محاكمة ترامب التاريخية تقترب من نهايتها
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
بدأت المرافعات الختامية في المحاكمة التاريخية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن الأموال غير المشروعة اليوم الثلاثاء في قاعة محكمة في مانهاتن، مما أعطى المدعين العامين ومحامي الدفاع فرصة أخيرة لإقناع هيئة المحلفين بقضاياهم قبل بدء المداولات.
وسيتولى المحلفون مهمة غير مسبوقة تتمثل في تحديد ما إذا كان سيتم إدانة ترامب بتهم جنائية تتعلق بدفع أموال سرية مرتبطة بمخطط مزعوم لشراء ودفن قصص كان من شأنها تدمير حملته الانتخابية للانتخابات الرئاسية عام 2016، التي فاز فيها على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وقال تود بلانش محامي ترامب -خلال المرافعات الختامية اليوم- إن موكله "بريء ولم ينتهك القانون".
ومن المتوقع أن تستمر المرافعات طوال اليوم، وستمنح المحامين فرصة أخيرة لمخاطبة هيئة المحلفين، وتسجيل النقاط النهائية مع اللجنة قبل أن تبدأ في مناقشة مصير أول رئيس أميركي سابق متهم بارتكاب جرائم جنائية.
وبعد تقديم المرافعات الختامية، سيقوم القاضي بإرشاد هيئة المحلفين، غدا الأربعاء على الأرجح، بشأن القانون الذي يحكم القضية، والعوامل التي يمكن أن تأخذها اللجنة في الاعتبار أثناء المداولات. وستستمر تلك المداولات بعد ذلك سرا.
وتتركز القضية على مبلغ 130 ألف دولار دفعه مايكل كوهين محامي ترامب السابق لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز في الأيام الأخيرة من انتخابات عام 2016، لمنعها من نشر قصتها عن لقاء جنسي تقول إنها خاضته مع ترامب قبل 10 سنوات في جناح فندق في بحيرة تاهو، ونفى ترامب رواية دانييلز، واتهمها محاميه باختلاق هذه التهمة.
وعندما قام ترامب بسداد المبلغ لكوهين، تم تسجيل المدفوعات على أنها مقابل خدمات قانونية، والتي يقول المدعون إنها كانت مصممة لإخفاء الغرض الحقيقي من الصفقة مع دانييلز والتدخل بشكل غير قانوني في انتخابات عام 2016، التي هزم فيها ترامب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ويؤكد محامو ترامب أن هذه المدفوعات كانت مشروعة مقابل خدمات قانونية فعلية، ويقولون إن شهرته، خاصة خلال الحملة الانتخابية، جعلته هدفًا للابتزاز.
وأشار بلانش -أثناء تقديم عرض أمام المحلفين- إلى رسائل البريد الإلكتروني والشهادات التي تظهر أن كوهين عمل بالفعل في بعض المسائل القانونية لصالح ترامب في ذلك العام. وبينما وصف كوهين هذا العمل بأنه "ضئيل للغاية"، جادل بلانش بخلاف ذلك.
وكانت دانييلز من بين ما يقرب من 20 شاهدا، ووصفت بتفاصيل واضحة في بعض الأحيان اللقاء الذي قالت إنها أجرته مع ترامب.
كما شهد ديفيد بيكر، الناشر السابق لصحيفة "ناشيونال إنكواير"، بأنه استخدم مؤسسته الإعلامية لحماية ترامب من خلال حجب القصص التي يمكن أن تضر بحملته، بما في ذلك عن طريق دفع 150 ألف دولار لعارضة أزياء سابقة في مجلة "بلاي بوي" لمنعها من الظهور علنا وادعاء أنها كانت على علاقة غرامية مع ترامب لمدة عام كامل.
أما كوهين فشهد بأن ترامب كان متورطا بشكل وثيق في مناقشات الأموال السرية، ونقل عن ترامب قوله له "فقط ادفعها"، لكن فريق الدفاع عن ترامب خصص الجزء الأكبر من استجواباتهم للتشكيك في مصداقية كوهين، مشيرين إلى أنه أقر بأنه كذب على الكونغرس وقضى وقتا في السجن بتهم الاحتيال الضريبي.
ومن المتوقع أن يذكر ممثلو الادعاء المحلفين بالبيانات المصرفية ورسائل البريد الإلكتروني وغيرها من الأدلة الوثائقية التي شاهدوها، بالإضافة إلى تسجيل صوتي يمكن من خلاله سماع كوهين وترامب وهما يناقشان الصفقة.
ويواجه ترامب 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلات تجارية، وهي اتهامات يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 4 سنوات. وقد دفع بأنه غير مذنب ونفى ارتكاب أي مخالفات. ومن غير الواضح ما إذا كان المدعون سيطالبون بالسجن في حالة الإدانة، أو ما إذا كان القاضي سيفرض هذه العقوبة إذا طلب منه ذلك.
وفي حال إدانته، يواجه ترامب حكما بالسجن لمدة تصل إلى 4 سنوات عن كل من الاتهامات الـ 34، لكن خبراء قانونيين يستبعدون سجنه على اعتباره مدانا لأول مرة.
ولن تمنع الإدانة ترامب من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل كمنافس للرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن.
ويتطلب صدور حكم بشأن إن كان مذنبا أم لا إجماعا. ومن شأن رفض شخص واحد في هيئة المحلفين النتيجة أن يمنع صدور قرار من هيئة المحلفين، مما يعني بالتالي أن المحاكمة باطلة.
وكما كان متوقعا، اختار ترامب عدم الإدلاء بشهادته، في خطوة كان من شأنها أن تعرضه لمخاطر قانونية وجلسات استجواب لا داعي لها. وأُجبر بدلا من ذلك على الجلوس والاستماع بينما روت دانييلز تفاصيل علاقتهما المفترضة.
البعد السياسيوفي تصريحاته للصحفيين قبل وبعد كل يوم في المحكمة، يهاجم ترامب القاضي خوان ميرتشان ويصفه بـ "بالفاسد المستبد"، ودان المحاكمة بأكملها واعتبرها "تدخلا في الانتخابات من قبل الديمقراطيين"، مدعيا أنهم يبذلون كل ما في وسعهم لمنعه من التركيز على حملته.
وتجسد البعد السياسي للقضية بشكل جلي في الأيام الأخيرة عندما حضرت مجموعة من كبار الشخصيات الجمهورية إلى المحكمة، بينهم عدد من المرشحين لمنصب نائب الرئيس، ووقفوا خلف ترامب تعبيرا عن الدعم له أثناء تحدّثه إلى الصحفيين.
وإضافة إلى قضية نيويورك، يواجه ترامب اتهامات في واشنطن وجورجيا للاشتباه بسعيه لتغيير نتائج انتخابات عام 2020. كما أنه يواجه اتهامات في فلوريدا بشبهة سوء التعامل مع وثائق سرية بعدما غادر البيت الأبيض. ولا يتوقع بأن تجرى أي من هذه المحاكمات قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هیئة المحلفین
إقرأ أيضاً:
ليديكي تقترب من فيلبس بـ «الرقم 22»!
سنغافورة (أ ف ب)
تُوّجت الأميركية كايتي ليديكي بلقبها العالمي الثاني والعشرين، بإحرازها ذهبية سباق 1500 م حرة، خلال منافسات السباحة في بطولة العالم للألعاب المائية المقامة في سنغافورة حتى الثالث من أغسطس، لتقترب من الرقم القياسي لمواطنها الأسطورة مايكل فيلبس، في حين أحرز الروماني دافيد بوبوفيتشي، بطل أولمبياد باريس 2024، لقبه العالمي الثاني في سباق 200 م حرة.
وأحرزت الأميركية البالغة 28 عاماً لقبها العالمي السادس في هذا السباق بتسجيلها 15:26:44 دقيقة، متقدمة على حاملة اللقب الإيطالية سيمونا كواداريلا (15:31:79 د) والأسترالية لاني باليستر (15:41:18 د).
وباتت الأميركية المتوجة بذهبية هذا السباق في أولمبيادي طوكيو صيف 2021 وباريس 2024، على بعد أربع ذهبيات من معادلة رقم فيلبس من حيث أكبر عدد ألقاب في بطولة العالم.
وكانت ليديكي، الفائزة خلال مسيرتها بتسع ذهبيات أولمبية أيضاً، المرشحة الأوفر حظاً لنيل الذهب الأربعاء، بعد تأهلها إلى النهائي بفارق أكثر من 10 ثوانٍ عن باليستر.
كما دخلت إلى السباق وفي سجلّها أسرع 24 زمناً في تاريخ السباق، آخرها حين حطمت رقمها القياسي عام 2018 بتسجيلها 15:20:48 د في إنديانابوليس.
وقالت الأميركية التي حلت الأحد ثالثة في سباق 400 م حرة خلف غريمتها الكندية الشابة سامر ماكنتوش والصينية لي بينججي توالياً «أحب هذا السباق، في هذا السباق حققت أول رقم قياسي عالمي عام 2013 (في مونديال برشلونة)».
وأضافت «اختبرت الكثير من السباقات والذكريات الرائعة على مر الأعوام في بطولة العالم، سعيدة لتمكني من فعلها (الفوز مجدداً بهذا السباق) في سنغافورة».
وتتجه الأنظار الآن إلى المواجهة المرتقبة بين ليديكي وماكنتوش في سباق 800 م حرة الذي يُعدّ الأكثر ترقباً في البطولة.
وكان بوبوفيتشي متأخراً بعد 150 متراً، لكن ابن العشرين عاماً انتفض في الأمتار الخمسين الأخيرة، وفاز بالسباق بتسجيله 1:43.53 دقيقة، متقدماً على صاحب برونزية باريس 2024 الأميركي لوك هوبسون (1:43:84 ث) والياباني تاتسويا موراسا (1:44:54 ث) اللذين حلا في المركزين الثاني والثالث توالياً.
واعتبر الروماني أن تتويجه الثلاثاء باللقب العالمي «أفضل من (ذهبية) الأولمبياد بصراحة»، مضيفاً: «هل تعرفون لماذا؟ لقد تمرنت كثيراً من أجل الألعاب الأولمبية، لكن هذا العام كان أكثر استرخاءً وسهولة، أنا فخور جداً بنفسي».
وكشف بوبوفيتشي عن أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الانسحاب لدرجة أنه بدأ في البحث عن رحلات للعودة إلى موطنه. وأضاف «بصراحة، قبل يوم أو يومين فقط من المنافسة، كنت أرغب في الانسحاب».
وتابع «كان الأمر نفسياً، وكان له علاقة بالخوف من إظهار إمكاناتي الحقيقية».
وأردف: «هذا أمر مخيف للغاية، لذا، أنا سعيد جداً لأنني لم أستسلم».
وأضاف: «أضاف بوبوفيتشي لقب السباق في سنغافورة إلى ذلك الذي أحرزه عام 2022 في بودابست 2022، حين توج أيضاً بلقب 100 م حرة، السباق الذي نال فيه البرونزية خلال أولمبياد باريس الصيف الماضي».
وغاب عن نهائي هذا السباق صاحب فضية أولمبياد باريس البريطاني ماثيو ريتشاردز بعد فشله في تجاوز الدور نصف النهائي.
وفاز الجنوب أفريقي بيتر كوتزي بسباق 100 م ظهراً للرجال، حارماً الإيطالي توماس تشيكون البطل الأولمبي في هذه الفئة من الظفر بالذهب.
وسجّل الجنوب أفريقي 51:85 ثانية، متفوقاً على تشيكون والذي حل وصيفاً بفارق 0.05 ث.
وجاء الفرنسي يوهان ندويي-بروار ثالثاً (51:90 ث)، حاصداً أولى ميدالياته العالمية على الإطلاق.
وأحرزت البطلة الأولمبية في طوكيو وباريس، الأسترالية كايلي ماكيون، ذهبية سباق 100 م ظهراً للمرة الثانية في مسيرتها.
وسجّلت الأسترالية 57:16 ثانية وكانت قريبة من تحطيم الرقم القياسي العالمي (57:13 ث) المُسجّل باسم منافستها الأميركية ريجان سميث التي حلّت ثانية (57:35 ث)، في حين جاءت الأميركية الأخرى كاثرين بركوف ثالثة (58:15 ث).
وتُعتبر المنافسة على ذهبية هذا السباق، فصلاً جديداً من فصول المنافسة التاريخية بين الغريمتين اللدودتين ماكيون وسميث.
وكانت سميث كسرت رقم ماكيون العالمي مسجلة 57:13 ث، وذلك خلال التجارب الأولمبية الأميركية في 2024، لكن الأسترالية تفوّقت على الأميركية في أولمبياد باريس وأحرزت ذهبيتي 100 م و200 م ظهراً.
وفاجأت الألمانية آنا إيليندت المرشحات للفوز باللقب في سباق 100 متر صدراً.
وقطعت إيليندت مسافة السباق بزمن 1:05:19 دقيقة متفوقة على الأميركية كايت دوجلاس (1:05.27 د)، والصينية تشيانتينج تانج بطلة العالم في هذه الفئة في مونديال الدوحة (1:05:64) في مواجهة حامية الوطيس بين الثلاثي.
وفازت إيليندت (23 عاماً) بالميدالية العالمية الثانية في مسيرتها بعد فوزها بالفضية في عام 2022 في بودابست في الفئة ذاتها.