بلبلة بالمحاكم والمنصات بسبب أغنية لفريد الأطرش.. ما علاقة نانسي عجرم؟
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
تفاعل مغردون مع مطالبة أحد ورثة الفنان الراحل فريد الأطرش بتعويض مالي من شركة استخدمت كلمات ولحن أغنية للفنان دون الحصول على موافقة الورثة.
واستخدم الإعلان الذي يروج لأحد منتجات الآيس كريم كلمات ولحن أغنية "أنا وانت ولا حد تالتنا"، وهي واحدة من أشهر أغاني المطرب الراحل وقد لحنها وغناها في فيلم "الخروج من الجنة" سنة 1967.
وعندما استخدمت الكلمات والألحان في الإعلان الجديد الذي قدمته المطربة اللبنانية نانسي عجرم طالب فيصل فؤاد الأطرش بتعويض مالي قدره 10 ملايين جنيه (الدولار يساوي نحو 50 جنيها).
وقال الأطرش في بيان إن الإعلان "يعقد المسؤولية الجنائية عن تعدٍ على الحق الأدبي، وجرى من دون موافقة جمعية المؤلفين والملحنين (ساسيرو) أو الشركة المصرية المدنية وناشري الموسيقى".
لكن الشركة المنتجة قالت إنها حصلت على تنازل من وريث المؤلف، وأكدت أنها أخذت التنازل أيضا من صاحب حقوق الأغنية.
وقد أثار هذا الإعلان بعض التعليقات، خصوصا أن الأغنية معروفة ومشهورة جدا، فعلق غسان هنيدي بقوله "حق طبيعي لورثة الراحل فريد (الأطرش) أن تأخذ عجرم موافقة (منهم)".
وهاجم هنيدي الفنانة نانسي عجرم بقوله "أسلوب القرصنة هذا منها غير مقبول، بدها تسوي إعلانات تجارية وتقبض مصاري بس مش على حساب إنتاجات لعملاق كبير مثل فريد الأطرش رحمه الله".
في المقابل، دافعت سيرينا عن الفنانة نانسي عجرم بقولها "بعتقد منتج الإعلان هو المسؤول عن التنازلات القانونية، وهيدا (هذا) شي بديهي، شو خص المغني؟".
أما كمال فذهب إلى أن القصة كلها محاولة للظهور، قائلا "هاي (هذه) شغلات تحدث باتفاق الطرفين للعودة إلى الأضواء وإشغال السوشيال ميديا والإعلام ومن ثم تقاسم الأرباح".
وعارض إيهاب عودة موقف حفيد الأطرش بقوله إن "أسر الفنانين تنتهي علاقتها بإنتاج الفنان بعد موته بتوزيع الميراث، أما فنه فهو ملك عقوده ثم جمهوره"، مضيفا "ينقطع عمل المتوفى وتنقطع صلة الوارث بعد تقسيم الميراث".
ولم يطالب حفيد الأطرش المغنية اللبنانية بقيمة التعويض، وإنما طالب الشركة المعلنة.
21/5/2024المزيد من نفس البرنامجكيف علق بريطانيون على اعتذار سوناك عن فضيحة الدم الملوث؟تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات نانسی عجرم
إقرأ أيضاً:
الجزيرة السورية.. من تراجع الزراعة إلى خطر الأمن الغذائي
القامشلي- تحت غطاء بلاستيكي مهترئ في منطقة الجزيرة السورية، ينحني المزارع محمد لتفقد شتلات الخيار والباذنجان الصغيرة التي يحاول إنقاذها من حرارة مبكرة، بعدما خسر من موسم القمح بالكامل.
في هذه المنطقة لم يعد المزارعون يتحدثون عن "الموسم"، بل عن "محاولات للبقاء". فقد زرع محمد الشتاء الماضي أكثر من 90 دونما من القمح والكمون، لكنها "ذهبت كلها هباء، بلا نقطة مطر تسندها".
لقد انتهى الموسم الشتوي قبل أن يبدأ، ولم يكن أمام محمد سوى الزراعة الصيفية باستخدام الطاقة الشمسية لتشغيل مضخة المياه، كخيار أخير لتقليل التكاليف والنجاة من الإفلاس.
ولم يكن محمد المزارع الوحيد الذي واجه المصير ذاته، بل هو نموذج لعشرات الآلاف في منطقة الجزيرة السورية ممن تغيّرت حياتهم جذريا بسبب الجفاف وتغير المناخ وغياب دعم حكومي فعلي.
زراعة تختنقتمتد الجزيرة السورية -المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات- على مساحات زراعية كانت تُعرف لعقود بأنها "سلة غذاء سوريا"، إذ كانت تنتج معظم القمح والشعير في البلاد.
لكن منذ عام 2019، فقدت هذه الأراضي لونها الأخضر، وبدأت تتحول إلى مساحات شاحبة لا تَعِد بشيء. وتبدّلت ملامح المشهد الزراعي بشكل دراماتيكي.
وبحسب تقارير محلية، تراجع إنتاج القمح في الحسكة من 805 آلاف طن عام 2020 إلى أقل من 210 آلاف طن الموسم الماضي، أي بخسارة تتجاوز 74% من حجم الإنتاج.
إعلانويعتمد نحو 70% من الأراضي الزراعية السورية على الأمطار، مما جعلها أولى ضحايا التغير المناخي.
وتفاقمت الأزمة مع غلاء الأسمدة، وشحّ البذور، وارتفاع كلفة الوقود أو ندرته، إضافة إلى تدهور شبكات الري، وانخفاض منسوب المياه الجوفية.
انسحاب من القمحوفي هذا السياق، قرر عيسى (مزارع خمسيني من ريف الحسكة) التخلي هذا العام عن زراعة القمح بعدما خسر كامل موسمه السابق على مساحة 15 دونما.
"لم أعد أحتمل الخسارة. زرعت 8 دونمات فقط من القطن، واستخدمت ألواح طاقة شمسية بالتقسيط لتشغيل مضخة المياه. النجاة هنا لا تعتمد على سياسة زراعية، بل على الشمس"، يقول عيسى للجزيرة نت.
أما محمود -وهو مزارع آخر من المنطقة- فاختار اللجوء إلى زراعة الخضروات الصيفية في أنفاق بلاستيكية، لكنها "مغامرة محفوفة بالقلق"، كما يقول.
ويضيف: "نزرع بقلق، ونعرف أن الفشل وارد، لكن لا بديل لدينا".
ويشكو المزارع من ارتفاع أسعار الأسمدة، وانعدام الدعم، ويصف الوضع الزراعي في الجزيرة السورية بأنه "مقامرة خاسرة".
خطر على الأمن الغذائي
يحذّر المهندس الزراعي مصطفى علي من أن ما يحدث في الجزيرة السورية يتجاوز كونه موسما سيئا، ويشكّل -وفق حديثه للجزيرة نت- "تحولا إستراتيجيا خطيرا في مستقبل الأمن الغذائي لسوريا".
ويضيف أن "غياب خطة حكومية واضحة لدعم الفلاحين في مواجهة التغيرات المناخية أدى إلى انسحاب تدريجي من زراعة المحاصيل الإستراتيجية، وعلى رأسها القمح، الذي كان يمثل لعقود عنوانا للسيادة الزراعية السورية.
ويتابع أن "أكثر من 90% من السكان في المنطقة يعيشون تحت خط الفقر، وفق تقارير أممية، وفي الوقت ذاته تنهار قدرتهم على إنتاج الغذاء، خصوصا في مناطق كانت تقود الزراعة في البلاد".
ويستطرد: "إذا لم يكن هناك تدخل فعلي وإستراتيجية طارئة لدعم الإنتاج الزراعي، فقد نجد أنفسنا أمام أزمة غذائية وطنية تبدأ من مزارعي الجزيرة ولا تنتهي على موائد السكان".
إعلانوبينما يستمر المزارعون في الجزيرة السورية باللجوء إلى بدائل صيفية في محاولة لتقليل الخسائر، تبقى الأزمة أعمق من مجرد تبديل موسم أو محصول.
في غياب دعم فعلي، ومع استمرار الجفاف وارتفاع التكاليف، يبدو أن الزراعة في الجزيرة السورية باتت على مفترق طرق.. فإما دعمٌ طارئ، أو مجاعة قادمة.