أعلن السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية أن على رأس مشروع جدول الأعمال في الدورة 54 لمجلس وزراء الاعلام العرب، مواصلة الدعم الإعلامي للقضية الفلسطينية التي تظل في قلب الانشغالات العربية، وخاصة في سياق التداعيات الكارثية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة الي متابعة المعهد العربي لصحافة السلام، وتوصيات اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني.

إقرأ أيضًا..مشاهدة بث مباشر مباراة الزمالك والاتحاد السكندري

جاء ذلك خلال كلمة الأمين العام المساعد في أعمال الدورة العادية "101" للجنة الدائمة للإعلام العربي التي تعقد بمملكة البحرين ، واستعرض خطابي مشروع جدول أعمال اللجنة، والذي يشمل تنفيذ قرارات قمة البحرين بما في ذلك الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب التي تتطلب- بعدما تم اعتمادها من القمة- تفعيل خطتها التنفيذية المرحلية 2024-2027 بشراكة مع الأطراف المعنية وبمنظور شمولي واستباقي.

وصرح السفير خطابي أن الدورة تتابع أيضا خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج بما في ذلك اعتماد النظام الأساسي للمرصد والمنصة المدمجة ، والذي يهدف إلى رصد صورة العالم العربي في الخارج ووضع الآليات الكفيلة بمواجهتها من خلال إنتاج المحتوى الإعلامي، بالإضافة الي تقديم تقارير وتحليلات موثوقة وموضوعية للمساهمة في صنع القرار الإعلامي، لافتا ان المرصد يعتبر أداة هامة لتعزيز الوعي الإعلامي وتعزيز القدرة على التعامل مع التحديات الإعلامية المعاصرة.

وأوضح السفير خطابي أن اللجنة الدائمة للإعلام العربي ستنكب على تدارس أفضل السبل لتنفيذ الخطة المرحلية للاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب، وذلك في ضوء اعتماد القمة العربية العادية (33) بمملكة البحرين على هذه الاستراتيجية ، و اعتماد توصيات الملتقى الأول للمؤثرين وصانعي المحتوى في مجال التنمية المستدامة.

وأضاف خطابي أن اللجنة ستقوم باتخاذ الخطوات الهادفة لاستكمال ملف التفاوض مع شركات الإعلام الدولية، ومواصلة الجهود الرامية لنشر الثقافة الإعلامية البيئية، وتعزيز دور المرأة العربية في وسائل الإعلام ، واعتماد ميثاق الشرف الإعلامي العربي بعد إثرائه بأحكام جديدة تمشيا مع مبادرة الأمانة العامة ومقترحات الدول الأعضاء بشأن ادماج البُعد الانتخابي في متابعة الاستحقاقات الانتخابية على المستوى الإعلامي.

واشار انه سيعلن رسميا على هامش الدورة عن الفائزين بجائزة التميز الإعلامي العربي في دورتها الثامنة والتي تشمل فئات الأعمال التلفزيونية والاذاعية والصحافة المكتوبة والإعلام الرقمي حول موضوع" إعلام الازمات والكوارث والمخاطر “بمساهمة ما يزيد عن 100 من الاعمال عرضت على لجنة خاصة من الدول الاعضاء برئاسة الكويت -الدولة الراعية للجائزة – والتي فيما وراء قيمتها المادية تحمل رمزية كبيرة باسم الجامعة العربية.

تستضيف البحرين ، بالتعاون بين قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية ووزارة الإعلام، الدورة 54 لمجلس وزراء الاعلام العرب، وتشارك الأمانة العامة بوفد يترأسه السفير أحمد رشيد خطابي ،وعضوية وزير مفوض فالح المطيري مدير الأمانة الفنية، و عبد المنعم السباعي عضو الإدارة، بحضور وزراء الإعلام في الدول العربية ومن يقوم مقامهم، ورؤساء المنظمات والاتحادات الإعلامية ذات صفة مراقب لدى مجلس وزراء الاعلام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السفير أحمد رشيد خطابي جامعة الدول العربية الأراضي الفلسطينية المحتلة الإعلامی العربی العربی فی

إقرأ أيضاً:

حين يُسجَن العربي لأنه ناصر فلسطين.. فهل الغرب حقّا أكثر وفاء؟

في ليلة الجمعة، 25 تموز/ يوليو 2025، هزّت مجموعة شبابية تُطلق على نفسها اسم "الحديد 17" المشهدَ السياسي المصري بإعلانها عن اقتحام غير مسبوق لقسم شرطة المعصرة في حيّ حلوان، حيث تمكّنت من احتجاز عدد من أفراد الأمن، مطالبة بفتح معبر رفح في وجه الجرحى والنازفين من غزة. لم تطلق الرصاص، لم تحمل سوى صرخة: "افتحوا المعبر!" فاختفوا.

لا يُعرف مصير الشبان حتى اليوم؛ لا محاكمة، لا بيان رسميا، لا ظهور، فقط اختفاءٌ قسريّ يُضاف إلى أرشيف طويل من العقاب العربي لمن ناصر فلسطين. في هذا الشرق المقموع، لا تحتاج إلى سلاح كي تُجرَّم، يكفي أن تذكر غزة.

وهنا تحديدا، يجب أن يُطرَح السؤال: من الأوفى لفلسطين؟ الذي يُهتف لها في ساحة محميّة؟ أم الذي يُقتاد إلى العدم لأنه أراد أن تُفتح لها بوابة نجاة؟

من الأوفى لفلسطين؟ الذي يُهتف لها في ساحة محميّة؟ أم الذي يُقتاد إلى العدم لأنه أراد أن تُفتح لها بوابة نجاة؟
هذا المقال ليس رثاء، بل تفنيد لأسطورة زائفة: أن الغرب أكثر فلسطينية منّا.

مصر: حين يصبح حبّ فلسطين تهمة

في حزيران/ يونيو 2024، وثّقت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية اعتقال 150 مواطنا مصريا بسبب تعبيرهم عن التضامن مع غزة، بينهم أطفال ومراهقون.

الاتهامات؟ "الانضمام إلى جماعة إرهابية"، "نشر أخبار كاذبة"، "التحريض على التجمهر". جميعها صيغ قانونية تُستخدم لإخراس أبسط أشكال التعبير.

هذه ليست حالة استثنائية، بل امتداد لخطّ طويل في التعامل مع فلسطين كملف حساس لا يجوز للمواطن العادي الاقتراب منه. وكل من يتجاوز تلك "الحدود" -حتى لو بكلمة أو وسم- يوضع في مرمى القمع.

ولا يمكن تجاهل السياق الأوسع: ففي عام 2012، حين انتُخب محمد مرسي رئيسا، كان أبرز وعوده العلنية: "غزة لن تكون وحدها". ذلك الوعد -قبل أي سياسة داخلية- شكّل تحديا للمعادلات الإقليمية، وربما كان من أوائل الأسباب التي عجّلت بإنهاء حكمه.

تونس: حين صرخ الشعب باسم فلسطين قبل أن يرتّب نفسه

في لحظة انهيار النظام التونسي يوم 14 كانون الثاني/ يناير 2011، وقبل أن تلتقط القوى السياسية أنفاسها، خرج الشارع العفوي يهتف: "الشعب يريد تحرير فلسطين".

كان ذلك الهتاف صادما لكثيرين، ففلسطين لم تكن على جدول أعمال النخب، ولا في قوائم المطالب، لكنه كان صادقا، نابعا من ذاكرة شعبية رسّختها الانتفاضات، والمدارس، والإذاعة، وتاريخ احتضان منظمة التحرير في تونس بعد خروجها من بيروت.

وحين عاد التضييق في السنوات الأخيرة، صار رفع العلم الفلسطيني في مظاهرة طلابية أو منشور على فيسبوك مدعاة للاستدعاء أو التحقيق. فالاستبداد يعرف أن فلسطين لا توحّد فقط، بل توقظ، وتربك، وتربّي على ما هو أعظم من الدولة البوليسية.

لبنان: البلد الذي لم يهتف فقط.. بل نزف

في عام 1982، حين اجتاحت إسرائيل بيروت، لم تكن مقاومة الاحتلال خطابا سياسيا، بل واقعا يوميا. وفي عام 2006، حين قُصف الجنوب والضاحية، لم تكن فلسطين مجرد لافتة، بل كانت البوصلة.

لبنان لم "يتضامن" مع فلسطين من بعيد، بل قاوم معها، ومن داخل نسيجه. فلسطين في لبنان لم تكن هوية طارئة، بل مكونا من المخيمات، من الذاكرة، من الرصاص، ومن أوجاع الناس.

وهناك، لم يكن القمع هو ما يمنع الموقف، بل الموت نفسه. ومع ذلك، اختار الناس أن يقاوموا، لا أن يصمتوا.

المغرب: حين يصبح التضامن محاصرا باتفاق التطبيع

وفي المغرب، لم يكن المشهد مختلفا. فخلال العدوان على غزة، خرجت تظاهرات ضخمة في الرباط والدار البيضاء، واجهتها قوات الأمن بقمع ممنهج. مُنعت التجمعات، فُضّت الوقفات، وتم استدعاء ناشطين للاستجواب بسبب منشورات.

ورغم أن المغرب دولة وقّعت اتفاق تطبيع مع إسرائيل، إلا أن الشارع ما زال يحمل لافتة واحدة: "فلسطين ليست للبيع". ولماذا لا تُقمع المظاهرات في الغرب أيضا؟

صحيح أن المتضامنين مع غزة في أوروبا وأمريكا يملكون هامشا واسعا للتعبير، لكن هذا الهامش ليس مطلقا. فقد تم فصل عشرات الطلاب والأساتذة في جامعات أمريكية وبريطانية بسبب مشاركتهم في حملات تدعو لمقاطعة إسرائيل أو تنتقد جرائمها. حركات مثل "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" تعرضت للتهديد بالإغلاق، وبعض الصحفيين فقدوا وظائفهم بسبب كلمة واحدة في تغريدة.

لا يعني هذا تبرير القمع العربي، بل فضح النفاق العالمي. فالمنظومة السياسية الغربية التي تسمح بالمظاهرات، هي ذاتها التي تموّل آلة القتل في غزة، وتمنع أي مساءلة حقيقية في المحافل الدولية.

لذا، فإن المقارنة بين "الشارع الغربي" و"الشارع العربي" لا تصمد أخلاقيا أو سياسيا. الأول يتظاهر بإذن القانون، والثاني يتظاهر رغم القانون.. الأول يعود إلى بيته بعد الهتاف، والثاني لا يعود أبدا.

ليس تنافسا في الوفاء.. بل سؤال في منطق القمع

لا يهدف هذا المقال إلى نزع القيمة عن مظاهرات الغرب، ولا إلى التقليل من شجاعة الأصوات المتضامنة مع فلسطين، بل هو تذكير بأن المعيار الحقيقي للوفاء لا يُقاس بعدد اللافتات، بل بحرية رفعها.

المشكلة ليست في تضامن الآخرين، بل في أن تضامننا -كعرب- صار جريمة.

الشعوب المغيَّبة لا الغائبة

إنّ مقارنة العرب بالغرب في ميزان "الدعم لفلسطين" تغفل بُعدا جوهريا: السياق السياسي للقمع. الغربي يهتف وهو محمي بدستور، بينما العربي يُخضع لأيّ تهمة جاهزة.

خطاب "الغرب أكثر وفاء لفلسطين" ليس فقط مضللا، بل يُعيد إنتاج صورة العربي المتخاذل، المنكفئ، غير الجدير بقضاياه. إنه امتداد ناعم للاستشراق، لكنه بنسخة رقمية
من القاهرة إلى عمّان، ومن الرباط إلى الخرطوم، لا يحتاج القمع سوى ذريعة: منشور، وسم، وقفة صامتة، أو حتى تبرع مالي. ومع ذلك، تخرج الأصوات، رغم التضييق، وتبقى فلسطين حيّة في الشوارع العربية، كلما سنحت الفرصة.

هذه السردية ليست بريئة

خطاب "الغرب أكثر وفاء لفلسطين" ليس فقط مضللا، بل يُعيد إنتاج صورة العربي المتخاذل، المنكفئ، غير الجدير بقضاياه. إنه امتداد ناعم للاستشراق، لكنه بنسخة رقمية.

فالغربي عقلاني شجاع، والعربي خائف صامت.. الغربي يواجه الشرطة، والعربي يُكمَم من قبلها. لكن الواقع غير ذلك.

من الذي يصادر الإعلام؟ من يمنع المظاهرات؟ من يعتبر فلسطين ملفا أمنيا لا وجدانيا؟ ليست الشعوب من اختارت الصمت، بل فُرض عليها. ولم تسكت.. بل مُنعت.

خاتمة: حين يُمنع عنك الحلم، يصبح الحلم مقاومة

في هذا العالم المعكوس، يُكافأ من يرفع علم فلسطين في ساحة مرخّصة، ويُخفى قسرا من يهتف باسمها في عاصمة عربية، يُصفَّق للمتضامن حين يكون الهتاف بلا ثمن، ويُقطع الصوت حين يصبح الهتاف مشروعا للتحرر.

هذا المقال لا يسعى لانتزاع شهادة وفاء، بل فقط لتذكير العالم: أن العربي حين يحبّ يدفع كل شيء، حتى حقّ الظهور، حتى صوته، حتى اسمه.

مقالات مشابهة

  • إعلاميون وحقوقيون وسفراء في لقاء علمي بـ المعهد العربي لدراسات الإعلام
  • السودان يرد على الجامعة العربية
  • مأزق الوحدة العربية الكبرى
  • شيخ الأزهر: سفراؤنا في الخارج شركاء في دعم رسالتنا الوسطية
  • التضليل الإعلامي .. حرب على القيم والهوية والأمن والاستقرار
  • موعد مباراة منتخب السلة الأولمبي أمام البحرين في البطولة العربية
  • حين يُسجَن العربي لأنه ناصر فلسطين.. فهل الغرب حقّا أكثر وفاء؟
  • عين على الصدارة.. منتخب السلة الأولمبي يواجه البحرين في البطولة العربية
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • اليوم .. «السلة الأوليمبى» يواجه البحرين بالبطولة العربية