العدد (92) من “الشارقة الثقافية” يحتفي بجيل الرواد والأقلام المبدعة
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
صدر أخيراً العدد (92)، لشهر يونيو (2024م)، من مجلة “الشارقة الثقافية”، وقد حفل بمجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح، وجاءت افتتاحية العدد بعنوان (الكتابة مسؤولية حضارية)، مؤكدة أن المسؤولية تحتّم على الكاتب أن ينتج كتابات مفيدة وصالحة ولها قيمة ووزن، وأن يقدّم أفكاراً مبدعة وخلّاقة، لأن الكتابة لا تكون فاعلة ومؤثّرة إذا لم يكن الكاتب فاعلاً وواعياً ومثقفاً وملمّاً بالقضايا والهموم والأوضاع الراهنة، وأشارت إلى أن سلطة الكتابة النابعة من احتشاد الأفكار واتقاد الإبداع، تبحث عن الحقائق وتكشف الزيف، وتضيء الدروب والمسالك، وتقود نحو التغيير والتنوير.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فتطرق في مقالته (الرواية التاريخية.. في المشهد الأدبي العربي) إلى إبداع الشاعر والروائي والمسرحي والمترجم علي أحمد باكثير، الذي لم يحظَ باهتمامٍ في المشهد الثقافي العربي، يوازي غزارة وتنوع ومضمون هذا النتاج الإبداعي، مؤكداً أن عالمه الأدبي والموسوعي، وخصوصاً في مضمار الرواية التاريخية، يسمح له بتبوّؤ مرتبة ومكانة مرموقة، في مشهدنا الثقافي العربي.
وأشار إلى أنّ (باكثير) نجح في حفظ التوازن بين التاريخي والأدبي في عالمه الروائي؛ أي بين وظيفته كمؤرخ، وبين خياله كأديب، فهو وإن كان يوظف الشخصيات والأحداث التاريخية، إلا أنه كان يقدمها أدبياً وفكرياً كعبر وقيم يجب التمثل بها، والاستفادة من دروس الماضي في الحاضر والواقع المعيش.
وفي تفاصيل العدد، تناول يقظان مصطفى أحد كبار علماء اللغة والفلسفة والفقه والحديث وعلم الأصول هو (ابن النفيس) الذي شيد علم التشريح، وكتب رمضان رسلان عن كارل بروكلمان أحد أبرز المستشرقين الألمان، الذي أنصف الثقافة العربية، بينما كتب حسن بن محمد عن (زغوان) مدينة تونسية مزينة بعبق أندلسي، واستعرض محمد وحيد فريد أجواء مدينة (رأس البر)، التي تعد من أهم وجهات السياحة المصرية.
أما في باب (أدب وأدباء)؛ فكتب خليل الجيزاوي عن احتفالية تكريم الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع في القاهرة، وقرأ محمد إسماعيل سيرة الطاهر وطار الذي شكل صوتاً روائياً وثقافياً من الجزائر، فيما توقف محمد هشام المسلمي عند أحد رواد فن الرواية هو محمد عبدالحليم عبدالله، واستعرضت هنادي العنيس مجموعة من الكاتبات اللواتي كتبن بأسماء مستعارة وأخفين هويتهن الحقيقية، وقدم عبدالرزاق شحرور قراءة في رواية (ساق البامبو) للروائي سعود السنعوسي، الذي يبحث عن الجذور ويدعو إلى التمسك بالقيم الإنسانية، ورصد محمد زين العابدين المجلات الثقافية الإلكترونية، التي استطاعت أن تقدم فكراً جذاباً للقارئ، وتناول صابر خليل تجربة محمد فريد أبو حديد، الذي تنوعت إبداعاته واتشحت بالأصالة والتفرد، والتقى محمد نجيم الناقد والباحث الحسين بنبادة، الذي فاز بجائزة الشارقة للإبداع العربي في النقد، وألقى حجاج سلامة الضوء على مسيرة الكاتب والمبدع محمد قجة (علّامة حلب وحافظ تراثها)، وكتب مروان ناصح عن الشاعر مصطفى بدوي، الذي رثاه الشعراء وهو حي ولقبوه بـ (زوربا) العربي، وكتبت أميرة المليجي عن الكاتب خليل السواحري الذي يعد ظاهرة متفردة في القصة العربية، وتوقف أحمد فرحات عند جهود جاك بيرك في ترجمة مختارات من الشعر الأدب العربي ودراسة الحضارة العربية، فيما حاور وحيد تاجا الأديبة لينا هويان الحسن، التي أكدت أنها تعوّل على الشعرية في تشييد نصها الروائي، وبحثت هبة محمد في شعرية محمود غنيم، الذي جمع بين البيان وروعة الخيال، وقدم علاء محمد إضاءة على مسيرة ناظم مهنا، الذي أخلص للكتابة وعاش دون ضوضاء، وحاور إلياس الطريبق الشاعر صالح لبريني الذي رأى أن الإبداع يتحقق في جميع الأشكال، والتقت شيمازا فواز الزعل الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم، الذي قال إن الشعر موهبة وموقف ولا يأتي بقرار، إضافة إلى ذلك تضمن العدد تغطية للقاء المفتوح مع الكاتب أمين صالح في النادي الثقافي العربي، ورحلة مع جذور أدب الخيال العلمي بقلم د. محمد خليل.
نقرأ في باب (فن. وتر. ريشة)؛ الموضوعات الآتية: عادل السيوي.. فنان يؤنسن الحيوان – بقلم محمد العامري، ربيعة القدميري.. أستوحي أعمالي من الواقع وأعبر عن الإنسان – (حوار) جيهان رضوان، زهير حسيب.. جمع بين اللوحة والحكاية – بقلم أديب مخزوم، عجاج سليم.. المسرح فن راق يهتم بالإنسان وقيمه – (حوار) حاتم صادق خربيط، علي صقر.. أتوق للوصول إلى المشاهد العربي – بقلم سالي علي، صناعة السينما.. التحدي والحلول والابتكار – بقلم شيماء المرزوقي، السعفة الذهبية الفخرية للأسطورة (ميريل ستريب) – بقلم أسامة عسل.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: أحمد زحام.. وظف تقنية درامية لإخراج (حنين) من خوفها – بقلم مصطفى غنايم، رحلة في فكر زكي نجيب محمود – بقلم نجلاء مأمون، للشمس سبعة ألوان.. قراءة في تجربة محمد جبريل الأدبية – بقلم ناديا عمر، بنيات الترادف والتضاد وتجلياتها في الشعر العربي المعاصر – بقلم إيمان محمد أحمد، يعرب العيسى وروايته (المئذنة البيضاء) – بقلم فاديا عيسى قراجه، مشروع (قلعة جي) وحداثة المسرح العربي – بقلم فرات غانم، الفضاء الفني في النص الشعري – بقلم أبرار الآغا، وليد رمضان يرصد إسهاماتهم في كتابه (مستشرقون أنصفوا الإسلام) – بقلم علا الصالح.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: الرازي.. طبيب العرب الأول – بقلم سيد الطيب، قصص نجاح ألبانية في مصر – بقلم محمد م. الأرناؤوط، (كليلة ودمنة) برؤية جديدة – بقلم ثريا عبدالبديع، النزعة الإنسانية في الشعر العربي – بقلم وفيق صفوت مختار، بهاء طاهر.. علامة بارزة في القص العربي – بقلم اعتدال عثمان، رغد السهيل.. (الفيروس) شخصية تروي الأحداث – بقلم د. حاتم الصكر، عبدالكريم بن ثابت.. رائد القصيدة الرومانسية المغربية الحديثة – بقلم د. يحيى عمارة، طارق ثابت.. النص الشعري حالة قلق ووجود وتماه – بقلم انتصار عباس، الإبداع المعجمي العربي – بقلم نبيل سليمان، درس السرديات وسحر الرواية- بقلم مصطفى عبدالله، ثقافة حكيم القلوب.. مجدي يعقوب – بقلم د. محمد صابر عرب، الأدب وسمو رسائله الإنسانية – بقلم منال محمد يوسف، التراث العربي بين الأنا والآخر – بقلم عبدالنبي اصطيف، ثقافة السعادة – بقلم رعد أمان، أبو تمام.. أحد أعلام الشعر العربي – بقلم أحمد يوسف داود، الشبهات بين الفرزدق والذئب – بقلم مازن العليوي، تصنيف العلوم العربية الحديثة – بقلم سعيد يقطين، سعيد الزبيدي صاحب المنهج والمشروع – بقلم عبدالرزاق الربيعي، أثر الربيع في إبداعات الشعراء على مر العصور – بقلم عبدالحميد محمد الرواي، القيم الثقافية المتعددة في المهن والأعمال الفنية – بقلم إليزابيتا شيشيغوي، الإدراك الجمالي في التشكيل – بقلم نجوى المغربي، دراما المسرح.. وحركة الحياة – بقلم د. نبيل سليم، الخطاب المسرحي وسيمياء الزمن عند سلطان القاسمي – بقلم نوزاد جعدان، (ونوس والساجر) جمعهما المسرح وذاكرة الغياب – بقلم سلوى عباس.
ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: آيار عبدالكريم (سيناريو لم أتقمصه) قصة، تعدد مستويات السرد في قصة (سيناريو لم أتقمصه) – بقلم د. عاطف البطرس، سامر أنور الشمالي (قهوة بطعم الذكريات) قصة قصيرة، شعيب خليل الحربي (مسغبة) قصة قصيرة، فدوى كيلاني (ما كل ذلك) شعر مترجم، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل (أكبر من كل الكلمات)، وأشعار لها حكاية (“فراقية” ابن زريق البغدادي)- بقلم وائل الجشي، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة وينابيع اللغة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
غرفة الإتهام ترفض الإفراج عن “محمد الأمين بلغيث”
رفضت غرفة الإتهام لدى مجلس قضاء الجزائر اليوم الأربعاء، الإفراج عن المتهم الموقوف “محمد الأمين بلغيث”. مع تأييد أمر قاضي التحقيق لدى محكمة الدار البيضاء.حيث رافع المحامين لطلبات الإفراج عن موكلهم “بلغيث”، المتواجد رهن الحبس المؤقت منذ الـ3 ماي الجاري لأجل وضعه تحت إجراءات الرقابة القضائية. مقدمة في مرافعتها كل الضمانات التي تتوفر في المتهم.
وتأتي مرافعة دفاع المتهم “محمد الأمين بلغيث “أمام ذات الهيئة القضائية، بعد استئناف هيئة الدفاع، حيث أمر قاضي التحقيق بالغرفة الرايعة لدى محكمة الدار البيضاء، بوضع المتهم رهن الحبس المؤقت على ذمة التحقيق. لمتابعته بتهم تتعلق بجناية القيام بفعل يستهدف الوحدة الوطنية بواسطة عمل غرضه الاعتداء على رموز الأمة والجمهورية. جنحة المساس بسلامة وحدة الوطن وجنحة نشر خطاب الكراهية والتمييز عن طريق تكنولوجيات الإعلام الاتصال.
والرجوع إلى تفاصيل القضية فإن الباحث الجزائري المتهم الموقوف، تم توقيفه وتقديمه أمام الجهات القضائيّة، عقب تصريحاته المثيرة للجدل، في حوار متلفز بثه تلفزيون “سكاي نيوز عربية. والذي تضمن إساءة مباشرة للهوية الوطنية وتشكيك في ثوابت الأمة الجزائرية.
وهي التصريحات التي زلزلت مواقع التواصل الاجتماعي في ظرف وجيز من إطلاقها. حيث تم تداول مقطع الفيديو بشكل واسع، مما وضع “محمد أمين بلغيث ” في موقع المتهم.
وكانت نيابة الجمهورية لدى محكمة الدار البيضاء قد أمرت بفتح تحقيق في قضية الحال، والكشف عن كل من له علاقة بالقضية.
وفي إطار التحقيق أنكر المتهم ” محمد الأمين بلغيث “، كل التهم المنسوبة إليه، مؤكدا أنه وطني حتة النخاع وعائلته عائلة ثورية، ليس له أي غرض أو سبب للاساءة لوطنه أو تعريض مؤسساتها للخطر، مؤكدا المتهم أنه وقع ضحية “تلاعب مونتاج” من طرف القناة التي تحاور معها.
وأضاف ” بلغيث ” أنه تم حذف عدة عبارات من حواره، فيما يخص كلامه عن ” الأمازيغية ” لعرض ما، معلقا المتهم بأن الصحفية طرحت عليه ” سؤال مفخخ” لكنه أجابها بناء واستنادا لدراسات تاريخية تعود لباحثين قدامى.
وأما بخصوص وصف المهاجرين المقيمين في فرنسا ب” الحركى، فقد أكد المتهم في إطار التحقيق أنه يقصد من كلامه ذلك بعض المغتربين الذي كانوا ضد الوطن ومصلحته قي وقت سابق، ثم أصبحوا يدٌعون الوطنية بعد حصولهم على الإقامة بفرنسا، ناكرا أنه كان يقصد كل المهاجرين المقيمين هناك بالخارج.
وأضاف المتهم في معرض تصريحاته، أنه تم الاتصال به من طرف أحد الصحفيين بتاريخ 5 مارس 2025، طالبا منه المشاركة في حصة تلفزيونية مسجلة على قناة “سكاي نيوز عربية ” عنوانها ” العلاقات الجزائرية الفرنسية “، فوافق على الفكرة، فتم إرسال سائق تابع للقناة، حيث تم نقله إلى مكتب ” استديو” الكائن مقره ببئر خادم بالعاصمة.
ولما وصل صرح المتهم أنه تك استضافته جيدا، قبل أن تقوم الصحفية بربط الاتصال به، وطرح أسئلتها عليه.
وأضاف المتهم أنه لا يحوز على أي قرص مضغوط أو تسجيل يؤكد صحة تصريحاته، لإثبات أنه وقع ضحية تلاعب بالمونتاج، من خلال حذف عدة مقاطع من حواره المتلفز محلّ الجريمة.
والجدير بالذكر أنه تزامن تقديم المتهم أمام العدالة صدور بيان صحفي تضمن مايلي :” عملاً بأحكام المادة 11 من قانون الإجراءات الجزائية، تعلم نيابة الجمهورية لدى محكمة الدار البيضاء الرأي العام، أنه بتاريخ 01 ماي 2025، و بعد تداول مقطع فيديو بمنصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، يتعلق بحوار تلفيزيوني جمع بين صحفية قناة تسمى سكاي نيوز عربية، والمدعو بلغيث محمد الأمين، والذي صرح فيه أن الأمازيغية هي مشروع صهيوني فرنسي، وباعتبار أن ذلك يشكل انتهاكا للمبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري المكرسة بموجب الدستور، وتعديا على مكون أساسي للهوية الوطنية، ومساسا صارخا بالوحدة الوطنية ورموز وثوابت الأمة، فقد أمرت نيابة الجمهورية بفتح تحقيق ابتدائي وتوقيف المشتبه فيه.
بتاريخ اليوم الموافق لـ 03 ماي 2025، تم تقديم المشتبه فيه أمام النيابة،
بعد استجواب المتهم من طرف قاضي التحقيق أصدر أمرا بإيداعه الحبس المؤقت.
ياسمينة دهيمي