الجديد برس:

في إعلان هو الأول من نوعه منذ انتقال العمليات اليمنية إلى المرحلة الرابعة من التصعيد، أعلنت قوات صنعاء تنفيذ عملية ضد الملاحة الإسرائيلية في البحر المتوسط. ووفق ما جاء على لسان الناطق باسم تلك القوات، يحيى سريع، الجمعة، فقد تمّ تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية بحرية، استهدفت ثلاث سفن في البحرَين الأحمر والعربي والبحر المتوسط.

وأوضح سريع، خلال المسيرة التي شهدها ميدان السبعين في العاصمة نصرةً لفلسطين، أن قوات صنعاء استهدفت سفينة «MSC ALEXANDRA» الإسرائيلية في البحر العربي بعدد من الصواريخ الباليستية، بالتزامن مع ضربها سفينة «YANNIS» التابعة لشركة يونانية أثناء مرورها عبر البحر الأحمر، مشيراً إلى أن استهداف هذه الأخيرة «جاء بعد وصول ثلاث سفن تابعة للشركة إلى موانئ فلسطين المحتلّة في الرابع والخامس من الشهر الجاري»، فيما استُهدفت السفينة «ESSEX» الإسرائيلية بعدد من الصواريخ في البحر الأبيض المتوسط، وذلك «أثناء قيامها بانتهاك قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلّة».

وكان قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، اعتبر أن «الأميركيين يتعمّدون إعاقة تنفيذ عمليات المرحلة الرابعة، وينفّذون أحزمة دفاعية في محاولة منهم لمنع وصول الصواريخ البحرية الباليستية والطائرات المُسيّرة الطويلة المدى إلى البحر الأبيض المتوسط». لكن وفق مصادر ملاحية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن قوات صنعاء البحرية «شنّت أعنف هجوم بحري ضدّ القطع العسكرية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، استمر منذ مساء الخميس وحتى يوم الجمعة، واستخدمت فيه صواريخ بحرية وطائرات مُسيّرة». وأفادت المصادر بأن «انفجارات عنيفة شهدها البحر الأحمر الخميس، واستمرّت حتى ظهر الجمعة، ووصل صداها إلى كل المناطق الساحلية الواقعة على البحر الأحمر».

شنّ الطيران الأميركي والبريطاني، مساء الخميس، سلسلة غارات جوية على مدينة الحديدة

وفي أعقاب إعلان «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» رصدها ثلاث عمليات عسكرية في البحر الأحمر مساء الخميس، قالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، في بيان، إنها سجّلت عمليتَين في ‎البحر الأحمر، إحداها استهدفت سفينة تجارية على بعد 68 ميلاً جنوبي ميناء ‎الحديدة، والثانية على بعد 33 ميلاً بحريّاً جنوبي ميناء ‎المخا.

وكانت الهيئة البريطانية أفادت، في وقت سابق، الجمعة، بإصابة سفينة جرّاء استهدافها على بعد نحو 98 ميلاً بحريّاً من ميناء الحديدة، مشيرةً إلى أن السفينة توقّفت بعد تعرّضها لهجوم صاروخي. وجاءت هذه العمليات إثر اعتراف القيادة المركزية الأميركية بتعرّض قواتها في البحر الأحمر لعملية هجومية واسعة من قِبَل قوات صنعاء، وإعلانها اعتراض أربع طائرات مُسيّرة كانت متّجهة نحو بوارج أميركية في البحر الأحمر. كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن «الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن في البحر الأحمر الخميس، فيما لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار».

وعلى خلفية تصاعُد الهجوم اليمني على السفن العسكرية الأميركية والسفن التجارية الإسرائيلية، شنّ الطيران الأميركي والبريطاني، مساء الخميس، سلسلة غارات جوية على مدينة الحديدة، قالت مصادر أمنية، في حديثها إلى «الأخبار»، إنها استهدفت منزلَي الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، ونائب الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، علي محسن الأحمر. كما استهدفت مطار الحديدة بغارتَين، بعدما كانت قد استهدفته مساء الأربعاء بخمس غارات.

وبحسب مصدر عسكري تابع للحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، فإن الهجوم الأميركي – البريطاني على منزلَي صالح ومحسن الواقعين على ساحل الحديدة في منطقة مأهولة بالسكان، قد أدّى إلى سقوط 10 من قيادات «أنصار الله» العسكرية، وأن المنزلَين كانا يُستخدمان لإدارة العمليات البحرية. لكنّ مصدراً عسكرياً مطّلعاً في صنعاء نفى صحة تلك المعلومات، معتبراً، في حديث إلى «الأخبار»، استهداف منازل واقعة في مناطق سكانية «مؤشراً خطيراً يتهدّد سكان السواحل، وسيكون له ردّ مؤلم».

من جهته، قال نائب وزير خارجية صنعاء، حسين العزي، في تغريدة، إن «استمرار الغارات الأميركية – البريطانية على اليمن سيضاعف غضب الشعب ويدفع صنعاء نحو تصعيد أكبر»، مؤكداً أن «أميركا وبريطانيا تخطئان إن ظنّتا أن سلوكهما الإرهابي سيكسر موقف اليمن الإنساني والأخلاقي الرافض للإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي»،

مضيفاً أن وقف عمليات قوات صنعاء البحرية مرهون بوقف جرائم الإبادة في غزة. يُذكر أن هجمات صنعاء الأخيرة تزامنت مع عملية منسّقة مع المقاومة العراقية استهدفت مصالح للكيان في مدينة أم الرشراش (إيلات)، في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر مساء الخمیس قوات صنعاء

إقرأ أيضاً:

إعادة إعمار المناطق المتضررة من كارثة السيول في الحديدة.. جهود على مرحلتين

 

المرحلة الأولى: تم إعادة إعمار منازل 308 أسر في مديريتي زبيد والزيدية بمبادرات مجتمعية المرحلة الثانية: جارٍ العمل على إعادة إعمار 195 منزلًا بتكلفة إجمالية بما يقارب (63) مليون ريال يمني

في بضع ليالٍ من شهر أغسطس 2024 من العام الماضي، انقلبت حياة سكان مديريات محافظة الحديدة الساحلية رأساً على عقب. لم تكن الأمطار الغزيرة أمراً غريباً تماماً، لكن ما حدث كان يفوق كل تصور. انهمرت السماء بوابلٍ لم تشهده المنطقة منذ عقود، وتحولت الأودية الجافة منذ سنين إلى سيول جارفة لم تبقِ ولم تذر في طريقها. اجتاحت المياه العاتية مناطق واسعة من السهل الساحلي، من جنوب الحديدة وصولاً إلى حجة، لتغرق قرى بأكملها وتدمر كل شيء في طريقها.

الثورة / يحيى الربيعي

كانت الكارثة سريعة ومروعة. في مديريات مثل الزهرة، القناوص، اللحية، الزيدية، المراوعة، الدريهمي، حيس، الخوخة، وزبيد، استيقظ الناس على هدير المياه وهي تقتحم منازلهم. انهارت الجدران، وجُرفت الأسطح، وسحبت السيول معها الأثاث والمواشي والممتلكات. تحولت الشوارع إلى أنهار موحلة، وغرقت القرى في بحر من المياه والركام.
الخسائر البشرية كانت فادحة وموجعة. ارتفع عدد الضحايا بسرعة، حيث أشارت التقارير الأولية إلى وفاة حوالي 84شخصاً وفاة و25 إصابة في محافظة الحديدة وحدها بحلول نهاية أغسطس. فُقد الأبناء والآباء والأمهات والأشقاء في لحظات قاسية، تاركين وراءهم عائلات مفجوعة ومستقبلاً غامضاً.
لم تسلم البنية التحتية الحيوية من غضب السيول. غمرت المياه المستشفيات والمراكز الصحية في باجل والمراوعة والزيدية والزهرة، وتضرر مركز الدرن بشكل كبير، حيث دُمرت معداته وأدويته بالكامل. كما تضررت أقسام في مستشفى الثورة، أحد أهم المستشفيات المرجعية في المنطقة. أصبحت المياه الراكدة بعد انحسار السيول مرتعاً للأمراض، مما زاد من المخاوف بشأن تفشي الأوبئة مثل الملاريا وحمى الضنك في ظل نظام صحي منهك أصلاً.
تضرر المزارعون بشكل كارثي. جرفت السيول مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية، وقتلت مئات المواشي التي كانت مصدر رزقهم الوحيد. فقدت الأسر سبل عيشها، وزادت الكارثة من تفاقم الأزمة الإنسانية المعقدة التي تعيشها اليمن.
وسط الدمار واليأس، ومن خلال جهود الاستجابة والتكاتف. وبحسب تقرير صادر عن مؤسسة بنيان التنموية بتاريخ ‏السبت‏، 27‏ ذو القعدة‏، 1446 هجرية، الموافق، 23 مايو2025 ميلادية، حصلت الصحيفة على نسخته، أعلنت السلطات المحلية المناطق المتضررة مناطق منكوبة، وشُكلت لجان حكومية لمواجهة آثار السيول. انطلقت حملات الإغاثة الطارئة، حيث تم تدشين وتوزيع معدات شفط المياه، وتوفير الخيام والفُرش والمواد الإيوائية والسلال الغذائية للأسر المتضررة كخطوة أولى.
ولم تتوقف الجهود عند الإغاثة الفورية، بل انطلق “البرنامج الطارئ لإعادة الإعمار” في المديريات المتضررة، ومنها مديريات الحديدة (الدريهمي، اللحية، الزيدية، زبيد). لم يكن البرنامج مجرد مشروع بناء، بل نهجاً شاملاً يهدف إلى تمكين المجتمعات المحلية وتحويل الأزمة إلى فرصة للتنمية المستدامة. اعتمد البرنامج على إشراك المجتمع في كافة المراحل، من التقييم إلى التنفيذ، بهدف كسر ثقافة الاتكالية وتعزيز الاعتماد على الذات.
واجهت فرق العمل تحديات كبيرة، أبرزها الحاجة إلى تغيير ثقافة الاتكالية لدى بعض المتضررين، ونقص الموارد المالية اللازمة لتغطية حجم الأضرار الهائل. لكن بالعزيمة والإصرار، تمكن البرنامج من تحقيق إنجازات ملموسة.
ففي المرحلة الأولى، تحركت مؤسسة بنيان التنموية بالشراكة مع السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية والإشراف والقطاعات العامة والخاصة مباشرة منذ حدوث الأضرار التي حصلت بسبب السيول والأمطار الغزيرة في محافظة الحديدة وعملت على تحشيد الموارد والإمكانات المجتمعية والرسمية والمحسنين وساهمت في إعادة إعمار المنازل لبعض المتضررين التي كان لديهم منازل خرسانية، وتوفير خيم حديدية للأسر المتضررة التي كان لديها منازل قش (عشش. وقد تم إسناد 308 أسر متضررة منازلها في مديرية زبيد (شملت 71 بيتاً في القراشية السفلى، 174 بيتاً في بلاد الرقود، و16 بيتاً في الحبيل) حيث تم إسناد هذه الأسر بخيم حديدية عبر مبادرات مجتمعية، بالإضافة إلى 47 أسرة متضررة منازلها الخرسانية في الزيدية (المدينة) تم إسنادها عبر مبادرات مجتمعية بمادتي الإسمنت والبلك. وقد بلغ إجمالي عدد الأسر المستفيدة في هذه المرحلة 308 أسر. لعبت مؤسسة بنيان في هذه المرحلة دوراً في تنفيذ الدراسة عبر المتطوعين من فرسان التنمية وحشد المواد وتنفيذ المشروع.
وفي المرحلة الثانية، تم الانتهاء من بناء الجدران الخارجية والداخلية لـ 103 منازل، وحفر وبناء الأساسات لـ 91 منزلاً، ومرحلة التوعية والمتابعة وتحديث قاعدة البيانات لـ 21 منزلاً. ليبلغ الإجمالي ما تم إعادة إعماره في الحديدة 195 منزلاً. بلغت التكلفة الإجمالية في الحديدة 62,833,489 ريالاً يمنياً، منها 48,833,489 ريالاً من المؤسسة، 12,000,000 ريال من المجتمع وفاعلي الخير، و2,000,000 ريال من الشركاء.
لم تقتصر جهود البرنامج على البناء المباشر، بل شملت أنشطة مساندة ضرورية لدعم العملية وتعزيز المشاركة المجتمعية. تم تنفيذ أنشطة حصر المتضررين (دراسات مسح) لنحو 560 متضرراً، بهدف تحديد الأسر الأشد ضرراً وإنشاء قاعدة بيانات للمتضررين الفعليين. كما تم حصر فاقدي مصادر الدخل لنحو 560 متضرراً لتمكينهم بقروض بيضاء.
وفي مجال بناء القدرات وتحفيز العمل المجتمعي، تم تدريب 30 فارس تنمية، لتأهيل قادة مبادرات مجتمعية، ونُفذت 10 جلسات توعوية لرفع وعي المجتمع بأهمية التطوع وتفعيل المشاركة المجتمعية في إعادة الإعمار. كما عُقدت ورش عمل مع الشركاء لتوعيتهم بأدوارهم، و3 ورش عمل لتأهيل الجمعيات لتعزيز قدراتها وتفعيل دورها في المشاريع.
لا تزال آثار كارثة سيول الحديدة عميقة، والتحديات كبيرة. لكن قصص الصمود والتكاتف التي تجلت في وجه المحنة تبعث على الأمل. فالأهالي، وبدعم من البرنامج الطارئ لإعادة الإعمار والشركاء وفاعلي الخير، يواصلون رحلة التعافي، يخطون خطوات ثابتة نحو إعادة بناء حياتهم وقراهم التي ابتلعتها المياه. إنها حكاية معاناة ممزوجة بآيات من الصمود، والإصرار على تحويل الدمار إلى بناء، والأزمة إلى فرصة وبناء مستقبل أفضل.

مقالات مشابهة

  • إعادة إعمار المناطق المتضررة من كارثة السيول في الحديدة.. جهود على مرحلتين
  • تدشين المرحلة الثانية من مشروع الحزام الأخضر لمدينة الحديدة
  • 4 غارات إسرائيلية استهدفت مطار صنعاء وطائرة تابعة ل"اليمنية"
  • الحوثيون: 22 عملية عسكرية ضد إسرائيل خلال مايو الجاري
  • تقرير بريطاني يكشف الفضيحة: صنعاء تُذل أمريكا في البحر الأحمر وتسقط أسطورتها
  • "كأننا في حرب شبحية".. تفاصيل أول مواجهة ميدانية بين صنعاء والمدمرة الأمريكية
  • تقرير أممي يحذر من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إثر الغارات التي استهدفت موانئ الحديدة
  • تأثيرات بشرية.. سبب زيادة معدلات الزلازل في منطقة البحر المتوسط|فيديو
  • خبير يكشف عن سبب زيادة معدلات الزلازل في منطقة البحر المتوسط|فيديو
  • تنظيم الدماغ وإبطاء الشيخوخة ومقاومة الاكتئاب.. فوائد حمية البحر المتوسط