع حماس من أسلحتها الثقيلة والخفيفة بلا استثناء، وخلال فترة وجيزة. ويبدو أن الولايات المتحدة تكتفي بنزع الأسلحة الثقيلة بشكل متدرّج، لكن لن نستغرب إن هي غيّرت موقفها وتبنت الموقف الإسرائيلي.
ثانيا، نزع السلاح عن غزة: والمقصود بهذا الشرط الإسرائيلي اتخاذ خطوات تمنع إدخال الأسلحة إلى غزة، وتشمل إنشاء جهاز مراقبة لضمان هذا الأمر. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني، قال نتنياهو إن ترتيبات نزع السلاح واجتثاث التطرف في غزة تشبه تلك التي فرضت على ألمانيا واليابان عند انتهاء الحرب العالمية الثانية متجاهلا انهما بقيتا دولتان مستقلتان وهو يرفض بشدة فلسطين المستقلة.
ثالثا، حكم غزة: ما زال نتنياهو يصر على مبدأ ألا تحكم غزة لا حماس ولا السلطة الفلسطينية، وألا يشارك في إدارة شؤونها من له علاقة بالفصائل الفلسطينية. وهو يقبل بسلطة حكم دولية مثل «مجلس السلام»، شرط أن يقبل هذا الجسم الشروط الإسرائيلية بخصوص «الإدارة الفلسطينية»، والقوات الدولية والشرطة المحلية.
رابعا، اجتثاث التطرف: وهذا شرط يضعه نتنياهو من حين لآخر على الطاولة ويربطه بالانسحاب الإسرائيلي من غزة، وهو يمكنه من الادعاء دوما أن شروط الانسحاب لم تكتمل. ويعني هذا البند إحداث انقلاب في برامج التعليم وفي وسائل الإعلام وخطاب المسؤولين، بما يتلاءم ليس بالاعتراف بإسرائيل فحسب، بل بالاعتراف بها كدولة يهودية وكدولة اليهود، واجتثاث أي خطاب يناقض «حقها في الوجود كدولة يهودية».
خامسا، سيطرة أمنية كاملة: منذ بداية الحرب تردد إسرائيل أن أي تسوية في غزة تشمل هيمنة أمنية إسرائيلية مطلقة في الجو والبحر وعلى طول الحدود وفي داخل غزة، وسيطرة على المنافذ كافة وإخضاع كل ما يخرج أو يدخل القطاع لرقابة إسرائيلية مشددة.
سادسا، عدم الانسحاب الكامل: ترفض إسرائيل مبدأ الانسحاب الشامل من غزة، وتصر على الاحتفاظ ـ على الأقل – بشريط أمني على طول حدود قطاع غزة، وتروّج بأنه ضرورة أمنية لا تستطيع التنازل عنها. ويشكل هذا الشريط ما يقارب 15-20% من مساحة غزة.
سابعا، تركيبة القوات الدولية: تصر إسرائيل على حقها في قبول أو رفض مشاركة أي دولة في القوات الدولية، المزمع نشرها في غزة. وقد أعلنت أنها لن تقبل بقوات قطرية وتركية. وهناك قلق إسرائيلي من أن بعض الجهات في الإدارة الأمريكية ترى ضرورة مشاركة تركيا.
ثامنا، إعادة الإعمار: تريد إسرائيل أن تتحكم بمشروع إعادة إعمار غزة، من حيث الذين «تسمح» لهم بالمساهمة في إعادة الإعمار ومن حيث الأمكنة التي تأذن بإعمارها، إضافة إلى قيود بشأن مواد البناء والإنشاء وطرق إدخالها والرقابة عليها.
وإذا جمعنا هذه الشروط وغيرها من العراقيل والإملاءات الإسرائيلية، فإن إمكانية التقدم في المرحلة الثانية ليست صعبة فحسب، بل شبه مستحيلة. والذي قد يحدث في حال انسداد الأبواب السياسية هو العودة إلى الحرب الشاملة في غزة، بكل ما يعنيه ذلك من المزيد من الكوارث والدمار. هنا يلزم إعداد خطة فلسطينية – عربية بديلة، إذ لا يعقل أن تبقى خطة ترامب المجحفة هي الوحيدة المطروحة. ويجب الشروع في إعداد البديل فورا، لأن فشل خطة ترامب مصيبة إذا لم يتوفّر البديل، وقد يكون هذا البديل هو حبل النجاة.
القدس العربي