بوابة الفجر:
2024-09-22@17:05:23 GMT

متى تنتهي الحرب في السودان؟.. خبراء يجيبون

تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT

يشهد الصراع حالة من القتال الشديد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية الفاشر وذلك منذ الجمعة الماضي، ولم يتوقف القصف المدفعي العشوائي والغارات الجوية التي استهدفت شرق المدينة وشمالها، في محاولة من الدعم السريع، التي تفرض حصارا محكما على المدينة.

دعوة مصر لتهدئة الصراع 

حيث أعرب السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عن قلق مصر من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في السودان إثر استمرار الأزمة الجارية، وآثارها البالغة على حماية المدنيين وتعرضهم للتجويع، والنزوح والمعاناة جراء المواجهات المسلحة.

وجدد دعوة مصر لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، واحترام القانون الدولي الإنساني، وتيسير النفاذ الإنساني، واحترام سيادة السودان ووحدة أراضيه والحفاظ على مؤسسات الدولة، والتوقف عن التدخل الخارجي في شئونه تمهيدًا لتحقيق تسوية شاملة يقودها ويمتلكها السودانيون. وأكد التزام مصر بالتواصل مع كافة الأطراف من أجل ذلك.

ولفت إلى تأكيد مصر على أن تزايد النزاعات المسلحة يعكس الحاجة لدفع الجهود الدولية الصادقة لضمان الامتثال للقانون الدولي الإنساني، وإحكام المساءلة في انتهاكات التجويع، والترويع، وعرقلة المساعدات الإغاثية وغيرها، وضرورة العمل بصورة موازية على منع وقوع النزاعات ومعالجة أسبابها الجذرية، وتسويتها عبر الوسائل السلمية والفعالة، فضلًا عن دفع أنشطة التنمية والنمو طويل الأجل لضمان استدامتها.

وأشار إلى مساهمة مصر خلال عضويتها الأخيرة في مجلس الأمن في إصدار القرار ٢٢٨٦ عام 2016 مع كل من اليابان، وإسبانيا ونيوزيلندا، وأوروجواي لتأكيد ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني من ضرورة حماية العاملين بالمجال الطبي والمنشآت الطبية في النزاعات المسلحة وأهمية اعتماد إجراءات فعالة الحماية هؤلاء العاملين وضمان النفاذ غير المعرقل للرعاية الطبية في حالات النزاعات. وتظل مصر ملتزمة بدعم كافة الجهود الرامية لتحقيق السلم والاستقرار الإقليمي والدولي والتأكد من الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

لا أحد يعرف

وتعليقا على الأمر، يقول محمد الأمين أبا زيد، المحلل السياسي السوداني،  عندما بدأت الحرب في السودان أبريل 2023 كانت التوقعات تشير إلى نهايتها في أيام قلائل وفقًا لتقديرات عسكرية استندت إلى قدرة القوات المسلحة وتفوقها الفني بأسلحة ذات ميزة تفضيلية على خصمها قوات الدعم السريع،وهى أسلحة الطيران والمدرعات ولكن للأسف سقطت هذه التقديرات وتبخرت في الهواء منذ أيام الحرب الأولى وسقطت معها الحقيقة التي تعتبر أول ضحايا الحروب.

وأضاف "أبا زيد" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تدخل الحرب في السودان الآن عامها الثاني بالرغم من وصف طرفيها المتنازعين لها أنها حرب عبثية لا منتصر فيها والخاسر الوحيد هو شعب السودان وكيان الدولة التي آلت للسقوط الكامل واستحالت إلى دولة فاشلة بضوء مترتبات الحرب على كافة المستويات.

تابع، أن التكهنات تشير إلى صعوبة انتهاء الحرب عسكريًا بالرغم من عدم توازن كفة الميدان عسكريًا ورهان القوى السياسية المساندة للجيش على مجاراته ودفعه للتعنت والاتجاه فى طريق الحسم العسكري الذي يبدو بعيد المنال فالقراءة الميدانية المتواضعة والتحليل لمجريات الحرب تقول بأن القوات الحكومية تخسر باستمرار في أغلب المحاور لافتًا إلى أنه في المقابل الإنهاك المستمر للطرف الآخر وتمدد رقعة المعارك التي بدأت كقطعة شطرنج في الخرطوم واتسعت لتشمل أكثر من 60%من رقعة البلاد.

أكمل أن غير المتوقع هو الذي يحدث دائما  مثل فرنسي يلخص ما يمكن ان يشكل نهاية للحرب العبثية التي تدور في السودان والذي يشكل الصراع حول السلطة مرتكزها الأساسي وكل المبررات الأخرى من الطرفين هي ظلال وسحب من الزيف والتضليل تحاول تغطية جوهر الصراع والاستقطاب حول الأوهام.

أكد المحلل السياسي السوداني، أنه لا أحد يمكنه التنبؤ بمتي تتوقف الحرب؟ لكن المؤكد أنه كلما يطول أمد الحرب تتعقد الظروف المؤدية إلى توقفها وحل النزاع،ويمكننا ان نشير إلى أن تتوقف الحرب عندما يتحلى طرفيها بالشجاعة الكافية والارادة المستقلة بعيدًا عن التأثيرات مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي والإقليمي هو من يستطيع وقف تلك الحرب.

طاولة المفاوضات هي الحل 

وأوضح صلاح غريبة الإعلامي والمحلل السياسي السوداني، أن انتهاء الحرب في السودان لن يحدث من خلال الحرب في ظل إصرار أطراف الصراع على الاستمرار في المعارك وعدم الجلوس على طاولة المفاوضات.

وأضاف “غريبة” في تصريحات خاصة لـ”الفجر”، أن حرب السودان ستنتهي بالحل السياسي وليس بالحل العسكري عند موافقة كل طرف على الجلوس على طاولة المفاوضات.

أكمل غربية، أن الأطراف السودانية يجب أن تعود إلى منبر جدة مرة من أجل عودة الاستقرار في السودان مرة أخرى، مشددًا على أن السودان يعاني تلك الفترة من تدهور الأوضاع وانهيار الدولة وملامحها ومؤسساتها.

واختتم المحلل السياسي السوداني، “أن السعودية ومصر يبذلان جهودا كبيرة من أجل إنهاء الحرب في السودان، وحرب السودان لن تنتهي بالصراع ولكن من خلال منبر جدة فهو أمل السودانيين لإنهاء ذلك الصراع”.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الحرب في السودان اتساع رقعة الحرب في السودان السودان السیاسی السودانی الحرب فی السودان الدولی الإنسانی

إقرأ أيضاً:

تمرد وقتل ومجاعة.. الوضع يزداد سوءا في الفاشر

في واحدة من "أبشع الحروب في العالم" يدخل الصراع في السودان مراحل متقدمة من المعارك الوحشية حيث يتنافس جنرالان على السيطرة على البلاد.

قصف متواصل على المدن، وغارات تفاقم من أزمة المجاعة في البلاد، والتي طالت الملايين، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

ومن أبرز تلك المدن التي تتعرض للدمار، الفاشر أكبر مدينة في دارفور، حيث فرضت قوات الدعم السريع حصارا عليها، وهي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم أنها تحاصرها منذ مايو.

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أبريل من العام الماضي، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم. ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن تفاقم العنف في محيط الفاشر يهدد باشتعال مزيد من الصراعات على أسس قبلية.

ومنذ أبريل عام 2023 يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

هيئات صحية أممية أعلنت "المجاعة" في أحد مخيمات النازحين في ضواحي الفاشر، فيما يلجأ بعض سكان المدينة التي يبلغ عددهم نحو مليوني نسمة إلى تناول علف الحيوانات، بعد أن منعت قوات الدعم السريع والجيش تدفق المساعدات منذ أشهر.

وتفجر الصراع عندما تحولت المنافسة بين الجيش وقوات الدعم السريع، اللذين تقاسما السلطة في وقت سابق بعد قيامهما بانقلاب، إلى حرب مفتوحة.

مجاعة في أحد مخيمات النازحين في الفاشر. أرشيفية

وقال الوسطاء بقيادة الولايات المتحدة الشهر الماضي إنهم حصلوا على ضمانات من الطرفين خلال محادثات في سويسرا لتحسين وصول المساعدات الإنسانية، لكن غياب الجيش السوداني عن المناقشات أعاق التقدم.

في الفاشر، على مدار الأيام العشرة الماضية، تشن قوات الدعم السريع هجوما شاملا، مطلقة مئات القذائف المدفعية على المناطق المكتظة بالسكان، بينما يرد الجيش السوداني المتحالف مع جماعتين مسلحتين بغارات جوية تستهدف مناطق تمركز قوات الدعم السريع، إضافة لهجمات تنفذ بطائرات مسيرة، ومعارك شرسة تجري في شوارع المدينة.

والأربعاء، قالت مارثا بوبي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، أمام مجلس الأمن الدولي إن "مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن مخاطر عنف جماعي".

وأضافت أن "المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرض للخطر هذه الفئات الهشة أصلا، بما في ذلك العديد من النازحين الذين يعيشون في مخيّمات ضخمة قرب الفاشر".

من جهتها، قالت جويس مسويا، القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني إنه في الفاشر "تم استهداف بنى تحتية مدنية، بما في ذلك مستشفيات ومخيمات للنازحين. مئات آلاف الأشخاص يواجهون تهديدا وشيكا، بما في ذلك أكثر من 700 ألف نازح في الفاشر ومحيطها".

وأضافت أن المعارك الدائرة حصدت عددا كبيرا من النساء والأطفال.

وقالت: "قلقنا زاد بعد ورود تقارير عن قصف طال الأحياء الوسطى والغربية من المدينة ونشر قوات مسلحة إضافية".

تعطيل لوصول المساعدات للمحتاجين في السودان . أرشيفية

سقوط الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع، يرعب السكان ويقلق الخبراء وحتى الحكومات الغربية ومن بينها واشنطن، من تكرار الفظائع التي لحقت بأهالي دارفور من مقاتلي "الجنجويد" قبل عقدين من الزمان بحسب الصحيفة.

وخلال السنوات 2003 و2008 نفذ مقاتلو الجنجويد "أول إبادة جماعية في السودان" في القرن الحادي والعشرين، حيث قتل ما يقدر بـ 300 ألف شخص.

الرئيس الأميركي، جو بايدن، حذر، الثلاثاء، من أن الحرب المشتعلة في السودان منذ 17 شهرا "التاريخ يعيد نفسه فيها".

وحث بايدن الجنرالين المتحاربين إلى سحب قواتهما من الفاشر، والسماح للوكالات الإنسانية بالوصول لمنع الموت الجماعي المحتمل بسبب المجاعة ونقص الرعاية الطبية، والبدء في محادثات لإنهاء الصراع.

وقال الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الثلاثاء، إنهما منفتحان على الحلول السلمية للحرب المستمرة، إلا أنهما ينخرطان في معارك طاحنة.

ويتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن عدم إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 12 ألف شخص منذ بدايته في أبريل 2023، واتهم كل منهما الآخر بارتكاب انتهاكات. ولم يحددا خطوات معينة للتوصل إلى حل سلمي.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، السبت، إن الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش، "منزعج بشدة" إزاء تقارير عن هجوم واسع النطاق لقوات الدعم السريع السودانية على مدينة الفاشر مضيفا أنه دعا قائدها إلى وقف الهجوم فورا.

وأضاف المتحدث أن غوتيريش حذر من أن استمرار التصعيد يهدد باتساع رقعة الصراع في أنحاء إقليم دارفور غرب السودان.

أزمة إنسانية في السودان وسط مخاوف من تكرار الإبادة الجماعية في دارفور. أرشيفية

وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان "إنه يدعو الفريق أول محمد حمدان دقلو للتصرف بشكل مسؤول وإصدار الأمر بوقف هجوم قوات الدعم السريع على الفور".

وأضاف "من غير المعقول دأب الطرفين المتحاربين على تجاهل دعوات وقف الأعمال القتالية".

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، السبت، إن الصراع سيكون على جدول أعمال الرئيس جو بايدن حينما يجتمع مع الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الاثنين.

ونشب خلاف بين السودان والإمارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب توجيه الحكومة السودانية الموالية للجيش اتهامات للإمارات بتسليح قوات الدعم السريع وتقديم الدعم لها.

وقال سوليفان لصحفيين: "نحن قلقون بشأن عدد من الدول والخطوات التي تتخذها لإطالة أمد الصراع بدلا من حله".

وأضاف "هدفنا النهائي هو نقل الصراع بأكمله في السودان إلى مسار آخر بدلا من المسار المأساوي والمروع الذي يمضي فيه حاليا. وأعتقد أن ذلك يتطلب بعض المحادثات الدبلوماسية المكثفة والحساسة في الوقت نفسه مع عدد من الأطراف".

A person walks through flood water, in Port Sudan

وفي قرار تم اعتماده في يونيو طالب مجلس الأمن الدولي بأن تنهي قوات الدعم السريع حصار الفاشر بالإضافة إلى وقف القتال في المنطقة فورا. ويبلغ عدد سكان الفاشر الواقعة في ولاية شمال دارفور 1.8 مليون نسمة.

ودعا القرار أيضا إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين في الفاشر، وهي آخر مدينة كبيرة في إقليم دارفور الشاسع لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وهناك قادة سودانيون مطلوبون لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، بحسب رويترز.

قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة، الأربعاء، إن إحراز تقدم في أزمة السودان مهدد بسبب هجوم جديد لقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الفاشر في جنوب غرب البلاد.

وكان خبراء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دعوا، في مطلع سبتمبر، إلى "نشر فوري" لقوة "مستقلة ومحايدة" لحماية المدنيين في السودان، في توصية رفضها قادة البلاد.

مقالات مشابهة

  • مراجعة نقدية شاملة لخمسين دراسة حول الحزب الشيوعي السوداني
  • تمرد وقتل ومجاعة.. الوضع يزداد سوءا في الفاشر
  • إعلان مشترك بين «الشيوعي السوداني» وحركة/ جيش تحرير السودان
  • غوتيريش يطالب حميدتي بوقف الهجوم على الفاشر
  • ما خيارات حزب الله بعد التصعيد الإسرائيلي؟ خبراء يجيبون
  • ميقاتي: أطالب المجتمع الدولي والضمير الإنساني باتخاذ موقف واضح من مجازر الاحتلال
  • ممثل بريطانيا لدى مجلس الأمن: يجب احترام القانون الإنساني الدولي بشكل كامل
  • ابراهيم جابر ل(المحرر): لا نخاف الضغوط الدولية ولكن نخشى الشعب السوداني
  • مصر: لماذا زادت أسعار أسطوانات البوتاجاز والبيض؟.. خبراء يجيبون
  • حرب الكلمات تنتهي بحضن الصلح.. كيف أوقف المحافظ لملس الأزمة التي هددت الموسم الكروي في عدن؟