طفل بلا رأس وجثث متفحمة.. ناجون يروون أهوال مجزرة الخيام برفح
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
نشر "موقع ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا عن مجزرة جديدة في رفح نفذتها قوات الاحتلال ليل الأحد واستشهد فيها 45 فلسطينيا، منهم 23 من النساء والأطفال كبار السن، فيما جرح 249 آخرون.
وبعد شروق شمس اليوم التالي عاد الناجون من القصف الإسرائيلي لمخيم النازحين في رفح لتقييم الأضرار. وألقى الأطفال نظرة خاطفة على نافذة سيارة ذهب كل ما فيها من معالم السيارة، وقام الرجال بتفتيش الحطام المحترق، والتقط الصحفيون صورا لعلب الطعام المتفحمة.
وقبل نحو 12 ساعة، كانت عائلات فلسطينية داخل هذه الخيام التي اشتعلت فيها النيران بعد أن قصفها الجيش الإسرائيلي شمال غربي رفح. وكان الكثير منهم قد انتهوا للتو من صلاة العشاء، وكان بعضهم نائمين والبعض الآخر كانوا مجتمعين مع عائلاتهم.
وقالت ليان الفيوم، إحدى الناجيات من الهجوم "كنا نجلس في أمان عندما سمعنا الانفجار، وكان الأمر مفاجئا جدا، فقد سقطت القنابل دون سابق إنذار".
وخرجت الفتاة من خيمتها لترى ما حدث، وقد صدمها الجحيم الهائل الذي اجتاح المكان. وقالت لموقع ميدل إيست آي "النيران كانت هائلة. ورأينا الخيام تحترق، ثم اضطررنا لاستعادة أشلاء الجثث الممزقة والأطفال الشهداء".
ويروي شهود عيان أن الهجوم وقع حوالي الساعة العاشرة مساء، وأسقطت الطائرات الإسرائيلية قنابل على المخيم، مما أدى إلى نشوب حريق أتى على 14 خيمة.
وبحسب تحليل بثته الجزيرة، يقع المخيم في "المنطقة الآمنة" التي حددتها إسرائيل بالقرب من منشأة تخزين تابعة للأمم المتحدة.
ولفت التقرير إلى مشاهد فوضوية بعد الغارة الإسرائيلية، حيث ركض الناجون المذعورون بحثا عن الأمان وسط الجثث المتفحمة، بينما حمل رجل طفلا مقطوع الرأس، ومسعف آخر صبيا وقد تهشم دماغه.
وقال محمد أبو صباح، أحد شهود العيان "خرجت من خيمتي ورأيت النار في كل مكان. وكانت هناك فتاة صغيرة تصرخ، فساعدناها هي وشقيقها الكبير. وعندما عدنا كان المخيم مدمرا بالكامل".
وبحسب ليان، استغرق الأمر ما بين ساعة إلى ساعتين لوقف الحريق الذي شاركت في إخماده 11 سيارة إطفاء. وقالت إن عائلتها كانت تخطط للانتقال إلى مخيم آخر صباح الاثنين مع تزايد الهجمات الإسرائيلية برفح في الأسابيع الأخيرة. لكنهم فقدوا أموالهم في الحريق، مما يعني أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى أي مكان الآن وليس لديهم خيمة للاحتماء فيها.
وقال أبو صباح للموقع البريطاني "قالوا لنا إن هذه مناطق آمنة. هذا الاحتلال حقير ومجرم".
وردا على مزاعم الجيش الإسرائيلي أنه استخدم "ذخيرة دقيقة" في الهجوم لقتل اثنين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأنه يأسف "لأي ضرر لحق بغير المقاتلين من حماس خلال الحرب"، قال أبو صباح "ماذا تتوقع أن يقولوا؟ لم نر مقاتلي المقاومة هنا. المقاتلون في مناطق القتال شرق رفح. الإسرائيليون يقولون هذه الأشياء فقط لتبرير أفعالهم. إنهم يريدون قتل الشعب الفلسطيني وطردنا قسرا وتدمير منازلنا".
وختم الموقع بأن هذه المذابح جاءت بعد يومين من حكم محكمة العدل الدولية بأن على إسرائيل وقف هجومها على رفح في القضية التي تتهم فيها بالإبادة الجماعية في غزة. ورفضت تل أبيب الحكم وقالت إن هجومها على القطاع المحاصر يتماشى مع القانون الدولي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: المقاومة تتحرك بأريحية وكمين القسام برفح رسالة للداخل الإسرائيلي
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن كمين كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في رفح جنوبي قطاع غرة، يؤكد أن المقاومة تنشط بأريحية، وأن جيش الاحتلال ليس لديه ما يسمى أمن الوحدات الذي يسهل عليه القتال في غزة.
وعرضت كتائب القسام مشاهد قالت إنها من استهداف مقاتليها جنود الاحتلال الإسرائيلي في محور التوغل شرق مدينة رفح، وذلك ضمن سلسلة عمليات "أبواب الجحيم".
واعتبر العميد حنا أن عملية القسام تبدو وكأنها رسالة للداخل الإسرائيلي من خلال إظهار أن الجيش الإسرائيلي عاجز عن التحرك داخل قطاع غزة، وهي رسالة تتزامن مع محادثات في العاصمة القطرية بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وجاءت أيضا بعد أن أفرجت حماس عن الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
ورغم التطورات الجارية والتحركات الدبلوماسية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتمسك بالخيار العسكري، إذ بدأ بمجموعة من الإجراءات، ومنها استدعاء الاحتياط وجلب قوات المظلية من جنوب لبنان وتوجيهها إلى قطاع غزة، مما يعني -يضيف العميد حنا- أنه يعد للسيناريو السيئ وفرض أمر واقع في قطاع غزة.
غير أن ما يخطط له نتنياهو -وفق العميد حنا- يتعارض مع ما يحدث في الواقع الميداني، بدليل الكمين المركّب الذي نفذته كتائب القسام في رفح.
إعلان
ويرى أنه إذا استطاعت المقاومة تكرار العمليات التكتيكية سواء بالتفجير أو الكمائن أو القتال المباشر، فقد يؤدي ذلك إلى تحول إستراتيجي لدى الاحتلال الإسرائيلي، بحيث تحصل مشاكل كما في السابق بين رئيس الأركان والقيادة السياسية.
وقال إن مقاتلي المقاومة هم من يذهبون اليوم إلى قوات الجيش الإسرائيلي بعد أن جاءت إلى المنطقة لاحتلالها، وعندما تكون هناك فرقتان أو 3 فرق -خلال المعركة القادمة داخل غزة- فسيكون لدى المقاومة بنك أهداف غني جدا، بمعني أن الصيد سيكون كبيرا، وفق الخبير العسكري والإستراتيجي، الذي خلص إلى أن المقاومة قادرة على التخطيط والوصول والتنفيذ وتأمين إستراتيجية خروج آمنة.
كما أشار إلى أن المقاومة لديها مقاتلون جدد ومن يملكون الخبرة أيضا، بالإضافة إلى المنظومة العسكرية القادرة على الابتكار التكتيكي في أي موقع وبأقل ما تملك.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، مخلفا مزيدا من الشهداء والجرحى، وأفادت مصادر طبية للجزيرة باستشهاد 80 فلسطينيا جراء غارات منذ فجر اليوم الأربعاء، 58 منهم بمدينة غزة وشمالي القطاع.