أبوظبي – الوطن:

أبرم مركز تريندز للبحوث والاستشارات اتفاقاً مع السيناتور الفرنسية ناتلي جوليه عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي لترجمة كتباها “قاموس تمويل الإرهاب” للغة العربية، والذي يقدم عرضاً تحليلياً شاملاً لأكبر قدر ممكن من وسائل تمويل الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، كما يناقش الوسائل والأدوات التي تمتلكها الدول لمكافحة هذه الظاهرة.

يأتي إصدار الكتاب ضمن سعي “تريندز” المعرفي العالمي، وانشغاله بتفنيد مفردات وأفكار الجماعات المتطرفة، وتعزيز ثقافة التسامح والحوار.

وعقب توقيع الاتفاقية عُقدت جلسة نقاشية حول محتوى الكتاب بمشاركة مؤلفته ناتالي جوليه، والباحثة رهف الخزرجي، مديرة إدارة الترجمة في “تريندز”، وأدارها الباحث الرئيسي في “تريندز” الأستاذ عبدالعزيز الشحي.

وقال الشحي في تقديمه إن هذا القاموس فكرة أكثر من ممتازة، إذ تسهّل على المهتمين والمشرعين وغيرهم الإلمام السريع بكل ما يتعلق بوسائل تمويل الإرهاب، والمنظمات والوسائل التي تكافحه.

وقد استهلت الحلقة السيناتور ناتالي جوليه، مشيدة بجهود “تريندز” البحثية ودوره العالمي في مكافحة التطرف عبر الفكر. وقالت إن كتاب “أبجديات تمويل الإرهاب” يشكل مساهمة قيّمة في الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، ويوفر فهماً عميقاً لمصادر تمويل الإرهاب وطرق عمله، كما يقدم توصيات عملية لتعزيز فعالية جهود مكافحة هذا التهديد الخطير.

وذكرت أن الكتاب جاء حصيلة لجهودها بعد أن شاركت في لجنة تقصّي حقائق حول خطورة التطرف والجماعات المتطرفة 15 يوماً قبل هجمات شارلي إبدو والمتجر اليهودي “إيبر كاشير” الإرهابية، مشيرة إلى أن عمل تلك اللجنة، التي شاركت فيها بصفتها نائبة رئيس اللجنة الاقتصادية لحلف الناتو، انصب على كيفية مكافحة تمويل الإرهاب في دول حلف الناتو.

وبينت المؤلفة أن الكتاب يقدم شرحاً تفصيلياً لأساليب تمويل الإرهاب، بدءاً من الوسائل التقليدية، مثل التبرعات والتحويلات المالية، وصولاً إلى الأساليب الحديثة، مثل العملات المشفرة وتمويل الجماعات الإرهابية عبر الإنترنت، كما يُناقش دور الجريمة المنظمة في تمويل الإرهاب.

وأشارت جوليه إلى أن كتابها يوضح العلاقة الوثيقة بين الإرهاب والجرائم المالية، مؤكدة أن الإرهاب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجرائم المالية، وبالجريمة المنظمة، مثل الاتجار بالبشر والمخدرات.

وذكرت أن الكتاب يرصد مصادر تمويل الجماعات الإرهابية والطرق المختلفة والملتوية والمتنوعة التي تعتمدها هذه الجماعات وتلجأ إليها حتى تتمكن من الحصول على مصادر التمويل اللازمة لها،مبينة أن الكتاب يوضح تنوع مصادر تمويل الإرهاب ويوثقها على اختلاف أشكالها، بما في ذلك العملات المشفرة أو الرقمية، وشركات العقارات، و”المحصّلون”، وتهريب البشر والحيوانات، وتجارة وتأجير السيارات، وتجارة الأسلحة، وتجارة الأعمال الفنية والأثرية، وغسْل الأموال وتجارة السلع المقلدة والبطاقات مسبقة الدفع، وتجارة الذهب والمخدرات، والمال النقدي، والاختطاف وطلب الفدية.

وأضافت أن الكتاب يشير إلى أن القطاع غير المالي قد يعمل في خدمة الإرهاب من خلال استخدامه في تمويل الإرهاب، موضحة أن ذلك ينطبق خاصة على المهن المتصلة بـ”المالية والقانون”، فضلاً عن المهن التي تقدم خدمات للأفراد أو الشركات، كما يُركز الكتاب على ظاهرة “الإرهاب منخفض التكلفة”، حيث إن العديد من العمليات الإرهابية لا تتطلب ميزانيات كبيرة، وهو ما يجعل من الصعب رصدها ومكافحتها.

وأوضحت ناتالي جوليهأن الكتاب يناقش بالتفصيل قضية تمويل تنظيم داعش، بما في ذلك الاتهامات الموجهة إلى شركة لافارج الفرنسية بتمويل التنظيم، ويستعرض الجهود الدولية المبذولة لمكافحة تمويل الإرهاب، بما في ذلك دور مجموعة العمل المالي (FATF) والمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب (ECTC) ووحدات الاستخبارات المالية (Egmont Group).

وبينت أن الكتاب يحتوي على فصل كامل من إعداد مركز تريندز للبحوث والاستشارات يتضمن المؤشر الدولي حول جماعة الإخوان المسلمين.

بدورها قالت الباحثة رهف الخزرجي إن “تريندز” يسعى لفهم ظاهرة التطرف المؤدي للعنف باسم الإسلام من جميع جوانبه، لذا فهو اليوم يستضيف اليوم السيناتور الفرنسية ناتالي جوليه في سياق أخذ “تريندز” على عاتقه ترجمة كتابها المهم حول تمويل الإرهاب من اللغة الفرنسية للغة العربية، مشيرة إلى أن تمويل الإرهاب يعد قضيةً معقدة ومتعددة الأوجه، وتُشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين.

وأوضحت الخزرجي أن تمويل الإرهاب هو أيّ نشاط يهدف إلى توفير الموارد المالية للجماعات أو الأفراد الذين ينخرطون في أعمال عنف أو تهديد بالعنف لتحقيق أهداف سياسية.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

تفاهم بين «إقامة دبي» و«تريندز»

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الوطني للتأهيل» يُطلق «الملتقى الصيفي 2025» الاثنين القادم 6 مشاريع إلى مرحلة المنافسات النهائية ضمن «حلول شبابية»

وقّعت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي مذكرة تفاهم مع مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بهدف تعزيز التعاون البحثي والمعرفي، وتطوير البرامج والدراسات المشتركة، بما يدعم جودة الحياة، ويواكب المتغيرات المستقبلية.
وقّع المذكرة عن «إقامة دبي»، الفريق محمد أحمد المري، المدير العام، وعن «تريندز»، الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي، وذلك بحضور عدد من مسؤولي الجانبين.
وتأتي هذه الشراكة في سياق حرص الطرفين على توظيف القدرات البحثية والخبرات المؤسسية لخدمة المجتمع وصناعة القرار، من خلال برامج تدريبية متخصّصة، ودراسات اجتماعية واقتصادية وسياسات عامة، ومسوح ميدانية تسهم في صياغة رؤى مستقبلية أكثر دقة وفاعلية.
وأكد الفريق محمد المري أن توقيع هذه الاتفاقية يشكّل إضافة نوعية لجهود إقامة دبي في ترسيخ سمعة مؤسسية قائمة على المعرفة والابتكار، قائلاً: «نؤمن بأن استشراف المستقبل يبدأ من الشراكات الصحيحة. تعاوننا مع مركز تريندز هو تجسيد لرؤيتنا في تقديم خدمات مترابطة ترتكز على البحث والتحليل وصوت المجتمع، وهو ما يعزز مكانة دبي مركزاً عالمياً للتفوق المؤسسي والمعرفي».

محمد العلي: توسيع آفاق البحث والتدريب والتوعية
قال الدكتور محمد عبدالله العلي: «هذه الاتفاقية تمثل خطوة نوعية نحو تعزيز التكامل المؤسسي وتوسيع آفاق البحث والتدريب والتوعية. نحن في تريندز نؤمن بالدور الحيوي للمعرفة والبيانات في دعم السياسات العامة وتطوير الأداء المؤسسي، وسنقدّم من خلال هذه الشراكة محتوى معرفياً وتحليلات ودراسات معمقة تُسهم في بناء فهم أعمق للقضايا المجتمعية والإدارية، وتعزيز التفكير العلمي في مواجهة التحديات».

مقالات مشابهة

  • أردوغان يعلن: نهاية الإرهاب في تركيا وبدء “القرن التركي”.. إليك تفاصيل الخطاب التاريخي
  • تفاهم بين «إقامة دبي» و«تريندز»
  • بدعم من المملكة.. التحالف الإسلامي يختتم برنامج “إدارة الجَمع”
  • وردنا الآن.. جبريل يعود إلى “المالية” ودرف وزيرا لـ”العدل” 
  • رحلة ثرية يقودها مركز أبوظبي للغة العربية حتى نهاية 2025
  • البديوي: الإمارات تحقق إنجازات نوعية في مكافحة الجرائم المالية وغسل الأموال وتمويل الإرهاب
  • مركز أبوظبي للغة العربية يقود رحلة ثقافية ثرية إلى مهرجان أيام العربية حتى نهاية 2025
  • تشارلز جروب و”باتيل العائلية” توقعان اتفاقاً عقارياً بقيمة مليار دولار
  • الإمارات: التزام راسخ بمكافحة الجرائم المالية الدولية
  • الإمارات العربية المتحدة ترحب بقرار إزالة الدولة من قائمة الاتحاد الأوروبي للدول الثالثة عالية المخاطر في مجال غسل الأموال وتمويل الإرهاب