سودانايل:
2025-10-12@22:09:14 GMT

التعجيل بترشيح رئيس للوزراء ماذا تعني؟

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الصراع السياسي حول سلطة الفترة الانتقالية بدأ يأخذ مسارات شتى بعد حديث الفريق أول ياسر العطا القائد العام للجيش في عدد من المنابر، في حديثه الأول طالب قيادات المقاومة الشعبية من الشباب أن يتصلوا بالقائد العام و يقدموا مرشحهم لحكومة الفترة الانتقالية، و في تصريحاته لقناة " الحدث" قال أن القيادة في بورتسودان تعكف على تعديل " الوثيقة الدستورية لكي يتثنى لها تشكيل مجلس السيادة و مجلس الوزراء، و الحديث هنا أنتقل إلي مرحلة جديدة هي تعديل "الوثيقة الدستورية" و بعدها يتم تشكيل السلطة التنفيذية، مما يؤكد أن قيادة الجيش لا تريد انتظار حسم تواجد الميليشيا في البلاد، و تعجل بتشكيل السلطة التنفيذية للفترة الانتقالية، حتى تصبح سلطة مجلس الوزراء هي المسؤولة على مسألة إعادة التعمير و الإحصاء السكاني و توزيع الدوائر الانتخابية، و الدعوة العامة للقوى السياسية للحوار من أجل صناعة الدستور.

.
هذا التصريح الأخير؛ جعل البعض يتعجل لترشيح شخصيات لرئاسة الوزراء، اعتمادا على المناطقية و الانتماء السياسي، الأمر الذي يزيد الخلاف في الساحة السياسية.. أن محاولة تسويق شخصيات بعينها و معروف أنتمائها السياسي، يعد قصور نظر لبعض النخب السياسية التي لا تنظر للعملية السياسية ابعد من أخمص القدمين، كأن هناك قيادات سياسية و إعلامية لا تريد أن تتعلم من كل الدمار الذي حدث في السودان.. أن رئيس الوزراء يجب أن يكون شخصية مستقلة ليس لها انتماء سياسيا، و مشهود لها بالكفاءة و الخبرة و الإدارة و العلاقات الدولية و الوعي السياسي الذي يمكنه من نجاح المشروع، و أيضا تتم عملية أختيار الوزراء بذات الكيفية.. و لكن محاولة ترشيح عناصر معروفة الانتماء الحزبي، يدخل البلاد في دوامة من الصراع سوف يعطل عمل السلطة التنفيذية..
أن محاولة ترشيح رئيس للوزراء مبكرا من قبل البعض ذوي الانتماء السياسي المعروف، الهدف منه فتح أجندة جديدة في الجدل السياسي الدائر الآن في الساحة السياسية، و سوف يكون هذا الجدل سببا في تعطيل عملية تشكيل الحكومة. أن الذين لا يستطيعوا التفكير خارج صندوق الانتماء للوصول لتوافق، هؤلاء يحاولون تعقيد المشكلة.. أن الترويج إلي شخصية بعينها، و هي معروفة الانتماء السياسي هل هي محاولة لجس النبض أم فرض شروط على العملية السياسية؟ و بالضرورة سوف تفتح أبواب الصراع بين المكونات المختلفة، تكون أشد من التي قادت للحرب.. أن النخب السياسية التي لا تستطيع أن تتجاوز ثقافة الضد و الإنتماء المغلق، و سوف تصبح هي نفسها عقبة كأوود أمام الحل، و هؤلاء لا يستطيعوا التفكير خارج المصالح الخاصة و الحزبية الضيقة، و هي عقليات عجزت أن تطور ذاتها و تخرج من جلباب الإرث القديم الذي قاد للفشل و كان سببا في الحرب الدائرة في البلاد..
معروف أن هناك نخب سياسية دوغمائية عجزت أن تخرج من الإرث السياسي القديم، و هناك أيضا مجموعة هدفها أن تصرع خصومها الآخرين، و كل هذه السياسات لا تخرج من دائرة الإقصاء، و تسميم الأجواء السياسية، التي تعيق الفرد من عملية التفكير السليم، لكي تخلق مسارات سياسية جديدة تنتقل من الصراع الصفري إلي حوار سياسي بين جميع القوى السياسية في البلاد، و يمد الجسور بين الكل، و أيضا هذا التفكير الأحادي أي تفكير " الإنسان ذو البعد الواحد" كما سماه هربرت ماركوزا، هو تفكير يخلق تحديات سالبة في المجتمع لأنه لا يهمه إلا المصالح الضيقة. و الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالتغيير ينبع من الذان الإنسانية و ليس من شعارات لا تحمل أي مضامين، و لا تستطيع النخب إنزالها على الأرض.. كان المتوقع أن تحدث الحرب تغييرا في طريقة التفكير التي قادت للحرب، و يجب أن تبتعد النخب السياسية و الإعلامية من عملية تسويق اشخاص بعينهم وفقا للإنتماء السياسي، و فتح جدلا عقيما لا يقود إلي التوافق الوطني. و نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تقييم إسرائيلي: عودة المختطفين لا تعني تحقيق أهداف الحرب وحماس لم تُدمّر

أظهر تقييم إسرائيلي لاتفاق وقف الحرب على غزة، أن عودة المختطفين لا تعني تحقيق أهداف الحرب، إذ لم تُدمّر حركة "حماس" كما وعدت الحكومة، رغم ما وُصف بـ"الكثافة النارية الدموية" التي استخدمها جيش الاحتلال خلال حرب "السيوف الحديدية".

وأوضح الكاتب عكيفا لام، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن نهاية الحرب أعادت إلى أذهان الإسرائيليين "أخطاءً سياسية وتاريخية متكررة"، قائلاً إن استعادة المختطفين من غزة سيقابلها هذه المرة "ثمن باهظ يتمثل بإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين دفعة واحدة"، معتبراً أن هذا اليوم "سيُسجل كوصمة عار في تاريخ الصهيونية"، بحسب تعبيره.

وأضاف الكاتب في المقال الذي ترجمته "عربي21"،  أن "تاريخ الصراع مع الفلسطينيين يُثبت أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتعلم من تجاربه"، مشيراً إلى أن اتفاقيات أوسلو عام 1993 كانت "كارثية"، والانسحاب من لبنان عام 2000 "متسرعاً"، وفك الارتباط عن غزة عام 2005 "خاطئاً"، مبيناً أنه "في كل مواجهة عسكرية لاحقة، أقنع الاحتلال نفسه بأنه ردع حماس، لكنه في الواقع ردع نفسه".

وبيّن الكاتب أن "بذور الكارثة الحالية زُرعت منذ صفقة تبادل الجندي غلعاد شاليط في تشرين الأول/أكتوبر 2011"، مضيفاً أنه "بعد 14 عاماً بالضبط، وفي تشرين الأول/أكتوبر 2025، يواجه الإسرائيليون سؤالاً مشابهاً حول اتفاق وقف الحرب الحالي، رغم أنهم بدوا في بدايتها وكأنهم تعلموا من الماضي، لكن الأحداث أثبتت العكس".

وأشار إلى أنه "لا يمكن لإسرائيل تصديق وعود المجتمع الدولي بمنع حماس من مهاجمتها مجدداً"، معتبراً أنه "لا يوجد محايدون في غزة، ولا يمكن العيش مع عدو خلف السياج"، مضيفاً أن الاتفاق الحالي "يتحدى هذه الافتراضات".

وأوضح لام أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تستطيع خوض حروب على أكثر من جبهة، وإذا لم يتبقَ خيار آخر، فعليها الاعتماد على جهود دول أخرى لنزع فتيل المقاومة في غزة"، لافتاً إلى أن "الاتفاق نصّ بوضوح على انسحاب الجيش من مناطق واسعة سبق أن احتلها ودمرها".

وتساءل الكاتب: "هل هذا الاتفاق مثالي؟ بالتأكيد لا، لكنه يتضمن بعض الإنجازات، ومع ذلك لا يتماشى كلياً مع أهداف الحرب التي أعلنتها الحكومة في بدايتها"، مضيفاً أن "عودة المختطفين أمر إيجابي، لكن حماس لم تُدمّر، وهذا هو جوهر الإخفاق".

وأشار إلى أن "المرحلة الأولى من الاتفاق ستشهد عودة 48 مختطفاً وقتيلاً إلى عائلاتهم، مقابل إطلاق سراح 2000 أسير فلسطيني"، موضحاً أن التأثير المباشر للاتفاق سيظهر في "حياة مستوطني غلاف غزة، الذين ما زالوا غير متأكدين من إمكانية العودة إلى مستوطناتهم بأمان".

وختم الكاتب تحليله بالتأكيد أن المزاج العام في إسرائيل يجمع بين الترحيب بانتهاء الحرب والخشية من تجدد المواجهة، مشيرا إلى أن "الخوف من إعادة المقاومة الفلسطينية لهجماتها ما زال يطارد الإسرائيليين، الذين يستعدون لاحتمال انفجار جولة جديدة بدلاً من التعايش مع وقف إطلاق النار".

مقالات مشابهة

  • د. عادل القليعي يكتب: قولنا في نشأة التفكير الفلسفي.!
  • لوكورنو بعد إعادة تعيينه رئيسًا للوزراء في فرنسا: حكومتي لن تخضع للحسابات الحزبية
  • تقييم إسرائيلي: عودة المختطفين لا تعني تحقيق أهداف الحرب وحماس لم تُدمّر
  • «بخط يده».. ماذا كتب رئيس الوزراء في رسالته لـ مجموعة العربي؟
  • فتاوى| ماذا يحدث لمن صبر عند البلاء والكرب؟.. زوجت نفسي بعقد رسمي وبدون ولي فهل زواجي صحيح؟.. كيف أعرف الحائل الذي يمنع صحة الطهارة؟
  • فيلم "Wonder Man" يشعل الجدل ويعيد التفكير في مفهوم البطولة
  • اجتماع حاسم لليسار مع ماكرون وترقب لاختيار رئيس جديد للوزراء
  • ماذا تعرف عن الصراع الخفي داخل العائلة الحاكمة في الإمارات؟
  • ماكرون يواصل البحث عن رئيس للوزراء
  • لاحتواء الأزمة السياسية.. الرئيس الفرنسي يدعو لاجتماع طارئ