نائب وزير الخارجية يؤكد التزام مصر الدائم بتعزيز المصالح الإفريقية
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
أكد نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية السفير حمدي سند لوزا، أن مصر كانت دائما ملتزمة بتعزيز المصالح الإفريقية ودعم السلام والأمن في ربوع القارة.
وقال السفير حمدي لوزا، في الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال الذي نظمته، اليوم الأحد، الجامعة العربية ووزارة الخارجية والاتحاد الإفريقي ومجموعة السفراء الأفارقة، بمناسبة الذكرى الستين لانعقاد قمة منظمة الوحدة الإفريقية الأولى في عام 1964، وذلك بمقر الجامعة العربية.
وأشار نائب الوزير، إلى دعم مصر لحركات التحرر الإفريقية خلال فترة نضال الدول الشقيقة ضد الاستعمار.
وأبرز السفير حمدي لوزا، الدور الذي تقوم به مصر في إفريقيا، والذي تعزز منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر في عام 2014، معلنا أن مصر ستنظم منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في دورته الرابعة يومي الثاني والثالث من يوليو القادم.
وأكد أن مصر تتعاون مع الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن الإفريقي لتعزيز السلام ودعم الدول التي تعاني من العديد من التحديات.. مستعرضا المبادرات التي اتخذتها مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى الخطوات الكبيرة التي تحققت في إطار مبادرة إسكات البنادق.
وأضاف أن مصر تعمل مع الشركاء لتخفيف ما يقع في السودان ومساندة عملية سياسية يقودها السودانيون أنفسهم، كما تعمل لتعزيز التمثيل الإفريقي في المحافل الدولية، وتسعى إلى تعزيز منطقة التجارة الإفريقية الكبرى.
من ناحيته.. أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، أن مصر تبقى قوة كبيرة ويراهن عليها مستقبل إفريقيا، كما تمثل ضمانا لهذا الاتحاد من أجل تحقيق أجندة 2063.
وأضاف رئيس المفوضية- في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه ممثل المفوضية الإفريقية تورتيدا راتيباى، خلال الفعالية- أن الاحتفال اليوم يأتي في إطار ما تقدمه مصر، والدور الذي قامت به القاهرة من أجل تحرير قارتنا.
وشدد على أن التاريخ سجل بحروف من ذهب ما قامت به مصر لتحرير الشعوب الإفريقية، ومن أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.. مشيرا إلى أن مصر كانت الدولة المضيفة لكل حركات التحرير في أرجاء القارة، التي كانت تناضل للتخلص من الاستعمار، وتحقق الانتصار بإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الإفريقي.
واعتبر أن إفريقيا تبقى اليوم مسرحاً للمشكلات الجيوسياسية.. مشيرا في الوقت نفسه إلى الحرب الدائرة في قطاع غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني.
وقال إن احتفالنا اليوم بمرور ستين عاما على انعقاد أول قمة إفريقية يعكس ما قمنا به كدول إفريقية من تحقيق الحلم.
بدوره.. قال سفير الكاميرون عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي لدى مصر السفير محمدو لابرينج، إن الاحتفال اليوم وهذه المشاركة الكبيرة إنما يعكس الأهمية التي تولى لتعزيز العلاقات والتعاون مع القارة الإفريقية.. موجها الشكر لوزير الخارجية سامح شكري، لمساندته الدائمة لنشاط المجموعة الإفريقية لدى مصر، كما أعرب عن الشكر للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط الذي سمح بتنظيم الاحتفال بمقر الجامعة، حيث عقدت أول قمة إفريقية في عام 1964.
وأشار إلى أن مجموعة السفراء الأفارقة بالقاهرة وممثلي المنظمات الإفريقية في مصر يعقدون اجتماعا شهريا، لبحث الموضوعات التي تهم قارتنا السمراء.. لافتا إلى أن الاجتماعات التي تجرى مع الجامعة العربية تعد فرصة للوصول إلى توافقات وتبادل الرؤى في المسائل المهمة.
واستعرض تاريخ منظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الإفريقي، والتي عقدت أول قمة لها قبل ستين عاما في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.. مضيفا "أننا حققنا وبعد ستين عاما التكامل الذي كنا نصبو إليه، ولكن العقبات جمة ونعمل على فتح آفاق وخلق مستقبل أفضل لقارتنا".
اقرأ أيضاًنائب وزير الخارجية يستقبل لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى المعنية بالسودان
الخارجية تؤكد الدور الهام الذي يلعبه القطاع الخاص فى دفع عجلة التعاون مع أفريقيا
ضربات قاصمة.. تركيا تدرج 40 إ علاميا وشخصيات إخوانية على قوائم الإرهاب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي نائب وزير الخارجية الاتحاد الإفریقی الجامعة العربیة أن مصر
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: مشارف العودة إلى الاتحاد الإفريقي
بعد أكثر من ثلاث سنوات من التجميد، يبدو أن السودان بات على مشارف العودة إلى الاتحاد الإفريقي، مدفوعًا بجملة من التحولات السياسية والدبلوماسية التي بدأت تثمر مواقف أكثر تفهمًا من قبل المجتمع القاري تجاه الأزمة السودانية. هذه العودة لا تنفصل عن سياقات إقليمية ودولية، كما أنها تعكس صراعًا محتدمًا بين مساعي تثبيت الدولة الوطنية و محاولات الالتفاف عليها. في هذا المقال نستعرض مؤشرات هذه العودة المحتملة، والسياقات التي تجعلها ضرورة لتسريع الانتقال.
خلال الأشهر الأخيرة بات السودان على وشك العودة إلى الاتحاد الإفريقي، بعد أكثر من ثلاث سنوات من تعليق عضويته إثر إجراءات 25 أكتوبر 2021. وتُقرأ هذه العودة المحتملة في سياق انعكاس لتحولات داخل المشهد السياسي السوداني، وتفاعل مختلف المؤشرات والمعطيات الإقليمية والدولية المحيطة.
في 19 مايو 2025، أقدم الرئيس البرهان على تعيين الدكتور كامل الطيب إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء، في خطوة وُصفت في عدد من التصريحات الدولية بأنها إشارة إيجابية نحو استعادة المسار الدستوري. فقد رحّب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، بهذا التعيين واعتبره خطوة نحو حكومة قد تسهم في تهيئة البيئة السياسية للانتقال المدني الشامل، وفقًا لما ورد في بيان رسمي صادر عن المفوضية نُشر عبر وسائل إعلام دولية، منها وكالة “رويترز”.
وقد جاء هذا التطور في سياق دبلوماسي حافل بالتحركات السودانية الهادفة إلى إعادة بناء جسور الثقة مع الاتحاد الإفريقي، وهو ما برز بوضوح الأسبوع الماضي من خلال المشاركة الرسمية للسودان في فعالية “يوم إفريقيا” بمقر الاتحاد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقد ضمّت المشاركة جناحًا ثقافيًا سودانيًا لافتًا، وكانت الأولى منذ قرار التجميد في أكتوبر 2021، وحظيت باهتمام واضح من قيادات إفريقية، أبرزهم رئيس مفوضية الاتحاد ووزير الخارجية الإثيوبي، كما أكدت تغطيات إعلامية لشبكة “BBC Africa”.
كذلك تبنّت قمة إحياء السلم والأمن لجمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة، والتي انعقدت في مدينة عنتيبي الأوغندية مؤخرًا، بندًا خاصًا تحت عنوان “التضامن مع السودان” في بيانها الختامي. وجاء في البيان دعم لخارطة طريق الحكومة السودانية، وتأكيد على سيادة السودان ورفض الحلول المفروضة من الخارج، وهي صيغة تحمل إدانة مبطنة لأي تدخلات إقليمية مباشرة، خاصة تلك التي تمارسها بعض الدول في دعم الميليشيا .
وقد نقلت وسائل إعلام رسمية، مثل “الشرق”، تصريحات من الوفد السوداني المشارك برئاسة مالك عقار، اتهم فيها دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وطالبها بوقف الدعم الذي تقدّمه.
لكن التحول الأبرز في العلاقة مع المنظمة تمثل في زيارة وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى بورتسودان في أكتوبر 2024 ، برئاسة السفير محمد جاد، سفير مصر لدى الاتحاد. وقد اعتُبرت هذه الزيارة، وفق مراقبين، أبرز محطة في مسار تطبيع العلاقات بين السودان والمنظمة القارية. وتأتي أهمية هذه الزيارة من كونها الأولى منذ اندلاع الحرب، وكونها أيضًا مثّلت اعترافًا ضمنيًا من الاتحاد بضرورة مراجعة مواقفه السابقة تجاه السودان، خاصة بعد أن عبّر الرئيس البرهان عن موقف حازم من توصيف الاتحاد لما جرى في أكتوبر 2021، معتبرًا أن السودان يواجه استعمارًا بالوكالة عبر ميليشيا متمردة مدعومة إقليميًا.
وفي هذا اللقاء، أشار البرهان إلى أن جزءً من البلاد “يقبع تحت احتلال ميليشيا متمردة مدعومة بمرتزقة أجانب”، وهو توصيف وجد طريقه إلى النقاشات الداخلية للمجلس، بحسب تسريبات صحيفة Jeune Afrique في تغطيتها بتاريخ 26 مايو 2025.
وأشار السفير محمد جاد حينها، في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام دولية، من بينها قناة “الحدث”، إلى أن الوفد لمس خلال زيارته تفاهُمًا واسعًا لضرورة استعادة السودان لعضويته، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لدعم جهود السلام وفتح قنوات التعاون، مؤكدًا أن الزيارة تؤسس لـ”خارطة طريق جديدة” لعودة السودان إلى المنظومة الإفريقية.
وتتزامن هذه التحولات مع استمرار انتهاكات جسيمة ترتكبها ميليشيا الدعم السريع، بحسب ما أكدته منظمات حقوقية ودولية، أبرزها “هيومن رايتس ووتش”، التي وثّقت في تقارير حديثة ارتكاب هذه القوات جرائم حرب في ولايات دارفور وكردفان. وآخر الإدانات صدرت أمس من الخارجية الأمريكية، نتيجة قصف الميليشيا منشأة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في دارفور، كما سبق أن فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو، وسبع من شركاته التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها.
هذا، وبحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة، فإن استعادة السودان لمقعده في الاتحاد الإفريقي ستكون تتويجًا لتحول سياسي ودبلوماسي كبير، ونجاحًا حقيقيًا للاتحاد الإفريقي في مغادرة موقع “المراقب السلبي” والتحول إلى شريك حقيقي في استعادة الأمن والسلام في السودان. عليه، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد طبيعة العلاقة بين السودان والاتحاد الإفريقي. وحال تحقق ذلك، ستكون الخرطوم قد قطعت شوطًا مهمًا نحو استعادة موقعها كدولة محورية في القارة الإفريقية.
إبراهيم شقلاوي
الأحد 1 يونيو 2025م. Shglawi55@gmail.com
إنضم لقناة النيلين على واتساب