قبل 3 أشهر، وتحديدًا فى مارس الماضى، ألزمت الحكومة بكتابة أسعار سبع سلع أساسية داخل حيز التنفيذ، حيث تضمن قرار مجلس الوزراء إلزام كل أصحاب المحال والسلاسل التجارية بوضع الأسعار على السلع، أو مكان عرضها، فى إطار مواجهة جشع التجار، وضمان وصول السلع إلى المستهلكين بأسعارها الفعلية.
ومنذ ذلك الوقت، وحتى الآن، نجد أن الأمر لم يتغير كثيرًا، مع حدوث موجات متتالية لارتفاع الأسعار، التى تحدث بشكل مستمر، بل يحدث يوميًّا فى بعض الأحيان، لنجد الإجابة السريعة والجاهزة التى تصل أسماعنا من كل الباعة تقريبًا مرتبطة بسعر الصرف «الدولار».
اللافت أن الارتفاع المتتالى لا يرتبط بالسلع المستوردة بشكل كامل أو أجزائها من الخارج، بل ارتفاع أسعار السلع ومنتجات محلية الصنع، التى ليس لها علاقة بارتفاع سعر الدولار، كالخضار والفاكهة التى أصبح لدينا فى كثير منها إنتاج يصل إلى حد الاكتفاء الذاتى بل والتصدير.
الغريب فى الأمر، والمثير للدهشة، هو أن زيادة الأسعار لنفس السلعة تختلف من منطقة لأخرى، بل من بائع لآخر فى نفس المنطقة ونفس الشارع، لنجد كل واحد يبيع على هواه، فى ظل صعوبة فرض الرقابة على جميع منافذ البيع، وامتداد موجة جشع الكثير من التجار، لتطال العديد من السلع والخدمات فى شتى المجالات، مما جعل هؤلاء التجار يتربحون ويحققون مكاسب بمليارات الجنيهات من جيوب المواطنين دون وجه حق.
الآن، ومع حدوث استقرار وتراجع فعلى فى سعر الدولار، وقيام الدولة بإنهاء البضائع المستوردة، وتوفير الدولار بالبنوك، والقضاء بشكل واسع على السوق السوداء، وتضيق الفجوة بشكل كامل بين السعر الرسمى وأسعار السوق الموازية، فإن أعذار وحجج التجار، لم يعد لها مجال للحديث.
من المؤكد أيضًا أن إلقاء الكرة فى ملعب المستهلكين بدعوى غياب الوعى، ينطوى على قدر كبير من المبالغة، لأن مطالبة المستهلك بالتفاعل واستخدام الخطوط الساخنة للإبلاغ الفورى عن ارتفاعات الأسعار غير المبررة، واضحة للعيان، بل ربما يبدو تنصلًا من المسئولية، لأنها بالفعل لا تحتاج إلى إبلاغ أو خطوط ساخنة!
الآن، أصبح المجتمع فى حاجة فعلية إلى روشتة من الحلول المتكاملة التى، تتعاطى بشكل شامل، مع الغلاء، دون أن تراهن على فاعلية آلية واحد، وأولى الخطوات للحلول السريعة، تبدأ بتفعيل مكافحة الاحتكار، والتشدد فى تطبيق قواعد الشفافية والتنافسية، وزيادة حجم المعروض من أى سلعة، والتأكد من تفاعل قوى للسوق وآليات العرض والطلب بشكل سليم، حتى لا تسمح باحتكار فئة صغيرة من الموردين للسلع والتحكم فى أسعارها، وبالتالى تبرير أى ارتفاعات سعرية يفرضونها على المستهلكين.
يجب أيضًا تفعيل دور جهاز حماية المستهلك، مع تحديد هوامش ربح وسعر عادل للسلع الأساسية، ولا نترك الأمر لجشع وطمع التجار، كما يجب زيادة منافذ التوزيع، والتوسع فى إنشاء التعاونيات من المنتج إلى المستهلك مباشرة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجلس الوزراء
إقرأ أيضاً:
في هذا الموعد.. توافق بين الحكومة والتجار والصناع على خفض أسعار السلع
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، اجتماعًا لمتابعة جهود خفض الأسعار المختلفة مع التجار والمصنّعين، وذلك بحضور أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، والمهندس أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة التجارية، والمهندس أسامة الشاهد، رئيس غرفة الجيزة التجارية، والمهندس جمال الجارحي، رئيس غرفة الصناعات المعدنية، والمهندس أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، والمهندس محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية، ومحمد عبدالسلام، رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة، و جمال السمالوطي، رئيس غرفة صناعة الجلود، ومحمد خطاب، نائب رئيس غرفة مواد البناء، والدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية.
واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بتأكيده أن الحكومة، على مدار الفترة الماضية، كانت ولا تزال حريصة على ضمان الالتزام بتوفير السلع المختلفة، وكذا مُستلزمات الإنتاج للمصانع، قائلًا: نجحنا في تحقيق ذلك عبر استقرار تام والتزام من الجهاز المصرفي بتوفير كل المتطلبات من المكون الأجنبي من العملة الصعبة، خلال الفترة الماضية.
سعر الدولار يسجل انخفاضًاوشدد الدكتور مصطفى مدبولي على أن المطلوب حاليًا هو أن يشهد المواطن انخفاضًا في أسعار السلع، خاصة أن سعر الدولار يسجل انخفاضًا خلال الفترة الأخيرة مقابل الجنيه.
بعد تحليل الحكومة لـ 55 ألف سائق .. كيف واجه القانون ظاهرة تعاطي المخدرات
مدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية
وفي هذا الإطار، طالب رئيس الوزراء رئيس اتحاد الغرف التجارية بجمع رؤساء جميع الغرف التجارية، والتوافق على تخفيضات حقيقية في الأسعار لمختلف السلع.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الأزمة الاقتصادية التي واجهتها الدولة المصرية على مدار الفترة الماضية، تم تجاوزها، قائلًا: مؤشرات أداء الاقتصاد المصري كلها جيدة، لكن أسعار السلع لا تتناسب أبدًا مع هذا التحسن الإيجابي في المؤشرات الاقتصادية، لذا يتعين أن نوفر الأسباب التي تدفع نحو مسار نزولي للأسعار، فكما زادت الأسعار في فترات سابقة نظرًا لتحديات واجهناها، يجب أن تنخفض الآن.
وفي غضون ذلك، قدّم أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية شرحًا حول موقف توافر السلع المختلفة، ونسب تغيُر الأسعار خلال الفترة الماضية، كما تطرق إلى الحديث عن تكلفة إنتاج السلع مقارنة بالتكلفة في عددٍ من الدول المختلفة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الغرف التجارية مستعدة للتعاون مع الحكومة؛ بما يُسهم في خفض مستويات الأسعار المختلفة، ومؤكدًا أن الهدف واحد وهو تحقيق ما فيه مصلحة المواطن. وقال "الوكيل": سيتم الإعلان عن بدء أوكازيون تخفيض الأسعار في 4 أغسطس المقبل، وسيتم التوجيه بأن تكون هناك تخفيضات حقيقية في مختلف السلع.
وخلال الاجتماع، تطرق المهندس أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة التجارية، إلى الحديث عن أسعار الحديد، قائلًا: سوف ننزل بالأسعار لأقل ربحية مُمكنة، وسنعلن عن الأسعار الجديدة لكل مصانع الحديد خلال الأسبوع المقبل. وعقب ذلك، قدّم المهندس أسامة الشاهد، رئيس غرفة الجيزة التجارية، عرضًا قارن خلاله أسعار شهر يناير 2025 بأسعار شهر يونيو الماضي، حيث أظهر العرض انخفاضًا في أسعار السكر والأرز والدقيق، قائلًا : حتى لو حدث ثبات للأسعار في ظل ارتفاع سعر المحروقات، فإن هذا يعد تطورًا جيدًا.
وطالب "الشاهد" بزيادة الدعم المُقدم للصناعة وكذا تقديم المزيد من التيسيرات وهو ما سيسهم في خفض تكلفة المنتج النهائي. وخلال الاجتماع، قال المهندس جمال الجارحي، رئيس غرفة الصناعات المعدنية: سنشارك في مبادرة حقيقية لخفض الأسعار.
وفي سياق متصل، قال محمد خطاب، نائب رئيس غرفة مواد البناء: كلنا لدينا هدف واحد، وهو وصول السلعة للمستهلك بأسعار مناسبة، وسنعمل معًا على تحقيق ذلك. فيما أكد المهندس أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، أن الغرفة وأعضاءها مستعدون للمساهمة مع الحكومة في أي مستهدفات وخطط من شأنها خفض مستويات الأسعار. كما أكد الدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، أنه سيتم التوسّع في الأوكازيون ليغطي السلع المختلفة، وليس الملابس فقط، قائلًا: سنتعاون مع السلاسل المختلفة لتحقيق خفض مستدام لأسعار السلع المختلفة التي تؤثر في المواطن.