أرجع الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي عدم سيطرة الاحتلال الكاملة على رفح إلى خوفه من عدم العثور على الأسرى وقيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفشله في تدمير البنى التحتية للمقاومة، مما يعني -وفقا لرأيه- فشل مقولة "النصر المطلق" وعدم تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأضاف في تحليل للمشهد العسكري بغزة، أن هذا الوضع جعل الجيش الإسرائيلي والقيادات السياسية أمام مأزق كبير لم تسلم منه حتى القيادة الأميركية التي وجدت نفسها عالقة مع إسرائيل في هذه الحرب، وترغب في إنهائها حتى تتفرغ لملفات أخرى.

ويرى الفلاحي أن إسرائيل تعتبر التوغل في رفح مهمة إستراتيجية كونها تهدف للسيطرة على الشريط الحدودي مع مصر، وتبحث عن الأنفاق التي يمكن أن تربط القطاع بمصر نسبة لتصريحات عدد من المسؤولين الإسرائيليين حول استخدام الأنفاق لتهريب الأسلحة من مصر نحو القطاع.

ولكن الخبير العسكري يعتبر أن عملية التوغل في مدينة رفح ما زالت محدودة في مناطق معينة، دخلها الاحتلال قبل فترة وما زال متمركزا فيها مثل منطقة يبنا.

موضوع الأنفاق

وحول حديث جيش الاحتلال عن اكتشاف أنفاق وتدميرها أوضح الفلاحي أن هذه الادعاءات لا تعني الكثير، وقال إن هناك تسريبات أشارت إلى وجود 725 كيلومترا من الأنفاق موزعة في أنحاء القطاع، مما يعني أن الاحتلال لم يدمر إلا ثلث هذه الأنفاق تقريبا.

محور نتساريم

وأرجع الفلاحي تحرك قطاعات من جيش الاحتلال مسافة 3 كيلومترات إلى الشمال من محور نتساريم باتجاه الصبرة إلى تزايد خطر ضربات المقاومة، وأضاف أن هذا التوسع يجعل قطاعات الاحتلال المتحركة معرضة لاستهداف المقاومة بشكل أكبر.

وفيما يتعلق بالتقارير الإسرائيلية عن اقتراب جيش الاحتلال من السيطرة عسكريا على حماس، نفى العقيد الفلاحي الأمر، وقال إن هذا الكلام غير صحيح، موضحا أن إسرائيل لم تتمكن من السيطرة على حماس حينما كانت تقاتل بـ5 فرق عسكرية، مستبعدا أن تتمكن من تحقيق ذلك وهي تقاتل الآن بفرقة عسكرية واحدة في محور نتساريم وتتعرض للقصف والقنص ليل نهار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

ألكسندر فوتشيتش يكشف: صربيا دعمت إسرائيل عسكريًا بعد 7 أكتوبر رغم الإنتقادات الأوروبية

في مقابلة حصرية مع صحيفة "جيروزاليم بوست"، كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أن بلاده زوّدت إسرائيل بأسلحة بعد هجمات 7 تشرين الأول، رغم الانتقادات الأوروبية، مؤكدًا عمق العلاقات بين بلغراد وتل أبيب في مجالات الدفاع والتجارة. اعلان

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، في مقابلة حصرية مع صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن بلاده قدّمت مساعدات عسكرية لإسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر / تشرين الأول، رغم الانتقادات التي واجهتها من شركائها الأوروبيين. وأكد أن هذه المساعدة نُفذت بسرعة غير مسبوقة، في غضون أربعة أيام فقط، ما شكّل تحوّلًا لافتًا في العلاقات الثنائية بين بلغراد وتل أبيب.

فوتشيتش، الذي يتولى رئاسة صربيا منذ عام 2017، شدد على أن بلاده لن تغيّر موقفها من إسرائيل رغم الضغوط، مشيرًا إلى أن "صربيا ستكون دائمًا إلى جانب الشعب اليهودي ودولة إسرائيل".

وأضاف أن صادرات الأسلحة الصربية إلى إسرائيل بلغت أكثر من 42 مليون يورو في عام 2024، أي ما يعادل ثلاثين ضعف ما كانت عليه قبل عام، ما جعل صربيا شريكًا رئيسيًا في سلسلة التوريد الدفاعية لإسرائيل، وأشار: "أنا الزعيم الوحيد في أوروبا الذي يتعامل عسكريًا مع إسرائيل، ولذلك أتعرض لانتقادات كثيرة".

Relatedصربيا تحيي ذكرى مرور ستة أشهر على كارثة انهيار سقف محطة قطار نوفى سادصربيا: اشتباكات في نوفي ساد خلال احتجاجات تطالب بالإفراج عن معتقلينقبل 26 عاما قصف الناتو يوغوسلافيا السابقة.. صربيا تحيي الذكرى بحضور السفير الروسي

وأكد فوتشيتش أنه بذل جهودًا دبلوماسية شخصية للمساعدة في الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي-الصربي ألون أوهل، المحتجز في غزة منذ أكثر من 600 يوم. وقال إنه تواصل مع زعماء عرب طلبًا للدعم، مشيرًا إلى تلقيه معلومات تشير إلى أن أوهل لا يزال على قيد الحياة رغم إصاباته الخطيرة.

كما نوّه الرئيس الصربي إلى احتضان بلاده للفرق الرياضية الإسرائيلية بعد 7 تشرين الأول، في ظل المقاطعات الأمنية والرياضية في دول أوروبية أخرى، مؤكدًا أن المباريات أُقيمت دون أي حادثة معادية للسامية.

على الصعيد الاقتصادي، سجّلت العلاقات التجارية بين البلدين نموًا غير مسبوق، إذ ارتفعت صادرات صربيا إلى إسرائيل بنسبة 196% خلال أول شهرين من عام 2025، ووصل حجم التبادل التجاري في 2024 إلى نحو 199 مليون دولار. وتنوّعت الصادرات بين المنتجات الصناعية والزراعية، بينما تركزت الواردات على التكنولوجيا الطبية والبصرية.

إسرائيليون يشاركون في تجمع جماهيري لدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خار البرلمان الإسرائيلي في القدس، الخميس 5 يونيو/حزيران 2025. AP Photo

واستعرض فوتشيتش جانبًا من الدعم الإسرائيلي لصربيا في المحافل الدولية، مشيدًا بموقف تل أبيب الذي امتنعت عن التصويت لصالح قرار الأمم المتحدة باعتبار 11 تموز يومًا دوليًا لضحايا مذبحة سربرنيتسا، وهو قرار أثار حساسية شديدة في صربيا.

وفي ما يخص معاداة السامية، شدد فوتشيتش على أن بلاده لم تشهد موجات الكراهية التي شهدتها دول أوروبية أخرى، معتبرًا أن العداء لليهود "تحوّل إلى موضة سياسية مرفوضة وخطيرة".

ولفت إلى الخطوات التي اتخذتها صربيا في السنوات الأخيرة لتكريم ضحايا المحرقة، من بينها قانون استرداد ممتلكات اليهود الذين لا ورثة لهم، وإنشاء مركز تذكاري في موقع معسكر "ستارو سايميشتا"، حيث قُتل آلاف اليهود والصرب إبان الاحتلال النازي.

الرئيس الصربي، الذي تربطه علاقات وثيقة مع قادة عرب وإسرائيليين على حد سواء، أبدى خشيته من تصاعد موجات الكراهية في جامعات ومجتمعات غربية، وقال: "ما يحصل في بعض الجامعات الأميركية ضد اليهود أمر خطير وجاهل وغير إنساني".

وختم حديثه بالتأكيد على أن العلاقة مع إسرائيل ليست مجرد تحالف سياسي، بل "سياسة دائمة" تعكس رؤية صربيا الاستراتيجية في عالم مضطرب، معتبرًا أن البلدين يتقاسمان المصير ذاته في محيط إقليمي معقّد يتطلب استقلالية القرار وقوة التحالفات.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مندوبية التخطيط ترصد نمو الاقتصاد الوطني بنسبة 3,8% سنة 2024 رغم تراجع القطاع الفلاحي
  • ألكسندر فوتشيتش يكشف: صربيا دعمت إسرائيل عسكريًا بعد 7 أكتوبر رغم الإنتقادات الأوروبية
  • خبير عسكري: إسرائيل تفرض قواعد اشتباك جديدة وتريد شرعنة التدخل المتكرر بلبنان
  • داخلية غزة تعلق على إعلان إسرائيل تشكيل عصابات داخل القطاع
  • حماس: إعدام الأسير أبو حبل يكشف ممارسة الاحتلال “منهجية سادية” في التعامل مع الأسرى
  • خبير عسكري: الاحتلال يحاول تطويق مدينة غزة وعقدته الشجاعية وجباليا
  • حماس تحذر من استمرار عمليات التعذيب والتنكيل بحق الأسرى على يد الاحتلال
  • خبير عسكري: عمى الاحتلال تكتيكيا وإستراتيجيا وراء تكرار عمليات المقاومة
  • مؤسسة غزة الإنسانية تعين رئيسا إنجيليا دعم مقترح السيطرة على القطاع
  • إسرائيل تقصف خياما للنازحين بغزة وتحظر دخول مناطق المساعدات