الجزيرة:
2024-06-16@10:01:37 GMT

الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان

يتلو شعراء من طالبان قصائد أمام حشد كبير من المؤيدين أصلاً للحركة، يمتدحون فيها حكّام أفغانستان الذين استعادوا السلطة في كابل عام 2021.

وبالقرب من قاعدة بغرام الجوية المهجورة، وهي مركز سابق لقوات حلف شمال الأطلسي، جمعت السلطات عدداً من الشعراء الذين يغدقون المديح على هذه الإمارة الإسلامية.

ومجّد شاعر يُكنّى بطالب عمر في قصيدته التي قال إنها "هزمت هذا الجبل المليء بالغطرسة" أي القوى الأجنبية التي كانت موجودة في البلاد بين العامين 2001 و2021.

وفي قاعة الاحتفالات الكبرى، كان عشرات الرجال يحملون بنادقهم الآلية ويستمعون إلى القراءات الشعرية التي أقيمت في ولاية بروان (وسط) وكان حضورها محصوراً بالرجال.

أما النساء اللواتي أتين، فيعيد توجيههن نحو المخرج ممثلون عن وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

كابل

وقال أحد هؤلاء الشعراء ويدعى سميع الله حماس (22 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية "علينا جميعا أن نكون متحدين ونعيش تحت سقف واحد للنظام الإسلامي ويمدّ بعضنا يده إلى الآخر بروح الأخوّة".

الشاعر الأفغاني سميع الله حماس خلال مهرجان الزهرة الأرجوانية (الفرنسية)

وأضاف الشاب على هامش اللقاء الذي أقيم في حديقة ضخمة تضم المئات من أشجار الأرجوان المزهرة "هذه هي الأفكار التي نعبّر عنها في شعرنا".

وتولّت طالبان مجدداً مقاليد السلطة في كابل قبل نحو 3 سنوات، ومنذ توليها أوقفت بعض وسائل الإعلام، وغالباً ما تُمسَح الوجوه من اللوحات الإعلانية بالمدن، وغابت تقريباً الصناعة السينمائية والتلفزيونية المحدودة بالأساس، ولم تعد المسلسلات موجودة، وأقفلت دور السينما كلها تقريباً.

لكنّ الشعر بقي أحد المجالات الفنية النادرة التي يحاول الإفادة منها بطريقة جديدة حُكّام أفغانستان.

فشغف الأفغان بالشعر مستمر منذ قرون، وهو عابر للزمن والانقسامات العرقية واللغوية.

وتحظى قصائد "لانداي" في التقليد البشتوني، و"روباي" في التقليد الداري، بشعبية كبيرة منذ زمن طويل، وهي قصائد قصيرة جداً، يسهل حفظها.

الشاعر محمد عليم بسمال يدلي بدلوه في مهرجان الزهرة الأرجوانية (الفرنسية)

وتتمحور هذه القصائد على الحب والإسلام و"التمرد" واستخدمتها النساء مثلاً في عهد طالبان للتعبير عن غضبهن من الإجراءات التي تعرّضن لها.

ومن خلال تنظيم قراءات شعرية، تحاول حكومة طالبان كسب "القلوب والعقول" على ما رأت روكسانا شابور، من شبكة المحللين "أفغانستان أناليستس نتوورك".

وشرحت أن سلطات كابل تريد تكوين "تماسك ثقافي" لكي تثبت من خلاله أن "أفغانستان لجميع الأفغان" بعدما غادرت القوات الأجنبية البلاد.

"حب وسلام"

ولاحظ محمد عليم بسميل، وهو شاعر أفغاني معروف، أن الشعراء "أدّوا دوراً مهماً في انتصار" طالبان، إذ إن "قصائدهم كانت تنتشر على نطاق واسع" حتى خارج صفوف طالبان.

واستخدمت طالبان الشعر لتحفيز مقاتليها خلال المواجهات مع القوات الأجنبية في البلاد.

وجاء مثلاً في قصيدة نظِمت عام 2008:

"الهجمات على العدو مصدر فرح
البنادق في أيدينا وأحزمة الرصاص على أكتافنا،
والقنابل اليدوية على صدري تبعث على السرور".

وقال مدير إدارة الإعلام والثقافة في بروان، شمس الحق صدّيقي، إن "القصائد القديمة كانت تشيد ببطولة مجاهدينا ورجولتهم، وهذا ما حفزهم".

ورأى أن المواضيع اليوم مختلفة جذريا، إذ إن الشعراء يجدون أنفسهم "في بيئة سلام" ويلقون أبياتاً عن "الأخوة والمحبة ووحدة الأمة".

لكنّ النساء مستبعدات من هذه التجمعات.

وما كان من شاعرة أفغانية، أجبرتها طالبان على البقاء في منزلها كالنساء الأخريات، إلا أن حملت قلمها لتروي قصة مختلفة تماماً، فكتبت:

"أريد العزلة، والابتعاد عن الجميع،
أن أتحرر من كل الأحزان،
أن أتنفس من جديد وأتوه،
أن أصبح هادئة وتكون روحي مفعمة بالضياء".

وقالت هذه الشاعرة الشابة -لوكالة الصحافة الفرنسية- طالبة عدم ذكر هويتها بينما تقوم بنشر قصائدها عبر تطبيق واتساب "عندما أرى شعراء طالبان يتلون القصائد، أشعر بالغضب".

وأضافت "عليهم إما أن يسمحوا لنا بإلقاء الشعر ونشره، أو ألا يتلوا القصائد بدورهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

حلّة جديدة للشانزليزيه في باريس

شكّل افتتاح 18 مساحة جديدة للمقاهي والمطاعم على رصيف جادة الشانزليزيه الباريسية الخميس، قبل شهر من دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية، استكمالاً للمرحلة الأولى من عملية تجديد الشارع الأكثر شهرة في المدينة، في إطار مشروع أشمل يهدف إلى «إعادة رونقه».
وقالت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو الخميس، إن تطوير الشانزليزيه مطروح منذ سنوات بهدف «إعادة النفَس إلى الجادة».
ووُسِعت الحلقة المركزية المخصصة للمشاة حول قوس النصر الذي يستقطب 1,5 مليون زائر سنوياً. وجرت التوسعة على حساب حركة مرور السيارات التي باتت المسارات المخصصة لها تقتصر على سبعة بدلاً من 11.
وأقيمت الشرفات الخارجية الـ18 الجديدة أمام المطاعم والمقاهي في الجزء العلوي من الجادة. واستوحيت هذه الشرفات في تصميمها وأثاثها من منشآت مخصصة للاحتماء عند هطول الأمطار كانت تقام في نهاية القرن التاسع عشر في إنكلترا.
كذلك، تولت بلدية باريس تمويل تصليح الأرصفة، وترميم المقاعد، ومواءمة قواعد الأشجار، وما إلى ذلك.
وكان عدد من الباريسيين يتجنبون جادة الشانزيليزيه، نظراً إلى غلاء الأسعار فيها، واقتصار المحال فيها على العلامات التجارية الفاخرة، وشدة الصخب فيه والزحمة فيها، ونسبة التلوث العالية. ومن أحدث المؤشرات إلى هذا الوضع، إغلاق سينما «أو جي سي نورماندي» UGC Normandie التاريخية أبوابها الخميس، بعد 90 عاماً من وجودها في الشانزيزليزيه، بسبب «تراجع الحضور» في دور السينما في الجادة التي يبلغ طولها كيلومترين، وتُعدّ تالياً الأطول في العالم.

 

أخبار ذات صلة السجن بحق منفذي هجوم نيس عام 2016 ماكرون: لن أستقيل إذا خسر حزبي الانتخابات الفرنسية المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • محافظ أسوان يوجه بسرعة التدخل لإصلاح كابل الكهرباء الرئيسى بنصر النوبة
  • محافظ أسوان يُحَمِّل مزارعا تكلفة إصلاح كابل الكهرباء الرئيسى المغذى لمحطة صرف بلانة
  • محو للأحلام.. شهادات مؤلمة لفتيات أفغانيات حرمن من حقهن في التعليم
  • أداة بالذكاء الاصطناعي تكتشف تساقط الشعر
  • أجمل تسريحات شعر للعيد 2024.. تألقي بإطلالة مميزة
  • جائزة اتصالات لكتاب الطفل تعزز قدرات المبدعين في مجال كتابة شعر الأطفال
  • حلّة جديدة للشانزليزيه في باريس
  • طالبان تُغلق مؤسسات شيعية فى أفغانستان.. هل هناك علاقة مع إيران؟
  • باريس.. أمسية شعرية يمنية فرنسية على هامش معرض سقطرى
  • وصلات شعر مستعارة مصنوعة من الموز.. بديل جديد للحفاظ على البيئة