يحاول الدكتور لونيس بن علي، في كتابه "القراءة في المناطق المحظورة.. مقارباتٌ نقدية في روايات عربيّة معاصرة"، البحثَ في عدد من المسائل ذات العلاقة بالرواية.

ويقول الكاتبُ في تقديم هذا الإصدار: "تُراهن الكتابة النقدية غدا على ممارسة الجرأة النقدية من خلال الحفر في المناطق المحظورة داخل الأعمال الروائية، في إطار ما كان يُطلق عليه سابقا مصطلح "المسكوت عنه"؛ إذ تحوّل هذا الأخير إلى مفهوم أشمل، وهو الهامش".

ويُضيف: "إذا تأمّلنا تاريخ الأدب، وجدناه تاريخًا قائمًا على رؤية أحادية، هي رؤية المركز؛ فهو التاريخ الذي كتبه المركز على اختلاف تمظهراته، عمل على إقصاء نصوص وظواهر أدبية لأنّها لا ترقى إلى الذائقة العامة، ولأنّها في نظر هذا المركز تُهدّد الذوق العام، وسيشتغل هذا الكتاب داخل هذا الحيّز من المساءلة النقدية للنصوص الروائية التي غامرت داخل هذه المناطق المحظورة، لتبرز أنّ الأدبَ الرسميَ ما هو إلا رأس جبل الجليد الذي يطفو على الماء، في حين يُمثل أدب الهامش جزأه الأكبر المخفي".

ويخلص مؤلّف الكتاب إلى القول: "هناك توجّهٌ في الرواية العربيّة المعاصرة، على اختلاف الحساسيات الجمالية، نحو طرح أسئلة الهامش عبر سرديات تخييلية، جسّدت الهامش في أبعاده المُختلفة، لتُعيد ضبط القيم الجمالية، لا على أساس ما تفرضه المراكز، لكن انطلاقا من قيم الهامش نفسها".

يُشار إلى أنّ الباحث الدكتور لونيس بن علي، حاصلٌ على شهادة دكتوراه في العلوم (تخصُّص قضايا الأدب دراسات نقدية ومقارنة) من جامعة عبد الرحمن ميرة (2017م)، وله العديد من المؤلفات، أهمُّها "مقامات التروبادور" (نصوص سردية/ 2013)، و"الفضاء السردي في الرواية الجزائرية.. رواية "الأميرة الموريسكية" لمحمد ديب نموذجاً" (2015)، و"إدوارد سعيد.. من نقد خطاب الاستشراق إلى نقد الرواية الكولونيالية" (2017)، و"عزلة الأشياء الضائعة.. القصّة المريبة لمصرع موراكامي" (رواية/ 2018)، و"كتابات على جدار الفلسفة" (2022).

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

“حلب: تراث وحضارة” كتاب للباحث الفرنسي جان كلود دافيد

يسلط كتاب “حلب: تراث وحضارة”، للباحث الفرنسي جان كلود دافيد الضوء على مدينة حلب كواحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، حيث يقدم قراءة معمقة لتاريخها الحضاري وتطورها الجغرافي عبر العصور المختلفة.

يتوقف مؤلف الكتاب عند احتفاظ المدينة بشواهد حية من تاريخها البيزنطي والروماني والهلنستي والآرامي والحيثي والأكادي، مقابل وجود آثار قد تبدو صامتة لا تنطق سوى بما تبقى من تاريخها.

ويتناول الكتاب جدلية الذاكرة والهوية في السياق الحلبي، معتمداً على قراءة متعددة الأبعاد تبرز خصوصية المجتمع الحلبي وتراثه الغني ومهاراته الحرفية.

ويظهر المؤلف وعياً نقدياً بخلفيته الاستشراقية، ساعياً من خلال قراءة موضوعية إلى تجاوز النظرة النمطية السائدة، وإنصاف مدينة حلب وتراثها، بعيداً عن الأحكام الجاهزة.

يُذكر أن جان كلود دافيد هو من أبرز المتخصصين في الجغرافيا العمرانية والتراث الثقافي للمدن التاريخية، وقد بدأ اهتمامه بحلب من خلال أطروحة الدكتوراه التي تناول فيها “المناظر الطبيعية الحضارية في حلب” وعمل لاحقاً مستشاراً في بلدية المدينة، حيث ساهم في إعداد مخططها العمراني وحماية مدينتها القديمة.

وصدر الكتاب عن مركز أبو ظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي، ضمن مشروع “كلمة” للترجمة، وترجمته إلى العربية الدكتورة هلا أحمد أصلان، وراجع ترجمته كاظم جهاد.

مقالات مشابهة

  • كيف تحمى سيارتك من السرقة بنصائح بسيطة؟.. اعرف تفاصيل
  • في المصطلح.. كتاب يُعيد دراسة الخطاب النقدي التشكيلي العربي
  • الهيمنة الثقافية وتفاهة الشر، لماذا لم تُقاوِم الخرطوم/المركز مذابح الهامش؟
  • أبوظبي للغة العربية يطلق الطفل يقرأ
  • لم يكن حفلاً لتوقيع كتاب، إنما كان تظاهرة وطنية وثقافية وشعبية
  • مقطع فيديو يقدم دليلاً جديداً على انطلاق المليشيا من داخل الحدود الليبية إلي السودان
  • حرس الحدود بمنطقة عسير يضبط مقيمًا مخالفًا للائحة الأمن والسلامة لمزاولي الأنشطة البحرية في المناطق البحرية للمملكة
  • ضوابط الزيارة مهمة.. أسامة كمال: مصر هي من ستكون مسؤولة عن حماية الزوار على الحدود
  • “حلب: تراث وحضارة” كتاب للباحث الفرنسي جان كلود دافيد
  • المركزي: قضايا السياسة النقدية وسويفت وإصدار العملة الوطنية من اختصاصات المركزي حصراً