عمّان- يشكو الأردنيون من عدم توفر الدجاج في المحال والمراكز التجارية في الأردن، وسط حالة من الشد والجذب بين وزارة الصناعة والتجارة والتموين، وجمعية حماية المستهلك، وجمعية مستثمري قطاع الدواجن، حول الطرف المسؤول عن أزمة اختفاء الدجاج في الأسواق.

يأتي ذلك بعد ارتفاعات متتالية لأسعار الدواجن خلال الأسابيع الماضية، دفعت الحكومة الأردنية إلى فرض سقف على أسعار الدجاج الطازج بواقع 1.

7 دينار (2.40 دولار) للكيلوغرام، بعد أن تجاوز سعر الكيلو خلال الفترة الماضية دينارين ونصف (3.53 دولار).

وحسب مواطنين، فإن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم توفر الدجاج في الأسواق، وإن وُجد فإن الكميات المعروضة تكون قليلة وبأسعار مرتفعة، ما يصعب عليهم تلبية احتياجاتهم منه.

وأقر رئيس جمعية حماية المستهلك محمد عبيدات بأن جمعيته تلقت مئات الشكاوى من كافة محافظات الأردن حول عدم توفر كميات كافية من الدجاج.

وقال في تصريح للجزيرة نت إن مادة الدجاج طعام أساسي لدى المواطن الأردني، نظرا لارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بكافة أنواعها.

"خليها تقاقي وما تلاقي" ..
المقاطعة سلاح الأردنيين لخفض أسعار الدجاج pic.twitter.com/zqcd1LIAlH

— محاسن الحمصي (@mahassenhomsi) May 6, 2024

هل هو احتكار تجاري؟

ويتخوّف عبيدات من أن يكون عدم توفر الدجاج بكميات كافية وبأوزان مناسبة أداة ضغط من قِبل بعض التجار على وزارة التموين لإلغاء العمل بالسقوف السعرية التي حددتها الوزارة قبل فترة، نتيجة لارتفاع أسعاره بصورة مبالغ فيها.

واتهم بعض تجار الدجاج بتخزين ما لديهم، بانتظار بيعه بأسعار أعلى من الحالية، لافتا إلى أن غالبية المستهلكين من المواطنين لا يستطيعون تحمّل هذه الأسعار.

وحمّل عبيدات وزارة التجارة والتموين المسؤولية عن أزمة الدجاج، متهما إياها بأنها لا تقوم بالدور المطلوب منها إزاء حل مشكلة ارتفاع أسعار الدجاج، أو عدم توفره في الأسواق بصورة منتظمة.

الناطق الإعلامي باسم وزارة الصناعة الأردنية: كميات الدجاج المذبوحة، بلغت 540 ألف طير، بما يزيد بنحو 40 ألفًا عن حاجة السوق اليومية البالغة 500 ألف من الدجاج الطازج

بدوره، أكد الناطق الإعلامي باسم وزارة الصناعة والتجارة والتموين ينال البرماوي، زيادة كميات الدجاج الموردة للسوق المحلية خلال الفترة القريبة الماضية.

وقال البرماوي، في تصريحٍ للجزيرة نت، إن كميات الدجاج المذبوحة بلغت 540 ألف طير، بما يزيد بنحو 40 ألفا عن حاجة السوق اليومية البالغة 500 ألف من الدجاج الطازج.

وأضاف أن ثمة تحسن في أوزان الدجاج، والتزام كبير بالسقوف السعرية المحددة من الوزارة، منوها بضبط 81 مخالفة عدم التزام بالسعر المحدد للدجاج، و49 مخالفة لعدم الإعلان عن الأسعار.

غرامات ومخالفات

وأشار البرماوي إلى أن غرامات لا تقل عن 1000 دينار (1410.65 دولار) تنتظر كل من يخالف السقوف السعرية لبيع الدجاج، أو الحبس مدة لا تقل عن شهرين.

أما رئيس جمعية مستثمري الدواجن والأعلاف عبدالشكور جمجوم، فقد أشار إلى أن ظروفا عدة تداخلت في أزمة الدجاج، مؤكدا في الوقت ذاته على أن "أسعار الدجاج القديمة لن تعود كما كانت سابقا".

وأشار إلى أن هذه الفترة من السنة عادة ما تشهد تغيرات في درجات الحرارة، ما يؤثر بشكل سلبي ومباشر على الدجاج، ويؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة منها.

وقال إن هناك نقصا في الكمية المعروضة، ما يؤدي إلى ارتفاع السعر، واعدا بحل المشكلة خلال الفترة المقبلة.

أزمة اختفاء الدجاج من الأسواق الأردنية مستمرة منذ أسابيع (الجزيرة)  "تقاقي وما تلاقي"

وتعبيرا منهم عن رفضهم لارتفاع أسعار الدجاج، أطلق ناشطون أردنيون حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، تحت شعار: "خليها تقاقي (صوت الدجاج) وما تلاقي"، تهدف إلى مقاطعة الدجاج لخفض الطلب عليها، وعودة أسعارها إلى الهبوط مجددا، ومنع احتكارها من قِبل بعض التجار.

وأرجع الخبير الاقتصادي زيان زوانة مشكلة أسعار الدجاج الحالية في المملكة لعدة أسباب مجتمعة، أهمها:

زيادة الطلب على الدجاج نتيجة ارتفاع سعر اللحوم. ارتفاع سعر الدجاج البرازيلي المستورد. تغير هيكل إنتاج الدجاج من شكل "صغار المربين"، وما يُعرف بـ"النتافات" إلى "صناعة الدواجن" شبه المتكاملة. استثمار عدد محدود من الشركات الأردنية في هذه الصناعة. أمراض خفضت كمية الدجاج المورد للسوق وأخرت فترة نمو الدجاج الحي. قرار وزارة الصناعة والتجارة لمعالجة الموضوع بوضعها سقف سعر للدجاج " كامل الدجاجة "، وتركها أشكال الدجاج المنتج الأخرى (دجاج مقطع، مسحوب) من دون سقف سعري، مما قلل كمية الدجاج الواردة من هذا الصنف للسوق، ودفعت المنتجين للتوريد لمنافذ سوقية أخرى لا سقف سعري فيها، كالمطاعم والمستشفيات والفنادق.

وأشار زيان زوانة، في حديث للجزيرة نت"، إلى أن هذه الأسباب مجتمعة أفرزت حالة سوق الدجاج الحالية، لافتا إلى أنه كان من الممكن معالجتها بترك السوق ليستقر من تلقاء نفسه، بعد فترة زمنية بسيطة بتواصل مهني أعمق مع شركات "صناعة الدجاج"، ومن دون سقف سعري، ليعود السوق تدريجيا إلى الاستقرار من حيث السعر والمعروض، خاصة بعد عيد الأضحى الذي يرتفع فيه طلب المطاعم والفنادق والمستهلك العادي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وزارة الصناعة أسعار الدجاج ارتفاع أسعار عدم توفر سقف سعر إلى أن

إقرأ أيضاً:

أيمن العشري: نسعى لخفض أسعار الحديد لأقل ربحية والإعلان عن قائمة محدثة قريبا

شارك أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة التجارية، في الاجتماع الموسع الذي ترأسه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، لمتابعة جهود الدولة في ضبط الأسواق وتوفير السلع بأسعار مناسبة، وذلك بحضور عدد من رؤساء الغرف التجارية والصناعية.

ويأتي هذا الاجتماع في إطار تحركات الدولة المتواصلة لتحقيق استقرار الأسواق، ومواجهة أي زيادات غير مبررة في الأسعار، خاصة في ضوء تحسّن المؤشرات الاقتصادية، وتراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وانخفاض معدلات التضخم.

وأكد العشري خلال الاجتماع أن الغرف التجارية، وفي مقدمتها غرفة القاهرة، ملتزمة بالتعاون الكامل مع الحكومة لتنفيذ رؤية شاملة لضبط الأسعار والتخفيف عن المواطنين، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تقتضي اتخاذ خطوات تنفيذية واضحة على أرض الواقع، تتجاوز حدود التصريحات والمبادرات النظرية..

وأوضح رئيس غرفة القاهرة أن الغرفة تباشر حاليًا تنسيقًا موسعًا مع كبار المنتجين والمصنعين، ولا سيما في قطاع مواد البناء، لخفض أسعار الحديد إلى مستويات عادلة تحقق الحد الأدنى من الربحية، مؤكدًا أنه سيتم الإعلان رسميًا عن قائمة محدثة لأسعار الحديد الصادرة عن مختلف المصانع خلال الأسبوع المقبل، في خطوة تهدف إلى ضبط السوق وتحقيق انفراجة سعرية حقيقية يستفيد منها المواطن.

وأضاف العشري أن الغرفة بصدد إطلاق مبادرات إضافية تشمل سلعًا استراتيجية بالتعاون مع سلاسل التوريد والموردين الكبار، في إطار الأوكازيون الصيفي، الذي يُنتظر انطلاقه رسميًا في 4 أغسطس، بتخفيضات حقيقية تشمل مختلف أنواع السلع وليس الملابس فقط.

وشدد على أن الوقت الحالي يُمثل فرصة حقيقية للقطاع التجاري للقيام بدوره الوطني، مؤكدًا أن استقرار السوق لا يُمكن أن يتحقق إلا من خلال التزام جماعي، يجمع بين الحكومة والقطاع الخاص والغرف التجارية والمستهلكين.

وثمّن العشري جهود الحكومة في تأمين احتياجات المصانع من العملة الصعبة خلال الفترة الماضية، بما ساهم في ضمان تدفق مستلزمات الإنتاج، مؤكدًا أن غرفة القاهرة ستواصل تنسيقها المستمر مع التجار لدعم استقرار السوق، وتعزيز ثقافة التسعير العادل والشفافية كأحد المرتكزات الأساسية لضبط الأسواق.

واختتم العشري تصريحاته بالتأكيد على أن الغرف التجارية لن تتوقف عن أداء دورها الوطني في هذه المرحلة الدقيقة، وستظل شريكًا أساسيًا في كل ما من شأنه تعزيز الاستقرار وتحقيق العدالة السعرية.

مقالات مشابهة

  • نواب: تراجع سعر الدولار وتحسن المؤشرات الاقتصادية يفتحان الباب لخفض أسعار السلع في الأسواق المصرية
  • الشاهد : غرفة الجيزة تطالب بدعم أوسع للصناعة لخفض التكلفة
  • الصناعات الغذائية: مستعدون لدعم خطط الحكومة لخفض الأسعار
  • اتحاد الغرف التجارية: مبادرة قريبة لخفض الأسعار بالتعاون مع الحكومة والقطاع الخاص
  • بشرى للمواطنين من الحكومة: انخفاض الدولار يفتح بابًا لخفض أسعار السلع في هذا الموعد
  • أيمن العشري: نسعى لخفض أسعار الحديد لأقل ربحية والإعلان عن قائمة محدثة قريبا
  • توافق بين الحكومة والمُصنعين والتجار على مبادرة لخفض أسعار السلع المختلفة
  • ترامب يدعو الاحتياطي الاتحادي مجددا لخفض الفائدة
  • نقابة مستوردي اللحوم تبحث إعادة الهيكلة وفروقات أسعار الدجاج
  • بالطريقة الأصلية.. أسرار عمل دجاج المندي بالأرز المبهر