الجزيرة:
2025-10-12@17:12:00 GMT

شايطيت 13.. وحدة النخبة في البحرية الإسرائيلية

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

شايطيت 13.. وحدة النخبة في البحرية الإسرائيلية

وحدة النخبة التابعة للبحرية الإسرائيلية، وهي إحدى وحدات المستوى الأول في الجيش الإسرائيلي، وتعتبر من أهم ثلاث وحدات خاصة، ووحدة استطلاع أساسية فيه. شاركت في جميع حروب إسرائيل، وحاربت على جميع الجبهات، ونفذت مجموعة واسعة ومتنوعة من المهام الخاصة البحرية والبرية والجوية، ومع ذلك، فقد دُمغ تاريخها بعدد من العمليات الفاشلة والفضائح وانتهاكات حقوق الإنسان.

أصبحت بعد معركة طوفان الأقصى عام 2023 -ولأول مرة- ذراعا إضافية لفرقة مشاة نظامية، إلى جانب مهامها البحرية، وباتت من أشد الفرق الإسرائيلية ضراوة في العدوان على قطاع غزة، وقد كانت إحدى مهامها المبكرة، استهداف مستشفى الشيخ حمد، كما كانت الفرقة الأولى التي اقتحمت مجمع الشفاء الطبي، وعملت على عزله قبل حصاره.

النشأة والتأسيس

تأسست "شايطيت 13″، والتي يعني اسمها "الأسطول 13″، عام 1949 على أيدي أعضاء من وحدة "باليام"، القوة البحرية لمنظمة "البالماخ" العسكرية الصهيونية، والتي قادت -مع منظمات أخرى- حرب احتلال فلسطين وإعلان دولة إسرائيل عام 1948، ومن أبرز هؤلاء الأعضاء المؤسسين يوشع بن نون ويوسيل درور.

وكانت "شايطيت 13" في بداياتها إحدى أسرار الدولة المخفية، ولم يتم الإعلان عنها إلا عام 1960، وبدأ عناصرها حينها يرتدون شارتهم الخاصة، بدلا من شارة البحرية الإسرائيلية العامة.

وعلى مدى نحو عقدين، لم تتلق دعما ماديا مناسبا، ولم تخضع لتدريبات كافية، فضلا عن سوء المعدات المتاحة، فكان الفشل حليفها في العديد من العمليات. وفي سبعينيات القرن العشرين، بدأت السلطات الإسرائيلية تلتفت إلى أهميتها، فعملت على تأهيل عناصرها وإخضاعهم للتدريبات العسكرية البحرية والبرية اللازمة.

أفراد من وحدة "شايطيت 13" في جنوب لبنان أثناء حرب يوليو/تموز 2006 (غيتي)

ترأس عامي أيالون وحدة "شايطيت 13" عام 1979، وطورها لتصبح في مصاف الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي، إذ أعاد هيكلتها وكثّف التدريبات المخصصة للجنود.

وفي أواخر ثمانينيات القرن العشرين، عمل الجيش الإسرائيلي على استغلال مؤهلات عناصر الوحدة، فعين ضباطا منها لقيادة الوحدات الخاصة الجديدة، مثل وحدتي "دوفدفان" و"إيغوز"، اللتان كانتا بحاجة إلى اكتساب المهارات والخبرة.

وبمرور الزمن زاد الاهتمام بالارتقاء بوحدة "شايطيت 13″، وبات يشار إليها على أنها من أفضل الوحدات الخاصة، ورأس حربة الجيش الإسرائيلي، لاسيما في العمليات البحرية، وأخذت تنفذ مهام شديدة السرية وعالية الخطورة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقد مرت من هذه الوحدة مجموعة من الأسماء والقيادات البارزة في إسرائيل، مثل: وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي كان أحد عناصرها، ثم قائدها بين العامين 1993 و1997، وكذلك عامي أيالون قائد سلاح البحرية الإسرائيلي السابق، والرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك).

الإعداد والتدريب

تمتد الخدمة في "شايطيت 13" لمدة أطول من الخدمة في وحدات الجيش الأخرى، إذ تبلغ ثلاث سنوات من الخدمة الإلزامية، إضافة إلى ثلاث سنوات أخرى من الخدمة المهنية، ويخضع المرشحون عند اختيارهم، لسلسلة من الاختبارات البدنية والعقلية الشاقة لمدة 4 أيام، لا يتيسر إلا لعدد ضئيل من المرشحين اجتيازها.

ثم يلتحق المجندون بعد ذلك، ببرنامج تدريب صارم، يعتبر من أقسى الدورات التدريبية في الجيش الإسرائيلي، ويتحملون تدريبات تصل إلى 6 أشهر إضافية، مقارنة بوحدات الجيش الأخرى، وتبلغ مدة التدريب الإجمالية 20 شهرا، يخضع المجندون خلالها لمراحل متعددة، هي:

مرحلة تدريب المشاة: مدتها 6 أشهر، وفيها يتم التدريب على مهارات المشاة الأساسية والمتقدمة في مدرسة المشاة التابعة للجيش الإسرائيلي. التدريب المظلي: مدته 3 أسابيع، ويتم تدريب عناصر الوحدة في مدرسة الدفاع للمظليين. التدريبات البحرية: مدتها 3 أشهر، وفيها يجري التدريب المتقدم للمجندين على استخدام الأسلحة وقيادة السفن القتالية والبوارج والسباحة لمسافات طويلة وزرع المتفجرات. وتتم التدريبات في قاعدة "عتليت" البحرية. مرحلة الغوص القتالي: مدتها 4 أسابيع، وفيها يخضع المنتسبون لتدريبات مكثفة في القتال البحري، والتعامل مع الظروف شديدة الخطورة تحت الماء، مثل البرد القارص والظلام وزيادة الضغط. التدريبات الخاصة: تستمر لنحو عام، ويتم إخضاع المجندين لتدريبات صارمة تؤهلهم للقيام بمهام خاصة. وهذه المرحلة هي الأشد صرامة، وغالبا ما ينسحب كثير من المجندين خلال هذه المرحلة؛ لعدم قدرتهم على تجاوزها. الشارة الخاصة بوحدة "شايطيت 13" (موقع الجيش الإسرائيلي) الأقسام والفرق

تشتمل "شايطيت 13" على فرق متعددة، تعمل معا بشكل متكامل لتنفيذ المهمات والقيام بالعمليات، والفرق الرئيسية ثلاثة، هي:

فرقة الغارات من البحر إلى البر: وهي أصغر الفرق حجما، وتقوم بمهام متعددة، مثل: الهجوم البري والبحري وتنفيذ الاغتيالات وإنقاذ الرهائن. وتساعد طبيعة الوحدة البرمائية على ضرب أماكن غير متوقعة، حيث يتيح التوغل من البحر إلى البر، القدرة على التسلل سرا إلى السواحل الأخرى، والانتقال بسلاسة إلى العمليات البرية. فرقة العمليات تحت الماء: يلتحق بهذه الفرقة أفضل منتسبي الوحدة، فهي فرقة الضفادع البشرية المسؤولة عن القيام بالمهام المعقدة التي تنفذ تحت الماء، مثل البحث وإنقاذ الغرقى، وانتشال السفن والطائرات المغمورة، والقيام بالإصلاحات المختلفة تحت الماء، وإبطال مفعول الألغام القديمة والأسلحة المتفجرة، ومنع توغلات غواصين من الجانب المعادي، وزرع المتفجرات، وجمع معلومات استخباراتية عبر الاقتراب من سفن العدو وموانئه. فرقة العمليات فوق الماء: وتعد أكبر فرق الوحدة عددا، وتقوم بمهام بحرية مثل مهاجمة السفن ومداهمة الشواطئ، وتوصيل أعضاء سرايا الغارات وسرايا تحت الماء إلى أهدافهم عبر زوارق سريعة. الأنشطة والمهام

تتمركز "شايطيت 13" في قاعدة عتليت البحرية بقضاء حيفا، وتعد في الأساس وحدة نخبوية بحرية، تتولى العمليات البحرية الخاصة، وحماية الحدود البحرية لإسرائيل، كما تم تدريبها كذلك، لتكون قادرة على القيام بمهام برية خاصة.

ومن أبرز المهام التي تندرج تحت النشاط الذي تقوم به الوحدة:

الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية البحرية. جمع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالعمليات العسكرية التي قد تطال إسرائيل. القيام بالاجتياحات والتوغلات البرية. تحرير الرهائن، لاسيما من على متن السفن. مداهمة السفن. التصدي للعمليات العسكرية أو ما يُسمى بالإرهاب والتخريب. الإضرار بالبنى التحتية البحرية لما يصنف في دائرة الأعداء. الحروب والعمليات

لعبت "شايطيت 13" دورا رئيسيا في جميع الحروب والمواجهات التي خاضتها إسرائيل منذ إنشائها، وتأرجح نشاطها العسكري بين الصعود والهبوط، ففي الوقت الذي استطاعت تنفيذ مهام خاصة بنجاح، باءت بالفشل في إنجاز عمليات أخرى.

وقد نفذت الوحدة مجموعة واسعة ومتنوعة من المهام الخاصة البحرية والبرية والجوية، وعمليات سرية على جبهات متعددة، ومن أبرز الجبهات التي تقع ضمن نشاطها العملياتي:

الجبهة المصرية

شاركت "شايطيت 13" في الحروب الإسرائيلية مع مصر، ونفذت العديد من العمليات على تلك الجبهة منذ خمسينيات القرن العشرين، ولكنها لم توفق في العديد من مهامها في بداياتها، ففي أزمة قناة السويس عام 1956، قامت بعدة مهام استطلاع فاشلة قبل الحرب.

وفي حرب عام 1967، تعثرت في العديد من عملياتها التي قامت بها على الموانئ، واحتجزت السلطات المصرية 6 من عناصرها لأكثر من 6 أشهر، حيث تم القبض عليهم أثناء قيامهم بعملية سرية في الإسكندرية.

وفي حرب الاستنزاف، فشلت في بعض المهام التي كُلفت بها، ففي معركة "الجزيرة الخضراء" بخليج السويس، والتي قامت بها "شايطيت 13" بالتعاون مع وحدة "سييرت متكال" في يوليو/تموز 1969، اضطرت القوات الإسرائيلية للانسحاب في غضون بضع ساعات، بعدما أصيب حوالي نصف أفراد قوات الكوماندوز البحرية، وقتل 3 من عناصرها، وتم إغراق عدد من الزوارق، فضلا عن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات الإسرائيلية الأخرى.

وعلى الرغم من نجاحها في عملية "الزعفرانة" أو "رافيف" في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، حين قامت بهجوم برمائي عبر قناة السويس، واستطاعت تدمير العديد من العربات المدرعة المصرية، كما عطلت بعض منصات الرادار المصرية، فقد كانت سبقتها عمليات أخرى فاشلة.

ففي العملية التمهيدية لعملية "الزعفرانة"، والتي سبقتها بيومين فقط، فجرت الوحدة سفينتين مصريتين في خليج السويس، ولكن في رحلة العودة، نشطت إحدى غواصاتها آلية التدمير الذاتي الخاصة بها، وقُتل إثر ذلك ثلاثة من قواتها، وفي اليوم التالي انفجر أحد زوارقها وغرق.

ومع الاهتمام البالغ الذي أولته السلطات الإسرائيلية للوحدة، بدأت تصبح أكثر كفاءة وأقل وقوعا في الخطأ أثناء عملياتها الخاصة، ففي حرب أكتوبر 1973، قامت بسلسلة من الغارات على الموانئ المصرية، وأغرق مجموعة من جنودها عددا من الزوارق البحرية في ميناء الغردقة، كما فجروا الرصيف الرئيسي للميناء.

أفراد من وحدة "شايطيت 13" أثناء مشاركتهم في مناروات بحرية عام 2016 (رويترز) الجبهة الشمالية

نفذت "شايطيت 13" منذ وقت مبكر عمليات على الجبهة الشمالية، وكان من ضمن مهامها القيام بعمليات استطلاعية في الموانئ اللبنانية والسورية، وأحيانا كان الأمر يتطور إلى هجوم، مثل عملية اختراق مرفأ بيروت عام 1958.

وشاركت ضمن القوات الإسرائيلية الخاصة التي أغارت على بيروت وصيدا عام 1973، في عملية "فردان" أو ما تسميه إسرائيل عملية "ربيع الشباب"، التي أسفرت عن اغتيال حوالي 20 شخصا، من بينهم 3 قادة بارزين في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).

وفي مطلع ثمانينيات القرن العشرين، بدأت تكثف نشاطها على الجبهة الشمالية في لبنان، وقامت بالعديد من العمليات، التي تركزت حول مهاجمة سفن تابعة لجهات تصنفها إسرائيل بأنها معادية، وفجرت مقارها ونصبت الكمائن وزرعت الألغام. وخلال حرب لبنان عام 1982 شاركت في إنشاء جسر عبور، سمح بإنزال المدرعات والمشاة من الجيش الإسرائيلي إلى البر اللبناني.

وأثناء حرب لبنان الثانية عام 2006، شاركت الوحدة مع القوات الإسرائيلية الأخرى في العدوان العسكري، وكانت قد توغلت في مدينة صور من جهة الساحل عبر البحر، وقصفت البنية التحتية وطرق الوصول إلى الساحل اللبناني.

وعلى الجبهة الشمالية، فشلت كذلك في بعض العمليات، منها فشلها في انتشال طائرة سورية تم إسقاطها في بحيرة طبريا عام 1966، حيث سبقتها إليها القوات السورية.

وفي سبتمبر/أيلول 1997، وهي في طريقها للقيام بإحدى العمليات في الداخل اللبناني، وقعت فرقة من "شايطيت 13" في كمين نصبه حزب الله قرب بلدة الأنصارية، بعد أن علم مسبقا بموقع الفرقة المكلفة بالمهمة، وذلك بفضل اعتراض لقطات فيديو بثتها طائرات إسرائيلية بدون طيار، ونجم عن ذلك، مقتل 11 جنديا من الفرقة، بما فيهم قائدها.

الضفة الغربية وقطاع غزة

نشطت "شايطيت 13" أثناء الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000، وشاركت بعمليات برية في غزة والضفة الغربية، تضمنت اعتقالات واغتيالات في صفوف المقاومة الفلسطينية، وتزامنا مع ذلك، استمرت في عملياتها البحرية.

وقد شاركت بضراوة في العدوان على غزة عام 2008، حيث نفذت مجموعة واسعة من العمليات، بما في ذلك عمليات قتل وتدمير للبنية التحتية. كما نفذت أثناء عدوان عام  2014 على غزة، العديد من المهام ضد مواقع ادّعت أنها منصات لإطلاق الصواريخ.

وبحسب المصادر الإسرائيلية، كانت "شايطيت 13" من بين وحدات الجيش الأولى التي وصلت إلى مكان الهجوم الذي نفذته المقاومة الفلسطينية، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضد مستوطنات غلاف غزة، وكان لها، وفق التصريحات الإسرائيلية، دور مهم في استعادة السيطرة على موقع صوفا العسكري بالقرب من السياج الأمني ​​في غزة.

وفي هذه الحرب أصبحت الوحدة، لأول مرة، ذراعا لفرقة مشاة نظامية، وهي الفرقة 162، وكانت إحدى مهام الوحدة المبكرة الاستيلاء على مبنى مستشفى الشيخ حمد، وقد اعتبرت القوات الإسرائيلية العملية نقلة نوعية، وأصبحت نموذجا للاستيلاء على العديد من مستشفيات غزة الأخرى.

وكان لـ"شايطيت 13″ إسهامات كبيرة في العدوان الإسرائيلي على مجمع الشفاء الطبي بغزة في مارس/آذار 2024، إذ كانت هي الأولى التي دخلت المنطقة وعملت على عزلها قبل حصار المستشفى لأسبوعين وتدميره، كما اقتحمت كذلك مستشفى الرنتيسي.

أفراد من وحدة "شايطيت 13" بغزة في نوفمبر/تشرين الثاني 20023 (الفرنسية) مهاجمة السفن

داهمت "شايطيت 13" العديد من السفن واستولت عليها بذريعة أنها محملة بأسلحة ومواد متفجرة، ومن ذلك اعتراض السفينة "كارين إي" عام 2002، أثناء إبحارها في البحر الأحمر، على بعد أكثر من 500 كيلومتر من سواحل فلسطين المحتلة، في عملية أُطلق عليها اسم "سفينة نوح"، تم خلالها السيطرة على السفينة، التي أعلنت السلطات الإسرائيلية أنها كانت محملة بنحو 50 طنا من الأسلحة، متوجهة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية. كما استولت في ذلك العام على سفينة "سانتوريني" للحجة ذاتها.

وقد شاركت كذلك، في الهجوم على سفينة كانت راسية قرب الساحل السوداني عام 2009، زعمت إسرائيل أنها تحمل على متنها أسلحة ومعدات قتالية قادمة من إيران، وموجهة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.

وفي ذلك العام، استولت على سفينة "فرانكوب"، القادمة من إيران، وعللت ذلك بالقول إنها ضبطت عليها 500 طن من الصواريخ والبنادق والقنابل، وادّعت أن هذا العتاد كان سيسمح لحزب الله بإلحاق الدمار بالمدن الإسرائيلية لمدة شهر.

انتهاكات وفضائح

ارتبط اسم "شايطيت 13" بعدد من الانتهاكات والفضائح، ففي عام 2004 استخدم جنودها الفلسطينيين العزل في مدينة جنين دروعا بشرية، وقال الجنود أثناء الاستجواب إنهم لم يتلقوا تعليمات تمنع ذلك.

وفي العام نفسه، تم تعليق عمليات "شايطيت 13" مؤقتا، بعد شكوى من منظمة مركز المعلومات الإسرائيليّ لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة (بتسيلم)، بسبب إطلاقهم النار على مدني فلسطيني دون سبب.

واشتهرت الوحدة بفضيحة إصابة جماعة من عناصرها بمرض السرطان عام 2000، جرّاء تنفيذ تدريباتها الأساسية في الغوص لمدة سنة في نهر المقطّع "قيشون" بالقرب من حيفا، والذي وجد أن مياهه ملوثة بمواد جرثومية وكيماوية خطيرة.

ومن جانب آخر، اتهمت وحدة "شايطيت 13" بالإهمال، بسبب العثور على العديد من الوثائق العسكرية السرية في القمامة، والتي كان أعضاء الوحدة قد أرسلوها للمحامي الموكل بالمرافعة ضد المصانع التي أسهمت في تلويث مياه النهر.

ومن أكبر الانتهاكات التي أثارت ضجة عالمية، اعتراضها أسطول الحرية أثناء عبوره المياه الدولية قبالة سواحل قطاع غزة عام 2010، وكانت السفن لا تحمل سوى مواد غذائية وإغاثية، يرافقها مئات الناشطين، ومع ذلك استولت عليها الوحدة واعتدت على المتضامنين الذين يحملون جنسيات متعددة، وقتل في الهجوم 9 نشطاء أتراك، وأصيب العشرات، وتم سجن الباقين والتحقيق معهم قبل ترحيلهم.

التكريم والجوائز

احتلت "شايطيت 13" عام 2019 المرتبة الثالثة بين أقوى الوحدات الخاصة في العالم، بحسب تصنيف نشره موقع "رانك ريد" الأميركي. وتعتبر محليا واحدة من أكثر الوحدات حصولا على الأوسمة في الجيش الإسرائيلي، وقد فازت بجائزة رئيس الأركان عدة مرات، إحداها عام 2002 تكريما لها للدور الذي قامت به في الانتفاضة الثانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی الجیش الإسرائیلی القوات الإسرائیلیة الجبهة الشمالیة الوحدات الخاصة القرن العشرین من العملیات فی العدوان تحت الماء العدید من من وحدة

إقرأ أيضاً:

العمليات اليمنية البحرية.. بصماتٌ منحوتة في ردع العدوّ ورعاته

وبهذا يتوِّج السيد القائد عامين كاملين بخطاب انتصار عقبَ ملحمة العمليات اليمنية الإسنادية، التي شكّلت عاملَ ضغطٍّ متصاعد، وأدّت إلى اضطراب كبير في الاقتصاد الصهيوني وشلت حركة تجارته البحرية، وألقت بكل ثقلها على شركات الشحن البحري الدولي المتعاملة مع كيان الإبادة والذي لم يشهده العالم منذ جائحة "كورونا".

خبراء استراتيجيون واقتصاديون يؤكّدون أنَّ عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، على مدى عامين؛ إسنادًا لقطاع غزة، أحدثت تأثيرًا قويًّا وفعالًا، على الكيان الإسرائيلي وحلفائه الغربيين.

إذ بدأ دخول اليمن في إسناد "طوفان الأقصى" في الـ 10 من أُكتوبر 2023م، وبعد 3 أَيَّـام فقط من انطلاقته، بعمليات لم تتوقف؛ دعمًا للمقاومة الفلسطينية، ركّزت على إطلاق دفعات من الصواريخ المجنّحة في البحر إلى الباليستية مُرورًا بالفرط صوتية وانتهاء بالانشطارية متعددة الرؤوس، والطائرات المسيَّرة الانقضاضية بأنواعها، باتّجاه أهداف صهيونية حيّويّة في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

ورغم تكرار المزاعم الأمريكية والصهيونية باعتراض جزءٍ منها من قبل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية بمختلف طبقاتها، ودفاعات القِطَع البحرية الأمريكية؛ إلا أنَّ الحقيقة التاريخية أثبتت استمرار ونجاح العمليات اليمنية الاستنزافية، التي أثرت بشكلٍ متزايّد على عصب الاقتصاد وضربت عُمقَ النظرية الأمنية التي يقوم على أَسَاسها كَيانُ الاحتلال.

اليمن يضيّق مرور الأكسجين للاقتصاد الصهيوني:

ويؤكّـد الخبراء أنَّه واعتبارًا من الـ 18 من نوفمبر 2023م، ومنذُ سيطرة القوات الخَاصَّة في البحرية اليمنية على السفينة الإسرائيلية "جلاكسي ليدر"، واقتيادها إلى الساحل؛ شهدت الاستراتيجية اليمنية تحولًا خطيرًا، أصاب هالة "الردع الصهيوني والهيبة الأمريكية".

وسعى الجيش اليمني من خلال استهداف السفن -حربية وتجارية- التي تمر عبر البحر الأحمر والمرتبطة بالكيان المحتلّ، ثم إلى توسيع عملياته لتشمل خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط بمحاذاة ميناء حيفا؛ لإحكّام الحصار البحري على الكيان والمسّ باقتصاده وإجباره على وقف عدوانه الوحشي على غزة.

تدرُّجٌ وتغييرٌ وانتقال استراتيجي، قرأهُ الخبراء؛ بأنَّه كان "مؤثرًا ومؤلمًا" بشكلٍ مباشر على اقتصاد العدوّ، والذي يعتمد بشكلٍ كاسحٍ على التجارة البحرية؛ إذ تمثل ما نسبته 99 % من البضائع التي يستوردها الكيان المحتلّ، تصل عن طريق البحر، و30 % من وارداته تمر عبر البحر الأحمر.

ومنذ أنَّ أصبحت الموانئ الرئيسية في فلسطين المحتلّة، مثل أم الرشراش "إيلات" على البحر الأحمر وعسقلان وأسدود وحيفا على البحر المتوسط، في مرمى نيران اليمن؛ تشكّل الحصار الفعليّ، وتجنبت شركات الشحن الكبيرة الاقتراب من هذه الموانئ، وبالأخص ميناء أم الرشراش الذي تم عزله تمامًا وباعتراف العدو عينُه، بعد أنَّ كان نقطة حيوية لواردات العدوّ من السلع الآسيوية، كالمعدات اللازمة للبنية التحتية، والمنتجات الاستهلاكية، والإلكترونية.

ويشير مراقبون إلى تصريحٍ لـ "رون مالكا"، الرئيس التنفيذي لميناء حيفا؛ بأنَّ "الموانئ هي أكسجين الاقتصاد الإسرائيلي"، مؤكّـدين أنَّ آسيا هي الشريك التجاري الثاني للكيان بعد أُورُوبا؛ ما يجعل الشحن البحري شريان حياة حقيقي للواردات والصادرات.

وهو الهدف الذي سعت إليه الاستراتيجية اليمنية للتأثير المقصود، وخنق شريان حياة الاقتصاد الصهيوني؛ إذ بلغ عدد العمليات على سفن الاحتلال الصهيوني والمرتبطة به أَو المتجهة نحوه أكثر من 24 هجومًا في الفترة ما بين 19 نوفمبر و3 يناير 2024م، وفقًا لبيانات القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، والتي تضاعفت حتى أوائل أُكتوبر 2025م.

وأكّـد الخبراء أنَّ العمليات اليمنية تجاوزت تأثيرها على الاقتصاد الإسرائيلي لتشكّل "صدمة مفاجئة" للاقتصاد العالمي، وعملت بشكلٍ غير مقصود، إرباكًا لسلاسل التوريد العالمية المرتبطة والمساندة للعدو، على اعتبار الأهميّة الاستراتيجية للبحر الأحمر، كطريقٍ حيوي يربط أكبر المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وأُورُوبا والولايات المتحدة بكبار الموردين في آسيا.

ووفقًا لتقاريرَ عالمية؛ فإنَّه يمّر عبر المنطقة حوالي 12 % من حجم التجارة العالمية؛ بما في ذلك 30 % من حركة الحاويات العالمية، بقيمة تتجاوز تريليون دولار سنويًّا، مضافًا عليها مسارات الطاقة والغاز، والتي تشكّل ما نسبته 8 % من تجارة الغاز الطبيعي المسال و8 % من تجارة الحبوب العالمية تمّر عبر هذا الطريق أي "حوالي 80 مليون طن من الحبوب سنويًّا".

اللافت أنَّه ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، زادت أهميّة البحر الأحمر كطريقٍ رئيسٍ للنفط الخام، حَيثُ تزايد المرور به شمالًا إلى أُورُوبا، وجنوبًا للصين والهند، بـ 140 %، وصل إلى 3.8 مليون برميل يوميًّا؛ الأمر الذي ضاعف أهميّة العمليات اليمنية، ونجاحها في الوصول إلى الهدف الذي جاءت؛ مِن أجلِه.

تداعيات تغيير المسار:

في السياق، أعلنت كبرى شركات الشحن العالمية، ومنها 8 من أكبر شركات شحن الحاويات في العالم، تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر وتحويل مسار السفن إلى طريق "رأس الرجاء الصالح" جنوب إفريقيا لتجنب المخاطر.

وَأَضَـافَ طريق "رأس الرجاء الصالح" ما بين 10 إلى 14 يومًا إضافيًّا للرحلة بين آسيا وأُورُوبا مقارنة بطريق قناة السويس "36 يومًا مقابل 26 يومًا تقريبًا"، وهذا التأخير كلف السفينة الواحدة ملايين الدولارات في صورة وقود إضافي وتكلفة تعطيل سلاسل التوريد.

وإلى جانب التأخير شهد العالم موجّةً من ارتفاع أسعار الشحن الفوري؛ حَيثُ قفزت الأسعار الفورية لشحن الحاويات بين آسيا وشمال أُورُوبا بنسبة 173 % من منتصف ديسمبر 2023م، وتجاوزت 4000 دولار للحاوية الواحدة، مع توقعات بزيادات إضافية تصل إلى 100 %.

بدورها، ارتفعت تكاليف التأمين على مخاطر الحرب في المنطقة عشرة أضعاف؛ حَيثُ تم تحديدها كنسبةٍ مئوية من قيمة بدن السفينة؛ فعلى سبيل المثال، قد يصل تأمين سفينة قيمتها 100 مليون دولار إلى 700 ألف دولار للرحلة الواحدة.

وحذّر الخبراء من أنَّ هذه الزيادات في تكاليف الشحن والتأمين ستؤدي إلى زيادة معدلات التضخم في العالم، خَاصَّة في أُورُوبا التي تعتمد بشكلٍ متزايد على الغاز المنقول بحرًا، ممّا اضطرت شركات مثل "أبركرومبي آند فيتش" وشركات السلع الحساسة والقيمة "كالإلكترونيات والملابس المصممة والأدوية" إلى استبدال الشحن البحري بالشحن الجوي، وهو خيار مكلف جِـدًّا يرفع التكاليف بخمسة إلى خمسة عشر ضعفًا عن النقل البحري.

الرسائل اليمنية والردّ الأمريكي الغربي:

وفي مقابل الأضرار الاقتصادية واللوجستية التي ضربت عمق التجارة البحرية لكيان الصهيوني؛ ما دفع العدوّ وحلفائه، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وأُورُوبا، للاستنجاد والبحث عن حَـلّ عسكري.

ويؤكّـد خبراء أنَّه ومنذ بداية "المعركة البحرية" في 18 نوفمبر، وعمليات معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"؛ اعتُبرت بمثابة رسالة رمزية موجهة لكيان العدوّ الإسرائيلي والولايات المتحدة؛ بأنَّ العدوان على غزة قد يتوسع إلى مسارح أُخرى في المنطقة.

واستمرارية ونجاح عمليات اليمن، دفعت الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاء آخرين إلى إصدار "إنذار أخير" في 3 يناير 2024م، بضرورة وقف الهجمات، أَو التعرض لضربةٍ عسكرية، في تحريضٍ أمريكي لردٍّ دولي على إجراءات اليمن نصرةً للشعب الفلسطيني، أعلن وزير الحرب الأمريكي "أوستن" عن إطلاق ما يسمى "عملية حارس الازدهار"، تلاها تشكيل تحالف بحري، تحت مسمى "اسبيدس"، والذي فشل أمام اليمن أَيْـضًا لم يصمّد طويلًا كسابقه.

ووفقًا لكل المعطيات والمؤشرات الميدانية؛ تأكّـد للجميع آنذاك، أنَّ تلك القوة العسكرية "الضخمة"، إضافة لمّا تلاها من عمليات أمريكية منفردة، وأُخرى بشراكةٍ صهيونية، وانتهاء بتفردٍ للعدوّ الإسرائيلي؛ جميعها لم تنجح في ثني اليمن عن موقفه وإيقاف هجماته على السفن التجارية الصهيونية أَو المرتبطة به، ولم تستطع تلك المحاولات إقناعَ شركات الشحن العالمية العبور من البحر الأحمر.

ويخلص العديد من الخبراء في تحليلاتهم لتداعيات العمليات البحرية اليمنية وأثرها في الصدمة المفاجئة لاقتصاد العدوّ؛ بتساؤل عن سبب عدم قيام أمريكا والغرب، بدلًا عن محاولة وقف العمليات اليمنية التي تأتي إسنادًا لغزة، "بإجبار الاحتلال الإسرائيلي على إيقاف حربه الدموية" التي هي السبب الرئيس لهذه الأزمة.

مقالات مشابهة

  • وحدة عسكرية تتمرد في مدغشقر والرئيس يحذر من انقلاب
  • العمليات اليمنية البحرية.. بصماتٌ منحوتة في ردع العدوّ ورعاته
  • بـ5 آلاف جنيه.. شروط الحصول على ترخيص وحدات الطعام المتنقلة في القانون
  • تشغيل وحدة الكلى الصناعى الجديدة بمستشفى كوم أمبو المركزى
  • دوري النخبة لكرة اليد.. 5 فرق تحقق الفوز بأكثر من محافظة
  • الموانئ البحرية تكذب مزاعم منع وفدها من دخول موسكو
  • إنقاذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر في ينبع
  • وحدة الحساسية والمناعة بمستشفى صدر الزقازيق تستقبل 9 آلاف حالة منذ إنشائها
  • 5 مواجهات في انطلاق الدور الثاني من منافسات دوري النخبة لكرة اليد
  • هيئة الإمارات لسباق الخيل تستحدث وحدة جديدة للنزاهة