انقلابيو النيجر يبحثون في مالي عن دعم من مجموعة فاغنر
تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT
فيما يجتمع قادة جيوش دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) في نيجيريا لبحث خطة لتدخل عسكري في النيجر يعيد النظام الدستوري إلى السلطة، اتجه الرجل الثاني في المجموعة العسكرية الحاكمة في العاصمة نيامى إلى باماكو قبل أيام من نهاية المهلة التي حددت لهم للإفراج عن الرئيس الشرعي والسماح له باستئناف مهامه الدستورية والعودة لثكناتهم.
ويعتقد انقلابيو النيجر أنهم قادرون على مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية بالتحالف مع السلطات الانتقالية المنبثقة عن انقلابين عسكريين في مالي المجاورة وبتأجيج الانقسامات في المنظمة الإقليمية.
مادة اعلانيةوفي هذا السياق، أجرى الجنرال ساليفو مودي مباحثات في باماكو مع الرئيس الانتقالي وكبار معاونيه.
يذكر أن حكومة مالي كانت أعلنت مع بوركينا فاسو في بيان مشترك أنها ستخوض الحرب إلى جانب الانقلابيين في نيامى إذا تحركت قوات إيكواس لإفشال الانقلاب وتحرير الرئيس محمد بازوم المعتقل في إقامته بالقصر الرئاسي.
هذا، وكشفت مصادر خاصة لـ"العربية" عن أن رئيس أركان المجلس الانقلابي في النيجر الجنرال مودي سيلتقي خلال زيارته باماكو مسؤولين من شركة المرتزقة الروسية فاغنر التي تتولى حماية ودعم المجالس العسكرية في المنطقة مقابل أموال واتفاقيات تسهل وصول العسكريين والجيولوجيين الروس للموارد الأولية في غرب القارة، كما تقول منظمات محلية وغربية.
الجنرال ساليفو مودي كان الرئيس المخلوع محمد بازوم عزله في إبريل الماضي من منصبه بعد عودته من زيارة خاصة لباماكو قدم فيها التعزية لرفيق السلاح العقيد اسيمي كويتا الحاكم العسكري لمالي في وفاة والده وبعد الاشتباه في عقده لقاءات سرية مع مسؤولين من شركة فاغنر.
وفي صبيحة الانقلاب على الحكم المدني في النيجر، ظهر الجنرال ساليفو مودي وتولى دوراً محورياً في الإطاحة بالرئيس الذي وصل للسلطة عبر الانتخابات حيث اقنع كبار الضباط وقادة المناطق العسكرية ووحدات النخبة ومكافحة الإرهاب بالانضمام لانقلاب لم يتم بالتنسيق معهم بشأنه، ولم تكن صلت هؤلاء متينة بقائد القوات التي نفذت أولى خطواته وهي قطع الطرق المؤدية للقصر الرئاسي وتطويقه.
وخلال سنوات تعامل بعض قادة جيش النيجر بازدراء مع الجنرال تياني كمجرد حارس للرئيس، استفاد من قربه الوظيفي والاجتماعي لتحقيق منافع وامتيازات شخصية منذ اختياره من طرف ابن عمه الرئيس السابق محمدو ايسوفو لقيادة الحرس الرئاسي وظل قريباً منه على مدى عشر سنوات.
وفيما يسعى انقلابيو النيجر لتشكيل جبهة مضادة لمنظمة إيكواس، تبدو مهمتهم صعبة حيث تفصل بينهم ونظرائهم في باماكو داعش المتركزة في الصحراء فهي من يسيطر على الحدود بين مالي والنيجر وسيكون عليهم أولاً استعادة السيطرة على المعابر الحدودية ومناطق صحراوية شاسعة قبل أي عبور لقوات من مالي وبوركينا فاسو لمواجهة توغل محتمل لقوات قادمة من نيجيريا وتشاد.
ويبدو استدعاء الانقلابيين قوات من قواعد فاغنر في مالي أو دول أخرى من جوار النيجر محفوفاً بالمخاطر في ظل وجود قواعد عسكرية فرنسية وأميركية.
وكان الانسحاب العسكري الفرنسي من مالي مهد الطريق أمام روسيا لتحقيق مكاسب جيوسياسية في الساحل الإفريقي ولدخول فاغنر وتنامي النفوذ الروسي في غرب أفريقيا المجال الحيوي للمصالح الفرنسية والغربية.
ويحذر مراقبون من أهداف مجموعة فاغنر لتوسيع رقعة نفوذها تمتد لدول أخرى في غرب القارة مطلة على المحيط الأطلسي مثل السينغال بما أن مالي وبوركينا فاسو والنيجر دول حبيسة.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google Newsالمصدر: العربية
كلمات دلالية: فی النیجر
إقرأ أيضاً:
“التحالف الإسلامي” يدشّن المرحلة الثالثة من برنامج دول الساحل في مالي
دشّن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، اليوم، في العاصمة المالية باماكو، برنامجه الإقليمي لدول الساحل في جمهورية مالي، بحضور وزير الدفاع والمحاربين القدامى بجمهورية مالي الفريق ساديو كامارا، والأمين العام للتحالف اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين من عسكريين ومدنيين.
ويأتي هذا التدشين في إطار التزام التحالف بدعم الجهود الإقليمية لمواجهة التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء ضمن رؤية شاملة تقوم على التنسيق الفكري والإعلامي والعسكري، والتصدي لظاهرة تمويل الإرهاب.
وفي كلمته خلال الحفل، نقل اللواء المغيدي تحيات وزير الدفاع بالمملكة رئيس مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، وتمنياته لجمهورية مالي بمزيد من التقدم والاستقرار.
وأكد أن تدشين البرنامج في جمهورية مالي يحمل دلالة بالغة على الالتزام المشترك والتعاون الوثيق في التصدي لخطر الإرهاب، الذي لا يعترف بحدود، ولا يفرّق بين الشعوب.
وأشار إلى أن البرنامج يسعى إلى تطوير إستراتيجيات التوعية المشتركة، وتعزيز الجهود الإقليمية لمحاربة الجماعات الإرهابية من خلال أنشطة فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية متكاملة، مؤكدًا أن محاربة الإرهاب لا يمكن أن تنجح إلا بتضافر الجهود وتكاملها.
كما أوضح الأمين العام إلى أن التحالف ينفذ حاليًا «برنامج دول الساحل»، الذي يستهدف 239 نشاطًا خلال خمس سنوات، ضمن خطة دعم متكاملة للدول المستفيدة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي امتدادًا لدور المملكة العربية السعودية الريادي في محاربة الإرهاب والتطرف جنبًا إلى جنب مع الدول الأعضاء.
من جهته، عبّر وزير الدفاع والمحاربين القدامى بجمهورية مالي الفريق ساديو كامارا عن تقديره للدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في تسهيل أعمال التحالف، مؤكدًا أن المملكة تلعب دورًا محوريًا في دعم استقرار المنطقة من خلال هذا التحالف الفاعل.
وأشار إلى أن محاربة الإرهاب باتت تمثل تحديًا كبيرًا أمام مالي ودول الساحل وإفريقيا بشكل عام، إذ أصبح تمويل الإرهاب أكبر عائق أمام المؤسسات المدنية، ويعيق التقدم والتنمية في المجتمعات الأفريقية، مشددًا على أن هذه الآفة تحتاج إلى جهود جماعية متواصلة لمواجهتها.
وأكد أن «ما يقدمه التحالف الإسلامي يُعد جهدًا كبيرًا يخدم الدول الأعضاء بصدق وإخلاص، ويعي تمامًا حجم التحديات التي تواجهنا».
وختم كلمته بالتأكيد على أن «حضور التحالف اليوم في مالي هو رسالة قوية تدل على إدراكه لأهمية هذه المهمة، واستيعابه العميق لطبيعة التهديدات في عالم يعاني من الإرهاب والتطرف»، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الشراكة في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وعقب مراسم التدشين، أقيمت محاضرة علمية متخصصة ضمن البرنامج، معنية بمحاربة تمويل الإرهاب، تضمنت في محاورها التحقيقات المالية في جرائم تمويل الإرهاب وغسل الأموال، كما استعرض المحور الثاني جهود جمهورية مالي في محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، وركّز على التحديات والفرص في السياق الوطني والإقليمي.
ويأتي تدشين برنامج التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في دول الساحل بجمهورية مالي، في سياق التزام التحالف الراسخ بدعم الدول الأعضاء في مواجهة تحديات الإرهاب وتمويله، من خلال العمل المشترك وتبادل الخبرات وتكامل الجهود على المستويين الإقليمي والدولي.
كما يجسد هذا الحدث المشترك حرص التحالف على بناء القدرات المؤسسية والمهنية، وتوفير منصات فعالة للحوار وتبادل المعرفة، بما يعزز من كفاءة الاستجابة الوطنية لجرائم الإرهاب، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في دول الساحل والدول الأعضاء في التحالف عامة.