بالسلاح الأبيض..تلميذ يعتدي على أستاذه بوزان
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
أخبارنا المغربية - محمد الحبشاوي
تعرض رجل تعليم بالثانوي التأهيلي في جماعة تروال، بإقليم وزان، إلى اعتداء على يد تلميذه.
وذكر بيان تضامني صدر يوم أمس الجمعة، عن التنسيقية الوطنية للأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد، أنه "على إثر الاعتداء الذي تعرض له أستاذ مادة الاجتماعيات (أ.ق) الذي يشتغل بثانوية عمر الخيام التأهيلية بجماعة تروال من طرف أحد تلاميذ المؤسسة، وذلك من خلال اعتراض سبيله بالسلاح الأبيض في محاولة منه النيل من الأستاذ وبطريقة شنيعة، الأمر الذي خلف إصابة على مستوى الرأس أدت لنقل الأستاذ المصاب بصورة مستعجلة للمستشفى الإقليمي بوزان لتلقي الإسعافات الضرورية".
وكشف المصدر ذاته، في البيان الذي تتوفر "أخبارنا" على نسخة منه، أن "هذا الحادث جاء بعد سلسلة تهديدات ومضايقات تعرض لها الأستاذ من طرف التلميذ المعتدي وصل صداها للسلطات المحلية وللمديرية الإقليمية، وفي ظل غياب أي تدخل أقدم التلميذ على فعله واعترض سبيل الأستاذ المذكور وألحق به أضرارا بليغة، مما يطرح علامات استفهام كبرى حول سلامة الأساتذة والأطر العاملين داخل المؤسسات التعليمية ويُظهر مستوى الهشاشة التي وصلت إليها وظيفة الأستاذ في المغرب ولاسيما الأساتذة وأطر الدعم المفروض عليهم التعاقد".
وعبرت التنسيقية الإقليمية للأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد بوزان، عن تضامنها المطلق والامشروط مع الأستاذ المعتدى عليه، كما طالبت "المديرية الإقليمية بالتدخل العاجل للقيام بالمتعين واتخاذ إجراءات حاسمة لوضع حد لهاته السلوكات الخطيرة التي تهدد سلامة مختلف العاملين بالمؤسسات التعليمية من أساتذة وأستاذات وأطر مختصة، والتي من شأنها تعكير صفوة الدراسة والتأثير بالسلب على مستوى التحصيل العلمي لأبناء وبنات شعبنا".
وأكد التنسيق التعليمي عن عزمه "خوض كافة الأشكال النضالية بتنسيق مع الأستاذ المعني، في حالة عدم التعاطي الجاد والمسؤول مع حالة الاعتداء التي تعرض لها، أو في حالة تعرض الأستاذ المعنف لمضايقات تجبره على التراجع عن حقه".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
ّإنها سنة.. فالطغاة يعتم عليهم
في سجلات التاريخ الطويلة، تتكرر ظاهرة لا تخطئها عين: الطغاة لا يرون هزيمتهم القادمة، ولا يعترفون بها حتى وهم يجرّون أذيالها. إنهم يسيرون بثقة العُميان نحو نهايتهم المحتومة، وقد غشاهم الغرور وسكروا بقوة زائفة.
قد يتساءل البعض: لماذا لا يرى محمد بن زايد هزيمته الواضحة في السودان، رغم فشل مليشياته، وسقوط خططه، وتغير موازين القوى؟
لكن الجواب بسيط: هذه سنة الطغاة، فهم لا يبصرون إلا وهج نارهم، ولا يسمعون إلا صدى أصواتهم.
قال الله تعالى:
> “سنستدرجهم من حيث لا يعلمون، وأملي لهم إن كيدي متين”
(الأعراف: 182-183)
فرعون، مع كل ما أوتي من قوة، رأى بعينيه البحر ينشق لسيدنا موسى ومن معه، ولم يمنعه ذلك من الإقدام على دخول البحر خلفهم، وهو يظن أنه سينتصر!
أي عقل هذا الذي لا يدرك أن من يشق البحر بعصاه لن يُهزم؟
قال تعالى:
> “فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم. وأضل فرعون قومه وما هدى”
(طه: 78-79)
هتلر، أحرق أوروبا بناره، ورغم انكساراته المتتالية، ظل يحشد الجنود ويؤمن بالنصر حتى آخر لحظة، فكانت نهايته في قبو معزول وهو يبتلع السم.
جنكيز خان، رغم انتصاراته المدوية، قاده طغيانه إلى بطش لا حدود له، فتحول اسمه من رمز قوة إلى لعنة على الشعوب، وانهارت إمبراطوريته بعد موته بسنوات.
قال تعالى:
> “حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون”
(الأنعام: 44)
الحجاج بن يوسف الثقفي، أشهر ولاة بني أمية، سفك الدماء، وأرهق العباد، حتى صار اسمه مرادفًا للبطش والظلم. ظن أن جبروته سيخلّد مُلك الأمويين، فإذا بهم يسقطون بعده بزمن وجيز، وتتبخر دولتهم التي بنيت على السيف لا العدل.
قال ابن خلدون:
> “الظلم مؤذن بخراب العمران.”
وهكذا، فإن محمد بن زايد ليس استثناءً، بل هو حلقة جديدة في سلسلة الطغاة الذين أعماهم الكبرياء، وأغرتهم القوة الزائلة.
لا يرون إلا ما يريدون رؤيته، ويظنون أن عجلة الزمن ستتوقف لهم، لكنها تمضي، وتسحقهم كما سحقت من قبلهم.
سنة الله التي لا تتبدل
هذه السنن ليست عبثًا، بل هي وعد رباني لا يتبدل:
> “فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها، وبئر معطلة وقصر مشيد”
(الحج: 45)
خاتمة:
الطغاة مشروع جثث مؤجلة
الذين لا يتعلمون من التاريخ، محكوم عليهم أن يكرروه.
وكل طاغية هو مشروع جثة مؤجلة، يمشي نحو قبره مختالاً، بينما تحفر سنن الله العادلة مصيره بأناة وصبر.
إنها سنة.. فالطغاة يُعتم عليهم حتى يأتيهم اليقين.
وهم لا يستيقظون إلا بعد فوات الأوان، حين لا يُجدي ندم، ولا يُنفع نداء.
بقلم وليد محمدالمبارك احمد
إنضم لقناة النيلين على واتساب