تنتهي غداً الخميس محادثات وفد صندوق النقد الدولي برئاسة المسؤول عن الملف اللبناني إرنستو راميريز في بيروت، بعد زيارة التقى خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير المال يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري ومجموعة من أصحاب المصارف، وسوف يلتقي اليوم رؤساء لجان نيابية وعدداً من النواب.

وتجدر الإشارة إلى أن وفد الصندوق كان عقد في الاسابيع الماضية لقاءات مع الشامي ومنصوري وقوى سياسية اخرى خلال زيارتهم واشنطن، وأبدى الاستعداد الدائم لدعم لبنان في كل المجالات وتقديم المساعدة الفنية التي يحتاج إليها، في حين ربط مصير الاتفاق النهائي بتنفيذ لبنان الإصلاحات المطلوبة ومن ضمنها تلك التي وردت في الاتفاق على صعيد الموظفين.

وليس بعيداً يقر الشامي أن" عندما نحزم الأمر ونقر الإصلاحات، عندها يأتي الدعم المالي ليس فقط من خلال الصندوق، بل أيضاً من الدول المانحة، ولكن ما هو أكيد انه لن تأتي أي مساعدات في غياب الاتفاق النهائي مع الصندوق". ويعتبر"أن أهداف الاتفاق على صعيد الموظفين ما زالت صالحة وإن كان لا بد من إدخال تعديلات قد تكون جوهرية على مذكرة التفاهم بعد أكثر من سنتين على تبنيها".

تأتي زيارة راميريز إلى بيروت على وقع الحديث عن احتمال جدي برفع دعاوى من حاملي اليوروبوندز ضد الدولة قبل 9 آذار 2025، بعدما علق لبنان سداد دينه الخارجي بتاريخ 9 آذار 2020، وإعطاء مجموعة العمل المالي لبنان مهلة ستة اشهر لترتيب أوضاعه المالية والاقتصادية وإعادة بناء أجهزة الدولة والا سوف يتم وضعه في القائمة الرمادية.

يجمع عدد من الخبراء على أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي يبقى الفرصة الوحيدة للبنان للخروج من أزمات، وان على المجلس النيابي والحكومة العمل من أجل إقرار مشروع جديد لمعالجة أوضاع المصارف، ولا بد من التنسيق مع صندوق النقد قبل إقرار أي مشروع لإعادة الهيكلة، من أجل سلوك مسار التعافي المالي، وسط حديث عن اهتمام كبير بأهمية إعادة هيكلة القطاع المصرفي.

ومع ذلك، تعتبر مصادر اقتصادية أن الانطباعات الإيجابية التي رافقت زيارة الوفد الذي ركز على ما هو مطلوب إنجازه تحديدا في ما قانون السرية المصرفية وهيكلة المصارف، لم تلغ حقيقة أن المقاربة المحلية للحلول لا تزال على حالها نظراً للانقسامات الحاصلة حيال كيفية مقاربة طرق المعالجة.

لا يبدو لبنان جاهزاً للاتفاق رغم أنه خشبة الخلاص، علماً أن اتفاق الإطار الموقع تجاوزته الازمة المالية وأزمة المصارف وبالتالي فإن الأرقام الواردة لم تعد صالحة ولا بد من تعديلها بما يتناسب مع الواقع الراهن.
ويقول استاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية محمد موسى لـ"لبنان24" إن وفد صندوق النقد لم يحمل أي جديد في جولته سوى حث السلطات اللبنانية على القيام بالإصلاحات التي هي عنوان الحلول، مع إشارته إلى أن الخطر الداهم اليوم يتصل بالمهل الزمنية لوضع لبنان على اللائحة الرمادية والذي سيزيد الطين بلة في التعاطي النقدي والمالي مع البنوك المراسلة لكونه يقف سدا منيعاً أمام المعاملات المصرفية والمالية والتجارية، فاقتصاد الكاش الذي يثير شبهات حول تبييض الأموال بات معضلة تحتاج إلى خطوات عملية من المصرف المركزي والمصارف، وما يحتاجه البلد القليل من التعديلات والمزيد من الإصلاحات. ولذلك يمكن القول إن لبنان في سباق مع الزمن بين الجرعة الإصلاحية الضرورية وإقرار المطلوب من قوانين أساسية ليس اقلها هيكلة المصارف بالتوازي مع إقرار الكابيتال كونترول و المباشرة بخطة إنقاذيه مالية نقدية.

وفق موسى، لن يتأخر حملة اليوروبوندز في القيام بالخطوات القانونية لحفظ حقوقهم من خلال دعاوى قد تنتهي إلى صدور قرارات تفرض على الدولة اللبنانيّة سداد قيمة الدين، لكن لا تزال هناك فرصة لإيجاد الحلول مع الدائنين الأجانب إذا ما صدقت النيات لجهة بلورة صيغة حكومية معهم تعيد الثقة، وإن كان طرح اليوروبوندز للاستثمار ليس بهذه السهولة، مع تشديده على أهمية إعادة هيكلة الدين العام وإقرار خطة اقتصادية تحظى بدعم الدول المانحة وإنجاز الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد ورسم خارطة طريق واقعية تحفظ حقوق المودعين وطرق التسديد المقوننة مع ضبط السحوبات و تحضير آلية مقبولة لضبط الـ cash economy .

وكان بنك عودة أشار في التقرير الأسبوعي الذي صدر يوم الجمعة الماضي إلى أن "سوق سندات اليوروبوندز سجلت زيادات في الأسعار بمقدار 0.375 نقطة على طول منحنى المردود هذا الأسبوع، إذ يبدو أنّ التسريبات بشأن مقترح حكومي للبدء بالتفاوض مع حملة سندات اليوروبوندز الأجانب لشراء سنداتهم أو قسم منها مقابل مبلغ قد يصل إلى 3 مليارات دولار، قد ترك أثراً مؤاتياً على أداء السوق. فقد كان اللافت هذا الأسبوع ظهور بعض الطلب الأجنبي، ما انعكس ارتفاعاً في أسعار سندات الدين الحكومية إلى 6.750 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة مقابل 6.375 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق، وهو أعلى مستوى لها منذ اندلاع الصراع في قطاع غزة في تشرين الأول 2023. من هنا، تكون سندات اليوروبوندز قد راكمت زيادات في الأسعار بمقدار 0.75 نقطة منذ بداية العام 2024".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: صندوق النقد

إقرأ أيضاً:

الجمعّيّة اللبّنانيّة لحقوق المكلفّين سلمّت تقريرها حول الإدارة المالّيّة العامة إلى فرنجية


قدمت الجمعّيّة اللبّنانيّة لحقوق المكلفّين (ALDIC) تقريرها حول الإدارة المالّيّة العامة في لبنان (Assessment of Lebanon’s Public Financial Management) ضمن برنامج "بناء" BINA الممّوّل من الاتحاد الأوروبي وتحت إدارة منظمة الشفافية الدولية وTI-LB، للنائب طوني فرنجية بتاريخ 29 أيار 2024. 

وقد حضر اللقاء لتسليم التقرير أعضاء الهيئة الإدارية للجمعية المحامي كريم ضاهر، السيد نديم ضاهر، ومنسقة الجمعية لمشروع بناء السيدة رشا سعادة شهاب، والمدير المؤسس لمنظمةTPI ، المعدّ للتقرير مع فريق عمله، الدكتور سامي عطالله. كما حضر إلى جانب النائب طوني فرنجية مستشاره القانوني المحامي أنطوان فينيانوس.

وناقش المحامي كريم ضاهر القضايا الرئيسية المتعلقة بالمالية العامة، مع التركيز على المبادئ والقواعد المتعلقة بالنفقات والإيرادات. وأشار إلى العيوب الهيكلية التي تعيق الحوكمة الرشيدة وتحقيق أهداف ودور الدولة، مثل إساءة استخدام القوانين والأنظمة وتسخيرها للمصالح الخاصة في حالات عديدة، كما وغياب الشفافية والرقابة الفعلية والمساءلة والمحاسبة وسوء إدارة الأموال العامة، ونقص الوعي مما يؤثّر على الامتثال الضريبي وتنشيط الإقتصاد غير الشرعي وغير النظامي. كما وأكّد على أهمية قانون الشراء العام الجديد رقم 244 في تعزيز الشفافية وتكافؤ الفرص والمساءلة. بالإضافة إلى ذلك، شرح تفصيليا أولويات الإصلاح وسيما منها تحقيق العدالة وتوزيع الأعباء بشكل عادل لتحقيق المساواة، اضافة إلى إقامة عقد اجتماعي جديد يقوم على التضامن وتنشيط الإستثمار لتحفيز النمو وخلق فرص عمل وإعادة لبنان إلى لعب دوره الإقليمي المحوري. وقد دعا كذلك الأمر إلى إصلاحات في النظام الضريبي، تحترم خصوصية اللبنانيين، وتوازن بين حوافز الاستثمار والمساواة، وتضمن العدالة والخدمات العامة الأساسية. كما أشار إلى ضرورة معالجة آفة طغيان الضرائب غير المباشرة التنازلية في نظامنا الضريبي مثل الضريبة على القيمة المضافة التي تطال كل الفئات الإجتماعية دون تمييز إلا بالنسبة للسلع وبعض النشاطات المعفية وذلك ،لضمان نظام ضريبي عادل وفّعّال. وأبرز التعاون مع منظمةTPI في المشروع، الأمر الذي يلعب دور ا حاسم ا في تحقيق هذه الأهداف وتعزيز مجتمع مسؤول ومتوافق.

إضافة إلى ذلك، شدد المحامي ضاهر على ضرورة توسيع القاعدة الضريبية في لبنان كجانب حاسم من السياسة المالية، حيث يمكن لتوسيع هذه القاعدة الضريبية زيادة مصادر الإيرادات لتمويل الخدمات العامة وتطوير البنية التحتية. وأشار إلى أنّه يمكن تحقيق ذلك من خلال إغلاق الثغرات الضريبية، وتقليل التهرب الضريبي، وتنفيذ سياسات ضريبية عادلة.

من جهته، أكّد الدكتور سامي عطالله على الحاجة الملحة لتبنّي لبنان اقتصاد السوق وتنفيذ إصلاحات شاملة في الإدارة المالية العامة لإنقاذ شركاته المتعثرة. كما حذّر من أنّه دون تطبيق هذه الإصلاحات وإقامة حكومة قوية، فإّنّ مستقبل لبنان الاقتصادي في خطر. وقد بّرّر في الدكتور عطالله طرحه عبر شرح قانون البيانات العضوي، وهو قانون أساسي ضروري لفرض الانضباط المالي وضمان المساءلة القوية داخل الإطار المالي اللبناني. بالإضافة إلى ذلك، أبرز الدكتور عطالله الأهمية البالغة لقانون الموازنة ودوره في تسهيل تخصيص الموارد بكفاءة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي. بالتوازي مع هذه التشريعات الضرورية، دعا عطالله إلى تعزيز المؤسسات الحكومية، مشير ا إلى أن حكومة قوية وكفوءة لا غنى عنها لتنفيذ الإصلاحات، وتطبيق اللوائح، وضمان الإدارة الشفافة والفعالة للموارد العامة. كما قدم مجموعة من الإصلاحات التي يجب تنفيذها بالتوازي، بما في ذلك إصلاح الميزانية العامة واعتماد قانون أساسي أو تنظيمي لخطة تنفيذ الميزانية.


أّمّا النائب فرنجية، فقد أبدى اهتمام ا بالغ ا بالمواضيع التي نوقشت، لاسيما فيما يتعلق بفرص التعاون المحتملة لتنفيذ الإصلاحات المقترحة. وكان التركيز بشكل خاص على مبادرة توسيع القاعدة الضريبية عبر الوسائل الإلكترونية والحكومة الرقمية ، حيث شدد النائب فرنجية على أهمية التعديلات التشريعية لتحسين النظام المالي في لبنان وسيما من خلال اللجنة النيابية التي يرئي. 
رّحّب النائب فرنجية بالتّعاون والتّنسيق مع الجمعّيّة اللبّنانيّة لحقوق المكلفّين لتحقيق هذه الأهداف.

وقد اختتم الاجتماع بالاتفاق على مواصلة المشاورات ووضع استراتيجيات عملية لتنفيذ الإصلاحات. وابدت الجمعية اللبنانية لحقوق المكلفين استعدادها للمشاركة والتعاون في تقديم مقترحات تشريعية محددة للنائب التقدم المطلوب وتحقيق الأهداف المرجوة.
 

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد يكشف عن نقلة نوعية للاقتصاد السعودي
  • آخر معلومة عن مصارف لبنان.. كم يبلغ عدد موظفيها حالياً؟
  • صندوق النقد: تراجع الاحتياطيات الدولية ساعد في انخفاض دور الدولار عالميا
  • خطوة إيجابية من مصرف لبنان.. خبيرٌ يعلنها
  • صندوق النقد الدولي يوافق على صرف 800 مليون دولار للأرجنتين
  • "ساما" يرحب ببيان صندوق النقد بشأن مشاورات المادة الرابعة مع حكومة المملكة
  • صندوق النقد الدولي يشيد بالإصلاحات الاقتصادية في المملكة
  • صندوق النقد الدولي: المملكة تشهد تحوّلًا اقتصاديًا كبيرًا وغير مسبوق
  • المؤيد والشامي والكحلاني.. أسماء أقارب قيادات حوثية تشغل مناصب عليا داخل مؤسسات دولية مقرها أمريكا. تفاصيل تكشف لأول مرة
  • الجمعّيّة اللبّنانيّة لحقوق المكلفّين سلمّت تقريرها حول الإدارة المالّيّة العامة إلى فرنجية